د. غادة علي تكتب: تحديات عمل الحكومة الجديدة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
أثق بشكل كبير فى أن فلسفة التغيير الجديدة تعتمد على الخبرات والكفاءات والتوسع فى وظيفة نائب الوزير بصلاحيات واضحة وواقعية لتمكين أكبر للشباب، ولضمان الجدية فى تنفيذ السياسات والاستراتيجيات والمتابعة، مع تقدير قيمة الوقت حتى نتفادى نقاط الضعف فى الحكومة السابقة.
وتجديد الثقة فى الدكتور مصطفى مدبولى كان ضرورياً، نظراً لدوره فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية فى فترات عصيبة، بداية من أزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وصولاً للحرب الفلسطينية، إلى جانب تنفيذه معدلات عالية فى مشروع «حياة كريمة»، وصولاً لصفقة رأس الحكمة، فلا شك أن التشكيل الوزارى المرتقب عليه عبء كبير وجاء فى مرحلة «إنقاذ» للاقتصاد، الذى يواجه تحديات استثنائية داخلياً وخارجياً.
الحقيقة أننى متفائلة بالوجوه الموجودة فى الحكومة الجديدة باعتبارها حكومة تصحيح المسار، فالوزراء الجدد عليهم ضغط بسبب ضرورة تحقيق طموحات المواطن فى حدود 32% من الموازنة.
تحديات داخلية، على رأسها أن الحكومة الجديدة مخوَّل لها أن تحقق آمال وطموحات المواطن فيما لا يجاوز 38% من استخدامات الموازنة العامة للعام المالى 2024/2025، حيث يوجه 62% من إجمالى الاستخدامات لخدمة الدين العام، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم، وأزمات نقص الطاقة، أو الاعتماد والاستدامة للوفاء بالتزامات الحكومة العامة (بمفهومها الشامل الذى يضم 59 هيئة اقتصادية إلى أجهزة الموازنة العامة).
وعلى الصعيد الدولى والإقليمى، ما زالت أزمات تغير المناخ، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية، والحرب التجارية الأمريكية- الصينية، والأزمة الروسية-الأوكرانية، والعدوان الإسرائيلى على الأراضى المحتلة، واستمرار التشديد النقدى الأمريكى والأوروبى تؤثر على موارد مصر الدولارية، وترفع من فاتورة الاستيراد، بما يغذى التضخم المستورد بشكل عنيف، وهى فى مجملها تحديات يصعب مواجهتها بشكل أحادى، ودون اغتنام الكيانات المعبّرة عن الإقليمية الجديدة، والتحالفات العابرة للأقاليم، وأحدثها عضوية مصر فى تكتّل بريكس الموسّع، وأيضاً عضوية مصر فى صندوق الصادرات الأفريقى.
ويأتى البعد الاقتصادى من الأمن القومى على رأس أولويات ما هو مطلوب من الحكومة الجديدة، سواء الأمن الغذائى وأمن الطاقة وغيرهما، والمطلوب من الحكومة الجديدة تحقيق الإصلاح الهيكلى بشكل واقعى يخدم المنظومة ككل، سواء بدمج العديد من الهيئات أو تقليص عدد الوزارات التى تمثل عبئاً على الموازنة العامة دون تحقيق العائد المرجو منها.
والمطلوب من الحكومة الجديدة وضع سياسات واستراتيجيات ممنهجة لدعم منظومة التصنيع والإنتاج والتصدير، الذى يقلل من العجز فى الموازنة العامة وميزان المدفوعات، إلى جانب المزيد من محفزات الاستثمار، وفيما يخص حقيبة التعليم العالى والبحث العلمى يجب أن تقوم على أفكار وأساليب غير تقليدية لزيادة عدد الباحثين والحفاظ على الكوادر البحثية المصرية، وخاصة المرتبطة بمجال النهوض بالصناعة، والنهوض بالصناعات التكنولوجية، وفيما يخص ملف السياحة أتمنى إدارته من منظور اقتصادى وعدم الاعتماد على السياحة الشاطئية التقليدية فقط، فمصر غنية بالسياحة العلاجية والبيئية والرياضية التى لم تتطرق لها الحكومة السابقة بشكل يليق بإمكانيات مصر لها وموقعها التنافسى فى السياحة مع باقى دول المنطقة.
* عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب
عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بيان الحكومة توصيات الحوار الوطنى مواجهة التضخم الموازنة العامة الحکومة الجدیدة
إقرأ أيضاً:
علي خامنئي يفتح النار على الحكومة السورية الجديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، معارضته العلنية للحكومة الجديدة فى سوريا، داعيًا إلى ضرورة إسقاطها، وأعلن خططًا لتشكيل مجموعة لمواجهة إدارة دمشق.
