نقص الوقود يهدد حياة آلاف المرضى في غزة
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
شعبان بلال (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلة فرار آلاف السكان من مدينة غزة مصر: لن نقبل بوجود بديل لوكالة «الأونروا»تعاني المستشفيات ومرافق القطاع الصحي في قطاع غزة نقصاً حاداً في الوقود اللازم لتشغيل المولدات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية، ما يهدد بتوقفها عن العمل خلال الأيام المقبلة.
وحذر خبراء ومسؤولون أمميون من نقص الوقود، وعدم توافره في المرافق الصحية المتبقية، مؤكدين أن ذلك يهدد حياة مئات الآلاف من المرضى، وعمل المستشفيات التي تكابد من أجل الاستمرار في العمل بعد توقف معظمها خلال الفترة الماضية.
وبحسب مصادر فلسطينية، تتبع المستشفيات والمرافق الصحية إجراءات تقشفية وقاسية في استخدام الوقود لضمان استمرار تشغيل مولدات المستشفيات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية، مؤكدةً إيقاف العمل في العديد من الأقسام داخل ما تبقى من المستشفيات العاملة.
وأكد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، رائد النمس، أن نقص الوقود له تداعيات خطيرة على المدنيين في غزة بصورة عامة، خاصة المستشفيات والمرضى، موضحاً أن كميات الوقود التي تدخل القطاع لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية للمستشفيات التي خرج معظمها عن العمل بالفعل.
وأوضح النمس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن شح الوقود يعوق الجهود الإنسانية والإغاثية في قطاع غزة، حيث إن الكميات التي تدخل القطاع لا تمثل سوى 14% من الوقود الذي كان يدخل شهرياً قبل أكتوبر الماضي.
وخرجت 30 مستشفى عن الخدمة من أصل 36 مستشفى في غزة، بحسب النمس، الذي طالب بضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي لفتح المعابر المطلة على قطاع غزة، كونها شريان الحياة والسماح بنفاذ الوقود والأكسجين وأدوات التخدير والتعقيم والجراحة من أجل تمكين الطواقم الطبية وإسنادهم وإزالة خطر الموت عن حياة مئات الآلاف من المرضى والمصابين.
وحذر متحدث الهلال الأحمر الفلسطيني من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء إغلاق المعابر، مضيفاً أن استمرار الإغلاق، وخاصة معبر رفح الحيوي كونه الشريان الرئيس الذي يغذي القطاع برمته، وصعوبة دخول الوقود بشكل كامل ينذران بكارثة إنسانية وصحية وشيكة.
وتُخصص في الوقت الحالي كميات محدودة من الوقود للمستشفيات التي ما زالت قيد العمل، مثل مركز ناصر الطبي ومستشفى الأمل والمستشفى الميداني الكويتي، بالإضافة إلى 21 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من نقص الوقود، مؤكدة أنه يشكل خطراً كارثياً على النظام الصحي، وأن القيود المفروضة على معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الوحيد المفتوح حالياً، وانعدام الأمن وصعوبة التنقل، أدت إلى تآكل قدرة المنظمة على الحفاظ على إمدادات الوقود للعمليات الصحية والإنسانية.
ويعرض نقص الوقود حياة المئات للخطر، بمن فيهم المرضى والجرحى، بحسب الدكتور محمد صقر، مدير التمريض مجمع ناصر الطبي، مؤكداً أن الخدمات الطبية في العديد من الأقسام توقفت بسبب نقص الوقود الذي يغذي المولد الكهربائي الوحيد بالمستشفى، وأن حياة ما يصل إلى 15 رضيعاً في وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة تعتمد على إمدادات الكهرباء المستمرة.
وفي السياق، أوضح هشام مهنا، متحدث الصليب الأحمر في غزة، في تصريح لـ«الاتحاد» أن الوقود عامل رئيسي لتقديم الرعاية الطبية لآلاف المرضى، وأن النقص الذي يحدث نتيجة إغلاق المعابر ومعوقات إدخال الوقود يؤدي إلى مخاطر حقيقية تطال المرضى والجرحى، وكذلك الأطفال والرضع.
