قال الكاتب الصحفي السوداني، الهندي عز الدين، إن كل الصراعات في السودان هي البحث عن السلطة والمقعد، لذلك السلطة مُسكِرة لهذه القوى السياسية، كما أن مشروع التقسيم قديم، وبدأ بجنوب السودان.

استدراج النظام السابق لاتفافية «نيفاشا» 2005

وأضاف «عز الدين»، خلال لقاء ببرنامج «مساء DMC»، ويقدمه الإعلامي أسامة كمال، المذاع على قناة «DMC»، أنه جرى استدراج النظام السابق لاتفافية «نيفاشا» 2005 باعتبار أنها تؤسس لوحدة سودانية جديدة وتعدد مراكز القرار وإثنيات مختلفة، وكل هذا الشتات يتم دمجه داخل دولة واحدة، لكن مشروع نيفاشا نفسه، الذي كان مشروعا أمريكيا، كان يؤسس لتقسيم السودان، وقد كان.

وتابع: «كانوا يتحدثون أن المشروع عبارة عن وحدة جاذبة، لكن الانفصال كان داخله، لأنه أسس في الفترة الانتقالية من 2005 إلى 2011 لدولة منفصلة وشبه حكم ذاتي».

أصبح للسفراء الأجانب دور

وواصل: «هذا المشروع يتكرر من بعد ذلك وبعد الثورة، حيث دخلت القوة الأجنبية عبر واجهات مختلفة وأثرت على المشهد السياسي وأصبح للسفراء الأجانب دور، لدرجة أن السفير البريطاني يصلي بالمتظاهرين في ميدان الاعتصام، وهو من أصول باكستانية، وهذا غريب».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السودان جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

الدولة الهرمية في سوريا

الدول المركزية عادة ما تكون دول هرمية مهما بلغت ديمقراطيتها، يسير القرار فيها والتأثير من أعلى لأسفل بانسيابية شديدة. وهو أمر له سلبياته، فحين يقرر رأس السلطة الانفراد بالقرار أو القمع لا يقوم بأي مجهود يذكر سوى بأن يأخذ القرار ثم يجد القرار سبيله نحو التنفيذ بشكل آلي.

وفي هذا النمط من الدول يتقمص كل شخص دور الرئيس وينفذ توجيهاته من دون تعليمات مباشرة. فالزعيم في وجدان الجميع وصوره التي تنتشر ليست بالضرورة إجراء روتينيا بقدر ما هي أمر واقع. ومن هذه الدول سوريا، من قبل الخلافة الأموية وحتى عصرنا هذا.

تختلف البنية الهرمية للدولة عن طبيعة السلطة وممارستها في هذه الدولة. وأذكر أن أحد مرشحي الرئاسة من عدة سنوات في مصر سئل عن إمكانية إصلاح الأجهزة الأمنية في مصر فاعتبر ذلك أمر ليس بالصعوبة التي يبدو عليها، لأنها بحسب كلامه تقع ضمن منظومة هرمية، إذ يكفي أن تجري بعض التغييرات في قمة الهرم حتى يسري التغيير سريعا إلى القواعد.

ويبدو أن الجهات الاستشارية والشخصيات التي اعتمد عليها أحمد الشرع رسخت لديه هذا المفهوم، فطبعت كل تصريحاته بطابع الحديث عن الدولة والنظام وتهميش نمط الهيئة والفصائل، بل والتحدث عن حلها لصالح الدولة والنظام العام
وبالمناسبة، فإن معظم الأجهزة الأمنية في مصر كانت مكبلة في عهد الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي على الرغم من كثير من التجاوزات التي شابت عملها وعدم قدرته للسيطرة الكاملة عليها، ومع هذا لم يكن في مقدور هذه الأجهزة أن تتجاوز البنية الهرمية للسلطة ولصناعة القرار في البلاد، فبقيت غير قادرة على العودة لطريقتها القديمة سوى بعد رحيل الرئيس مرسي عن السلطة.

ورغم عيوب هذا النظام الهرمي الذي يربط معظم الأمور برأس السلطة، إلا أن له مزايا تتمثل في أن الولاءات غالبا ما تكون لقمة الهرم أكثر من كونها لحزب بعينه. ومن هذا المنطلق يمكن أن نفهم ظاهرت ما يسمى باللهجة السورية "التكويع"، أو تملق كثير ممن كانوا يؤيدون نظام بشار الأسد للثورة السورية والتغيير الجديد.

ويبدو أن الجهات الاستشارية والشخصيات التي اعتمد عليها أحمد الشرع رسخت لديه هذا المفهوم، فطبعت كل تصريحاته بطابع الحديث عن الدولة والنظام وتهميش نمط الهيئة والفصائل، بل والتحدث عن حلها لصالح الدولة والنظام العام.

وبالمناسبة، فإن التنظير للشكل الجديد الدولة ونمطها كان الشغل الشاغل لكثير من المفكرين السوريين والمعارضين خلال السنوات الماضية، على اعتبار أن نظام بشار سيرحل إن عاجلا أو آجلا. واتخذ هذا التنظير شكل سيناريوهات متعددة حضرتُ بعضا من جلساتها بسبب طبيعة عمل الصحفي. وأذكر أن أحدها هو ما تحقق بالفعل، فقد نشر معهد كارنيجي البحثي عام 2013، أي قبل أكثر من أحد عشر عاما، تقريرا بعنوان "بناء الدولة السورية في زمن الحرب" من إعداد الباحثين باتزكو وجيل دورونسورو. واقترح التقرير أن الحل للأزمة السورية في بناء دولة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الثوار تحل مكان النظام في دمشق،التنظير للشكل الجديد الدولة ونمطها كان الشغل الشاغل لكثير من المفكرين السوريين والمعارضين خلال السنوات الماضية، على اعتبار أن نظام بشار سيرحل إن عاجلا أو آجلا غير أنه اعتبر أن التوترات الطائفية والتفكك السياسي يعيقان بناء المؤسسات ودمج الثوار فيها. وقد تحدث التقرير أيضا عن تحدي إقامة نظام هرمي متسلسل مقبول، واعتبره ضروريا لمؤسسات هذه الدولة.

والغريب أن التقرير استبعد إمكانية تحقق ذلك بسبب سيطرة بشار الأسد على مقاليد الأمور ومناطق كثير من البلاد، وتفاءل خيرا بالحكومة الانتقالية التي شكلها الائتلاف السوري المعارض آنذاك. وأثبتت الأيام خطأ النتيجة النهائية للتقرير ونجاح تحليله لوضع الدولة ومسار إنهاء الأزمة الذي تحقق بالفعل مع نموذج الدولة المصغرة للمعارضة في إدلب؛ الذي توسع وبسط سيطرته على كافة الأراضي السورية.

ستكون الأيام المقبلة فرصة عظيمة لمراقبة كيف تتحول الدول الهرمية مع تجربة بلد عربي مركزي كبير وبعد ثورة دموية هائلة، وسنرى كيف سيطبق السوريون الأفكار والتنظير الذي استمر لنحو عقد ونصف العقد من الزمان.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: قطاع الزراعة يمثل 30% من الوظائف في مصر
  • اليابان توقع اتفاقية منحة مع باكستان للمساهمة في الحد من مخاطر الفيضانات
  • أحمد موسى: الجماعات الإرهابية كانت مستعدة لهدم الدولة وقتــ.ل المصريين
  • شاهد بالفيديو.. بعد تغيير العملة.. مواطن سوداني يكتشف بالصدفة أن زوجته كانت مليونيرة وتخبي عنه أموال طائلة بـ(الشوالات) وتم كشف سرها بعد القرار
  • الدولة الهرمية في سوريا
  • عضو السيادي صلاح الدين آدم يشهد تأبين عمدة سواكن محمود الأمين أرتقا
  • كاتب صحفي: السيسي حريص على متابعة الأجيال القادمة لكلية الشرطة
  • كاتب صحفي: الدولة توفر كل الدعم لأبنائها من قوات الشرطة
  • د. حسام صلاح عميد كلية طب قصر العينى لـ«الوفد»:الدولة تتحمل عبء الفاتورة اليومية لعلاج الوافدين بسبب الحروب والصراعات
  • “الدين لله والوطن للجميع”: مظاهرة مدنية تهز ساحة الأمويين في دمشق