ماذا أبلغت جامعة الدول العربية حزب الله؟ مسؤولٌ يكشف!
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
أعلنَ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربيّة السفير حسام زكي عبر برنامج "المشهد اللبناني" على قناة "الحرّة"، أن موقفه السابق من "حزب الله" فيه ملابسات عدّة غير مؤاتية وغير موفّقة، مشيراً الى أنه "يريد أن يتجاوز هذا الموقف برمّته، لأنه قيل فيه الكثير من التفسيرات والتحليلات، وهو بمعظمه بعيد كل البعد عن الحقيقة والتحليل السليم للأمور".
وجدّد زكي قوله: "أريد أن أتجاوز هذا الموقف برمّته لأنه حصل سوء فهم كبير من أطراف عدّة، سواء عن عمد أو عن غير عمد، لا أريد أن أدخل في نوايا الجميع".
ورأى زكي أنه بعد سنوات طوال من الإنقطاع، رغبت الجامعة العربيّة التواصل مع حزب الله لظروف معيّنة أساسها الحرب والشغور الرئاسي، وقال: "لهذا السبب، كان اللقاء مع رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد، أما تصنيفه أرهابيّاً أو لا فهو موضوع فُرض فرضاً على الأجندة الإعلاميّة ولم يكن أولويّة، والأمل كان ولا يزال معقوداً لتسهيل انتخاب رئيس جمهورية للبنان".
ونفى زكي أن يكون قد طلب من "حزب الله" وقف الأعمال القتالية، وأضاف: "رغم أن المجالس والحوارات هي أمانات، ولكن خلال اللقاء مع محمد رعد، نقلتُ إليه رسالة مفادها ضرورة توخي الحذر الشديد، لأن الجامعة العربيّة ترصد نوايا اسرائيليّة لتوسعة الحرب، وهذا التحذير مبني على تقديرات ومعلومات الجامعة العربيّة وليس نقلاً عن أي طرف آخر".
وأكمل: "محمد رعد قال إن الحرب بالنسبة لحزب الله هي حرب كريهة، والحزب يريد أن تتوقف في أي لحظة ولكنّ موقفه واضح، وهو ربط جبهة الجنوب بجبهة غزة، وهذا الأمر بيد الجانب المعتدي الإسرائيلي".
زكي نفى أن يكون للجامعة العربيّة أي دور في المفاوضات بين اسرائيل وحماس لوقف الحرب، متمنيّاً لمصر وقطر التوفيق على خطّ التفاوض، مشيراً الى أن انفراجةً ما يبدو أنها حصلت مؤخراً، واليوم باتت الأمور أكثر إيجابيّة من الفترة الماضية، لكن التجربة علمتني شخصياً أن أي اتفاق او تفاهم غير مضمون إلاّ عندما يتمّ تنفيذه.
وأضاف زكي: "من المبكر القول إن المفاوضات بين اسرائيل وحماس قد وصلت الى مرحلة الحلّ، لكن نأمل هذا لمصلحة الشعب الفلسطيني الصامد صموداً تاريخيّاً في قطاع غزة".
وفي الملف الرئاسي، جزم زكي أنه ليس هناك أي مبادرة من جامعة الدول العربيّة لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان لأن الوضع الداخلي اللبناني متشابك ومعقّد، لدرجة إفشاله أي مبادرة حتى قبل إطلاقها، فهناك انهيار للثقة بين اللبنانيين، ومن المعيب في حقّ أي دولة أن لا تتمكن من التوافق على اسم رئيس لجمهوريتها منذ 20 شهراً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله العربی ة
إقرأ أيضاً:
ماذا نحتاج لنكون سعداء؟
اخترت هذا العنوان للتعليق على تقرير السعادة في العالم الذي أُعد تحت رعاية الأمم المتحدة من قبل مركز أبحاث الرفاهية بجامعة أكسفورد، بالتعاون مع مكتب دراسات جالوب(Gallup) ولجنة تحرير مستقلة. هذا التقرير الذي نُشر في 20 مارس الماضي،اليوم العالمي للسعادة، يحدد مؤشر السعادة البشرية لـ 147 دولة معنية، محسوبًا على أساس سلسلة من العوامل مثل الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وعدم المساواة، والدعم الاجتماعي، والكرم، والحرية، والفساد، والتطوع، والعواطف (الإيجابية والسلبية). يتراوح التصنيف من 1 (أقل البلدان سعادة) إلى 10 (البلدان التي تعيش في سعادة تامة). المغرب، بتقييم 4.622، تراجع إلى المرتبة 112، خاسرًا بذلك 5 مراتب مقارنة بعام 2023.
الدول الإسكندنافية أبطال السعادة
تظل فنلندا في الصدارة كأكثر دول العالم سعادة للسنة الثامنة على التوالي. أفغانستان، التي تعاني من كارثة إنسانية منذ أن استعاد طالبان السيطرة في عام 2021، تصدرت مرة أخرى قائمة الدول الأكثر بؤسًا في العالم بحصولها على درجة 1.364.كما تراجعت الولايات المتحدة إلى المركز الرابع والعشرين، مسجلة أدنى تصنيف لها وأسوأ نتيجة منذ نشر التقرير لأول مرة في عام 2012. هذا العام، احتلت المرتبة الحادية عشرة، وهو أفضل تصنيف لها . الولايات المتحدة هي أيضًا واحدة من الدول القليلة التي تشهد زيادة في « الوفيات الناتجة عن اليأس » (الانتحار أو الناتجة عن الإفراط في تناول الكحول أو المخدرات…) في وقت تشهد فيه هذه الوفيات تراجعا في الغالبية العظمى من الدول.
