وأكل الغول القمر رواية تُقارب الموت ونظرة الإنسان للفقد
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
الجزائر "العُمانية": يُقارب الروائيُّ الجزائريُّ، أحمد حمّادي، في روايته "وأكل الغول القمر" (285 صفحة)، الصادرة عن دار ميم للنشر بالجزائر، إبداعيًّا، مرحلة من أصعب المراحل التي مرّت بها الجزائر في تاريخها الحديث، من خلال التركيز على قرية صغيرة تُسمّى "ريش ليو"، وهي قرية تقع في الشرق الجزائري، عكست الأحداث التي جرت بها، ما حدث في الجزائر ككلّ.
ويقول الروائيُّ أحمد حمّادي في حديث، لوكالة الأنباء العُمانية، إنّ "فلسفة هذا العمل الروائيّ هو الموت، وفقدان الأحبّة، وتغيُّر نظرة الإنسان للفقد".
ويُشير صاحب الرواية إلى أنّ أبرز أبطال الحكاية يُدعى "عبد الرحمن"، وصديقه المقرّب "عبد الله"؛ إذ يُصبح عبد الرحمن، في فترة من حياته، "شامبيط" (رجل أمن)، أمّا صديقه عبد الله، فيتحوّل إلى إرهابيّ، ومن ثمّ يبدأ الصراع من أجل البقاء.
وقد اعتمد الروائيُّ أحمد حمّادي، لوضع القارئ بين ثنايا هذه الحكاية، على الوصف بشكل كبير، وأيضا على السرد في مواطن الحديث عن التاريخ، فضلا عن استخدامه كذلك لتقنية "الفلاش باك" من أجل سرد ذكريات الطفولة.
ويؤكد صاحب "وأكل الغول القمر" على أنّه اعتمد لتأثيث روايته على أحداث واقعية وقعت له بالفعل في طفولته، كما استخدم أسماء بعض الأماكن من بلدته التي ترعرع فيها.
من جانب آخر، يشير حمّادي إلى أنّه بصدد كتابة رواية خيالية باللُّغة الإنجليزية لتأثُّره بالأدب الإنجليزي وأساطينه من الروائيين، أمثال الروائية جين اوستن (1775/1817)، وتشارلز دكنز (1812/1870)، وبراندون ساندرسون (1975). كما لا يُخفي تأثُّره بكلّ الأدب الكلاسيكي، وخاصّة ميله الشديد إلى الرواية الخيالية فيما يخصُّ الأدب الجديد.
وفي مقطع من رواية "وأكل الغول القمر"، يقول أحمد حمّادي " أتذكّر عبد الله، أغصِبهُ أن يُسمِع أمَّه السؤال إيّاه: "هل تخبزين كسرة المطلوع؟". أجد لنفسي الحيلة بعدها لألج المكان الترابي. في زاويته الجنوبية، تضع خالتي زكية الحطبَ وعيدان الزيتون الجافة، وغير بعيد عنها تنصبُ حجارة أربَعَ، كبيرة سوداء مستوية هيَّأتْهَا قوائمَ تُشكّل فيما بينها فراغ الكانون. هنا، أعلم ما ستقوم به: ملء الفراغ بين الحجارة بالحطب القاسي، كِسوته بالفروع الصغيرة المورقة للزيتون ثمّ إشعاله. لا أنسى منظر أوراق الزيتون، تشتعل سريعةً، تُصدر صوتًا يشبه اِحتراق فتيل القنبلة.
اِنبعاث الدّخان هو إعلان بداية اللعبة. بعد أنْ تُسعّر خالتي زكية الحطب، تضع على الحجارة الطاجين. لم أكن أنا وعبد الله نُقرضُ مراحل طبخ الخبز المحلي البال، ليس بعد. ما نفكّر فيه هو الفوز بالرهان: حبس الأنفاس ودخول النوّالة التي يُخضّبها دخان حطب الزيتون الذي كان كثيفًا.. كأولى أنَفاسِ شاطمة. الفائز من يستقر هناك أكبر وقت ممكن. لم يكن بمقدوري فتح عينَيَّ وأنا أتوسّط الغرفة الصغيرة، بيْدَ أنّي كنت أسمع ذلك الحسيس؛ صوت دندنة طاقم الأساور الفضية الرفيعة في معصم خالتي زكية وهي تطرح عجينة الكسرة. لا أنسى تلك النغمة، ارتبطت بالدخان... بالاختناق... بحرقة العيون، ورائحة كسرة المطلوع الشهية..".
