عدن الغد:
2024-10-14@19:13:39 GMT

اليمن يئن بفقره تحت قيظ الحر والظلام

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

اليمن يئن بفقره تحت قيظ الحر والظلام

اندبندنت عربية

يواجه اليمن مع الفقر الذي طاول 80 في المئة من سكانه فصلاً صيفياً تتجاوز درجات الحرارة في بعض مناطقه 45 درجة مئوية، مع صعوبة حصول كثير من السكان على التيار الكهربائي بسبب ارتفاع كلفتها بخاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
ويعيش نحو 3 ملايين من سكان محافظة الحديدة (غرب اليمن) التي تسيطر عليها الجماعة في ظروف صعبة "حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق"، وتعاني المدينة الساحلية مع بقية مديرياتها المترامية من الحر والفقر لاسيما المرضى من كبار السن والأطفال في ظل سلطة يصفها السكان أنها "لا تعرف غير فرض الجبايات"، وتصل درجة الحرارة في الحديدة خلال فصل الصيف إلى 45 مئوية وتتراوح نسبة الرطوبة العالية بين 70 و85 في المئة.


وعاشت المدينة في وقت سابق تحت الظلام لعامين متتاليين منذ عام 2018 وحتى 2020 بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي عاد بشكل تجاري لم يتمكن غالبية الناس من الاستفادة منه بسبب أسعاره المرتفعة، إذ تبلغ تكاليف الاستهلاك الشهري للكهرباء لإحدى العائلات المتوسطة ما يقارب 260 دولار أميركي بحسب ما تحدث به السكان لــــ"اندبندنت عربية".
ويؤكد السكان أن الشوارع والأرصفة باتت "بدائل كبار السن للنوم والبحث عن نسمة هواء باردة"، ويقول أحدهم واصفاً المشهد إن "المدينة تحولت إلى فوهة بركان".
وتقول رنا الحبيشي وهي إعلامية يمنية تعيش في محافظة الحديدة، إن "معاناة السكان متعددة ومختلفة ومؤلمة خصوصاً أولئك الذين يعانون أمراضاً مزمنة"، وتضيف "أنا شخصياً لدي مرضان هما الضغط والسكر، لا أستطيع النوم من دون تكييف، لكنه وللأسف الفواتير تكلفنا فوق 70 و80 ألف ريال يمني" أي ما يعادل 150 دولاراً.
وتسعى الحبيشي إلى محاولة تخفيف استهلاك الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، وتقول "درجات الحرارة في مدينة مثل الحديدة وضواحيها والمدن الساحلية تدفعنا عنوة إلى استخدام التكييف".
ويعاني اليمنيون انقطاع رواتبهم منذ عام 2016 في المناطق التي تسطير عليها جماعة الحوثي، وبدورها تقترح الشابة اليمنية للخروج من أزمة الكهرباء "خفض تسعيرة الكهرباء إلى 20 ريال يمني مع عودة الرواتب".
وتقول إيناس علي (اسم مستعار) إن "الناس باتوا يفترشون الأرض عراة هرباً من المنازل والمخيمات الحارة"، وتضيف "أجهزة التكييف باتت كالزينة في أغلب المنازل ونادراً ما تسمع صوتها لأن الناس لا تستطيع تحمل تكاليف تشغيلها".
ويستهلك المكيف الواحد بحسب إيناس كل ثلاث ساعات نحو 700 ريال يمني، أي ما يعادل 2.8 دولار أميركي، وتضيف "من أين نأتي بها ونحن نعيش بلا مرتبات منذ سنوات؟".
ويلجأ السكان كما تقول الفتاة اليمنية إلى بدائل لمواجهة الطقس الحار "كالخروج في الساحات والأحواش وأسطح المنازل التي تبرد بالماء".
ويخشى السكان تفاقم أزمات صحية خصوصاً لدى المسنين والأطفال جراء الطقس الحار، تشير إيناس إلى أن أعراضاً بدأت تظهر على الأطفال بسبب عدم تحمل درجات الحرارة في المدينة الساحلية الرطبة.

