الثورة نت:
2025-03-06@16:48:46 GMT

اليمنيون .. بين التحديات والتطلعات

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

 

 

اليمن الملاذ الآمن الذي يحتضننا ، والقلب الطيب الذي يحتوينا ، والحصن المنيع الذي يحمينا ، اليمن منبع الحضارات ، البلد الذي سطر جيشه أروع البطولات ، وحققوا رغم العدوان والحصار أغلى الانتصارات ، وتمكنوا بقوة الله وتأييده من قهر السعودية والإمارات ، وضربوا للعالم أجمع أجل وأسمى الأمثلة في البذل والتضحيات ، وهم يساندون غزة العزة على مختلف الأصعدة والمسارات ، بالصواريخ البالستية والزوارق المتفجرة والمسيرات ، وبالخروج المليوني الأسبوعي في مختلف الميادين والساحات ، وقفات شعبية وفعاليات ، مسيرات شعبية ومظاهرات ، في كل المدن والمحافظات ، يهتفون بصوت عال هيهات منا الذلة هيهات ، وفي وجه الأمريكي والإسرائيلي يرفعون الصرخات .


تواجه اليمن الميمون الكثير من التحديات ، وتعصف به وتحاصره الأزمات ، بلد معتدى عليه منذ ما يزيد على تسع سنوات ، محاصر من كل الجهات ، تحالف أرعن يشن عليه حربا هي الأقذر في تاريخ الحروب والصراعات ، السعودية والإمارات وإسرائيل والولايات ، تحالفوا ومعهم قطيع المرتزقة من مختلف الدويلات ، قتلوا وجرحوا وأعاقوا وشردوا وجوعوا الملايين من اليمنيين واليمنيات ، قصفوا ودمروا المنازل والمصانع والمنشآت ، تآمروا على اليمن واليمنيين وشنوا عدوانهم الغادر وفرضوا حصارهم الجائر دون أي مبررات ، أعلنوا الحرب على الشعب بنقل البنك وقطع المرتبات ، ونهبوا الموارد والثروات ، رفضوا اليد الممدودة للسلام وأصروا على وضع المزيد من العراقيل والعقبات ، للحيلولة دون الإفراج عن الأسرى والمعتقلين في مختلف السجون والمعتقلات ، أصروا على التصعيد في مختلف الجبهات ، ورفضوا كل الحلول والمبادرات ، ولم يتعاطوا بإيجابية مع كل ما قدمته سلطة صنعاء من تنازلات ، أعلنوا حرب العملات ، واتخذوا في هذا الجانب الكثير من القرارات ، نزولا عند رغبة الأمريكي والسعودي والإماراتي- والأمريكي بالذات- كل ذلك لأن صنعاء العروبة أعلنت وقوفها إلى جانب أطفال ونساء وشيوخ غزة الذين يرتقون شهداء يوميا بالمئات ، لأن صنعاء تمتلك قيادة متسلحة بالإيمان ، وثقافة القرآن ، قيادة عرفت في مواقفها بالثبات ، قيادة ترى في نصرة غزة من أوجب الواجبات ، وفي مقدمة الأولويات ، مهما كانت المخاطر ، ومهما بلغت التضحيات .
كل هذه التحديات والمدلهمات تواجهها قيادتنا الحكيمة ، و شعبنا الصابر الصامد بكل ثبات ، وهم يرقبون بعين الواثق بالله قرب تحقيق مصاديق ما جاء في القرآن من آيات ، تشير في مضامينها إلى نصر قريب يعز الله به المؤمنين والمستضعفين ، من اليمن ولبنان والعراق أسند بالعمليات ، و من غزة ترفع له الرايات ، وفي الشأن الداخلي عيون السواد الأعظم من اليمنيين شاخصة صوب التغييرات ، ينتظرون بفارغ الصبر انفراجا في الأوضاع ، وحلحلة في القضايا والملفات ، ونقلة نوعية في مختلف المجالات ، وبداية انطلاقة حقيقية لدولة النظام والقانون والمؤسسات ، يتطلعون