سقيا وإطعام.. مبادرة لإغاثة السودانيين الفارين من الحرب في سنار
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
أطلق ناشطون سودانيون بولاية القضارف شرقي البلاد مبادرة تحمل اسم "سقيا وإطعام" لتوزيع وجبات الطعام وإيواء آلاف الفارين من ولاية سنار هربا من ويلات الحرب، وذلك بالتزامن مع بداية هطول الأمطار وافتراش آلاف النازحين للأرض بمقرات الإيواء المؤقتة.
واستقبلت القضارف نحو 90 ألف شخص خلال 3 أيام فقط من دخول قوات الدعم السريع إلى مدن سنار، حسبما أعلنته وزارة الصحة بالولاية.
ونشرت الناشطة التطوعية هالة الشفيع مقاطع فيديو تظهر تجهيز وتقديم الوجبات الغذائية للنازحين الذين لجأوا إلى صالة الميناء البري بالقضارف، والتي استقبلت أكثر من 3 آلاف نازح معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن في أقل من أسبوع.
وبحسب الشفيع، قدمت المبادرة 1200 وجبة غذائية خلال ثلاثة أيام للنازحين من مدينة سنجة إلى مراكز الإيواء المؤقتة بولاية القضارف، مشيرة إلى أن البادرة ستستمر لأربعة أيام قادمة.
ظروف مناخية صعبة
وتسعى المبادرة الشعبية لشراء مخيمات إيواء للأسر النازحة إلى الولاية التي تتوقع حكومتها استقبال آلاف الفارين خلال الأيام القادمة في موجة نزوح وصفتها بـ"الأعنف والأقوى منذ اندلاع الحرب العام الماضي".
وكتبت القائمة على المبادرة في تدوينة عبر حسابها بموقع فيسبوك "اليوم تمطر بغزارة في القضارف، ومشهد الأطفال بلا مأوى محزن للغاية".
وأضافت "الوضع صعب وأعداد كبيرة من الأسر في أمسّ الحاجة إلى المفارش والأغطية بسبب الأمطار".
وتداول رواد المنصات صورا تظهر بدء تشييد مبانٍ لإيواء النازحين من سنار بمزرعة تعود لرجل أعمال بمنطقة أم شجيرات، وذلك بالتنسيق مع المجلس النرويجي للاجئين وعدد من المنظمات والمبادرات المحلية.
وكانت لجان مقاومة محلية الدندر قد نشرت مقطع فيديو يوثق معاناة النازحين السودانيين وهم يفترشون الأرض دون غطاء أو خدمات داخل المخيمات المؤقتة بالقضارف.
بدوره، دعا والي القضارف المكلف، محمد حسن، المنظمات الأممية والدولية إلى التدخل الفوري لتوفير المواد الصحية والإيواء للنازحين من ولاية سنار الذين قدموا إلى القضارف بسبب الحرب.
وأشار إلى أن الوضع الراهن يتطلب زيادة وتيرة التدخلات في جميع المجالات لامتصاص التداعيات الناتجة عن الحرب، على حد تعبيره.
وقالت الأمم المتحدة إن توسع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء ولاية سنار أدى إلى فرار أكثر من 136 ألف شخص.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الفارين وصلوا إلى مناطق القضارف والنيل الأزرق وكسلا.
وأضافت في بيان لها أصدرته الخميس الماضي الخميس "يواجه المدنيون الآن مخاطر كبيرة على الأمن، حيث أفادوا بوقوع عمليات نهب واسعة النطاق لمنازلهم وممتلكاتهم الشخصية".
تفاقم المعاناةوأدى الصراع في مدينة سنجة، التابعة لولاية سنار، إلى تفاقم معاناة المدنيين وزيادة انتهاكات القانون الإنساني الدولي بشكل كبير، وفقا لمكتب الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، سلط الناشط السوداني سوار الذهب جهوده على معاناة النازحين من إقليم دارفور، الذين لجأوا إلى الحدود التشادية هربا من ويلات الحرب والعنف في بلادهم.
ونشر مقطعا مؤثرا عبر صفحته على فيسبوك يوثق فيه حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها النازحون على الحدود التشادية.
ويُظهر المقطع صورا قاسية لنازحين من مختلف الأعمار، يجلسون تحت أشعة الشمس الحارقة، دون مأوى أو طعام أو ماء.
