عربي21:
2025-03-15@10:48:10 GMT

معركة الاحتلال الداخلية‎

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

إلى جانب طوفان الأقصى التي تدور رحاها بين المقاومة والاحتلال منذ تسعة أشهر، هناك معركة أخرى بدأت قبل طوفان الأقصى بتسعة أشهر ثم تعمقت بما حدث للاحتلال من فشل وهزيمة يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

هذه المعركة تجري بين نتنياهو والائتلاف الحاكم من جهة وبين المعارضة العلمانية من جهة ثانية، ثم انضم إليها الرافضون لاستمرار الحرب مثل أسر الأسرى وأسر الجنود الذين يخدمون في الجيش، والجنرالات السابقون وقادة الأجهزة الأمنية ورؤساء وزراء سابقون، وكل من يرون أن جيشهم خسر المعركة وأن نتنياهو يقودهم للمجهول تحقيقا لمصلحته الشخصية.



ولكن كيف كانت البداية؟

البداية كانت بعد تصاعد الاتهامات لنتنياهو بالفساد ورفعت ضده أربع قضايا، وأجريت منذ العام 2019 أربع انتخابات برلمانية مبكرة لم يفز فيها أي حزب بالأغلبية، ثم كانت الانتخابات الخامسة في كانون الأول/ ديسمبر2022 وفيها استطاع الليكود الذي يقوده نتنياهو والأحزاب الدينية الموالية له أن يحصل على الأغلبية النيابية ليشكل حكومة مستقرة.

بعد طوفان الأقصى وما حدث فيها من فشل أمني عسكري علم نتنياهو أن ساعة الحساب قادمة وأن مستقبله على المحك ورأسه تحت المقصلة، وأن المعارضة ستلجأ إلى الشارع للمطالبة بإقالته.

كان تقديره أن المعارضة لن تستطيع إقالته بالمظاهرات، وهي فعلا ظلت تتظاهر كل يوم سبت بعشرات الآلاف لمدة 9 أشهر قبل 7 أكتوبر وتجاهلها كأنها غير موجودة.

الجبهة الثانية التي وقفت أمام نتنياهو وتحالفه كانت المحكمة العليا التي حاول هو وفريقه الحاكم السيطرة عليها من خلال قانون إصلاح السلطة القضائية، ولكن خوف نتنياهو الأساسي كان من الجيش أن ينسب الفشل إلى الحكومة وأن ينحاز إلى المعارضين. وكانت خطة نتنياهو -كما أقرؤها- للتعامل مع هذا الاحتمال كالتالي:

- وضع أهدافا للحرب يستحيل أن يحققها جيشه ولا أي جيش آخر، من أجل أن يجعلها حربا بغير أفق زمني.

- أدخله في حرب عمياء ليس لديه فيها معلومات لا عن المقاومة ولا عن قدراتها ولا عن الأنفاق ومساراتها، ولم يستمع إلى نصيحة بايدن وفريقه العسكري.

- وجه الاتهام للجيش وأجهزة الأمن والاستخبارات من اليوم الأول أنهم السبب في الفشل، وكتب تدوينة يتهمهم فيها بأنهم رفعوا إليه تقارير غير صحيحة بأن حماس ارتدعت ولا تريد أن تحارب ولا تقوى على الحرب، ولما أثارت تدوينته الضجة مسحها وقدم الاعتذار وأعلن تجديد ثقته بالأجهزة وقياداتها، ولكن بعد ان أوصل الرسالة التي دفعتها للاعتراف بمسئوليتها وظل هو دائما يدفع عن نفسه أي تقصير أو اتهام.

- توقف هو عن التدوين ولكنه أقام مكانه من يقوم بهذا الدور، فجعل ابنه "يائير" الذي هرب من الحرب في أيامها الأولى إلى أمريكا ولم يعد إلى الآن؛ يقوم بنفس المهمة وهي مهاجمة الجيش واتهام قادته بالخيانة.

- وأخيرا وقبل أيام انضمت زوجته سارة إلى ابنها واتهمت الجيش بأنه يحاول القيام بانقلاب عسكري ضد زوجها.

وفي المقابل، ماذا فعلت المعارضة لإسقاط الحكومة التي تمتلك أغلبية مستقرة ولن تستطيع أن تسحب منها الثقة؟

- دخل غانتس وأيزينكوت إلى مجلس الحرب وحكومة الطوارئ بحجة التضامن وقت الحرب، وأحسب أن مهمتهما كانت هي خلخلة هذ التحالف من داخله.

- أصدرت المحكمة العليا قرارا بأنه لا يجوز إعفاء الحريديم من الالتحاق بالجيش، وهي بهذا قطعت الطريق على فريق نتنياهو الذي مرر قانونا بالقراءة الأولى في الكنيسيت يقر استمرار هذا الإعفاء، وكان هذا القانون ينتظر القراءة الثانية ثم الثالثة والأخيرة. كان الهدف من قرار المحكمة إثارة الخلافات داخل الائتلاف الحاكم وتفجيره من الداخل، ويبدو أن ذلك لم يفلح حتى الآن.

