موقع النيلين:
2024-12-23@20:09:11 GMT

عائشة الماجدي: (جرِب إحساس المُقاتل)

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

لو جربت ساهرت ليلة كاملة في الخنادق وتحت صوت البنادق وفي الثغور وبتجتهد أن ترى في الظلام الدامس وتصغي بأُذنك التي أرهقها صوت الهاونات والقذائف بإهتمام حذِر لتُفرق بين أصوات حركة المليشيا وأصوات الحشرات وأنت تلبس لون غامق وممنوع الكلام وممنوع الإضاءة وممنوع الحركة والسلاح جاهز ومُعمر للتعامل المباشر مع أي جسم غريب ستعرف ما معنى وقيمة ( الجيش ) وستعرف ما معنى أن هنالك أشخاص مثلك تركوا كل شيء خلفهم من زينة الحياة الدنيا تركوا أسرهم مطاردين بلا هوية وأطفالهم مشردين بلا أب يحتويهم وهم يرابطوا في الفيافي على طول حدود الوطن بالسنين الطويلة من غير كلل ولا ملل ولا إمتنان على أحد وبلا مزايدة أرواحهم في رحم الغيب أخر كلماتهم

( يا والدة أعفي لي ) ووالدته تودعه بحنين وثبات مُهيب أمشي يا عشاي ودعتك الله.

. الله ينصركم الله ينصركم تُرددها بدعوات الأُمهات يمضي مرفوع الرأس يكفكف دمعاته ويرفع سلاحه على ذراعه ويشِق طريقه ياالنصر ياالبشارات بالشهادة ..

في هذه اللحظات لو كانت هناك ذرة وطنية وإنسانية لعرفتُ أهمية وجود الجيش الوطني والمقاتلين معه …

لو أنك أمضيت شهوراً وسنيناً تنام على الأرض وهوام الأرض تنام معك من غير غطاء أو على ظهر تاتشر تحمل عليه زخائرك وسلاحك وما يسد جُوعك إن وُجد وشرابك وملابسك وجاهزيتك لكل الإحتمالات وأولها الموت ستعرف ما معنى الجيش والقوات المشتركة والمستنفريين ..
لو أنك رأيت العشرات من الشهداء يدفنوا في قبر واحد وبكفن الجيش والمشتركة ينزلونهم في القبر ويدفنوهم زملائهم ورفاق دربهم مع أن لهم أهل وأحباب مثلك لكنهم لم ولن يروا جنائزهم ستعرف ما معنى الجيش والمقاتلين معه ..

لو أنك تواصلت مع والد جندي أو ضابط وأبلغته بأن إبنك أو أخاك إستشهد وأنه ترك معنا بعض الأغراض ( سبحة وموبايل فيه صورة إبنه وأباه) وسنأتي لكم بها إن عدنا ستعرف ما معنى الجيش والقوة المشتركة والمستنفريين معه ..

لو أنك أكلت ( الكوجا ) ووضعتها على ( شوال ملح ) وملحتها بعدس خالي ملح لشهور طويله حتى أصبحت تشم رائحة العدس في كبابي الشاي السادة من غير سكر أو أنك زي ما حدث في حصار المهندسين

( تسعة شهور ) المرابطين فيها كانوا يعتمدوا على كباية ( كركدي مسيخ ) وغيره لم تدخل بطنهم شئ يربطونها بحزام الزخيرة حتى لا يسقطوا جوعاً وتسقط المهندسين وقتها ستعرف ما معنى الجيش والمقاتلين معه …

لو أنك رأيت فدائي وسألته متى أتيت هنا ويجيبك أنه هنا منذ بداية الحرب مع المرتزقة وسألته متى ستعود إلى أهلك؟ ويجيبك بأنه لا يعلم لأن القرار بعد إنتهاء الحرب ستعرف ما معنى الجيش والقوة المشتركة والمستنفريين الذين معهم..