ويروي سراج الذهب في مقطعه أن بعض هؤلاء النازحين قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام، تصل إلى 40 كيلومترا، هربا من مناطق النزاع في دارفور.
وأشار إلى أن النازحين يعانون من نقص حاد في الموارد الأساسية، فبعضهم يفتقر حتى إلى شربة ماء، ناهيك عن الحاجة إلى الغذاء والدواء والمأوى.
ويُظهر المقطع مشاهد مؤثرة لنازحين، خاصة من النساء، يبكون بحرقة على حالهم المأساوي، بعد أن اضطروا لترك منازلهم وأحبائهم هربا من الموت.
وناشد الناشط السوداني المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ النازحين من هذه الكارثة الإنسانية، وتقديم المساعدة العاجلة لهم، وتوفير احتياجاتهم الأساسية، وحمايتهم من المخاطر التي تُهدد حياتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هربا من
إقرأ أيضاً:
وصفوها بـالنعوش الطائرة.. الأنتنوف تعمّق جراح السودانيين
الخرطوم- عمّق حادث تحطم الطائرة العسكرية من طراز "الأنتنوف" التابعة لسلاح الجو السوداني من جراح البلد الذي يعاني ويلات الحرب، ولا سيما بعد سقوطها في منطقة مأهولة بالسكان بمدينة أم درمان مخلّفة عشرات القتلى من القيادات العسكرية والمدنيين.
ووسط أجواء حزينة، ووريت بولاية الخرطوم، الأربعاء، جثامين 46 من ضحايا حادث سقوط الطائرة، وتقدّم المشيعين والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، ورئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين وقيادات عسكرية رفيعة.
وأعاد حادث سقوط الطائرة العسكرية الأحدث في منطقة الإسكان بأم درمان بعد دقائق من إقلاعها من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، إلى الأذهان حوادث مماثلة أثارت الجدل حول أسباب تكرار سقوط الطائرات العسكرية ومدى جاهزية الأسطول الجوي العسكري السوداني وخضوعه لإجراءات الصيانة المعتمدة لضمان سلامة العمليات الجوية.
قِدَم وتهالك
وعزا الضابط السابق في القوات الجوية السودانية حسن مجذوب، في حديث للجزيرة نت، أسباب سقوط الطائرات العسكرية لقِدم وتهالك الطائرات.
وأشار إلى أن القوات الجوية تقوم بالدور الأكبر في الحرب، وأن تسليح الطيران ومنظومات الدفاع الجوي عملية مرهقة للدولة وتحتاج للكثير من الأموال.
إعلانلكن الخبير الأمني العميد جمال الشهيد قال للجزيرة نت، إن سقوط الطائرات أمر طبيعي يمكن أن يحدث في كل دول العالم، ونوّه لعدة أسباب لذلك منها الأسباب الفنية المتعلقة بأعطال عدم الصيانة، أو بسبب سوء الأحوال الجوية، أو بسبب ضربها من العدو الجوي المعادي، بجانب الشحن الزائد وأسباب أخرى تتعلق بكفاءة وتناغم طاقم قيادة الطائرة.
وأكد أن "الحظر الأميركي منع في فترة من الفترات حتى وصول قطع غيار الطائرات للسودان وكان له أثر كبير". وقال إن هذا الحظر لم يأت من فراغ "وإنما لحرص واشنطن على السيطرة على كل خيوط اللعبة وإيصال السودان للقوى الصفرية ليكون بلا قدرة في مواجهة الطرف الآخر الذي يُنفذ السياسة الأميركية".
وأقرّ الشهيد بأثر كثرة استهلاك الطائرات وقِدمها في السودان؛ حيث تعمل بعض الطائرات منذ 50 عاما وتتم صيانتها في كل فترة لمنحها عمرا إضافيا، لكنه أشار إلى أن السبب الحقيقي لسقوط الطائرة "يتضح من الرادار أو من الصندوق الأسود الذي يسجل أدق التفاصيل".
