هكذا تؤثر ممارسة الجنس على الأداء في الرياضة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
لا جنس قبل المنافسة الرياضية! كان هذا الشعار سائدًا لفترة طويلة في الرياضة الاحترافية. الافتراض: الطاقة والعدوانية المتراكمة بسبب الامتناع عن الجنس يتم تفريغها أثناء الرياضة، مما يزيد من فرص التقوق والنجاح الرياضي.
ومع ذلك فإن منع الرياضيين - مثل لاعبي بطولة كأس أمم أوروبا 2024- من أي نشاط جنسي ليس له معنى.
ماذا يحصل في الجسم عند ممارسة الجنس؟
الجنس ينشط الجهاز القلبي الوعائي، يحفز الدورة الدموية، ويعمل على تخفيف التوتر والألم، وهو وسيلة رائعة للمساعدة على النوم. العديد من الهرمونات تشارك في كل هذه العمليات الجسدية والنفسية.
مايكل سيبيرس يقوم بدراسة كيفية عمل هذه العمليات بالضبط. هو طبيب مساعد في الطب النفسي والعلاج النفسي وموظف علمي في معهد الطب النفسي الجنائي وأبحاث الجنس في مدينة إيسن الألمانية.
في ستينيات القرن الماضي، طور الزوجان الباحثان الأمريكيان ويليام ماسترز وفيرجينيا جونسون نموذجاً من أربع مراحل للاستجابة الجنسية، والذي لا يزال يستخدم في البحث الحالي:
· مرحلة الإثارة
· مرحلة الهضبة
· النشوة الجنسية
· مرحلة الانحدار
كل مرحلة من هذه المراحل تتميز بسيطرة هرمونات معينة. في مرحلة الإثارة، يرتفع ضغط الدم بفضل الأدرينالين، كما يوضح سيبيرس. الدوبامين يسبب التوقع والنشوة، والتستوستيرون والإستروجين يزيدان من الرغبة في الجنس.
في ما يسمى بمرحلة الهضبة، يدخل هرمون الأوكسيتوسين على الخط، بينما لا ترتفع مستويات الأدرينالين والدوبامين كثيرًا، يقول سيبيرس. "الأوكسيتوسين هو هرمون العناق. إنه يعزز القرب والارتباط." في مرحلة النشوة الجنسية، يصل مستوى الأوكسيتوسين إلى ذروته.
بعد النشوة الجنسية، يظهر هرمون البرولاكتين على الساحة. "إنه من بين هرمونات الاسترخاء والشبع، الذي يشير لنا أننا لا نريد المزيد من الجنس الآن"، يقول سيبيرس. قد يكون البرولاكتين مشكلة في الرياضة.
هل ممارسة الجنس سيئة قبل الرياضة؟
"مستوى البرولاكتين يكون مرتفعًا حتى ساعة بعد الجنس"، يقول سيبيرس، مشيرًا إلى دراسة بحثت التأثير المعقد للبرولاكتين على الجنس البشري. التأثير المهدئ لهذا الهرمون قد يكون عائقًا في المنافسات الرياضية. لذا، فإن النشوة الجنسية قبل وقت قصير من بدء المباراة أو السباق ربما ليست أفضل فكرة.
مع ذلك لا يوجد سبب يجعل الجنس في الليلة السابقة للمنافسة مشكلة، بحسب سيبيرس. على الرغم من أن بعض الدراسات الفردية حول تأثير الجنس على الأداء الرياضي توصلت إلى أن الجنس يضعف عضلات الساق ويجعل الرياضيين أبطأ.
إلا أن أحدث تحليل حول موضوع الرياضة والجنس من عام 2022، والذي تم فيه تقييم نتائج العديد من الدراسات الفردية، يشير إلى أن الجنس ليس له تأثيرات سلبية على الأداء الرياضي. بل على العكس، يعتقد مايكل سيبيرس أن الجنس قد يعزز الأداء الرياضي بشكل أفضل.
هل ممارسة الجنس تقوي الأداء؟
"الجنس هو نشاط بدني ويمكن بالطبع أن يعزز اللياقة البدنية"، يقول سيبيرس. كما أن له تأثيرات هائلة على النفسية. هنا قد يكون للرياضة والجنس شيء مهم مشترك: الشعور بالنشوة.
يقوم مايكل سيبيرس بدراسة هذا الموضوع - تحديدًا ما يُعرف بـ "نشوة العدائين". "نشوة العدائين هي شعور أثناء ممارسة الرياضات التحملية يترافق مع النشوة، قلة القلق، قلة الألم، والتهدئة. تتوقف الأفكار المتكررة أيضًا"، يقول سيبيرس.
"المحفز لهذا الشعور بالنشوة هو على الأرجح ما يُعرف بالكانابينويدات الذاتية"، يقول سيبيرس. هذه هي مواد شبيهة بالقنب ينتجها الجسم بنفسه. إنها جزء من نظام الكانابينويد الذاتي في الجسم الذي هو بدوره جزء من الجهاز العصبي. يلعب هذا النظام دورًا في عمليات التعلم والحركة.
يعتقد سيبيرس أن هذا النظام الكانابينويدي يتم تفعيله ليس فقط عند الجري، بل وأيضًا أثناء الجنس. من المتوقع أن تجلب المزيد من الدراسات وضوحًا حول هذا الموضوع.
"الكانابينويدات الذاتية، والأوكسيتوسين، والبرولاكتين كلها تعمل على تهدئة الجسم وتقليل التوتر. وهذا بدوره جيد للصحة"، يقول سيبيرس. تتحسن أيضًا جودة النوم بشكل ملحوظ. والنوم الجيد مهم بشكل خاص للرياضيين. يقل الألم والقلق، وتزداد النشوة. وفقًا للمعرفة الحالية، لا يوجد ما يعارض ممارسة الجنس - حتى قبل المنافسة.