مصدر دخل
من جهته يرى الصحافي اليمني مصعب عفيف أن الحوثي منذ سيطرته على البلاد في عام 2015 بات ينظر إلى الكهرباء بوصفها مصدر دخل للجماعة المدعومة من إيران، وبدأ الحوثيون رحلتهم مع الكهرباء بعد تعطيل المحطة الكهربائية في الحديدة وتسريح موظفيها والتوقف عن صيانتها، بمبرر عدم القدرة على استيراد مادة المازوت المشغلة للمحطة تحت حجة منع التحالف دخول سفن المازوت والوقود، لكن هذا المبرر سقط مع السماح لسفن الوقود على أنواعها بالوصول إلى ميناء الحديدة.
ومع عودة تدفق مادة المازوت عبر ميناء الحديدة، يقول عفيف "استحدث الحوثيون نظام الخط الساخن وحصروا خدمة الكهرباء بالمستشفيات والمنشآت التجارية بمقابل مالي كبير، وانتعشت تجارة الحوثيين عبر هذه العملية، إضافة إلى استيراد منظومات الطاقة الشمسية وبيعها لأبناء المدينة".

محطة كهرباء تجارية
ولم يكتف الحوثيون بهذا بل بدأوا مرحلة جديدة، فأنشأ عدد من قياداتهم شركات كهرباء تجارية داخل أحياء الحديدة وعموم محافظات اليمن باستخدام مولدات كهربائية حكومية نهبت من مرافق وزارة الكهرباء، وبدأوا بالمتاجرة بالكهرباء بمبالغ باهظة، واضطر بعض سكان الحديدة الميسورين إلى الاشتراك فيها.
عقب ذلك أنشأ الحوثيون "صندوق دعم كهرباء الحديدة" وفرضوا استقطاع خمسة ريالات على كل طرد وثمانية ريالات على كل لتر وقود يدخل ميناء الحديدة، بمعدل 30 إلى 40 مليون ريال يمني (ما يصل إلى 159 ألف دولار) يومياً في حينها. وخلال أول شهرين للهدنة الأممية التي انطلقت في أبريل (نيسان) 2022، جمع الحوثيون في صندوق الكهرباء 3 مليارات ونصف مليار ريال يمني (نحو 11 مليون دولار أميركي) من 18 سفينة دخلت الميناء، وذلك بعيداً من أموال الجمارك والضرائب التي تجنيها الجماعة من سيطرتها على الميناء.
إضافة إلى كل هذا التربح من كهرباء الحديدة، استولى الحوثيون في سبتمبر (أيلول) 2020 على أرض مساحتها 16 مليون متر مربع في مديرية الصليف بمبرر إنشاء مشروع محطة توليد كهرباء بالفحم الحجري بقدرة توليدية ألف ميغاواط، ولم تبن أية محطة حتى اليوم. ويضيف عفيف "لذلك معاناة اليمنيين في الحديدة وكل مناطق سيطرة الحوثي مع الكهرباء لن تتوقف، لأن قيادات الحوثي حولت هذه الخدمة إلى تجارة مربحة تدر عليهم ملايين الريالات، ولا يمكن أن يعيدوا تشغيل الكهرباء ويخسروا هذا المورد المالي المهم".

الكهرباء في مناطق الشرعية
ولا يختلف الحال كثيراً في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية، إذ تخضع مديريتين من إجمالي 26 مديرية في المحافظة الساحلية لسلطة "الشرعية"، وهي الأخرى تعاني مع حلول فصل الصيف الأزمة ذاتها.
ويقول سامي عوض الذي يسكن في إحدى المديريات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، "أصبح فصل الصيف بالنسبة إلى المواطنين في مديرية حيس والخوخة كابوساً على السكان، لعدم تأهيل وتشغيل الكهرباء الحكومية".
وعلى رغم وجود محطات كهربائية في هذه المناطق إلا أنها لم تؤهل منذ سيطرة الشرعية عليها، مما أدى إلى العبث بكابلات التيار العمومية في المدينتين. وأضاف أن الكهرباء التجارية موجودة بأسعار مرتفعة إذ يقدر سعر الكيلوواط من الكهرباء التجارية بـ700 ريال يمني، أي بمقدار نصف دولار أميركي وفق سعر الصرف في مناطق الحكومة الشرعية.