على العكس، للسنة الثالثة على التوالي، تتراجع فرنسا في الترتيب. ففي عام 2023 كانت في المرتبة 27، والآن أصبحت في المرتبة 33، متخلفة بشكل كبير عن سويسرا (المرتبة 13)، بلجيكا (المرتبة 14) أو كندا (المرتبة 18).
نفهم جيدًا أن الثروة المادية ليست هي التي تحدد السعادة بمفردها. إنه في الغالب الإطار المعيشي وطبيعة العلاقات بين مختلف أفراد المجتمع، مع المزيد من الحرية، وديمقراطية متقدمة، وأقل فسادًا، والمزيد من الشفافية في الحياة السياسية، والمزيد من التآلف الاجتماعي الذي يعطي معنى للعيش المشترك الهادئ والخالي من التوتر. مما يفسر المكانة التي تحتلها الدول الإسكندنافية، جميعها مصنفة ضمن العشر الأوائل من حيث السعادة. في غضون ذلك، دخلت كوستاريكا والمكسيك لأول مرة في قائمة العشرة الأوائل، حيث احتلتا المركزين السادس والعاشر على التوالي.
رتبة غير مشرفة للمغرب
دعونا نأتي الآن إلى هذه المكانة غير المشرفة التي يحتلها بلدنا، والتي تتعارض مع سمعته وتاريخه العريق وطموحاته وآماله. بمرتبة متواضعة جدًا في المركز 112 من بين 147 دولة، نجد أنفسنا بعيدين عن دول مثل ليبيا (المركز 79)، و الجزائر (المركز 84)،و العراق (المركز 101) وفلسطين (المركز 108). لا نقارن أنفسنا بدول الخليج التي تتواجد في المراكز الثلاثين الأولى مثل الإمارات العربية المتحدة (المركز 21)، الكويت (المركز 30) والسعودية (المركز 32). تلاحق تونس وموريتانيا المغرب بفارق نقطة صغيرة للأولى ونقطتين لجارتنا الجنوبية. مصر تأتي في المركز البعيد (135).
كيف يمكن تفسير مثل هذا « الغرق » لأنه بالفعل كذلك؟ باستثناء المؤشرات المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي للفرد، والحرية، وإدراك الفساد التي يحتل فيها المرتبة 95، 94 و60 على التوالي، فإنه في المؤشرات الأخرى يقترب من آخر الصفوف. وهكذا، يحتل المرتبة 130 في مجال عدم المساواة، 138 في الدعم الاجتماعي، 142 في الكرم، 134 في المشاعر الإيجابية و118 في المشاعر السلبية، 142 في التعاون و124 في التطوع. البيت بصراحة ليس في حالة جيدة! يجب الاعتراف بذلك.
لنذهب مباشرة إلى الهدف.
بالطبع، يمكننا دائمًا سماع بعض الأصوات التي تجد أعذارًا للطعن في صدقيةً هذه البيانات وافتقارها إلى الموضوعية كما كان الحال في البداية عند نشر مؤشر التنمية البشرية (IDH) الذي ينشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سنويًا والذي يحتل فيه المغرب مكانة سيئة تتراوح حول 120، وأحيانًا تصل إلى 126. بالطبع، قد يخطئ كتّاب هذا « تقرير السعادة العالمي » في واحدة أو اثنتين من البيانات، لكن ليس لديهم أي مصلحة في نشر بيانات غير موثوقة بشكل متعمد. إنه يتعلق بمصداقيتهم. علاوة على ذلك، لا يوجد أي سبب لفعل ذلك في حقنا دون الأطراف الآخرى ! لذا، فإن أي تبرير في هذا الاتجاه يعتبر مرفوضا وغير ذي جدوى..
الساعة وخطورة الوضع تحثنا على العمل بتجاوز الشعارات الفارغة والتصريحات الرنانة. البلد بحاجة إلى الجدية، والواقعية، وتغيير المسار، بالاستفادة من الوطنية العميقة للمغاربة. وطنية لا تتغير رغم المعاناة اليومية والوحدة في مواجهة قسوة الحياة.
بلدنا الذي نفخر به رغم كل شيء، لديه فرص حقيقية يمكن أن تجعل المغاربة من بين أكثر شعوب العالم سعادة. هذا ممكن بشرط القيام بالقطائع اللازمة والتوجه مباشرة نحو الهدف. إرادة سياسية حقيقية لـ « الفعل » مطلوبة قبل كل شيء. الطريق المؤدي إلى الخلاص واضح. يجب أن تكون أعمى سياسيًا حتى لا تدرك ذلك. يجب الاستثمار أولاً في الإنسان ومن أجل الإنسان من خلال وضع المواطن في قلب عملية التنمية مع الحرص على الحفاظ على بيئتنا الطبيعية وجمال مناظرنا وتعزيز القيم الإنسانية للتضامن والعدالة الاجتماعية.
من الأفضل أن نقول هذه الحقائق بأنفسنا نحن المغاربة ونقطع بذلك الطريق على خصومنا الذين يبحثون عن أي دليل لإيذائنا. المغرب، بفضل نسائه ورجاله، قادر على مواجهة التحدي.
إذن، ماذا ننتظر لنكون سعداء؟ وأضيف لأقتبس جزءًا )من هذه الأغنية الرائعة لساشا ديستيلSacha Distel) «عندما تمر السعادة بالقرب منك، يجب أن تعرف كيف تستفيد منها».