لا تلوموا العملاء والخونة على عدم مساندتهم للجيش والقوة المشتركة والمستنفريين لأنهم لا يعرفوا معنى الوطن والنضال من أجل الوطن والمواطنين هؤلاء يعرفوا محل جيوبهم وإستلام دولارات المنظمات مثلما صرح قياداتهم بذلك ولو عرفوا لما ساندوا مليشيا رمم الجنجويد والمرتزقة ضد الجيش والقوة المشتركة والمستنفريين وشعبهم ولو عرفوا لما وقفوا محايدين في إبادة شعبهم وإغتصاب مليشيا الدعم السريع لإخواتهم وطرد ونهب ممتلكات السودانيين ولو يعرف هؤلاء المحايدين الرخّم في ضياع بلدهم بواسطة مليشيا متحالفة مع أجانب أتوا من شتى الدول لتدمير وطنهم وإبادة أهلهم !..

عليه يبقي عندنا حق الإنتقاد للجيش وأنت واقف معه حق مقبول لكل سوداني على معرفة أن الجيش هو أبونا ونحن جنوده المدنيين نتناقش وننتقد ومن ثم ندعم بعض ونساند بعض ..
لكن أن يأتي محايد وداعم مليشيا الجنجويد وينتقد الجيش بكل بجاحة فهذا لعمري يستحق المشنقة والردع المباشر..

أنت محايد وداعم المليشيا الطبيعي أنه لا يخصك ما يحدث للجيش وشعبه السوداني الأصيل أنت أخترت درب المليشيا فلو تقدر أنتقد الأرزقي حميدتي ومليشيته وأترك الجيش وشعبه في حالهم …

عليه هذا المقال رُبما يكون إحساس الغالبية ومداد مشترك لكُثر مشبعين بفايتمين الوطنية فحاولت أن أُعبر بدلاً عنهم ….

وأخيراً –
( بتنضموا إنتوا فوق الجيش ) …
وكفاية …

عائشة الماجدي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: لو أنک

إقرأ أيضاً:

إب..مليشيا الحوثي تُجبر عشرات المعلمين على حضور دورات طائفية

أجبرت مليشيا الحوثي عشرات المعلمين من إحدى مناطق محافظة إب وسط اليمن على حضور دورات طائفية بعد تهديدهم بالفصل من الوظيفة.

ونقل الناشط إبراهيم عسقين، عن مصادر خاصة، الأحد، القول، إن مليشيا الحوثي اقتادت قبل أيام عشرات المعلمين في العدين، غربي إب، تحت تهديد الفصل من الوظيفة إلى الالتحاق بدورات طائفية.

وأضاف أن المليشيا أخذت المعلمين معصوبي الأعين إلى أماكن مجهولة وصادرت هواتفهم، ويخشى أن يكونوا في صنعاء أو صعدة.

وأشار إلى أن أهالي المعلمين يعيشون حالياً حالة من القلق خاصة في أعقاب الغارات الأخيرة التي طالت العاصمة صنعاء.

وتفرض مليشيات الحوثي على موظفي الدولة بمختلف القطاعات في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها دورات ثقافية لنشر أفكارها الطائفية، تحت تهديد الفصل من الوظيفة العامة أو الاختطاف.

مقالات مشابهة

  • عدن.. نازحون يشكون انتهاكات واعتداءات يتعرضون لها من قبل مليشيا الانتقالي
  • أصوات لا تعرفها تصدرها الإبل والخيول.. ما معنى الحَنِينَ؟
  • قتلى وجرحى من عناصر مليشيا الحوثي بجبهة كرش
  • بعد سقوطها على يد الجيش والقوات المشتركة.. أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش والسيطرة عليها تعني بداية النهاية لانهيار الدعم السريع
  • إب..مليشيا الحوثي تُجبر عشرات المعلمين على حضور دورات طائفية
  • الجيش السوداني والقوة المشتركة يسيطران على قاعدة الزرق الاستراتيجية بولاية شمال دارفور
  • الجيش والقوة المشتركة يسيطران على قاعدة الزرق في شمال دارفور
  • الجيش السوداني: القوة المشتركة سيطرت على قاعدة استراتيجية بمنطقة الزرق
  • بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق
  • هجمات إسرائيل على اليمن.. هل تردع الحوثي أم تمنحه الشرعية والقوة؟ (تقرير)