بايدن يرفض الانسحاب من السباق الانتخابي ويوجه رسالة صارمة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
بعد مطالبات مستمرة من الديمقراطيين بتراجع الرئيس الحالي جو بايدن عن الإنتخابات، رفض بايدن هذه المطالبات، ودعا إلى إنهاء ما اسماه "بالدراما" داخل أروقة الحزب.
وكتب بايدن في رسالة من صفحتين أن ”مسألة كيفية المضي قدما طرحت بشكل جيد منذ أكثر من أسبوع، وحان وقت انهاء هذه المسألة".
وشدد بايدن على أن الحزب لديه ”مهمة واحدة” وهي هزيمة المرشح الرئاسي الجمهوري المفترض دونالد ترامب في نوفمبر المقبل.
وأضاف:" أمامنا 42 يوما قبل انعقاد المؤتمر الديمقراطي و119 يوما قبل الانتخابات العامة، فأي ضعف في العزيمة أو عدم وضوح بشأن المهمة التي نحن بصددها لن يؤدي إلا إلى مساعدة ترامب وإلحاق الضرر بنا، حان وقت التقارب والمضي قدما كحزب موحد لهزيمة دونالد ترامب".
وأتبع بايدن الرسالة بمقابلة هاتفية مع محطة MSNBC التلفزيونيونية، حيث أصر على أن الديمقراطيين العاديين يريدون منه البقاء في السباق وقال إنه محبط بسبب دعوات مسؤولي الحزب له بالتنحي.
واردف: "الأسماء الكبيرة تريد مني التنحي، لكن لا يهمني ما تعتقده تلك الأسماء الكبيرة".
والقى بالكرة في ملعب منتقديه قائلا إذا كانوا جادين، فعليهم الإعلان عن رئيس، أو مواجهتي في تحد في المؤتمر أو الاحتشاد خلفه (خلف بايدن) ضد ترامب.
وبدا بايدن حازما في خطابه الموجه للنواب الديمقراطيين في الكونغرس داعيا إياهم إلى ”إنهاء” الدراما داخل أروقة الحزب والتي شقت صفوف الديمقراطيين منذ أدائه الضعيف في المناظرة العامة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جو بايدن الرئيس الأمريكى المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب المؤتمر الديمقراطي
إقرأ أيضاً:
إفطار على مائدة وطن
يختلف مفهوم الوطن حسب النظرة التي يُنظر بها إليه، لكنه يظل الجامع المشترك لكل أفراده، حيث تتقاطع فيه المشاعر الفطرية، والمصالح السياسية، والرؤى الأدبية التي تعبّر عن جوهر الانتماء والهوية. فالوطن في تعريفات العلوم السياسية والقانونية، هو الأرض والشعب والنظام السياسي الحاكم، ومن هذا المنطلق ينظر الساسة لمفهوم الوطن، فيضيفون على التعريف العلمي فكرة السيادة وتداول السلطة على المؤسسات السيادية والاقتصادية. غير أن العامة لا ينظرون للوطن بهذا التعقيد، وتلك المفاهيم، فببساطة الوطن عند العامة هو الملجأ والهوية والانتماء، والصحبة والذكريات، وهم في ذلك يتشاركون مع الأدباء الذين يرون في الوطن ذلك الحضن الدافئ الذي يجسد الحب والحنين والأمان.
أما الوسطيون (المنتمون لحزب الوسط) فيزيدون على كل ما سبق أن الوطن بالنسبة لهم الأم التي أعطت، وحقا لها عليهم الوفاء والعطاء وإنكار الذات، وتأخير المصلحة الشخصية لتقديم مصلحة هذه الأم وأبنائها معها، فالوسطيون هم الابن البكر الذي يضحي من أجل الأسرة الكبيرة، ويصلح ما قد يفسده الصغار حتى يظل البيت معمورا ويسع الجميع، مهما ضاق الحال، وفرضت الظروف.