وطالب مهنا بضرورة نفاذ الوقود بكميات تغطي احتياجات المستشفيات التي ما تزال قيد العمل، وتشهد ضغطاً كبيراً نتيجة زيادة أعداد المرضى والمصابين، مشدداً على ضرورة تغيير الوضع الحالي بشكل كلي وبصورة فورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بشرية عبر نفاذ الوقود والمساعدات الإنسانية بوتيرة أكبر.
واعتبرت مديرة إعلام «الأونروا» في غزة، إيناس حمدان، أن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم أدى لقطع الإمدادات الإغاثية والتي تدخل للوكالة، وغيرها من المنظمات الدولية، موضحة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذه المساعدات تشمل الوقود والغذاء والماء والمواد غير الغذائية، مثل الخيام والأغطية والبطانيات.
وأضافت أن «استمرار إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم يعوق الاستجابة الإنسانية».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل حرب غزة الحرب في غزة أهالي غزة سكان غزة نقص الوقود قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يهدد حياة العشرات بمستشفى كمال عدوان وينسف منازل بالنصيرات
غزة – طلب الاحتلال الإسرائيلي إخلاء مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة، واستهدفه بقصف وإطلاق النيران مما يهدد حياة العشرات من المرضى ومرافقيهم وطاقم المستشفى، وتزامن ذلك مع تواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
وأكد مراسل الجزيرة انقطاع الاتصال بالصحفيين الموجودين داخل مستشفى كمال عدوان، وجاء ذلك بعد أن أكدت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب إخلاء مستشفى كمال عدوان فورا. وحصلت الجزيرة على مشاهد خاصة تظهر تكدس النساء والأطفال الجرحى في أحد ممرات المستشفى بعد تعرض كل غرف أقسامه لإطلاق نار وقصف مدفعي من قبل الآليات الإسرائيلية المتوغلة في محيط المستشفى.
وقال مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية إن الاحتلال الإسرائيلي يقصف المستشفى بشكل مباشر. وأفاد بأن الاحتلال أبلغهم بإخلاء المستشفى خلال ساعات، محمّلا العالم، مسؤولية ما يحدث فيه.
من جانبه، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش للجزيرة إن طلب قوات الاحتلال من الطواقم إخلاء مستشفى كمال عدوان فورا يهدد حياة 80 مريضا بالمستشفى.
كما قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة مروان الهمص إنه لا توجد أي وسيلة آمنة لإخراج المرضى والطواقم من المستشفى. وأضاف في حديث للجزيرة أن ما يحدث في المستشفى قتل متعمد من قبل الاحتلال، وأن خروج المرضى من المستشفى يعني موتهم المحتم. وكشف عن اتصال وزارة الصحة في غزة مع منظمة الصحة العالمية والأونروا، لكن دون جدوى.
في المقابل، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش يوسع عمليته شمال قطاع غزة ويلقي منشورات تطالب سكان مناطق ببيت حانون بالإخلاء.
من جانب آخر، أفاد مراسل الجزيرة بسقوط 13 شهيدا إثر قصف استهدف مناطق عدة من القطاع، منذ فجر اليوم الأحد.
واستشهد 8 أشخاص في وقت سابق، وأصيب آخرون إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين بحي الدرج شرقي مدينة غزة.
بينما استشهد 6 فلسطينيين في قصف استهدف منزلا في مدينة دير البلح، وسط القطاع. وقال مراسل الجزيرة إن البحث مستمر عن مفقودين تحت أنقاض المنزل المستهدف المكون من 4 طوابق.
وذكر شهود عيان أن المبنى يضم أعدادا كبيرة من النازحين.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين إثر قصف جوي إسرائيلي على شرقي مدينة رفح، جنوبي القطاع.
بينما استشهد 4 فلسطينيين بينهم طفلان، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال قصفت شقة سكنية وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، مما أسفر عن استشهاد شخصين.
وقال مراسل الجزيرة إن جيش الاحتلال نسف مباني سكنية شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل.
ومخيم النصيرات هو ثالث أكبر المخيمات في فلسطين بعد مخيمي جباليا والشاطئ من حيث المساحة والسكان، ويقع وسط قطاع غزة، وأنشئ بعد النكبة عام 1948.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة مجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
المصدر : الجزيرة