الحوثيون يعلقون
في المقابل قال ممثل محافظة الحديدة محمد عياش قحيم في حديث تلفزيوني لإحدى الوسائل التابعة للحوثيين إن "هناك عروضاً قدمت من التجار لتوليد الكهرباء للحديدة ببدائل وبسعر 65 ريالاً يمنياً للكيلوواط (أقل من دولار أميركي) لوزارة الكهرباء، غير أنها لم تسمح للتجار بالاستثمار بهذا السعر". وطالب المكتب الإشرافي في مكتب الحديدة بالقيام بدوره وعدم ترك المواطنين يعيشون ظروفاً عصيبة.
وفي نهاية العام الماضي أعلنت الجماعة عائدات الكهرباء في المدينة وقدروها بـ3 مليارات ريال يمني شهرياً، بحسب وسائل تابعة للحوثيين، أي ما يقارب 11 مليون دولار أميركي.
المصدر: اندبندنت عربية / هشام الشبيلي  
 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: دولار أمیرکی الحرارة فی ریال یمنی

إقرأ أيضاً:

الغارات الإسرائيلية على جباليا تذكر السكان بأيام الحرب الأولى

مرة أخرى تجد العائلات في شمال غزة نفسها أمام خيارات تدفعهم بالانتقال إلى جنوب القطاع سيرا على الأقدام، أو في عربات تجرها الدواب، أو مركبات مزدحمة تشق طريقها بين الأنقاض، وهو ما يذكرهم بأيام الحرب الأولى.

ويجد الناس أنفسهم أمام معاناة مستمرة مع نقص الإمدادات، فيما يرفض فلسطينيون مغادرة مناطقهم.

أحمد أبو غنيم (24 عاما)، أحد سكان جباليا قال لوكالة أسوشيتد برس "يبدو الأمر وكأننا في الأيام الأولى من الحرب"، والجيش الإسرائيلي "يفعل كل شيء لاقتلاعنا من أرضنا، لكننا نرحل".

وأضاف أن الطائرات الحربية الإسرائيلية المقاتلة والمسيرة، ضربت العديد من المنازل، وأحصى نحو 15 قتيلا من أقاربه وجيرانه.

وقال "هناك قتلى في الشوارع، ولا أحد قادر على انتشالهم بسبب القصف".

قال مسعفون السبت لرويترز إن ما لا يقل عن 29 فلسطينيا لقوا حتفهم في هجمات للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة السبت، بينما واصلت القوات التوغل في منطقة جباليا حيث تقول هيئات إغاثة دولية إن الآلاف محاصرون هناك.

مشاهد من الدمار في مخيم جباليا

مع عودة الغارات الإسرائيلية إلى شمال غزة مرة أخرى، تعود التحذيرات من الجوع مرة أخرى، حيث يقول السكان إنهم لم يتلقوا أي مساعدات غذائية منذ بداية أكتوبر.

برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، قال إنه لم تدخل أي مساعدات غذائية منذ بداية الشهر الحالي، فيما يقدر الأشخاص في هذا المناطق بنحو 400 ألف شخص.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن سكان في شمال غزة حيث أصبحوا حصار داخل منازلهم أو الملاجئ من دون إمدادات، إنهم يرون الجثث ملقاة في الشوارع حيث يعيق القصف عمل سيارات الإسعاف.

