في أربعة تغييرات أو تعديلات وزارية سابقة على التعديل الأخير، استمر عدد من الوزراء في مناصبهم منذ حكومة المهندس إبراهيم محلب الأولى في يونيو 2014، حيث ظل هؤلاء الوزراء على رأس حقائبهم الوزارية رغم تغيير الحكومة أو تعديلها.

ويأتي على رأس هؤلاء الوزراء، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذى كان الأطول بقاء في الحكومات السابقة، منذ أن أدى اليمين الدستورية في حكومة " الدكتور حازم الببلاوي" في 16 يوليو 2013.

وهي الوزارة العشرون بعد المائة في تاريخ مصر، وتشكلت في عهد الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور بعد ثورة 30 يونيو 2013.

وفي تقديري أن سر بقاء الدكتور مختار جمعة وتجديد الثقة فيه مع كل هذه الوزارات أنه وضع يده في عش الدبابير حين أراد أن يسترد ولاية وزارة الأوقاف على مساجد مصر جميعها، وعدم السماح باعتلاء المنابر لغير الأزهريين المؤهلين المدربين، حتى يحكم السيطرة على الخطاب الديني الذى كان مستباحا من قبل تيارات الدين السياسي المتمثل في اتباع الجماعات والجمعيات والفرق والمذاهب التي أفسدت على المصريين دينهم ودنياهم.

وبعد أن كان له ما أراد، بدأ في تأهيل الأئمة والخطباء من خريجي الأزهر الشريف، بالدورات التدريبية، وصقل مهاراتهم الدعوية، بالمحاضرات والندوات والاختبارات الدورية، في شتى المجالات حتى صار لدى أئمة الأوقاف زخما معرفيا، ولغة خطاب مختلفة تماما عما كنا نجدة في بعض المساجد التي كانت خارج سيطرة وزارة الأوقاف، وقبل كل ذلك كان اهتمامه واضحا بالقرآن الكريم وأهله، ودعمه الدائم لنقابة قراء القرآن الكريم.

وسبق أن أفردت عدة مقالات لبيان مجهودات هذا الوزير الهمام، وتفانيه في خدمة الدعوة وصيانة المساجد وعمارتها، والحفاظ على أموال الوقف وتنميتها، وتحسين أوضاع العاملين في الوزارة وكذلك اجتهاده في تجديد الخطاب الديني والدعوى، وغير ذلك كثير.

وحين تم تكليف الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل الوزارة الجديدة، توقعت أن يستمر الدكتور مختار جمعة في مكانه لاستكمال مسيرته، إلا أن إعفاءه ربما جاء لمشقة البقاء وطول العناء الذى تكبده فضيلته طوال قيامه بمهام منصبه.

وقد جاء الدكتور أسامة الأزهري وزيرا للأوقاف في الحكومة الجديدة ليكون خير خلف لخير سلف، إذ المعين واحد، والمنهل عذب رقراق، فبينهما رحم الأزهر الشريف، ويجمعهما حب الوطن والحفاظ عليه وكراهية أعدائه والعمل على تفكيك الفكر المتطرف واجتثاثه من جذوره على أسس علمية ومنهج أكاديمي واضح المعالم، فهما صنوان يخدمان الدعوة والقرآن.

ومنذ أن بزغ نجم الدكتور أسامة الأزهري حتى صار مستشار السيد رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وأنا أتابع مسيرته العلمية والدعوية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وقد شدني جدا برنامج الحق المبين الذى كان يستضيفه على قناة "دي إم سي" في الرابعة والنصف يوم الجمعة من كل أسبوع، ويقدمه الإعلامي الواعد أحمد الدريني، وفى تقديري أن هذا البرنامج من أهم البرامج التي تسهم إسهاما حقيقيا في بناء الوعى، وخاصة فيما يتعلق بنقد ونقض فكر جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية.

فهذا البرنامج كان بمثابة اشتباك فقهي وعلمي مع الشبهات الفقهية والعلمية التي تزعمتها وروجتها تيارات الإسلام السياسي، وأسست من خلالها للعنف والقتل والدم والإرهاب.

وفكرة البرنامج خرجت من رحم كتاب ألفه الدكتور أسامة الأزهري بعنوان "الحق المبين" صدر عام 2015، وقام من خلال هذا الكتاب بالرد على من تلاعبوا بالدين الإسلامي، وتحول الكتاب إلى مشروع فكرى متكامل للرد على الأفكار المتطرفة للجماعات الإرهابية مثل الإخوان وداعش وغيرهما، بمنهج علمي ومنطق عقلي سليم.

وختاما أتوجه بخالص التحية والتقدير للدكتور مختار جمعة، وأتمنى التوفيق والسداد للدكتور أسامة الأزهري في استكمال المسيرة. [email protected]

اقرأ أيضاًالتغيير الوزاري 2024.. السيرة الذاتية لمحمد جبران وزير العمل الجديد

مصادر حكومية: التغيير الوزاري سيشهد تعيين أكثر من نائب لرئيس الوزراء

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التغيير الوزاري الحكومة الرئيس السيسي رئيس الحكومة مصر وزير الأوقاف أسامة الأزهری مختار جمعة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: علمنا رسول الله أن نقدم مصلحة الأمة على كل شئ

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أنه في كل كلمة، وموقف، في سيرة سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم، في كل حديث، تسير فيه المبادئ؛ سريان الماء في الورد، ينبغي عليك أن تقف عندها، وأن تتأمل فيها، وأن تستخرج معانيها، وأن تقضي بقضائها.

جمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا ومفاتيح الجنة جمعة: من أصابه شيءٌ من رحمة النبي فهو الناجي في الدارين

وتابع جُمعة أن رسول الله ﷺ علمنا في مواقف كثيرة: أن نقدم مصلحة الأمة، على كل مصلحة، وأن نرضى، وأن نسلم لقضاء الله، فلا يكون في كونه إِلَّا ما أراد، وأن نلين في أيدي إخواننا، وأن نكون أمة واحدة، سِلْمًا لِمَنْ سالمنا، وحربًا على مَنْ اعتدى علينا.

وأضاف جمعة أنه علمنا رسول الله ﷺ: الصدق في القول، ونهانا عن الكذب، وعن الخيانة، وعن الْفُجْر في الخصومة؛ فإن الدنيا فانية، والنبي ﷺ يقول: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل»،ويقول ﷺ: «ازهد فيما في أيدي الناس: يحبك الناس، وازهد في الدنيا: يحبك الله».

سهيل بن عمرو في صلح الحديبية

فقد جاء سهيل بن عمرو، في قصةٍ طويلةٍ، في صلح الحديبية؛ ليكتب اتفاقًا بين النبي ﷺ، وبين قريش؛ وقد منعوه وأصحابه: البيت الحرام، وهم محرمون، لا يقصدون إِلَّا الله، وَإِلَّا أداء النُّسك.

جاء سهيل بن عمرو، واتفق مع سيدنا ﷺ: أن يكتب صلح الحديبية، والكاتب حينئذ: علي بن أبي طالب، فكتب علي، على البداهة، وكما تَعَلَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: لا نعرف: الرحمن الرحيم، قال: «امح يا علي، واكتب: باسمك اللهم...».

وأكد جُمعة أنه هكذا قدم مصلحة الأمة على هذا الشكل؛ وإن كان شكلًا مهمًّا؛ فإن ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾: آية من (الفاتحة)، و (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): بدأ الله بها السور، و (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): كانت تذكر على كل ذي بال، «فكل أمر ذي بال، لا يبدأ ببسم الله فهو أبتر، -أو أقطع-، -أو أجزم-». روايات.

لكنه يُعَلِّمُ الأمة: أن مصلحة الأمة، فوق كل شيء، «...هذا ما عاهد عليه محمدٌ رسول الله: سهيل بن عمرو».

فكتب علي، فقال: لو علمنا أنك رسول لله: ما قاتلناك، قال: «امح يا علي، واكتب: هذا ما عاهد عليه محمد بن عبد الله: سهيل بن عمرو»، قال علي: والله، لا أمحوها أبدًا.

وهذا أمرٌ يتعلق بالنبي، ولا يستطيع علي أن يمحو صفة الرسالة، عن سيد الأكوان، وعليها قاتل في بدرٍ، وفي أُحُد، وفي الخندق، وفي سائر الغزوات.

وأمرٌ يَمَسُّ شخص النبي ﷺ، فيقوم الفارس النبيل برفض هذا الأمر، حتى لو خرج من سيدنا، وسيد الكائنات.

والله، لا أمحوها أبدًا.

فأخذ النبي ﷺ الكتاب من علي، ومحاها بريقه الشريف؛ تقديمًا لمصلحة الأمة، على حال الفرد، وما يصيبه من أذية من المشركين، عبدة الأوثان، من المفسدين في الأرض، من الذين اتفق العقلاء على سوء حالهم، وعلى كفر طويتهم؛ إِلَّا أن النبي ﷺ قَدَّمَ مصلحة الأمة، على شخصه الكريم.

فمحاها بريقه الشريف، حتى ظن بعض الناس: أن النبي قد تعلم القراءة والكتابة؛ لأنه عرف ما يمحو، والنبي كان أميًّا، معجزةً في حقه، نقصًا في حق الناس، وكانت معجزة في حقه؛ لأن هذا القرآن لا يصدر من أميٍّ أبدًا، فكان خالصًا لله سبحانه وتعالى.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: دار الإفتاء المصرية تلتزم بالمنهج الأزهري.. ونجمع بين الأصالة والمعاصرة
  • مفتي الجمهورية: الرفق والحكمة أساس الفتوى.. وملتزمون بالمنهج الأزهري
  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة قناف حفظ الله غنيم
  • شمال سيناء الأزهريّة تعقد اختبارات القبول لمعاهد القراءات واختبارات التحويل للأدبي والعلمي
  • جمعة يوضح دلائل الحب التي جرت أيام سيدنا النبي
  • بعد انتهاء الجلسات الإجرائية.. بداية ساخنة لمجلس النواب في أول أسبوع عمل
  • توزيع 6 أطنان لحوم.. نشاط مكثف لوزارة الأوقاف خلال أسبوع
  • السيرة الذاتية للراحل الدكتور الزعبي
  • علي جمعة: علمنا رسول الله أن نقدم مصلحة الأمة على كل شئ
  • البحوث الإسلامية": 51 نتيجة توصلت إليها لقاءات "أسبوع الدعوة الإسلامي"