بعد التقارب بين إردوغان والأسد.. السوريون في تركيا خائفون
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
أثار الإعلان المفاجئ للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن دعوة ينوي توجيهها لنظيره السوري، بشار الأسد، لإجراء محادثات، مخاوف السوريين في تركيا من إعادتهم لبلادهم، وذلك بعد أسبوع من موجة عنف ضد المهاجرين أصابتهم بالفعل بحالة من الذعر.
وقطعت أنقرة العلاقات مع دمشق في عام 2011 بعد بدء الحرب الأهلية في سوريا، وقدمت قوات تركية الدعم للمعارضة المسلحة السورية في الشمال.
ونُقل عن إردوغان قوله، الأحد، إنه سيدعو الأسد "في أي وقت" للعمل على العودة إلى العلاقات السابقة مع سوريا، التي انقطعت بسبب الحرب التي استقطبت الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والعديد من الفصائل المسلحة.
وقال سمير العبد الله، من مركز هارمون للدراسات المعاصرة في إسطنبول: "هناك مخاوف من أن يبرم إردوغان صفقة مع الأسد ويعيد السوريين" إلى المناطق التي تسيطر عليها دمشق في البلاد.
وفي إشارة إلى بعض المهاجرين السوريين، قال العبد الله، إن "هناك أيضا من يخشون من تجريدهم من جنسيتهم التركية".
وتستضيف تركيا لاجئين أكثر من أي دولة أخرى، ويبلغ عدد السوريين الذين هاجروا إليها بسبب الحرب نحو 3 ملايين شخص.
وأثار عدد الوافدين السوريين قلق الأتراك، الذين يتساءلون عما إذا كانوا سيعودون في أي وقت إلى ديارهم، مما دفع إردوغان إلى التعهد بإجراء محادثات وبعودة طوعية "مشرفة" لمعظمهم في نهاية المطاف.
وقال أحمد (19 عاما)، وهو طالب سوري في منطقة أيوب سلطان بإسطنبول رفض ذكر اسمه بالكامل لأسباب أمنية، إن عائلته تفكر في بيع ممتلكاتها في تركيا بسبب الاضطرابات المناهضة للمهاجرين.
وأضاف "إنهم خائفون رغم أنهم يحملون الجنسية التركية".
وقال سكان في منطقة سلطان بيلي المكتظة بالسكان في إسطنبول، التي تؤوي العديد من اللاجئين السوريين، إن مهاجمين حطموا واجهات محل حلاقة سوري، ورددوا شعارات مناهضة للمهاجرين.
وذكرت أم سورية أن ابنها البالغ من العمر 8 سنوات: "يريد الآن البقاء في المنزل لأنه يعتقد أن الناس قد يؤذوننا".
وشدد إردوغان على أن النظام العام في البلاد خط أحمر.
وتقول سوريا إنه لن يحدث أي تطبيع للعلاقات مع تركيا إلا بعد موافقتها على سحب آلاف القوات من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وهو شرط مسبق وصفته أنقرة بأنه غير مقبول وأشارت إلى مخاوف أمنية من المسلحين الأكراد السوريين.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تتخذ من بريطانيا مقرا، الجمعة، بأن الوضع في سوريا ليس آمنا بما يسمح بعودة ملايين اللاجئين من تركيا.
والأسبوع الماضي، قال إردوغان إن 670 ألف شخص عادوا إلى تجمعات سكنية في شمال سوريا ومن المتوقع عودة مليون شخص آخر.
وكان الرئيس التركي شدد إلى حد ما موقفه تجاه المهاجرين قبل الانتخابات الرئاسية العام الماضي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی أی وقت
إقرأ أيضاً:
مقتل عميد في نظام الأسد وإصابات في انفجار مسيرة بحدود سوريا ولبنان
أكد مصدر أمني مقتل عميد طيار في نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، فيما أُصيب عدد من اللاجئين السوريين في انفجار مسيرة مفخخة ببلدة لبنانية حدودية مع سوريا، وتزامن ذلك مع اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر من حزب الله اللبناني.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر أمني تأكيده مقتل العميد طيار بالنظام المخلوع علي الشلهوب في اشتباك مع قوات الأمن، أسفر عن إصابة 4 أفراد من الأمن العام.
كما أعلنت وزارة الداخلية السورية أن الأمن العام في اللاذقية ألقى القبض على عروة سليمان لتورطه بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.
وأوضح بيان الداخلية السورية أن سليمان شارك مع مجموعته في الحملة العسكرية على الشمال السوري عام 2019، وفي الهجوم على نقاط الجيش والأمن في مارس/آذار الماضي.
وأشار بيان الداخلية السورية إلى أن القبض على سليمان "نُفذ بكمين محكم، وتمت إحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات".
إصابات واشتباكاتمن جانب آخر، قالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن 8 من اللاجئين السوريين أُصيبوا جراء انفجار مسيرة مفخخة في بلدة "حوش السيد علي"، المتاخمة للحدود السورية في منطقة البقاع شرقي لبنان.
وأوضحت الوكالة أن الجيش اللبناني أرسل تعزيزات إلى المنطقة الحدودية بعد سماع أصوات إطلاق نار واشتباكات.
إعلانفي المقابل، قال مصدر بوزارة الدفاع السورية إن ما وصفها بمليشيات حزب الله اللبناني أطلقت قذائف مدفعية من الأراضي اللبنانية باتجاه نقاط تابعة للجيش السوري في منطقة القصير غرب حمص.
وأضاف المصدر أن الجيش السوري استهدف على الفور مصادر النيران.
وأكد المصدر أن الجيش السوري تواصل مع نظيره اللبناني لتقييم الحدث، وتم وقف استهداف مصادر النيران داخل الأراضي اللبنانية بطلب من الجيش اللبناني، الذي تكفل بتمشيط المكان وملاحقة المجموعات المسلحة المسؤولة عن استهداف الأراضي السورية.
وشهدت سوريا ولبنان توترا أمنيا على حدودهما منتصف مارس/آذار الماضي، على خلفية اتهام وزارة الدفاع السورية حزب الله باختطاف وقتل 3 من عناصرها.
وفي اجتماع عُقد بالسعودية في 28 مارس/آذار الماضي، اتفق وزيرا الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، واللبناني ميشال منسى، على الأهمية الإستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، والتنسيق فيما بينهما للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية.
ووقّع أبو قصرة ومنسى، خلال الاجتماع، اتفاقا لتشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية.
وتسعى الحكومة السورية الجديدة إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق.
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين اللذين يرتبطان بـ6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كيلومترا، إضافة إلى عدد من المعابر غير الشرعية التي تُستَخدم غالبا لتهريب الأفراد والسلع والسلاح.