إلى غد مشرق يحمل في طياته تحقيقا ملموساً لكل أحلامهم والأمنيات ، بعد سنوات عانوا خلالها الكثير من المنغصات ، وتعرضوا للكثير من الامتحانات والصفعات ، وآن الأوان كي يرسموا لوحة جديدة ، ليمن جديد ، يمن مستقل القرار ، لا يقبل بالوصاية والإملاءات ، يمن نفاخر به في صناعة أحدث الصواريخ والطائرات ، والأسلحة والمعدات ، يمن نأكل فيه مما نزرع من مختلف الحبوب والخضروات ، ونلبس من مختلف الملابس المحلية والمنسوجات ، يمن نعلن فيه الاكتفاء الذاتي في كل المجالات ، يمن يشهد في ربوعه الحبيبة ثورة تعليمية رائدة في مختلف المدارس والمعاهد والجامعات ، تعليم يلمس الشعب والوطن ثمار مكاسبه والمخرجات .
اليمنيون كلهم تطلعات إلى واقع جميل في مختلف الدوائر والمصالح الحكومية والمؤسسات ، يتطلعون إلى قضاء عادل يغربل كل القضايا والملفات ، يصدر الأحكام بلا مماطلات ، ويفصل سريعا في الخصومات، ليضع بذلك نهاية للاقتتال والثأرات ، قضاء يعيد الحياة للعدالة بعد الممات، ويتطلعون إلى نقلة نوعية في مجال الخدمات الصحية تعيد ثقة المريض اليمني بالطبيب اليمني ، وتمنح الأول حقه في العلاج المجاني، وتمنح الثاني كافة الحقوق والامتيازات والحوافز والمكافآت ، يتطلعون إلى طرق خالية من الحفر والمطبات ، يتطلعون إلى سد عملاق يستوعب سيول الأمطار المتدفقة على سايلة صنعاء ، يستفاد منه في توليد الطاقة الكهربائية، وتغذية المياه الجوفية ، لحوض مائي يهدده الجفاف ، في مدينة تستقطب الكثير من الهجرات من مختلف المدن و المديريات ، يتطلعون لنظام وقانون يسود البلاد ويخضع له الجميع ، لا امتيازات فيه ولا استثناءات ، ولا فوارق ولا طبقات ، الكل في رحابه متساوون في الحقوق والواجبات ، يتطلعون إلى مطار يليق باليمن عامة وصنعاء خاصة يعكس إرث وتاريخ وأصالة وعراقة اليمن ، مطار يستقبل أكبر الطائرات .
مزود بأحدث التقنيات و التجهيزات ، ويتطلعون ويتطلعون ، والأمل يحدوهم بأن تكلل جهود السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله في إصلاح الأوضاع بالنجاح ، وأن يتكاتف معه الجميع لبلوغ مجمل الأماني والغايات ، وتحقيق الأهداف والتطلعات ، ومعانقة المزيد من التحولات والمنجزات المنشودة منذ سنوات .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

التحديات التي تواجه خطة إعادة الإعمار

على مدار العقود الماضية، ظل التعاطي العربي مع القضية الفلسطينية يتأرجح بين التنديد، والاستنكار، والمبادرات التي سرعان ما تُطوى صفحتها أمام تعنت الاحتلال الإسرائيلي وغياب إرادة دولية حقيقية لإقرار الحقوق الفلسطينية التي لا تتعارض مع القوانين والأنظمة الدولية التي يتكئ عليها النظام العالمي. ولا يبدو في الأفق أن ثمة قدرة على التحول إلى مسار جديد ينطلق من موقف عربي يتواكب وحجم الخطر الجديد ومستوى التحولات التي يشهدها الخطاب العالمي تجاه القضية الفلسطينية خاصة من قبل الولايات المتحدة التي رغم انحيازها للاحتلال الإسرائيلي إلا أنها كانت تحاول الظهور بمظهر الداعم لعملية السلام والراعي لها.

