آبي أحمد في بورتسودان.. أسباب الزيارة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
يزور رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، صباح الثلاثاء بورتسودان، في زيارة تُعد الأولى له للبلاد منذ بدء الحرب، يلتقي فيها رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لمناقشة تفاصيل الأزمة السودانية.
إثيوبيا توضح أسباب الزيارة
وقال مسؤول رفيع بالخارجية الإثيوبية لـ(السوداني)، إن د.
وكان آبي احمد قال الاسبوع الماضي أمام برلمان بلاده، “إن استعادة أراضينا التي توغل فيها الجيش السوداني مسألة ساعات فقط، لكننا أخلاقياً لن نستغل ظروف الحرب التي يمر بها الشعب السوداني الذي وقف إلى جانبنا بجميع الأوقات العصيبة لشن حرب عليه، وأضاف أن موقفهم من الصراع في السودان محايد 100%، ونسعى لجلب طرفي الصراع الى طاولة الحوار بغرض إنهاء الحرب، ونتمسك بالاحترام لمبادئ حسن الجوار مع السودان”.
ويأتي حديث آبي في ظل أنباء متواترة وفيديوهات ظل يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن مشاركة إثيوبيين في القتال بجانب قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش، كما أنها تأتي في ظل تأكيدات عن تسلل “إثيوبيين” إلى منطقة الفشقة السودانية التي استردها الجيش مؤخراً من إثيوبيا.
مُجرّد حادثة
يقلل الصحفي والباحث في الشؤون السودانية ــ الإثيوبية عبد المنعم أبو إدريس في حديثه لـ(السوداني) من الأنباء المتداولة حول دخول إثيوبيين إلى منطقة الفشقة الحدودية، ويلفت إلى أنه لا يوجد “دخول بالمعنى الكبير”، وانها كانت حادثة واحدة في شهر يونيو المنصرم، حيث تسللت مجموعة ونهبت ابقارا من منطقة تقع شرق حظيرة الدندر. ابو إدريس ينبه الى ان الوضع الداخلي الآن لمليشيا الامهرا المتهمة بأنها دخلت إلى أراضي الفشقة ليست على وفاق مع حكومة آبي احمد، ويضيف: “بل إنّ القتال يدور بينهم من وقت لآخر”.
مليشيا الفانو
ومنذ نحو قرن، ظل النزاع الحدودي في منطقة الفشقة السودانية على الحدود الشرقية بين السودان وإثيوبيا مستمراً، مما ينعكس على علاقات البلدين، إذ تمكن الجيش السوداني من استرداد مليشيا الفانو بإقليم الامهرا في العام2021، لكن تقارير اخبارية أكدت انه وبعد أقل من ثلاثة أيام من بدء الحرب بين الجيش والدعم السريع العام المنصرم ـــ تحديداً في 18 أبريل، شنّت قوات إثيوبية هجوماً برياً على الفشقة الصغرى، معززة بالدبابات والعربات المصفحة وحشود كبيرة من المشاة، مضيفة بأنّ وحدات الجيش السوداني تعاملت على الفور معها “بمنظوماتها النيرانية المختلفة والبعيدة المدى فكبّدتها خسائر فادحة في الأفراد والعتاد”، لكن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي احمد نفى ذلك.