- أما الجيش الذي علق في غزة ولم يستطع أن يحقق شيئا، فبدا هو الآخر يبحث عن مخرج لورطته، خاصة أنه يعلم أنه لا يستطيع البقاء في غزة ونتنياهو وفريقه يريدونه أن يبقى، وهو في استنزاف مستمر وضعف وانهيار نفسي ومعنوي ويريد نتنياهو أن يبقيه في غزة يحتلها ويديرها.

ولهذا بدأ التناقض يظهر وبدأ الجيش يعلن تقديرات مختلفة ومن ذلك:

- خرج هجاري، المتحدث باسم الجيش، ليعزي الفشل إلى القيادة السياسية (نتنياهو والحكومة) لأنها لا تملك رؤية لليوم التالي بعد الحرب وأنها تضيع إنجازات الجيش ثم بأنها وضعت أهدافا مستحيلة التطبيق. وتكرر هذا على لسان ضباط وجنود كثيرين لإبعاد الاتهام عن الجيش وإلحاقه بالحكومة التي لم تستثمر تضحيات الجيش وانتصاراته.

بدأت تعلو أصوات القادة الحاليين والسابقين بأن لا سبيل لعودة الأسرى إلا باتفاق سياسي مع المقاومة وأن الجيش أنهى مهمته.

ولكن كيف ستنتهي الأمور؟ ومتى ستأتي اللحظة التي يقر فيها الجميع بالفشل؟ وهل سيتم فض الاشتباك بينهما سلميا؟ ولماذا حذر نتنياهو قبل أيام من الحرب الأهلية؟ وهل كان هذا التحذير على سبيل التهديد بأنه وفريقه لن يتنازلوا عن مكتسباتهم حتى لو وصلت الأمور إلى الحرب الأهلية؟ وإذا كان الجيش كما هو معلوم يملك أسلحته فهل سيستخدم المتشددون الأسلحة التي وزعها بن غفير على قطعان المستوطنين؟ وهل كان توزيع هذا السلاح لهذا الغرض وتم التغطية عليه بحجة الدفاع عن النفس ضد الفلسطينيين؟ وهل كانت هذه السيناريوهات محتملة ومتوقعة قبل الطوفان؟

واضح أن الشاعر كان صادقا عندما قال:

والليالي من الزمان حبالى   مثقلات يلدن كل عجيبة

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة نتنياهو غزة غزة نتنياهو الاحتلال المقاومة صراعات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو يتهم حماس بممارسة الحرب النفسية بشأن الرهائن

القدس (CNN)-- اتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حركة حماس بممارسة "التلاعب" و"الحرب النفسية" بإعلانها قبول مقترح الإفراج عن جندي أمريكي -إسرائيلي رهينة من غزة.

وقال مكتب نتنياهو في بيان: "في حين قبلت إسرائيل مقترح ستيف ويتكوف، لا تزال حماس مصرة على رفضها ولم تتراجع أبدا. وفي الوقت نفسه، تواصل التلاعب والحرب النفسية"، ويأتي بيان مكتب نتنياهو في إشارة إلى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف الذي وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع.

ومن المرتقب أن يجتمع الوزراء الإسرائيليون، مساء السبت، لتلقي تقرير مفصل من فريق التفاوض الذي أمضى الأسبوع الماضي في الدوحة، و"لتحديد الخطوات التالية فيما يتعلق بالإفراج عن الرهائن".

وزعمت إسرائيل أن حماس رفضت المقترحا الذي طرحه ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي، والذي سعى إلى تمديد وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، دون التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بشكل دائم.

وفي وقت سابق الجمعة، قال مسؤول كبير في حماس لشبكة CNN، إن الحركة لا تزال ملتزمة بالاتفاق الأساسي الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل، والذي قد يُنهي الحرب في غزة. وأضاف المسؤول أن الحركة قبلت عرضا من الوسطاء بالإفراج عن الجندي الأمريكي -الإسرائيلي الرهينة عيدان ألكسندر وجثث أربعة رهائن يحملون جنسيتين، في إجراء استثنائي.

مقالات مشابهة

  • ترامب: أزمة أوكرانيا كانت تدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة
  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • لماذا لن يعود نتنياهو لقرار الحرب؟
  • مكتب نتنياهو يتهم حماس بممارسة الحرب النفسية بشأن الرهائن
  • سليمان من قصر بعبدا: المعادلة التي تُفيد البلد هي معادلة الجيش والشعب
  • نتنياهو : الجيش الإسرائيلي يسيطر على 5 مواقع جنوب لبنان
  • أبرز الفئات التي شملها قرار الداخلية السورية إلغاء بلاغات منع السفر
  • خطة إعمار ودولة فلسطينية.. خبير: التغير بالموقف الأمريكي جعل نتنياهو لا ينام
  • إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو قررت عدم الالتزام باتفاق غزة منذ لحظة توقيعه
  • المعارضة الصهيونية: نتنياهو يرفض دفع الثمن السياسي لوقف الحرب