جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-31@04:34:17 GMT

التطور المستمر.. سر النجاح والتقدم

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

التطور المستمر.. سر النجاح والتقدم

 

 

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

"من لا يتطور يتدهور"

إنَّ التطور هو قانون الحياة وسمة العصر في مختلف الاتجاهات والمجالات، وعلى كافة الأصعدة، سواء كان ذلك على مستوى الدول أو المجتمعات أو الأفراد، وإذا ركزنا على مجال التطور الذاتي، والنمو الشخصي؛ كون الإنسان هو محور الحياة ونشاطاتها، فإنَّ تطور فكره، وتوسع آفاقه العقلية يمكنه من إحداث التغيير المنشود ومواكبة أي تطور إيجابي في الحياة، أما إذا توقف واكتفى بالوضع الذي هو فيه فسوف يجد فنسه عالقاً في دائرة من الجمود والتراجع، غير قادر على مواكبة التطورات والتحديات المستجدة في الحياة مما يؤدي في النهاية إلى تراجع مستواه الشخصي والمهني وانحصار آفاقه وإمكانياته.

إنَّ التطور ليس مجرد خيار بل ضرورة بقاء، فإذا نظرنا إلى التاريخ سنجد أن الأمم والحضارات التي لم تستطع مواكبة التغيرات والمستجدات قد تعرضت للانهيار أو الاندثار، وعلى المستوى الفردي فإن الشخص الذي لا يسعى إلى تطوير نفسه ومهاراته يبقى جامداً في مكانه، في حين أن العالم من حوله يستمر في التقدم.

"من لا يتجدد يتبدد"

إنَّ هذه العبارة تعّبر بدقة، وتلخص بشكل بليغ، ضرورة التجديد في جميع جوانب الحياة؛ سواء على المستوى الشخصي، أو المؤسسي، أو المجتمعي، فإن السعي للتجديد هو أحد متطلبات هذا الواقع المتغير للعالم المتسارع الذي نرى فيه أن مفاهيم التجديد فيه أصبحت ذات أهمية عن أي وقت مضى، حيث إن الثبات على نفس الأساليب القديمة دون الإبداع والابتكار، والتجديد؛ سوف يؤدي إلى التقوقع والتراجع.

فإذا نظرنا إلى التجديد في الحياة الشخصية سنجده أنه ضرورة لكسر الروتين اليومي، وللحفاظ على الحيوية والنشاط، والنمو الشخصي، فالشخص الذي يسعى لتعلم أشياء جديدة، وتطوير مهاراته، وممارسة هواياته، واهتماماته، وتعزيز صحته الجسدية والعقلية، وتنمية أفكاره، وتوسيع معارفه، وبناء علاقات اجتماعية جديدة، يسهم في بناء شخصية ديناميكية قادرة على مواجهة التحديات والتكيف مع التغيرات غير المتوقعة في الحياة، محققة النجاح في مختلف المجالات، مما يمكنه من مواجهة المستقبل بثقة وتفاؤل.

"من لا يتقدم يتقادم"

تلك المقولة تعكس حقيقية أساسية في الحياة؛ حيث يشير التقدم إلى النمو والتطور والاستمرارية، والحث على إثارة دافع الرغبة الداخلي للفرد في التغيير للبحث عن طرق للنمو والتقدم، والاستعداد لمواجهة التحديات الجديدة بينما التقادم يدل على الركود والجمود في كل مجال من مجالات الحياة سواء كانت شخصية أو اجتماعية أو مهنية أو حتى ثقافية.

فعلى المستوى الشخصي من الضروري دائماً أن يعيش الفرد حياة تتمتع بالتحسين المستمر والتطوير الذاتي، وتحسين نوعية الحياة بشكل عام التي تسهم في تحقيق التوازن والنمو الشخصي والمهني والسعادة الشخصية وتبث روح التجديد والاستعداد للتغيير، وتحقيق الأهداف الشخصية، والشعور بالإنجاز حتى لا يجد نفسه متقادماً في عالم يتطلب المداومة على التطور، والتحسين المستمر.