يُشار إلى أنّ الروائيّ أحمد حمّادي (1984)، حاصلٌ على ماجستير في الأدب الإنجليزي من المدرسة العليا للأساتذة بالجزائر، بدأ الكتابة في 2010، ونشر في مصر مجموعة قصصيّة وروايتين، قبل أن ينتقل للنشر في الجزائر، بداية من عام 2016.
ومن أهمّ أعماله المنشورة، مجموعة قصصيّة بعنوان "عازفة العذاب" (دار أكد/ مصر 2011)، ورواية "مرام" (دار غراب/ مصر 2015)، ومجموعة قصصيّة "ثم أمطرت" (دار المثقف 2016)، ورواية "حفاة على الجمر" (دار الشافعي/ مصر 2019)، ورواية "أسيرة بسكوف" (دار خيال 2022).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: عبد الله
إقرأ أيضاً:
موقع البيئة في فكر الثقافة العربية: قراءة في ملف العدد 435 من مجلة “أفكار”
#سواليف
كتب .. #الدكتور_أيوب_أبودية
صدر العدد 435 من #مجلة ” #أفكار ” التي تصدرها #وزارة_الثقافة الأردنية، حاملاً في طياته ملفاً خاصاً عن #البيئة، وهذا فتح جديد في #الثقافة_العربية بالاعتراف بالثقافة البيئية كجزء مهم من الثقافة العامة. فالثقافة ترضع من بيئتها الماء والغذاء وتتنفس الهواء وتطأ على الأرض، فاذا تلوثت عناصر البيئة من ماء وهواء وتربة هكذا يتلوث المثقف الإنسان وهو العنصر الرابع من عناصر البيئة، ومن ثم يمرض ويصبح انتاجه ملوثا، ويلوث الناس بأفكاره.
يُسلّط الملف الضوء على أحد أهم التحديات المعاصرة التي تواجه البشرية. فقد تميز الملف بتنوع مقالاته التي شارك في كتابتها عدد من الباحثين والكتّاب الأردنيين والعرب، حيث تناولوا قضايا بيئية متعددة من زوايا فكرية وثقافية وعلمية. كتب د.أحمد راشد، وا.د. نزار أبو جابر، ود. أيمن العمري، والأستاذ محمد أحمد الفيلابي، والانسة سمر فتياني.
مقالات ذات صلةفي مقالات هذا الملف، يتجلى الوعي العميق بأهمية إدماج الشأن البيئي في الخطاب الثقافي، باعتبار أن #أزمة_البيئة ليست فقط مشكلة علمية أو تقنية، بل هي انعكاس مباشر لثقافة الإنسان وأنماط استهلاكه في الاتجاهين.
وقد تنوعت المواضيع بين التحولات المناخية، والتلوث، والحلول المستدامة، ودور الأدب والفن في نشر الوعي البيئي.
كما نُلاحظ اهتماماً خاصاً بالسياق المحلي، إذ تطرقت بعض المقالات إلى التحديات البيئية التي تواجه الأردن، مثل ندرة المياه، والتصحر، والضغط السكاني، مع الإشارة إلى الجهود الرسمية والمجتمعية المبذولة لمواجهتها.
ويقدم هذا الملف نموذجاً لدمج القضايا البيئية ضمن إطار فكري شامل، ما يعكس التزام المجلة بدورها التنويري، ويحث القارئ على التفكير في علاقة الإنسان بالطبيعة من منظور جديد يربط بين الثقافة والاستدامة والبيئة معا.
شكرا لاعضاء هيئة التحرير، وأخص بالذكر الدكتور ابراهيم بدران الذي اقترح هذا الملف البيئي، واتمنى على رئيسة التحرير الاستاذه سميحة خريس أن تفسح المجال في المستقبل بنشر متتابع للثقافة البيئة في مجلة أفكار العريقة.