شركة بالعيون تستخف بحياة العمال في منطقة حدودية تعج بالألغام
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
زنقة20ا العبون: علي التومي
تواصل شركة محلية محظوظة في ملكية رجل أعمال مشهور بالعيون، الأشغال رغم إنفجار لغم أرضي بأحد العمال، دون أن يكترث مسير الشركة للمخاطر المحدقة بالعاملين بها.
الشركة المتواجد مقرها بالعيون، والتي عادة ما تستحوذ على معظم الصفقات بقدرة قادر، خاصة ما يتعلق بتبليط “الطرقات” لازالت تصر على مواصلة أشغالها في تبليط طريق يربط جماعة أجديرية بالنفوذ الترابي لإقليم السمارة، وجماعة المحبس بالنفوذ الترابي لكلميم، وهي منطقة حسب خبراء مكتظة بالألغام والمتفجرات.
مصادر عليمة أكدت لموقع Rue20،أن لغم أرضي قد انفجر مؤخرا في المنطقة حيث تشتغل الشركة ونجا أحد العمال بأعجوبة من الإنفجار الذي سبب خسائر مادية جسيمة في إحدى الشاحنات كما تظهر الصور كما تحدثت مصادر مهنية عن وقوع إنفجار ثان تم التعتيم عليه لأسباب مجهولة.
وتضيف هذه المصادر، أن صاحب الشركة يصر على مواصلة الأشغال بالمنطقة المكتظة بألغام خلفتها حرب الصحراء في السبعينات من القرن الماضي،ولم يتخذ أي إجراء وقائي، ضاربا عرض الحائط حياة العمال والمستخدمين.
إلى ذلك يناشد عمال الشركة الجهات المعنية بالتدخل العاجل لحماية أرواحهم من خلال إلزام مسييري الشركة بالتقيد التام بالإجراءات والضوابط القانونية لحماية وأمن العمال وفقا للقانون.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
بلدات حدودية في لبنان.. حولتها إسرائيل إلى ركام
الثورة / متابعات
خلف جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب انسحابه من المناطق الحدودية في جنوب لبنان وخاصة تلك الملاصقة للحدود مع شمال إسرائيل دمارا هائلا بالمباني والأراضي المجرفة وتغيرت معالم وجغرافيا تلك البلدات بشكل كبير.
ويستمر سكان المنطقة اللبنانية الحدودية ، بالتوافد منذ الثلاثاء الماضي، عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى بلدات منكوبة مسحتها التفجيرات والغارات الإسرائيلية.
وكالة انبأ الأناضول جالت على البلدات الملاصقة للجدار الحدودي الذي بنته إسرائيل وعاينت الدمار الهائل بالمباني والمنازل والخراب الذي لحق بالأراضي الزراعية وأشجار الزيتون المعمرة المقتلعة من جذورها.
وتمكت الأناضول من الوصول إلى مناطق قريبة من نقطتين من ضمن الخمس نقاط التي احتفظت بها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية وهي نقطة الحمامص في بلدة كفركلا، ونقطة العزية بين بلدتي مركبا وحولا الحدوديتين.
وكان من المفترض أن يستكمل الانسحاب من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير الجاري.
ورغم انقضاء فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 نقاط رئيسية داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الآن عن موعد رسمي للانسحاب منها.
أكوام من الركام وأرض مجرفة
بلدة كفركلا الملاصقة لمستوطنة “المطلة” واحدة من البلدات التي بدى الدمار واضحا فيها، حيث أكوام الركام والأراضي الزراعية المجرفة وطرقات اختفت معالمها 70 % من منازلها دمر وأحرق الباقي.
وفي هذه البلدة أبقت قوات الاحتلال على موقع عسكري من ضمن النقاط الخمس التي لم تنسحب منها داخل الأراضي اللبنانية وهي تلة الحمامص المشرفة على مستوطنتي “المطلة” و”كريات شمونة” .
أما بلدة العديسة التي تقع على كتف تلة يتمركز عليها جيش الاحتلال بموقع “مسكاف عام” منازلها وطرقاتها عبارة عن أكوام من الركام رفعت فوقها رايات حركة “أمل” و”حزب الله”.
وفي بلدة حولا لم يختلف المشهد عن كفركلا والعديسة سوى أن الموقع الذي بقيت فيه إسرائيل يفصل بلدة حولا عن مركبا في تلة العزية حيث يظهر الجنود الإسرائيليون عن قرب.
وانتشرت قوات الجيش اللبناني إضافة لدوريات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” في كل البلدات الملاصقة لحدود جنوبي لبنان بعد انسحاب جيش الاحتلال منها.
وشهدت تلك البلدات عودة الأهالي إليها بعد أكثر من عام من النزوح، ليجدوا دمارا كبيرا خلّفه جيش الاحتلال.
بلدات بلا حياة
وقال حسين سرحان وهو مدرس: “عدنا إلى بلدتنا كفركلا يوم الأربعاء الماضي (عقب الانسحاب الإسرائيلي بيوم واحد)، وجدناها مدمرة كليا لا توجد حياة أبدا فيها حاليا لكنها ستعود”.
وأضاف: “نسبة الدمار في البلدة تبلغ مئة بالمئة، حيث دمر الحجر واقتلعت أشجار الزيتون التي يبلغ عمرها مئات السنوات وهذه خسارة كبيرة”.
وتابع سرحان: “الطريق التي نقف عليها هي ليست التي كانت إنما هذه أراض ملك لناس افتتحها العدو الإسرائيلي حتى يلغي الطريق الأساسية القريبة من الجدار الحدودي حيث يقع موقع عسكري لهم”.
سنعمرها بسواعدنا
ولفت سرحان إلى أن “هذه الطريق مؤقتة وسنعاود فتح الطريق الأساسية التي طمرها العدو بالركام”.
وأشار إلى أنه “يملك قطعة أرض تقع على مسافة صفر من موقع إسرائيلي في مستعمرة المطلة اقتلعت أشجار الزيتون منها ولا نستطيع الوصول إليها وهذا ما يحزننا”.
وقال: “بسواعدنا سنعيد إعمار بلدتنا لنجعلها أجمل مما كانت عليه، ولكن نحن بحاجة إلى بعض الوقت والصبر والتعاون”، مناشدا “الدولة اللبنانية والدول المانحة دعم البلدات الحدودية لأننا بحاجة لمبالغ طائلة لإعادة الاعمار”.
90 بالمئة دمار والباقي حريق
أما الرجل المسن محمد سلمان الشامي (86 عاما) من بلدة كفركلا أيضا فقال: “كان لدينا مبنيان من ثلاثة طوابق ومنزل مستقل جميعهم دمروا بالكامل، إضافة إلى أرض قريبة من الحدود كانت مزروعة بالزيتون”.
ولفت إلى أن إسرائيل لا تسمح له بالذهاب إلى أرضه حتى الآن لتفقدها وأنه لا يعرف حتى الآن أي شيء عن حالة أشجار الزيتون خاصته.
وقال الشامي، إن “نسبة الدمار في الممتلكات بلغت 90 %، بينما العشرة بالمئة الباقية فعمد العدو الإسرائيلي إلى إحراقها (..) لم يتركوا لنا شيئا”.
وأضاف: “عدنا إلى بلدتنا لأننا مشتاقون إلى رائحة ترابها حتى لو تعرضنا للقتل”.
وتابع الشامي: “الآن لا يوجد أحد من السكان يعيش هنا لأنه لا يوجد مكان مؤهل للسكن حيث لا يوجد ماء ولا كهرباء أو اتصالات (..) الحياة معدومة لكننا سنحييها”.