خطر دخول الفشقة
لكن مدير برنامج شرق أفريقيا والسودان وكبير الباحثين بمركز فوكس للدراسات د. ناصر سلم، يذهب في تأكيد ما هو متداول، ويقول لـ(السوداني) انه وفي ظل حالة الصراع الدائر بالسودان والسيولة الأمنية، من الطبيعي أن يحاول من لهم مطامع من دول الجوار في السودان ان تستغل انشغال الجيش والمنظومة الأمنية بالحرب لتحقيق مكاسب لها، ويلفت إلى أن إثيوبيا تواجه أزمة خانقة “اقتصادياً وأمنياً”، كما يواجه آبي أحمد تحديات من القبائل المناوئة له بعد حربه الطويلة مع جبهة تحرير التيقراي، لذلك هو يبحث عن نصر لحكومته عبر استعادة أو دخول منطقة الفشقة، لكن ليس عبر الجيش الإثيوبي وإنما عبر مجموعات مسلحة موالية لجيشه، بذات الطريقة التي ظلت إثيوبيا تستخدمها طوال الفترة الماضية من لحتلالها لمنطقة الفشقة أو في الصراعات الحدودية ما بين المواطنين أو الجيش السوداني مع المجموعات الإثيوبية المسلحة، ولكن ليس عبر الجيش الإثيوبي، لأن دخوله سيكون بمثابة إعلان حرب على السودان، وقتها السودان سوف يدافع عن أراضيه، وإثيوبيا ظلت طوال العقود الماضية تقول إنّه ليس لها وجود في منطقة الفشقة، وإنّ تلك المجموعات مسلحة.
استقبال رسمي
وحول وجود دعم إثيوبي لقوات الدعم السريع، يمضي أبو إدريس موضحاً إلى أنه ــ وحتى الآن ليست هناك أي دلائل واضحة على دعم إثيوبي لقوات الدعم السريع، ويضيف: “كل ما حدثَ انها استقبلت قائد الدعم محمد حمدان دقلو حميدتي في جولته التي شملت عددا من دول المنطقة، وأقامت له استقبالا رسميا، حيث استقبله نائب رئيس الوزراء وقتها”.
ويعتبر ابو إدريس، حديث رئيس الوزراء آبي احمد في البرلمان الإثيوبي جاء في سياق حديثه عن علاقته بدول جوار إثيوبيا، حيث ذكر السودان والصومال وجيبوتي واريتريا وجنوب السودان وكينيا.
خطورة الدعم السريع
ويؤيد د. ناصر ما ذهب إليه أبو إدريس فيما يتعلق بدعم إثيوبيا لقوات الدعم السريع، ويقول انه حقيقة لم يجد أي تقارير “أممية تتحدث عن هذا الملف بصورة دقيقة”، وأعتقد أن الإثيوبيين على علم بأنه اذا وصلت الدعم السريع إلى الحدود الإثيوبية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة تدفق أعداد اللاجئين السودانيين إلى إثيوبيا، مما يؤدي إلى انفلات الأوضاع في الحدود، لذلك لا أعتقد أن إثيوبيا لها مصلحة في دعم أي طرف من طرفي الصراع لتأثير ذلك على الأمن الإثيوبي أولاً، وباي شكل من الأشكال ليس لإثيوبيا مصلحة في أن تنخرط في الحرب السودانية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لكن مصلحتها هي استرداد منطقة الفشقة والسيطرة عليها لإعلاء اسهم آبي أحمد في الداخل الإثيوبي، كما ان دخول الجيش الإثيوبي سوف يقود بشكل أو آخر الى فتح جبهة أخرى للجيش السوداني، وفتح أيضاً جبهة قتال للجيش الإثيوبي وسيؤدي إلى دخول لاعبين جدد في المعادلة ـــ وأعني تحديداً “مصر”، اذ ان الأمن السوداني لا يتجزأ عن أمنها.
تقرير: السوداني
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الجیش السودانی رئیس الوزراء الدعم السریع آبی أحمد آبی احمد
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يتهم الإمارات بأداء "دور محوري" في الحرب
الخرطوم - اتهم المتحدث باسم الحكومة السودانية المتحالفة مع الجيش دولة الإمارات باداء "دور محوري" في الحرب المستمرة في السودان منذ عامين من خلال دعم قوات الدعم السريع، وذلك عشية استماع محكمة العدل الدولية لشكوى من السودان ضد دولة الإمارات.
وقال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية خالد الأعيسر الأربعاء 9ابريل2025، إن "دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دورا محوريا في تأجيج نيران الصراع في السودان وارتكبت أخطاء لا علاقة لها بالإنسانية وجرائم تتصل بالملاحقات الدولية".