ووفقًا لتحليل لشبكة إيران انترناشيونال، أكد خامنئى صراحةً أنه يتحدث بصفته الرسمية كقائد لإيران، مما يشير إلى أن العداء تجاه الحكومة السورية الجديدة قد أصبح سياسة رسمية لإيران، وهو ما قد يُترجم إلى توجيهات مباشرة لقوات "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.
وفى خطابه رقم ١٩٣٦ خلال فترة حكمه التى استمرت ٣٥ عامًا، أوضح خامنئى موقف الجمهورية الإسلامية من الإدارة السورية الجديدة.
وفى الوقت الذى تأمل فيه العديد من الدول الإقليمية تحقيق السلام والاستقرار فى سوريا، شدد خامنئى على ضرورة معارضة الحكومة الجديدة، مؤكدًا على أهمية الإطاحة بها.
وقال خامنئي: "الشاب السورى لا يملك شيئًا ليخسره. جامعته غير آمنة، مدرسته غير آمنة، منزله غير آمن، شارعه غير آمن، حياته غير آمنة. ماذا عليه أن يفعل؟ يجب أن يقف بقوة وعزم ضد من صنعوا هذا الانعدام للأمن ومن نفذوه، وبإذن الله سينتصر عليهم".
إنكار وجود المجموعات التابعة لإيرانخامنئى نفى وجود جماعات مرتبطة بإيران، رغم الاعتراف الدولى الواسع بهذه الجماعات كأذرع تابعة لطهران.
وتشمل هذه الجماعات حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي، الحوثيين، والحشد الشعبي، الذين أقر قادتهم علنًا باعتمادهم على الدعم الإيراني.
على سبيل المثال، كان حسن نصر الله، زعيم حزب الله الذى قُتل مؤخرًا فى غارة إسرائيلية، يكرر دائمًا أن حزبه يعتمد بالكامل على إيران فى التمويل والدعم العسكرى واللوجستي.
وكذلك الحوثيون وحماس أقروا بتلقى مساعدات مالية وعسكرية من طهران، حيث كشف محمود الزهار، القيادى فى حماس، أن قاسم سليمانى سلمهم شخصيًا ٢٢ مليون دولار نقدًا خلال زيارة لطهران.
وفى حين ادعى خامنئى أن إيران لا تحتاج إلى وكلاء ويمكنها التحرك مباشرة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل إذا لزم الأمر، تتناقض هذه التصريحات مع خطابه قبل عشرة أيام، حيث اعترف بفشل جهود إيران لدعم بشار الأسد بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية والأمريكية.
ورغم الهزائم الواضحة التى واجهتها إيران وحلفاؤها فى المنطقة، يواصل خامنئى التمسك برواية النصر. لكن المحللين الإقليميين والدوليين يتفقون على أن سياسات إيران الإقليمية قد فشلت.
فعلى سبيل المثال، نجحت إسرائيل فى تدمير بنية حماس التحتية فى غزة، واستهداف شبكة قيادة حزب الله، وتقليص قدراته على الاقتراب من الحدود الإسرائيلية.
قمع المنتقدينوبدلًا من الاعتراف بالحقائق على الأرض، يواصل خامنئى إنكار الفشل، محاولًا تكييف الوقائع لتتوافق مع رؤيته.
وأدت هذه المواقف إلى هدر الموارد المالية والبشرية الإيرانية وتعميق العداء بين إيران والدول والشعوب المجاورة.
كما يحاول خامنئى إسكات المنتقدين المحليين، حيث وصفهم مؤخرًا بأنهم "عملاء" واتهم المحللين المعارضين بالخيانة، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضدهم.
وتبرز هذه السياسة القمعية مخاوف خامنئى المتزايدة من التداعيات الداخلية لفشل سياساته الإقليمية وتأثيرها على استقرار النظام الإيراني.
انعكاسات خطيرةيهدد الإصرار على معارضة الحكومة السورية الجديدة بزيادة عدم الاستقرار الإقليمى وتعميق الكراهية تجاه إيران بين الشعب السورى ودول الجوار. ومن شأن هذه السياسات أن تزيد من عزلة الجمهورية الإسلامية على المستويين الإقليمى والدولي، مما يُحمِّل الشعب الإيرانى تكاليف باهظة على الصعيدين الاقتصادى والسياسي.