أخذني الشوق لتلك الصور التي نشرها حساب حزب الوسط على منصة "فيسبوك" لإفطاره السنوي الذي جمع بالإضافة إلى بعض أعضائه ضيوفا كراما، وهو كرم معهود، لكن الضيوف وأسماءهم وتوقيت تلبية دعوتهم، جعل الحنين يزداد لتلك الجلسات، وهذه التجمعات التي لطالما عرفها الحزب في مقره التاريخي في القصر العيني، قبل حتى أن يمن الله عليه بالترخيص، بعد الثورة، فالحزب الذي ناضل منذ العام 1996 حتى شباط/ فبراير 2011 من أجل الحصول على الترخيص، كان دوما بيتا جامعا لكل التيارات، ومنارة توافقية للأضداد كلهم، يقبلونه ويتماهون مع فكره التوافقي الذي يقدم المصلحة العامة دوما على المصالح الشخصية أو المرحلية.
حسم الحزب أمره في السطور الأولى من برنامجه الذي يعدّ دستور الحزب ومرجعيته بالنص على أن الأوطان لا تملك ترف الاستغناء عن جهود أحد من أبنائها، ما يعني أن الحزب يرى في الوطن مساحة كبيرة للمشاركة من دون إقصاء ولا تهميش، ولأن هذه الكلمات هي بالأصل قناعات، ترجمها المؤسسون منذ اليوم الأول لاقت قبولا حقيقيا لدى كل الأطياف السياسية والفكرية في المجتمع المصري، ولم يتوجس منه إلا الغلاة المرتابون، فالوطن بالنسبة لـ"الوسط" هو الأم والغاية، والأحزاب بالنسبة له، هم المحبون الذين يريدون خطب ود الأم وتحقيق مرادها، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
كان "الوسط" ولا يزال مصدر ثقة للشعب، بمواقفه وبحكمة رجاله وعقول أبنائه الذين يعملون ليل نهار لرفعة الوطن وكرامة مواطنيه. فالتاريخ يحمل المسؤوليات، والمواقف تكشف الرجال، ولا يزال الوطن يحتاج جهود أبنائه في الوسط، كما أن الوطن يحتاج أن يخرج من دائرة الاستقطاب الحاد المحاط بقوانين الإقصاء والترهيب، كما يحتاج الخروج من دائرة التخوين إلى دائرة التقريب، وهو ما رأيته في صور إفطار الحزب مع ثلة وطنية، جمعها بحزب الوطن السعي لخدمة مصر وشعبها، حتى في ظل حالة الانسداد التي يعيشها البلاد، حالة تحتاج من يعالجها بمشرط جراح، وبتعاون "كونسولتو" من أمهر خبراء السياسة، مع الاستعانة بشباب هذه الأمة العظيمة التي لم تعدم الكفاءات في أحلك الظروف.
إن مصر في ظل الظروف الإقليمية والدولية التي يعيشها العالم تحتاج من يخترق الحواجز كلها بمشروع جامع تحمله جهة توافقية تنال ثقة كل الأطراف، ولا يحمل هذا المشروع إلا هذه النوعية من البشر التي تعرف معنى الوطن، وتنكر ذاتها من أجل المصلحة العامة، وهذه المشاريع تنضج على موائد الحب والصفاء، فالتوقيت الذي جمع قامات وطنية من مختلف المشارب الفكرية المصرية مبشرا، ولعل الله يجعل على أيدهم الحلول لرفع المعاناة عن كاهل هذا الشعب الذي يستحق الكثير.
رفع الوسط منذ اليوم الأول له شعاره السرمدي "الوطن قبل الوسط" ويؤمن بمعناه، لذا يعرف فإن قدره أن يأخذ زمام المبادرة، ويكثف من هذه الجلسات للم شمل المخلصين في هذا الوطن، لتقديم مشروع يلتف حوله الشعب الذي يستحق الأفضل في كل وقت وزمان، يطمح في حياة أفضل، حرية أكثر، مستقبل أجمل، ولا يزال الشعب ينتظر من "الوسط" الخطوة التي تأخرت لإخراج مصر من دوائر النار، فديدن المصلحين تحمل الأذى والمحن لإخراج قومهم من ضيق حياتهم إلى متسع الرحمة والتراحم.