وتنظر محكمة العدل الدولية في لاهاي الخميس في الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات والتي يتهمها فيها بـ "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض لقوات الدعم السريع السودانية.
وتعتبر الحكومة السودانية أن أبوظبي "متواطئة في إبادة جماعية ضد المساليت (إحدى قبائل السودان في إقليم دارفور غرب البلاد) من خلال إصدار توجيهات وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري المكثف لميليشيات الدعم السريع المتمردة".
وأكد الأعيسر في مؤتمر صحافي مع وزير الداخلية السوداني وممثلين لوزارتي العدل والخارجية أن "حكومة السودان عندما تتحدث عن تورط دولة الإمارات (فهي) تمتلك من الأدلة ما يكفي لكي تتقدم بهذه الشكوى العادلة".
وأوضح ممثل وزارة العدل السودانية الفاتح بشير أن بلاده طلبت من محكمة العدل الدولية اتخاذ إجراءات "عاجلة لإلزام دولة الإمارات العربية المتحدة بإيقاف الدعم المستمر الذي تقدمه لميليشيا الدقلو" في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزوح أكثر من 12 مليوناً. ويُتهم طرفا الحرب بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، وتواجه الدعم السريع تحديداً اتهامات تتعلق بالعنف الجنسي الممنهج والإبادة الجماعية لا سيما في إقليم دارفور غرب البلاد والواقع معظمه تحت سيطرة الدعم السريع.
وأشار وزير الداخلية السوداني خليل باشا سايرين في المؤتمر الصحافي الأربعاء إلى "عدم التزام الأطراف الدولية والإقليمية بقرار مجلس الأمن بمنع توريد الأسلحة إلى دارفور" والذي اعتمده المجلس عام 2004.
ووصف ممثل وزارة الخارجية السودانية شكوى بلاده أمام محكمة العدل الدولية بأنها "عادلة" وقال إن السودان "لم يجد سبيلاً لكف أذى الإمارات سوى بطرق هذه الأبواب".
واتهمت وزارة العدل السودانية قوات الدعم السريع بتدمير الجامعات والمدارس والمرافق الصحية ما أدى إلى "توقف كافة أنشطة الدولة وتأثر الحياة العامة والتهجير القسري وكل ذلك جراء مساندة دولة الإمارات لميليشيا الدعم السريع".
وكان مسؤول إماراتي وصف شكوى السودان أمام محكمة العدل الدولية بأنها "حيلة دعائية خبيثة".
وقال المسؤول في بيان تلقته وكالة فرانس برس إنّ هذه الشكوى "ليست أكثر من حيلة دعائية خبيثة تهدف إلى تحويل الانتباه عن التواطؤ الراسخ للقوات المسلحة السودانية في الفظائع الواسعة النطاق التي لا تزال تدمر السودان وشعبه".
وأضاف أنّ "الادعاءات التي قدّمها ممثل القوات المسلحة السودانية أمام محكمة العدل الدولية تفتقر إلى أي أساس قانوني أو واقعي، وتمثل محاولة أخرى لصرف الانتباه عن هذه الحرب الكارثية".
وتابع البيان "احتراما لمحكمة العدل الدولية... ستسعى الإمارات العربية المتحدة إلى ردّ هذا الطلب الذي لا أساس له على الفور".
ودعا السودان محكمة العدل، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة تفصل في النزاعات بين الدول، إلى إصدار "تدابير موقتة" لإرغام دولة الإمارات على دفع تعويضات.
وقالت الخرطوم في شكواها إنّ "على دولة الإمارات إصلاح الضرر الكامل الناجم عن أفعالها غير المشروعة دوليا، وخصوصا دفع تعويضات لضحايا الحرب".
وقرارات محكمة العدل ملزمة قانونا، لكنّ الهيئة لا تملك وسائل لفرض تنفيذها.