أطلق ناشطون سودانيون بولاية القضارف شرقي البلاد مبادرة تحمل اسم "سقيا وإطعام" لتوزيع وجبات الطعام وإيواء آلاف الفارين من ولاية سنار هربا من ويلات الحرب، وذلك بالتزامن مع بداية هطول الأمطار وافتراش آلاف النازحين للأرض بمقرات الإيواء المؤقتة.

واستقبلت القضارف نحو 90 ألف شخص خلال 3 أيام فقط من دخول قوات الدعم السريع إلى مدن سنار، حسبما أعلنته وزارة الصحة بالولاية.

ونشرت الناشطة التطوعية هالة الشفيع مقاطع فيديو تظهر تجهيز وتقديم الوجبات الغذائية للنازحين الذين لجأوا إلى صالة الميناء البري بالقضارف، والتي استقبلت أكثر من 3 آلاف نازح معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن في أقل من أسبوع.

وبحسب الشفيع، قدمت المبادرة 1200 وجبة غذائية خلال ثلاثة أيام للنازحين من مدينة سنجة إلى مراكز الإيواء المؤقتة بولاية القضارف، مشيرة إلى أن البادرة ستستمر لأربعة أيام قادمة.

ظروف مناخية صعبة

وتسعى المبادرة الشعبية لشراء مخيمات إيواء للأسر النازحة إلى الولاية التي تتوقع حكومتها استقبال آلاف الفارين خلال الأيام القادمة في موجة نزوح وصفتها بـ"الأعنف والأقوى منذ اندلاع الحرب العام الماضي".

وكتبت القائمة على المبادرة في تدوينة عبر حسابها بموقع فيسبوك "اليوم تمطر بغزارة في القضارف، ومشهد الأطفال بلا مأوى محزن للغاية".

وأضافت "الوضع صعب وأعداد كبيرة من الأسر في أمسّ الحاجة إلى المفارش والأغطية بسبب الأمطار".

وتداول رواد المنصات صورا تظهر بدء تشييد مبانٍ لإيواء النازحين من سنار بمزرعة تعود لرجل أعمال بمنطقة أم شجيرات، وذلك بالتنسيق مع المجلس النرويجي للاجئين وعدد من المنظمات والمبادرات المحلية.

وكانت لجان مقاومة محلية الدندر قد نشرت مقطع فيديو يوثق معاناة النازحين السودانيين وهم يفترشون الأرض دون غطاء أو خدمات داخل المخيمات المؤقتة بالقضارف.

بدوره، دعا والي القضارف المكلف، محمد حسن، المنظمات الأممية والدولية إلى التدخل الفوري لتوفير المواد الصحية والإيواء للنازحين من ولاية سنار الذين قدموا إلى القضارف بسبب الحرب.

وأشار إلى أن الوضع الراهن يتطلب زيادة وتيرة التدخلات في جميع المجالات لامتصاص التداعيات الناتجة عن الحرب، على حد تعبيره.

وقالت الأمم المتحدة إن توسع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء ولاية سنار أدى إلى فرار أكثر من 136 ألف شخص.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الفارين وصلوا إلى مناطق القضارف والنيل الأزرق وكسلا.

وأضافت في بيان لها أصدرته الخميس الماضي الخميس "يواجه المدنيون الآن مخاطر كبيرة على الأمن، حيث أفادوا بوقوع عمليات نهب واسعة النطاق لمنازلهم وممتلكاتهم الشخصية".

تفاقم المعاناة

وأدى الصراع في مدينة سنجة، التابعة لولاية سنار، إلى تفاقم معاناة المدنيين وزيادة انتهاكات القانون الإنساني الدولي بشكل كبير، وفقا لمكتب الأمم المتحدة.

من جهة أخرى، سلط الناشط السوداني سوار الذهب جهوده على معاناة النازحين من إقليم دارفور، الذين لجأوا إلى الحدود التشادية هربا من ويلات الحرب والعنف في بلادهم.