رغم ذلك فلا يمكن التقليل من أهمية خطة إعمار قطاع غزة التي تبنتها القمة العربية خاصة إذا ما نظرنا لهذه الخطة من زاوية إنسانية بعيدة عن البعد السياسي والاستراتيجي.

ولا أحد يستطيع أن ينكر أهمية البعد السياسي في هذه اللحظة التي تمر بها القضية الفلسطينية بمنعطف تاريخي خطير حيث تحول الموقف الأمريكي من التوازن الظاهر على الأقل إلى موقف أشد تعنتا من الموقف الإسرائيلي نفسه حيث يريد الرئيس الأمريكي تهجير سكان غزة من أجل إعمارها وتحويلها إلى منتجع سياحي خاص به أو ببلده! وهذا الطرح الأمريكي هو طرح إمبريالي بحت لم تعمل عليه إسرائيل نفسها بشكل جدي لأنها تعرف استحالته خاصة في غزة. ولكن التحولات العالمية والضعف البيِّن في العالم العربي وفي دوله الكبرى جعل رئيس الولايات المتحدة يكشف عن نوايا جديدة في مسار تصفية القضية الفلسطينية منطلقة من توجهات استثمارية بحتة لرئيس لم يستطع حتى الآن الفصل بين المسارين.

لكن الخطة العربية سواء خطة إعادة الإعمار أو إنشاء الصندوق الائتماني فرغم بعدهما عن الموقف السياسي المؤثر في مجرى الأحداث إلا أنها قوبلت مباشرة بالرفض من دولة الاحتلال ومن الرئيس الأمريكي. وهذا أول التحديات التي قد تعمل على وأد المشروع ناهيك عن تحديات الإعمار العملية بدءا من المبلغ الضخم الذي تحتاج له عملية إعادة الإعمار وصولا إلى وجود مانحين يستطيعون الالتزام بما يعلنون عن مساهماتهم في الصندوق.

وهذا كله يجعل قطاع غزة المهدد الآن بعودة الحرب مرة أخرى يواجه الوضع القائم وهو وضع سيئ جدا بعد أن منعت إسرائيل استمرار دخول قوافل المساعدات. ما يعني أن الفلسطينيين في القطاع سيكونون أمام خيار واحد لا بديل له وهو خيار المواجهة مرة أخرى حتى لو عادت المواجهة إلى مستوى ثورة الحجارة.

وهذا يعني أيضا أن الشعب الفلسطيني، وفي الحقيقة الشعوب العربية، ستفقد ثقتها في قدرة النظم العربية على اتخاذ موقف حقيقي من تهجير شعب عربي من أرضه ونقله قسرا إلى أراضي دول عربية أخرى!

ولهذا، فإن على الدول العربية أن تعمل على أقل تقدير على ضمان نجاح خطة إعادة الإعمار وهذا النجاح، فيما لو تحقق، لا يجب أن يقتصر على جمع الأموال، بل ينبغي أن يكون جزءًا من مسار سياسي متكامل، يضمن للفلسطينيين حقوقهم، ويوحد صفهم، ويقطع الطريق على أية مخططات تهدف إلى تصفية القضية تحت عناوين مضللة.

مقالات مشابهة

  • بورصة برلين السياحية .. المقصد السياحي المصري لديه الكثير لاستكشافه
  • في سابقة تاريخية.. سفارة كبرى تعرض أثاثها للبيع في اليمن!
  • التحديات التي تواجه خطة إعادة الإعمار
  • صوت القاهرة يجلجل في وجه التحديات
  • كاتس: القدرة على الدفاع عن أمن إسرائيل تتطلب الكثير
  • القوات الأمريكية تقرّ بسقوط طائرة جديدة تابعة لها نوع ” MQ9″ في اليمن
  • جاهزية اليمن تقلق المؤسّسة الأمنية الصهيونية: صنعاء حاضرة في حسابات العدوّ كمعضلة
  • خطأ سيُكلّف إسرائيل الكثير في لبنان... تقرير يتحدث عنه
  • الزراعة السورية: نحتاج للتمور العراقية وهذه أبرز التحديات التي نواجهها
  • في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن