صحيفة إسرائيلية: حان الوقت ليحدد نتنياهو موقفا واضحا من اقتراح الجيش
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
يقول تقرير في صحيفة "زمن" الإسرائيلية إن الوقت قد حان للحصول على إجابات واضحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول صفقة تبادل الأسرى، ففداؤهم قيمة يهودية مهمة، والوقت ينفد بالنسبة لهم، وإسرائيل نفسها تغرق في ظلمات تحت حكم الظلام والخداع.
ويوضح كاتب التقرير دان بيري أن الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل تشهد جدلا حادا حول الصفقة المحتملة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ حيث يتمحور النقاش حول مقترح جيش الاحتلال بوقف الحرب في غزة مع بقاء حماس في السلطة، وهو ما يرفضه نتنياهو بشدة.
وأضاف أن ذلك يأتي في وقت تشير فيه تقارير إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أعلن دعم إسرائيل في هذا الحل، بينما تستمر التوترات والضغوط الداخلية والخارجية، ويظل مصير الأسرى الإسرائيليين معلقا، وسط قصف متواصل على شمال إسرائيل من قبل حزب الله، مما يزيد من تعقيد المشهد ويعمق الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي.
السؤال المركزيوأوضح الكاتب أن السؤال المركزي في إسرائيل اليوم هو هل حكومتها مستعدة لإنهاء الحرب في غزة مع ترك حماس في السلطة مقابل إطلاق جميع الأسرى وإنهاء هجمات حزب الله؟، فعدم الوضوح الحالي يمنح حماس عذرا معقولا، ويضعها في موقف أكثر مصداقية من إسرائيل.
وأشار بيري إلى أن نتنياهو غير مرتاح للصفقة سواء كان ذلك بسبب وزراء أقصى اليمين أو ابنه الذي يعيش في المنفى في ميامي، أو لمجرد المكر السياسي اللامتناهي.
وقال إنه بعد كل هذا الوقت الطويل والمماطلة في حرب بلا هدف، بدا أن الموقف هو أن حماس، مهما كانت مكسورة، فهي ليست مدمرة، وإذا انسحبت إسرائيل من غزة، ستظل حماس مسؤولة مؤقتا عن قطاع غزة. وإذا أرادت إسرائيل جميع الأسرى، فهذا سيكون الثمن، وستعتبر حماس ذلك انتصارا.
باهظ التكلفة لإسرائيل
وأفاد الكاتب بأنه ورغم الرغبة الواضحة لنتنياهو في استمرار النزف في القطاع، فإنه يجب عليه الأخذ في الاعتبار أن استمرار الحرب باهظ التكلفة لإسرائيل، وخطر الاشتعال في الشمال قد يتطور إلى نزاع إقليمي بل وحتى عالمي.
وبحسب بيري، فإن إسرائيل واجهت في النهاية مقاطعة عالمية غير رسمية، وأوضحت المؤتمرات التي حضرها الكاتب في لندن واليونان أن المقاطعات ستصبح قريبا رسمية جدا، فإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد تكون سنة أو سنتان أخريان من حكومة نتنياهو كفيلة بجعل المقاطعة لإسرائيل أمرا رسميا.
جحود نتنياهووأشار بيري إلى أن موقف نتنياهو غير الواضح من الصفقة شكل صفعة في وجه بايدن الذي ينزف سياسيا بالفعل، فقد فضل نتنياهو بوضوح دونالد ترامب لأنه افترض أن ترامب لن يضغط على أي شخص "في القضايا الإنسانية أو حقوق الفلسطينيين، وسيرضى دائما ببعض المجاملة". وقد منح نتنياهو، بأكاذيبه ومناوراته، حليفه الذخيرة لجعل بايدن يبدو سخيفا. وفي هذه اللحظة، بدا الرهان معقولا جدا لنتنياهو الذي لا يبالي بقيمة الحياة.
ويختتم الكاتب التقرير بالقول إن بايدن يسمي نفسه صهيونيا، وأصبح أول رئيس أميركي يزور إسرائيل في وقت الحرب، وأرسل لإسرائيل أسلحة حاسمة وأمّن لها مظلة دبلوماسية عالمية شاملة، مما يجعل من الصعب تخيل هذا المستوى من الجحود من نتنياهو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
من لبنان إلى أوكرانيا.. هذا ما يفعله بايدن في الوقت الضائع
قبل 60 يومًا من موعد مغادرته البيت الأبيض، والمشهد السياسي الأميركي عامة، بادر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، إلى اتخاذ مجموعة خطوات متسارعة وجادة على أكثر من صعيد، وجميعها يرتبط بملفات خارجية عانت إدارته من تبعاتها خلال العامين الأخيرين.
ويعتقد في واشنطن أن هذه الملفات كانت واحدة من الأسباب الكبيرة التي أدت بالحزب الديمقراطي إلى مواجهة كانت من أسوأ الخسارات في تاريخه الحديث خلال انتخابات الرئاسة والكونغرس الأخيرتين.
عودة إلى لبنان
وتتمثل العودة القوية إلى لبنان من خلال قرار بايدن إرسال مبعوثه الرئاسي، آموس هوكستين إلى بيروت وإسرائيل، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان.
ويقول مسؤولون في إدارة بايدن إن هذا الأمر بات أقرب إلى التحقق الآن أكثر من أي وقت مضى، وإن ظهر الأمر متأخرًا عن وقته بالنسبة لبايدن وفريقه، فإن المعطيات القائمة على الأرض هي من شجعت المبعوث الأميركي على العودة مجددًا إلى المنطقة، وذلك نتيجة ظهور ملامح اتفاق.
وكان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان هدفًا محوريًا بالنسبة لهذه الإدارة، التي كانت ترى في ذلك منجزًا لها يمكن أن يؤدي إلى إعادة رسم الخريطة الأمنية في لبنان، من خلال خطة تسعى من خلالها إلى اعطاء دور أكبر للجيش في لبنان، كقوة أمنية تسيطر على كافة البلاد، مع التعهد بتقوية عناصره وتسليحهم وجعلهم جزءًا من منظومة أمنية دولية، بالشراكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، في سبيل تأمين المناطق الحدودية.
والمسألة كما يراها مسؤولو إدارة بايدن، هي بداية لعمل طويل الأمد، يسمح بإعادة رسم وتوزيع موازين القوة العسكرية في المنطقة مجددًا، كما يسمح لإدارة الجمهوري دونالد ترامب المقبلة بالبناء عليه.
إنهاء الحرب في غزة
باتت إدارة بايدن متحررة من كافة الضغوط السياسية بعد خسارتها الانتخابات، فهي تسعى الآن إلى محاولة تعزيز الإرث الشخصي للرئيس بايدن من خلال تحقيق بعض المنجزات التي سبق له الوعد بها، ومنها التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وهناك عودة قوية إلى هذه المحاولات، من خلال تكثيف المساعي بشأن ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس، كما كان عليه الأمر في خطاب بايدن أمام مجموعة العشرين، بدعوته أعضاء المجموعة إلى ذلك، إضافة إلى تأكيد البيان الختامي للقمة على ضرورة الدفع بالمزيد من المساعدات والجهود لأجل التخفيف من حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وقد كان التوصل إلى وقف لإطلاق النار هدفًا متجددًا في خطابات هذه الإدارة، لكن نسبة التقدم فيه كانت محدودة جدًا، بل أن تقديرًا يطرح في واشنطن حول عدم قدرة هذه الإدارة على ممارسة ضغوط كافية على الحكومة الإسرائيلية في سبيل تحقيق أهدافها.
في مقابل ذلك، هناك ضغوط سياسية يمارسها الجناح التقدمي من الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، عبر مشروع القرار الذي تقدم به السيناتور اليساري بيرني ساندرز، والذي يدعو من خلاله إلى وقف تقديم المساعدات العسكرية المقررة لإسرائيل في حجم 20 مليار دولار، وهو مسعى لا يتوقع له أن يلقى تأييدًا كبيرًا من قبل الأعضاء في المجلس، لكنه بكل تأكيد سوف يشكل حرجًا إضافيًا من قبل شيوخ الحزب على إدارة بايدن.
وذهب ساندرز إلى حد اتهام هذه الإدارة بالتواطؤ في الأزمة القائمة في غزة، وعدم القيام بالخطوات الأكثر صرامة وجدية في التعامل مع إسرائيل في مسألة استخدام الأسلحة الأمريكية في الهجمات، لذلك ذهب إلى اتخاذ مبادرة تقديم المشروع للمصادقة عليه.
الحرب في أوكرانيا
لقد كانت خطوة إعلان الرئيس بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية البعيدة المدى في الحرب الدائرة في كييف، مفاجأة مدوية في واشنطن؛ لأن بايدن كان يرفض هذا التصعيد منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
لكن التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية في الداخل الأميركي، وفي الخارج، جعلت حسابات هذه الإدارة تتغير، بل وأكثر من ذلك، تظهر استعدادها لمواجهة مخاطر التصعيد الذي يمكن أن يترتب على هذا القرار.
وبين موسكو وواشنطن سلسلة اتهامات حول توسيع مدى الحرب في أوكرانيا؛ لأن واشنطن ترى في دخول 10 آلاف جندي كوري شمالي إلى روسيا للمساعدة في الحرب على أوكرانيا، يشكل تصعيدًا خطيرًا من جانب موسكو، وأنه كان يجب أن يصدر ردًا أمريكيًا موزايًا في نفس القوة والاتجاه.
وينظر الرئيس بايدن إلى هذه الحرب تحديدًا على أنها مركز الإرث الذي أراده لرئاسته، من خلال تعزيز قوة الحلف الأطلسي أوروبيًا، ومنع روسيا من التمدد إقليميًا، وكذلك بسبب رغبته في إعادة الولايات المتحدة إلى دورها القيادي العالمي في مخالفة صريحة لمساعي سلفه دونالد ترامب في ولايته الأولى.
ويسعى بايدن في أيامه الأخيرة إلى جعل أوكرانيا في موقع تفاوضي أفضل، حال اختار الرئيس المنتخب دونالد ترامب مسارات تفاوضية لإنهاء الحرب في كييف، وذلك من خلال إعطاء أوكرانيا أوراق ضغط قوية، وكذلك الأمر بالنسبة للحلفاء الأوروبيين.
وتجد وجهة نظر بايدن تأييدًا حتى في أوساط النواب الجمهوريين بدرجات متفاوتة، لكنها من الناحية الأمنية والإستراتيجية تجد مناصرين خاصة بين الشيوخ الجمهوريين مع اختلاف واحد، وهو مسألة حجم ونوع المساعدات الأمريكية المقدمة من واشنطن، وكيفية تنظيمها وتقنينها ومحاسبة المسؤولين الأوكران على استخدامها خوفًا من الفساد وسوء الاستغلال.
هذا التأييد من قبل الشيوخ الجمهوريين لتصور بايدن سيجعل خيارات ترامب المتوقعة في الإدارة الجديدة تواجه معارضة داخل الجناح الجمهوري في مبنى الكونغرس؛ الأمر الذي سيكون في صالح الإبقاء على بعض خيارات بايدن في هذه الحرب تحديدًا. (ارم نيوز)