لماذا أطلق الاحتلال عملية عسكرية جديدة جنوب غربي غزة؟ الفلاحي يجيب
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي إن العملية العسكرية الجديدة التي أطلقها جيش الاحتلال جنوب غرب مدينة غزة قد تأخذ أبعادا متعددة، في ظل عدم وضوح الأهداف من ورائها حتى الآن.
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله المشهد العسكري في غزة- أن العملية قد تكون مرتبطة بتوسعة محور نتساريم -الذي يفصل شمالي قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، بعدما كان عرضه في بداية الأمر 750 مترا، ثم كيلومترين اثنين، والآن يتم توسيعه إلى 4 كيلو مترات في ظل المعارك الأخيرة في حيي الزيتون والشجاعية شرقي غزة.
وأشار إلى أن محور نتساريم يحتوي على 4 عقد دفاعية لجيش الاحتلال، ويوجد به 3 طرق رئيسية للعجلات المدولبة والمدرعة والحركة السريعة، ليخلص إلى أن الاحتلال "أوجده لكي يكون موطئَ قدم عملياتيًّا متقدما".
وأمس الأحد، توعد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتحويل محور نتساريم إلى "محور للرعب والقتل وسيخرج منه العدو مندحرا مهزوما".
ولفت الفلاحي إلى أن العملية الجديدة قد تكون مرتبطة -أيضا- بمعلومات لدى جيش الاحتلال تتعلق بأهداف الحرب حول قيادات المقاومة ومقدراتها، إضافة إلى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وفجر اليوم الاثنين، توغل جيش الاحتلال، بشكل مفاجئ في مناطق واسعة جنوب غرب مدينة غزة تحت غطاء ناري كثيف استهدف طرقات ومباني سكنية، مما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات ونزوح آلاف الفلسطينيين باتجاه أحياء شمال غرب المدينة.
وتوغلت آليات عسكرية إسرائيلية في حي تل الهوى ومحيط مقر رئاسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمنطقة "الصناعة" والأطراف الجنوبية لحي الرمال تحت غطاء ناري كثيف نفذته الطائرات والآليات المدفعية.
كمائن المقاومةوبشأن كمائن المقاومة، أكد الفلاحي أنها تندرج ضمن إستراتيجية فصائل المقاومة، وهي قوة قتالية تختفي عن العدو، ومن ثم تقوم بعملية رصد يعقبها هجوم مباغت ومنسق على القوة المتقدمة.
جاء ذلك ردا على ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين من أن كمائن حماس في رفح جنوبا قتلت على الأقل 10 من الجنود الإسرائيليين.
وأوضح أن تأثير كمائن المقاومة ووقعها كبير على الاحتلال، مستعرضا أشكالا مختلفة من الكمائن التي نفذتها فصائل المقاومة في غزة خلال الحرب الحالية كالكمائن الهندسية والكمائن الهجومية ضد الآليات، مؤكدا أنها أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: جباليا معركة مصيرية وأول عملية استشهادية للمقاومة منذ 2002
قال الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا إن عمليات المقاومة الفلسطينية تشهد تطورات نوعية، مؤكدا حرصها الشديد على الدفاع عن مخيم جباليا الذي يمثل "معركة حياة أو موت" بالنسبة لها.
وأوضح حنا -خلال فقرة التحليل العسكري- أن المقاومة تبنت مؤخرا نمطا جديدا من العمليات الأمنية المعقدة، مستشهدا بعملية نوعية نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إذ تمكن أحد عناصرها من الإجهاز على قناص إسرائيلي ومساعده، قبل أن يفجر نفسه في مجموعة من جنود الاحتلال.
وكانت القسام قد كشفت عن تفاصيل عملية وصفتها بالأمنية المعقدة نفذها أحد مقاتليها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وأوقعت أفراد قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح.
تحضير نفسي وتكتيكي
وقالت القسام في بيان اليوم الجمعة إن "مجاهدا قساميا تمكن من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده بعد ظهر اليوم من مسافة صفر في مخيم جباليا".
وأشارت إلى أنه بعد ساعة من ذلك "تنكّر المجاهد نفسه بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول إلى قوة صهيونية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف في القوة وإيقاعها بين قتيل وجريح".
وأشار حنا إلى أن هذه العملية تميزت بمستوى عالٍ من التخطيط والتنفيذ، إذ تطلبت التحضير النفسي والتكتيكي المسبق.
إعلانوفيما يتعلق بأهمية مخيم جباليا، أكد حنا أنه يمثل "المركز الأساسي" في إستراتيجية المقاومة، موضحا أن قوات الاحتلال تسعى من خلال استهدافه إلى تنفيذ خطة فصل شمال غزة بالكامل.
ولفت إلى أن العمليات داخل المخيم تعتمد على التكتيكات القتالية المباشرة، بما في ذلك الالتحام على "المسافة صفر" واستخدام السلاح الأبيض.
وعن الروح المعنوية للمقاومين، أشار حنا إلى أنهم يواصلون تنفيذ عمليات نوعية رغم مرور أكثر من 441 يوما على القتال، في ظل ظروف قاسية تشمل نقص الماء والدواء والغذاء.
عمليات متواصلة
وأضاف حنا أن العملية الاستشهادية الأخيرة تعد رقم 805 في تاريخ المقاومة، وهي الأولى داخل غزة منذ عام 2002.
وفي سياق متصل، كشف حنا عن تطور نوعي آخر يتمثل في استخدام المقاومة الطائرات المسيرة الانتحارية، مشيرا إلى أن كتائب القسام نشرت صورا لاستهداف موقع ناحل عوز العسكري شرق خان يونس.
وأوضح أن استخدام المسيّرات يمثل "سلاح الجو لمن ليس لديه سلاح جو"، مؤكدا أن هذا التطور يتطلب معرفة تقنية وتحضيرا دقيقا.
ولفت الخبير العسكري إلى أن العمليات تجري على امتداد المحاور الأربعة التي يحاول جيش الاحتلال من خلالها تقطيع قطاع غزة، وهي جباليا ونتساريم وكيسوفيم ومحور فيلادلفيا، مؤكدا أن المقاومة تواصل عملياتها في كافة هذه المحاور.