يكفي أن تسمع الاسم لتشعر بالتسامح يَسري في وجدانك.. الحق عنده ليس له لون أو عقيدة.. حاربَ الجميع من أجل إعلاء القِيَم الإنسانية، ليعيش حرًا في عالم يرفض أن يُساوي بين الألوان.
آمنَ بأن الله لا ينظر إلى اللون، بقدر ما ينظر إلى الروح، ليُعطي الحرية لشعبه بصدر رحب.. وزجّه في السجن قرابة ثلاثة عقود، ما زادهُ إلا نقاءً.
الحرية عنده لا يمكن أن تُعطى على جرعات، لأن الإنسان إما أن يكون حرًّا، أو لا يكون.. أفعاله قبل أقواله كانت ملهٍمة للشعوب، في مكافحة الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية.
سيرته ومسيرته تفسِّران سرّ جاذبيته وعصاميته وروحه المرحة، إضافة إلى تسامحه المطلق، وعدم رغبته في الانتقام من معاناته التي عاشها، كما أن تسلسل حياته المدهش، جعله أيقونة مختلفة بطعم الحرية والتسامح، وإلهامًا للتغيير.
إنه الزعيم الأشهر في العصر الحديث «نيلسون روليهلاهلا مانديلا»، المناضل العظيم، الذي ترك بصمات واضحة على فكر الشعوب الحيَّة، وعلَّمها أن الحرية قد يقل اتباعها وأتباعها، لكن المهم هو تحقيقها والدفاع عنها.
لقد ألَمَّ واهتم بكل أوجه وتفاصيل حياة الناس، وعلَّم الكثيرين أن الحرية مثل المبادئ.. لا تتجزأ، فاهتم بالجانب المتعلق بنظرة المجتمع للحرية، ونظرة الحرية للمجتمع، فكان بمثابة أب ومعلم ومربٍ، تعلمت الأجيال منه عبر الزمن.
«المسيرة الطويلة من أجل الحرية».. كلمات تلخص قصة نضال «مانديلا»، الممتدة على مدار 27 عامًا داخل أقبية السجون، جعلته ملهمًا في الكفاح من أجل الحرية، وتحدي سياسات الفصل العنصري، لتغيير مستقبل وطنه إلى الأفضل.
إن احتفاء العالم بيوم مولده في 18 يوليو كل عام، تعد مناسبة لتجديد التأمل في حياته وتراثه، وتحقيق رسالته في جعل العالم مكانًا أفضل، كما أن المتابع لسيرته يجد أنه كرَّس حياته لخدمة الإنسانية والمساواة، كمحامٍ لحقوق الإنسان، وسجين ضمير، وصانع سلام دولي، يحارب الفقر والظلم والاضطهاد، للوصول إلى عالم واعد، مفعم بالأمل، وخالٍ من التمييز.
لقد عاش «مانديلا» من أجل السلام، مدافعًا عنه طيلة حياته، باعتباره بيئة يزدهر فيها الجميع، بصرف النظر عن عرقهم، لونهم، معتقدهم، جنسهم، طبقتهم، طائفتهم، أو أي سمة اجتماعية مميزة، لأنه يرى أن الدين والعرق واللغة والممارسات الثقافية، عناصر تُغني الحضارة البشرية، وتضيف إلى ثراء تنوعها، لا سببًا في التفرقة والعنف والحطِّ من قدر الكرامة الإنسانية.
أخيرًا.. لقد كانت «العناية بالآخرين» نهج «مانديلا» وحلمه الذي عاش من أجل تحقيقه، ليصبح بحق أحد أبطال الإنسانية الذين صنعوا السلام، وحاربوا التمييز العنصري، ووقفوا في وجه الظلم والظالمين، لإحقاق الحق وترسيخ السلام والمحبة.. إنه باختصار زعيم حقيقي أسَرَ القلوب بكل جدارة واستحقاق.
فصل الخطاب:
يقول «نيلسون مانديلا»: «من السهل أن تُكسر وتُدمَّر، لكن الأبطال هم أولئك الذين يبنون ويصنعون السلام».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نيلسون مانديلا طريق الحرية التمييز العنصري ثقافة السلام محمود زاهر التسامح والمحبة الزعيم الحقيقي من أجل
إقرأ أيضاً:
الحرية المصري: العفو عن أبناء سيناء عرفان بدور المجتمع السيناوي في مجابهة الإرهاب
أشاد الدكتور عيد عبد الهادي، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المركزية بحزب الحرية المصري، بقرار العفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي عن 54 من أبناء سيناء، قائلا: “يعكس التزام القيادة السياسية بقيم العدالة والمساواة بين المواطنين، وأهيمة تكريم الذين ساهموا في الحفاظ على أمن البلاد، والعمل على إصلاح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، خاصة في تلك التي تأثرت بشكل أكبر بسبب الأعمال الإرهابية، ومحافظة سيناء وأبنائها كان دورهم كبير في تحمل فاتورة الإرهاب أثناء الحرب ضد براثن الجماعات الإرهابية، إلى أن أصبحت سيناء اليوم أرض الفيروز تغمرها أوجه التنمية”.
وأضاف عبد الهادي، في بيان له، أن قرار العفو الرئاسي يأتي كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى دعم الأمن القومي، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز حقوق الإنسان في مصر، كما يعكس هذا القرار التقدير الكبير لأهالي سيناء، وتقدير الدولة العميق لدورهم في مكافحة الإرهاب، وهو ما يعزز من دور القيادة السياسية في تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وأوضح أن القرار الرئاسي يعكس استجابة مباشرة لمطالب نواب ومشايخ وعواقل مناطق رفح والشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، وهذه تكشف عن تفاعل القيادة السياسية مع قضايا المواطنين، وتأكيد على ضرورة سماع أصواتهم والعمل على تلبية احتياجاتهم، بما في ذلك قضايا حقوق الإنسان.
وأشار عبد الهادي إلى أن العفو الرئاسي يمثل نوعًا من التعاطف مع الظروف الإنسانية للمحكوم عليهم، ويعكس وعي الدولة بالأوضاع المعيشية الخاصة لسكان سيناء، ويعزز من العلاقة بين الحكومة والمجتمع السيناوي.