الجيش الإسرائيلي يقصف شمالي غزة.. ويغلق مناطق قرب حدود لبنان مع إحياء إسرائيل ليوم الغفران "يوم كبور" الذي يخصص للصلاة والصيام، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه لشمال غزة، وأعلن فرض حصار على بلدات فيها، فيما دعا إخلاء مناطق في شمال إسرائيل واعتبارها "منطقة عسكرية مغلقة".

وفي جباليا، حيث تعرضت لغارات جوية قاتلة شاهد الناس حفرة بعمق 29 مترا في مكان أحد البنايات.

وسقط عشرات القتلى قال المسعفون إنهم انتشلوا جثثهم الجمعة والسبت، فيما يرجح وجود آخرين تحت الأنقاض، وقال مسؤولون محليون للوكالة إن غارة على منزل أسفرت عن مقتل شقيقين وإصابة امرأة وطفل حديث الولادة.

وقال مسعفون لرويترز إن 19 شخصا قتلوا في غزة خلال الليل وقتل 10 آخرون مساء اليوم السبت بعد قصف إسرائيلي لمنزلين في جباليا والنصيرات بوسط القطاع مشيرين إلى أن العدد مرشح للزيادة في ظل وجود مصابين في حالات حرجة.

قصف مربع سكني كامل في جباليا شمال قطاع غزة

فارس أبو حمزة، مسؤول خدمات الطوارئ قال إن غارة أخرى أصابت منزلا في جباليا، أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأة.

حمزة شريف، يقيم مع عائلته في مدرسة تم تحويلها إلى ملجأ في جباليا قال للوكالة "إن القصف متواصل ليلا ونهارا".

ولفت إلى أن الملجأ لم يتلق مساعدات غذائية منذ بداية أكتوبر، حيث "تعتمد الأسر على مخزون سينفد قريبا جدا".

وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة السبت لسكان حيّين على الطرف الشمالي لمدينة غزة، التي تقع أيضا في شمال القطاع، واصفا إياهما بأنهما "منطقة قتال خطيرة".

وقال الجيش في الأيام القليلة الماضية إن القوات التي تنفذ عمليات في جباليا ومناطق قريبة قتلت العشرات من المسلحين وعثرت على أسلحة وأزالت بنى تحتية عسكرية.

أكثر من 42 ألف شخص قتلوا في غزة منذ بدء الحرب

وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أن أكثر من 20 مسلحا قتلوا في قصف مدفعي وغارات جوية وإطلاق نار من مسافات قريبة، بينما واصلت قواته عملياتها في أنحاء قطاع غزة.

بدأت العملية في هذه المنطقة قبل أسبوع، وقال الجيش حينئذ إنها تستهدف المسلحين الذين يشنون هجمات ومنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها. وتنفي حماس تعمد مقاتليها استخدام المناطق المدنية قواعد لهم.

وتشير تقديرات مسؤولي الصحة الفلسطينيين إلى أن عدد القتلى بجباليا في الأسبوع المنصرم بلغ نحو 150.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون ينفقون ربع مليار ريال على صور نصر الله في صنعاء في ظل تفافم معاناة اليمنيين
  • عاجل: غارات جوية عنيفة تضرب محافظة الحديدة غربي اليمن
  • الحوثيون ينفقون ربع مليار ريال على صور نصرالله وسط أزمة معيشية خانقة في اليمن
  • استقرار أسعار الذهب اليوم وعيار 21 يسجل نحو 280.35 ريال
  • 1.2 مليار ريال قيمة المشاريع التي وطنتها صالة استثمر في عُمان
  • قنبلة انفجرت بمواطن في بعلبك.. والجيش يُوجّه طلباً عاجلاً إلى السكان بعد الحادثة
  • الغارات الإسرائيلية على جباليا تذكر السكان بأيام الحرب الأولى
  • الحوثيون في مأزق: هل ينهار المشروع الإيراني في اليمن؟
  • 45.7 مليار دولار.. ما هي السلع الاستفزازية التي تحدث عنها كامل الوزير؟
  • اليمن.. «الحوثي» يسخر الشركات الوطنية لتمويل أنشطته المسلحة