تحطم طائرة عسكرية سودانية من طراز "أنتنوف" في منطقة امدرمان مما أسفر عن وفاة خمسة أطفال وعدد من الضباط من كبار الرتب في الجيش السوداني كانت قد اقلعت الطائرة من قاعدة وادي سيدنا، حيث كانت تحمل مجموعة من الضباط سقطت فوق مناطق سكنية pic.twitter.com/oX2S3Gu6sn
— اخبار السودان (@sudanakhbar) February 25, 2025
الطائرة المنكوبةوقال اللواء المتقاعد بالجيش السوداني أسامة محمد أحمد عبد السلام، إن طائرة "الأنتنوف 32" التي سقطت مساء الثلاثاء بسبب عطل فني كانت في رحلة عادية من وادي سيدنا إلى بورتسودان وعلى متنها عدد من ضباط القوات المسلحة.
"وقد همّ الطيار بالعودة للمطار ولكن قدر الله النافذ شاء ألا يتمكن من ذلك فسقطت في منطقة الإسكان ليزداد وجع الوطن وقواته المسلحة بفقد خيرة أبنائه".
إعلانوأوضح للجزيرة نت أن السيرة الذاتية للطائرة "الأنتنوف 32 (إن-32)" تقول إن أول طائرة منها صنعت في 9 يوليو/تموز 1976، وقد صنعت منها 361 طائرة، ويبلغ سعر الطائرة الواحدة منها 12-15 مليون دولار.
وكان أول إعلان رسمي عنها في معرض باريس للطيران في مايو/أيار 1977 واسمها الرمزي لدى حلف الناتو هو "كلاين". وفي يوليو/تموز 1976 قام النموذج الأولي من "أنتونوف إن-32" برحلته الأولى.
وقال اللواء أسامة عبد السلام إن الطائرة التي سقطت هي ضمن أسطول القوات الجوية السودانية، ولا تزال تعمل وأكملت 50 عاما من الخدمة وحُقّ لها التقاعد إذا ما أعملنا وطبقنا معايير السلامة الجوية، وفقا لتعبيره.
ورغم ذلك، ظلت الطائرة المنكوبة تجوب سماء السودان ويجازف طيارو القوات الجوية السودانية بالطيران بها رغم علمهم أنهم معرضون في أية لحظة لفقدان حياتهم.
ووصف اللواء عبد السلام الطائرة بأنها "قبرٌ متحرك"، ومع ذلك لا يتردد الطيارون بشجاعة نادرة في تنفيذ المهام المطلوبة منهم بقدر عال من المجازفة.
واعتبر أن وجود مثل هذه الطائرة ضمن أسطول القوات المسلحة حتى الآن "يفند مزاعم البعض بأن 80% من ميزانية الدولة السودانية تذهب للقوات المسلحة. فلو كانت هناك ميزانية بهذا الحجم لخرجت مثل هذه الطائرات عن الخدمة في وقت مبكر" برأيه.
وأشار إلى أن القوات المسلحة هي درع الوطن وسياجه المتين ولابد من تأمين الكلفة المالية العالية لتكون قادرة قوية وذات كفاءة رادعة ومتسلحة بأحدث الأسلحة والمعدات والمركبات والطائرات.
"نعوش طائرة"وبجانب القبور المتحركة، أطلق البعض في الأوساط الشعبية والصحفية على طائرات "الأنتنوف" القديمة؛ لسقوطها المتكرر العديد من التسميات منها "النعوش الطائرة"، في إشارة إلى أنها الأكثر سقوطا في سماء السودان.
إعلانورصدت الجزيرة نت سقوط عشرات الطائرات من الأجواء السودانية خلال العقدين الأخيرين ولا سيما في جنوب البلاد وغربها وشرقها؛ حيث شهدت مدن نيالا، والفاشر، والأبيض، والجنينة، والقضارف، وكسلا، وبورتسودان، والخرطوم نفسها، حوادث مختلفة لسقوط طائرات عسكرية ومدنية.
ولقيت قيادات عسكرية وسياسية وتنفيذية ودستورية رفيعة مصرعها في حوادث طائرات بولايات ومطارات السودان المختلفة، كان أبرزهم النائب الأول الأسبق لرئيس الجمهورية الفريق الزبير محمد صالح، إثر تحطم طائرة "أنتنوف" في فبراير/شباط 1998.
وأودى حادث طائرة الثلاثاء الماضي بحياة 46 شخصا بعضهم مدنيون وأغلبهم من العسكريين، ومنهم اللواءان البارزان بالجيش السوداني بحر أحمد بحر، وأبو القاسم علي. بينما يتوقع مراقبون استمرار حوادث الطيران ما دامت تستخدَم الطائرات القديمة في هذا البلد.