أعده للعربية: محمد المزياني
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الأداء الریاضی ممارسة الجنس
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
كشفت دراسة جديدة عن أن شرب القهوة يغير الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أمعائنا، ويعتقد أن هذا التغير له عواقب بعيدة المدى على الصحة.
تؤدي البكتيريا والخميرة والفطريات -التي يشار إليها مجتمعة باسم ميكروبيوم الأمعاء- دورا مهما في الهضم وامتصاص العناصر الغذائية حركة الأمعاء، والصحة العقلية، والمناعة.
يعتقد العلماء أن ميكروبيوم الأمعاء يتغير اعتمادا على النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد وعلى بيئته. ولكل شخص ميكروبيوم أمعاء فريد من نوعه، تتفاوت فيه أنواع وكميات من الكائنات الحية الدقيقة.
قال البروفيسور الدكتور تيم سبكتور، أحد مؤلفي الدراسة، لمجلة نيوزويك الأميركية إن "نتائج الدراسة تعزز فكرة وجود رابط محدد بين الطعام الذي نتناوله والميكروبات الموجودة في أمعائنا، مما يعني أننا نمتلك قوة هائلة لتحسين صحتنا من خلال الخيارات الغذائية التي نتخذها".
جذور القهوة العربية ترجع إلى 600 ألف سنة مضت، ولم يطلها أيّ تلاعب جيني بشري (أن سبلاش) التركيز على القهوةاختار العلماء في شركة زوي، وهي شركة علوم التغذية الأميركية التي أجرت الدراسة، التركيز على القهوة للبحث في العلاقة بين أنظمتنا الغذائية وميكروبات أمعائنا.
وكتبوا في دراستهم، التي نُشرت في مجلة "نيتشر مايكروبيولوجي" يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أنهم اختاروا القهوة لأنها تُستهلك بشكل كبير، كما يظهر أن لها فوائد صحية، فهي -على سبيل المثال- تقلل أخطار الوفاة بأمراض القلب، والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والإصابة ببعض أنواع السرطان. كما أن الناس يميلون إما إلى استهلاك القهوة بانتظام، أو عدم تناولها على الإطلاق، على عكس الأطعمة والمشروبات الأخرى.
وقال سبكتور "من المحتمل أن تكون الفوائد الصحية للقهوة ترجع إلى طبيعتها الكيميائية المعقدة. فالقهوة المصنوعة من تخمير الحبوب تحتوي على مئات المركبات الموجودة في كل من القهوة التي تحتوي على الكافيين ومنزوعة الكافيين. وتشمل هذه مجموعة من البوليفينول، التي تغذي ميكروبيوم الأمعاء ويمكن أن تساعد في تقليل نسبة السكر في الدم وضغط الدم".
التحقق من تأثير القهوة على بكتيريا الأمعاءوجدت الأبحاث السابقة التي أجراها العلماء أنفسهم أن القهوة -من بين 150 نوعا مختلفا من الأطعمة- كانت الأكثر ارتباطا بتكوين ميكروبيوم الأمعاء.
وأجرى العلماء أبحاثهم باستخدام بيانات 22 ألفا و800 شخص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قدموا معلومات غذائية مفصلة، وبيانات عامة من 54 ألفا و200 شخص آخر.
كذلك حللوا أكثر من 400 عينة من البلازما وأكثر من 350 عينة براز، وأجروا تجربتين في المختبر، لاستكشاف كيفية تأثير القهوة على أمعاء الشخص.
شرب القهوة يغير الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أمعائنا (بيكسابي) البكتيريا أيضا تحب القهوةوجد العلماء أن سلالة واحدة من البكتيريا، تسمى "لاوسونيباكتر أساكاروليتيكوس" ( Lawsonibacter asaccharolyticus)، كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بشرب القهوة. كان لدى الأشخاص الذين شربوا أكثر من 3 أكواب من القهوة يوميا مستويات أعلى بـ8 مرات من هذه البكتيريا في أمعائهم، مقارنة بالأشخاص الذين شربوا أقل من 3 أكواب من القهوة شهريا.
ومن بين الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام، بدا أن أولئك الذين يشربون كثيرا من القهوة لديهم أيضا كثير من لاوسونيباكتر أساكاروليتيكوس، على الرغم من وجود فرق أكبر بين شاربي القهوة وغير شاربيها.
ووجد العلماء أن العلاقة كانت متسقة بشكل ملحوظ عبر مجموعات من الناس في 25 دولة مختلفة، وعندما أطعموا لاوسونيباكتر أساكاروليتيكوس القهوة -التي تمت دراستها في أنبوب اختبار- نمت البكتيريا.
تكهن العلماء بأن هذه السلالة من البكتيريا قد تكون السبب الرئيسي وراء ارتباط القهوة بعديد من الفوائد، إذ يمكن لهذه البكتيريا تحويل المكونات الموجودة في القهوة إلى مركبات أخرى أكثر فائدة، مع مزيد من الفوائد الصحية.
وأضاف سبكتور "في الوقت الحالي، لا نعرف كيف يؤثر هذا الميكروب على صحتنا، على الرغم من أنه قد يشارك في التأثيرات الصحية الإيجابية التي يمكننا أن نشكر القهوة عليها. هذا هو غيض من فيض ويُظهر كيف يمكننا، مع حجم العينة الهائل لقاعدة بيانات زوي، فتح مزيد من اتصالات ميكروبات الطعام، وإخبارنا بكيفية تناول الطعام من أجل صحة أفضل".