ونشر مقطعا مؤثرا عبر صفحته على فيسبوك يوثق فيه حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها النازحون على الحدود التشادية.

ويُظهر المقطع صورا قاسية لنازحين من مختلف الأعمار، يجلسون تحت أشعة الشمس الحارقة، دون مأوى أو طعام أو ماء.

ويروي سراج الذهب في مقطعه أن بعض هؤلاء النازحين قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام، تصل إلى 40 كيلومترا، هربا من مناطق النزاع في دارفور.

وأشار إلى أن النازحين يعانون من نقص حاد في الموارد الأساسية، فبعضهم يفتقر حتى إلى شربة ماء، ناهيك عن الحاجة إلى الغذاء والدواء والمأوى.

ويُظهر المقطع مشاهد مؤثرة لنازحين، خاصة من النساء، يبكون بحرقة على حالهم المأساوي، بعد أن اضطروا لترك منازلهم وأحبائهم هربا من الموت.

وناشد الناشط السوداني المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ النازحين من هذه الكارثة الإنسانية، وتقديم المساعدة العاجلة لهم، وتوفير احتياجاتهم الأساسية، وحمايتهم من المخاطر التي تُهدد حياتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هربا من

إقرأ أيضاً:

وزير فلسطيني أمام المنتدى الحضري العالمي: دور مصر مشرف في رفض التهجير

أشاد الدكتور سامي الحجاوي، وزير الحكم المحلي الفلسطيني، بالدور المصري والقيادة السياسية في دعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير وتصفية القضية، مؤكدا أن الموقف المصري مشرف وواضح في دعم فلسطين ورفض أي تهجير أو تصفية، وأيضا الموقف الأردني، قائلا إنّ مصر داعمة باستمرار ودورها محوري في دعم القضية الفلسطينية.

غزة تعرضت لتدمير شامل

وأضاف الحجاوي في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى الحضري العالمي، أنّ غزة تعرضت لتدمير شامل، ونأمل وقف العدوان لإعادة الإعمار ومنع إعاقة دماء أبناء الشعب الأعزل، لافتا إلى أن ما يحدث في غزة والضفة الغربية جريمة بكل المقاييس وإبادة بحق شعب ولابد من وقف العدوان.

الحرب خلفت آلاف الشهداء 

وأشار إلى أن الحرب على غزة أسفرت عن ارتقاء آلاف الشهداء والضحايا والمصابين، فضلاعن تراكم 50 مليون طن أنقاض، ووحوالى 15 مليون طن نفايات بسبب تدمير المكبات من قبل الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن.

وأوضح الحجاوي أنه بمجرد انتهاء العدوان الغاشم على غزة، سنعمل على إعمارها في اليوم التالي، وذلك بدعم من الأشقاء والشركاء والمجتمع الدولي فلا يوجد تقدير لحجم الخسائر التي يخلفها العدوان يوميا.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة: وصول إجمالي خدمات مبادرة «بداية» إلى 93 مليونا و871 ألفا و104 منذ انطلاقها
  • خالد عبد الغفار: مبادرة «بداية» نفذت 93 مليون خدمة منذ انطلاقها
  • مناقشة آلية تسجيل الطلاب السودانيين النازحين بالمؤسّسات التّعليمية
  • ميقاتي: الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان تحولت لجرائم ضد الإنسانية
  • وحوشٌ أتت متعطشه لدماء السودانيين متلذذةً به تُعربد بالأعراض والممتلكات
  • يستمر 3 أيام.. افتتاح معرض للمنتجات الحرفية واليدوية ضمن مبادرة «بداية» في البحيرة
  • السودان: جميع مصانع الأدوية خارج الخدمة
  • وزير الصحة الاتحادى يقف على أوضاع النازحين من شرق الجزيرة بمحلية الفاو بولاية القضارف
  • استطلاع: 52% من السودانيين يفضلون التفاوض لإنهاء الحرب
  • وزير فلسطيني أمام المنتدى الحضري العالمي: دور مصر مشرف في رفض التهجير