الذكاء العاطفي.. الطريق نحو التوازن
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
أحلام السنيدي
Alsinaidiahlam@gmail.com
إذا نظرنا للأشخاص الناجحين والمتميزين من حولنا، وحاولنا التمعن في الأسباب التي جعلتهم مختلفين، سنجد أنهم يتمتعون بصفات مشتركة تندرج تحت مظلة الذكاء العاطفي.
وعلى الرغم من التطور السريع الذي نعيشه في العصر الحالي، ودور الذكاء العقلي في مواكبة كل جديد، إلا أن الذكاء العقلي وحده لم يعد السبب الرئيسي في نجاح البشر.
وكثيرًا ما نسمع عن الذكاء العاطفي في هذه الأيام، وكوني تربوية ومدربة تطوير ذات، فقد قادني فضولي لأن اتعمق أكثر وأتخصص في هذا المجال، إذ إن الذكاء العاطفي ببساطة هو أن تكون واعيًا بذاتك ومشاعرك وقدرتك على إدارة تلك المشاعر وتنظيمها وتحفيز نفسك، وأيضا قدرتك على التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم للتواصل معهم بشكل ناجح، وخاصة في حل النزاعات وتجاوز التحديات.
لقد تعرضت للكثير من التجارب سواء الاجتماعية أو العملية، وكانت ردة فعلي دائما مقترنة بشعوري، ودائما ما كنت أوازن بين ما يمليه علي عقلي ويدفعني إليه شعوري، لأشعر بعد ذلك بالسلام الداخلي والهدوء النفسي.
إنني أؤمن أن الله تعالى خلق البشر مختلفين، ومنح كل منا مواصفات تجعله قادرا على إقامة العلاقات المثمرة مع الأفراد الآخرين، وذلك ضمن إطار إنساني متوازن فعال، وهذه الصفات تمكن الفرد من مواجهة التحديات وصعوبات الحياة، وينعكس ذكاؤه العاطفي على صحته النفسية واتخاذه للقرارات المتزنة ما بين المنطق والعاطفة.
وإذا ما نظرنا إلى محيط الأسرة والعمل على سبيل المثال، فإننا نتعامل مع شخصيات مختلفة، وقد نصطدم معهم في مواقف كثيرة، وفي هذه المواقف نحتاج إلى التعامل بإيجابية وذكاء لتقليل أي ضرر، سواء نفسي أو مادي؛ وبالتالي الحفاظ على العلاقات بالوصول إلى جو من التفاهم والتعاون.
كيف لي أن اطور من ذكائي العاطفي؟.. عندما أراجع نفسي في كل محطة من محطات الحياة وأراجع طريقة تعاملي مع الأشخاص من حولي، أجد نفسي في تطور كبير وأتصور أن للعمر دورًا كبيرًا في ذلك، ولكن النضج العمري إن صح التعبير هو مجرد رقم إذا لم يتغذى بفكر ومعرفة واطلاع وممارسة لتلك المعارف، وفيما يخص الذكاء العاطفي فالتطوير يكون بالوعي لشعورنا وذلك بتأمل المواقف وتدوينها في يوميات أو ما شابه ذلك، ومن ثم التحكم في ردود الفعل العاطفية بشكل صحي ومتوازن ، وبالأخص في المواقف الحياتية الصعبة بالتنفس العميق والتأمل وتقوية الجانب الروحاني وغيرها من التقنيات التي تساعدنا في إدارة الشعور بإيجابية.
وأخيرا، يمكنني القول أن النضج العاطفي يكون بالوعي بمشاعرنا وفهمنا لذاتنا وتحفيزها باستمرار، وبالقدرة على فهم شعور الآخرين والتفاعل والتواصل الإيجابي معهم، وكل ما عليك فعهل هو الممارسة والتدرب على أن تمتلك الذكاء العاطفي وأن تكون فردا فعالا في مجتمعك.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الذکاء العاطفی
إقرأ أيضاً:
راوية خليل: «العطش العاطفي» من أكثر أسباب الطلاق بين الأزواج (فيديو)
أكدت الدكتور راوية خليل، الواعظة بوزارة الأوقاف، أن مبادرة وزارة الأوقاف للواعظات لتعزيز التماسك الأسري، من المبادرات التي رعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور أسامة الأزهري، مشيرة إلى أن المبادرة وصلت لعدد كبير من السيدات، ما أدى لعدول السيدات عن الطلاق وخلع أزواجهن.
وقالت راوية خليل، في لقائها مع نهاد سمير وأحمد دياب، ببرنامج «صباح البلد»، المذاع على قناة «صدى البلد»: «منصات التواصل الاجتماعي سبب كبير من أسباب الخرس الزوجي والمشكلات العديدة الأخرى بين الزوجين، وفي المبادرة نجابه السموم التي تبثها تلك المنصات».
وتابعت: أن هناك تواصلا يتم من قبل الواعظات للرجال بعد الاستماع للزوجة أيضا، والخلل الأول في الأسرة يكون في الحقوق والواجبات، ومعرفة كل منهما لتلك الحقوق والواجبات على الآخر.
وأوضحت: أن من أكثر أسباب الطلاق بين الأزواج هو «العطش العاطفي»، والذي ينتج بسبب جفاف الزوجين بعد الزواج، زيادة على المشكلات الاقتصادية التي تواجه الأسرة، والانشغال بمنصات التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاًنقيب المأذونين: معاش الزواج العرفي حرام.. ونسبة الطلاق 20%
هاني عادل يرد على الجدل حول مسلسل «البحث عن علا» بسبب الطلاق
تفسير رؤيا «الطلاق» في المنام لابن سيرين
المستشارة هايدي الفضالي تكشف في حوار خاص لـ«الأسبوع» عن خبايا قضايا الأسرة وتطالب بتعديل القوانين وتقسيم الثروة وإنقاذ الأطفال من معاناة الطلاق والصمت الزوجي