ترتفع لدينا في السنوات الأخيرة درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ونلاحظ تراجع البرد من شهر إلى آخر، ففي العام الماضي لم نشعر ببرودة الجو في مسقط إلا في أواخر شهر ديسمبر، حرارة عجيبة ومناخ غريب، يتغير بين لحظة وأخرى، ويختلط الهواء الحار الحارق مرات برطوبة عالية، فلا نكاد نتبين هل انتهى الغربي أو بدأ موسم الرطوبة، وزادت الأعاصير والفيضانات والتسونامي حول العالم، ونردد أن ذلك بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
نقرأ أن الصين طبقت برنامج تعديل المناخ لديها، وستحصد نتائجه بحلول العام 2025 حيث ستمتلك نظامًا متطورًا لتعديل المناخ، فالمطر الصناعي سيغطي لديها مساحات أكبر بـ22 مرة من مساحة المملكة المتحدة.
لقد أعلنت الصين عن تقنية تعديل المناخ لأول مرة في العام 2008 لدى إقامة دورة الألعاب الأولمبية في بكين، وقال المسؤولون الصينيون: إن 223 ألف ميل مربع سيتم تغطيتها بـ«قمع البَرَد»، لكنهم أشاروا إلى أن تقنيتهم يجب أن تكون قادرة على الانتشار على «مستوى عالمي متقدم» بحلول عام 2035، حيث يخشى أن يكون لتكنولوجيا التحكم في المناخ تطبيقات عسكرية.
وحسب المتابعين، فإن الولايات المتحدة من جانبها جربت أسلحة المناخ لأغراض عسكرية، مع وجود أوراق بحثية توضح كيف يمكن للبنتاغون أن «يمتلك المناخ» بحلول عام 2025، وهي المقترحات التي وُضعت عام 1997، كجزء من مبادرة القوة الجوية لعام 2025.
وقد استخدمت القوات الأمريكية «البذر السحابي» فوق مسار العاصمة «هوشي منه» خلال حرب فيتنام لمحاولة زيادة هطول الأمطار في «عملية بوباي» في عام 1967.
فالتحكم في المناخ مرات يكون لزيادة هطول المطر والثلج لتحسين موارد المياه، ومنع الظواهر المدمرة كالأعاصير والعواصف، ومرات يكون هدفه إثارة المناخ المدمر ضد العدو، بصفته أسلوبًا من أساليب الحرب العسكرية أو الاقتصادية. تحظر الأمم المتحدة من جانبها تعديل المناخ في الحرب بموجب اتفاقية التعديل البيئي، لكن التجارب المختلفة علمتنا أن قرارات الأمم المتحدة مرات تكون حبرًا على ورق.
في الحربين العالمية الأولى والثانية وما بعدهما، تم استخدام أسلحة محظورة دوليًا، ومنها أسلحة بيولوجية وكيميائية وأخرى نووية. وإن التحكم في المناخ سلاح خطير لمن امتلك بعض أسراره أو أسراره كلها، وهذا هو الخوف الكبير، فأجواء الاستقطابات البشرية الحاصلة اليوم يشبهها البعض بمقدمات حرب عالمية ثالثة، كالحربين العالميتين الأولى والثانية. وإن شحذ كل فريق أسلحته التي يملكها، وشدة التقاطعات والتجاذبات والضحايا الذين يسقطون كل يوم، هي ظواهر تستوجب التوقف. ومن المؤكد أن استخدام سلاح جديد ومباغت، كالسيطرة على طقس ومناخ العدو، هو جزء من رغبة الطرف الذي يملكه أن يضرب به ضربته القاضية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار
فشل أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأميركي، يتهمون إدارة الرئيس جو بايدن بـ »التواطؤ » في ارتكاب « فظائع » في قطاع غزة، خلال جلسة تصويت أمس الأربعاء في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل.
وأطلق المبادرة السناتور المستقل بيرني ساندرز، الذي ندد في خطاب ألقاه في مجلس الشيوخ « بالحرب الشاملة التي تشنها الحكومة المتطرفة » بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو « ضد الشعب الفلسطيني ».
وأكد السناتور اليساري وجود « ملايين الأشخاص الذين يعانون من فقر مدقع في غزة، والذين طردوا من منازلهم » وعن « آلاف الأطفال الذين يعانون اليوم من المجاعة وسوء التغذية ».
وشدد ساندرز على أن « الولايات المتحدة متواطئة في كل هذه الفظائع، ونحن نقوم بتمويل هذه الفظائع ويجب أن ينتهي هذا التواطؤ ».
وتم التصويت أمس الأربعاء على سلسلة اقتراحات لمنع البنتاغون من إرسال حزمة أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار.
وسقطت كل تلك الاقتراحات في التصويت، إذ أظهر عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ دعما راسخا للدولة العبرية، الحليف التاريخي للولايات المتحدة.
ودافع السناتور الجمهوري النافذ ميتش ماكونيل عن صفقة الأسلحة هذه.
وقال ماكونيل إن تعطيل هذه الصفقة « لن يؤدي إلا إلى تقوية وتشجيع جماعات إرهابية مثل حماس وحزب الله ».
وفي خطابه الأربعاء، وجه ساندرز انتقادات مباشرة لبعض زملائه.
وقال « يأتي الكثير منكم إلى هنا للحديث عن حقوق الإنسان وما يحدث في العالم، لكنني أريد أن أخبركم أن أحدا لن يأخذكم على محمل الجد بعد الآن ».
وأضاف « سيقال لكم: أنتم قلقون بشأن الصين وروسيا وإيران. لماذا تمولون مجاعة الأطفال في غزة؟ ».
(وكالات)
كلمات دلالية اسرائيل الولايات المتحدة سلاح صفقة مجلس الشيوخ مصادقة