يورو 2024.. لاعب منتخب إسبانيا يثير جدلاً: في بلادي لا يوجد احترام لأي شخص
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ألمح اللاعب الإسباني ألفارو موراتا إلى أنه سيغادر صفوف نادي أتلتيكو مدريد، وأن بطولة كأس الأمم الأوروبية (اليورو) ستكون الأخيرة له مع منتخب بلاده.
كان موراتا قد ظهر في 5 مباريات لمنتخب بلاده في بطولة اليورو المقامة على الأراضي الألمانية بنسختها السابعة عشر، وهزّ الشباك مرة واحدة.
وسبق أن تعرض ألفارو موراتا لصافرات استهجان من الجماهير الإسبانية خلال مشاركته مع منتخبه، قبل انطلاق منافسات بطولة اليورو.
قال اللاعب في تصريحات لصحيفة "El Mundo" الإسبانية: "ربما تكون هذه البطولة (اليورو) بطولتي الأخيرة مع إسبانيا، إنه احتمال لا أريد التحدث عنه كثيرًا، ولكنه أمر محتمل"، وفقًا لموقع "يورو سبورت".
شوهد موراتا وهو يذرف الدموع بعد فوز منتخب إسبانيا على منتخب ألمانيا في الدور ربع النهائي، وحينها زعم البعض أن اللاعب بكى لتلقيه بطاقة صفراء لا احتفالاً بالفوز.
قال ألفارو موراتا: "قال الناس إنني أبكي على خط الملعب لأنني حصلتُ على بطاقة صفراء، ما هذا الهراء!..كنتُ أبكي من أجل بلدي، وأنا قائد الفريق، لا يمكنني أبداً انتقاد شخص يبكي بسبب ذلك، لكنني أتعرض للانتقاد، عندما قطعتُ يدي للفوز بالبطولة الأوروبية".
وأضاف: "أحاول الاستمتاع بهذه البطولة، الّتي قد تكون آخر مبارياتي مع المنتخب الوطني، ربما يفتقدونني ذات يوم، كلّ يوم تقترب لحظة الرحيل، ولهذا السبب أستمتع بها، ولهذا السبب أبكي، ولهذا السبب سأبكي مهما حدث بعد ذلك، سواء كان ذلك جيداً أو سيئاً".
وأوضح موراتا أن اللعب في الدوري الإسباني أمر صعب للغاية، قائلاً: "في إسبانيا من الصعب بالنسبة لي أن أكون سعيدًا، لا شك أنني أكثر سعادة خارج إسبانيا، لقد قلتُ ذلك عدة مرات، وفوق كلّ شيء، الناس يحترمونني في الخارج، في إسبانيا لا يوجد احترام لأي شيء أو لأي شخص".
وتابع: "لا أعرف ما إذا كان من الأفضل بالنسبة لي البقاء في إسبانيا، لقد قلتُ إنني أريد الفوز بالألقاب مع أتليتكو، ولكن بعد ذلك يتعيّن عليك أن تقرر ما إذا كان الأمر يستحق ذلك أم لا".
إسبانياكأس أمم أوروبانشر الاثنين، 08 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: كأس أمم أوروبا
إقرأ أيضاً:
يحدث في أرقى العائلات: لا يوجد عالم بلا جريمة
خلال هذا الأسبوع تناقلت وسائل الإعلام خبرًا أثار الانتباه، مفاده أن وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، تعرضت لسرقة حقيبتها الشخصية من داخل مطعم، وكانت تحتوي على بطاقة دخول حساسة ومبلغ مالي كبير. هذه الحادثة، رغم بساطتها، تفتح بابًا واسعًا للتأمل في حقيقة راسخة: لا توجد بيئة في العالم، مهما بلغت من الرقي والتنظيم وقوة مؤسسات الدولة، تخلو من الجريمة.
قد يظن البعض أن الجريمة ظاهرة ترتبط بالفقر أو الفوضى أو ضعف الدولة، لكن التاريخ والواقع والعلوم الجنائية تثبت العكس. منذ أن كانت الأرض لا يسكنها سوى سيدنا آدم و أمنا حواء وأبناؤهما، وقعت أول جريمة في التاريخ، حين قتل قابيلُ أخاه هابيل. هذا يعطينا قاعدة ثابتة: لا يوجد عالم بلا جريمة، والجريمة جزء من التجربة البشرية منذ نشأتها.
من هذا المنطلق، فإن النقاش حول الجريمة لا ينبغي أن يكون عاطفيًا أو انطباعيًا، بل علميًا وموضوعيًا. فوجود الجريمة في حد ذاته ليس فشلًا، لكن الفشل الحقيقي يكمن في طريقة فهمها، إدارتها، والتعامل معها. هنا يبرز دور الأداة الأهم في التقييم الأمني والجنائي التقرير الجنائي السنوي.
التقرير الجنائي السنوي، الذي تعده الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية، يُعَد خلاصة عام كامل من الرصد والتحليل والتوثيق. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يُستفاد من هذا الجهد في صناعة القرار الأمني والعدلي؟ هل يُحوّل إلى سياسات واقعية وبرامج للتصدي للجريمة أو تعديل في القوانين الإجرائية و العقابية؟
إنّ التقرير الجنائي ليس مجرد سجل لتوثيق عام مضى، بل هو مرآة لما جرى، وبوابة لعام قادم. ويمكن تعظيم فائدته بتحويله إلى قاعدة بيانات قابلة للتحليل الذكي، واستخدام نتائجه في التخطيط الأمني والمالي والبشري، ورفعه إلى صناع القرار السياسي لإبراز التحديات الأمنية الحقيقية. صحيح أن بعض تفاصيله تتطلب درجة من السرية، حمايةً للتحقيقات أو لخصوصية الضحايا، لكن مشاركة بياناته الإحصائية العامة تعزز الشفافية، وتزيد ثقة المواطنين، وتشجع المشاركة المجتمعية في منع الجريمة.
بالتالي، فإن أي تقييم موضوعي للحالة الأمنية والجنائية وأداء الشرطة السودانية يجب أن يستند إلى ما يحويه التقرير الجنائي السنوي من معلومات وإحصائيات وأرقام، لا إلى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أو جلسات تجاذب أطراف الحديث، حيث تسود الانطباعات وتغيب الموضوعية.
قد يرى البعض أن الحديث عن هذه القضايا الآن ضربٌ من الترف، في ظل ما تمر به البلاد من تحديات. لكن العكس هو الصحيح. فنحن في مرحلة إعادة بناء مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الشرطة، ولا يمكن لهذا البناء أن يكتمل إن لم يستند إلى تحليل علمي ومعطيات دقيقة، تنطلق من تقارير موضوعية لا من اجتهادات شخصية.
نحن بحاجة إلى الانتقال من ثقافة الأرشيف إلى ثقافة التحليل، ومن الورق إلى البرمجيات، ومن السرية المفرطة إلى الشفافية الذكية. فالتقرير الجنائي السنوي يمكن أن يصبح حجر الأساس لبناء أمن مجتمعي مستدام، وسياسة جنائية فاعلة تستشرف المستقبل.
ختامًا، الجريمة، كما بدأنا، تحدث في أرقى العائلات. ولكنها ليست نهاية العالم، بل دعوة للتفكير والعمل من أجل بيئة أكثر أمنًا، ومجتمع أكثر وعيًا، ومؤسسات أكثر قدرة على التعامل مع هذا التحدي الأزلي.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٤ أبريل ٢٠٢٥م