"من لا يتعلم يـتألم"

إنَّ التعلم يمكن أن يكون طريقة لتجنب الألم والتحديات التي يمكن أن تواجهنا في الحياة؛ فالتعلم يساعدنا على فهم العالم بشكل أفضل، ويمنحنا الأدوات اللازمة لحل المشكلات، والتكيف مع الظروف المختلفة، فبدونه قد نواجه صعوبات أكبر نعجز عن حلها.

لذا؛ إنَّ التعلم ليس مجرد اكتساب معرفة جديدة فحسب، بل هو عملية مستمرة تمّكن الفرد من تطوير نفسه على عدة مستويات، يمكن للتعلم أن يكون مفتاحاً لفهم أعمق للذات وللعالم من حولنا، فعندما نتعلم نفتح أبواباً جديدة من الفرص والإمكانيات وتجنب الوقوع في أخطاء قد تكون مكلفة على الصعيد الشخصي والمهني، فالتعلم وسيلة لمواجهة التحديات التي تطلب منا أن نكون على دراية ومعرفة بما يجري حولنا، سواء في مجال العمل ، أو العلاقات، أو الصحة، لأنه السلاح الأقوى لمواجهتها، فعندما نكتسب معرفة جديدة، نصبح أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات، والتغلب على العقبات التي تقف في طريقنا.

ولكي نتعلم بفعالية يجب أن نكون مستعدين لتحدي أنفسنا، والخروج من منطقة الراحة، يجب أن نتحلى بالفضول المعرفي، ونبحث عن المعرفة في كل مكان ، كذلك من المهم أن نتعلم من أخطائنا، ونستفيد منها كفرص للنمو والتطور، والانفتاح على الأفكار الجديدة التي تعزز من قدرتنا على التكيف مع متطلبات العصر الحديث. فمن خلال التعلم يمكننا أن نعيش حياة أكثر راحة وأقل ألماً، وتحقيق نمو شخصي مستدام، لذا دعونا نتبنى ثقافة التعلم، ونعتبرها رحلة مستمرة نحو تحسين الذات، والتكيف مع التغيرات، ومواجهة التحديات بثقة أكبر، لنسهم في بناء حياة أكثر إشباعاً، وسعادة، وتغييراً، فمن لم يتغير يندثر...!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لليوم الثالث تواصل فعاليات الدورة التثقيفية التطور التكنولوجي وأثره على الأمن القومي رقم (1)

لليوم الثالث على التوالى تواصل فعاليات الدورة التثقيفية (التطور التكنولوجي وأثره على الأمن القومي رقم (1) بالتعاون بين جامعة الفيوم والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، والتي ينظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالتعاون مع مركز الخدمة العامة لتنمية المجتمع المحلي بالجامعة؛ وحاضر فيها عميد أركان حرب إيهاب طلعت محمود، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، بحضور الدكتورة وفاء يسري، مدير مركز الخدمة العامة بالجامعة لتنمية المجتمع المحلي، ومحمد علي، مدير إدارة المؤتمرات والندوات بالإدارة العامة لخدمة المجتمع، وعدد من المتدربين المشاركين في الدورة من السادة أعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلاب، وذلك اليوم الثلاثاء الموافق 28 يناير 2025 بالمكتبة المركزية بجامعة الفيوم.

 

وذلك تحت رعاية الدكتور ياسر مجدي حتاته، رئيس جامعة الفيوم، واللواء أ.ح عاطف عبد الرؤوف، مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، وإشراف  الدكتور عاصم العيسوي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على قطاع شئون التعليم والطلاب، واللواء أ.ح حسام حسين عكاشة، مدير كلية الدفاع الوطني، وعميد أ.ح إيهاب طلعت محمود، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية.

 

قدمت الدكتورة وفاء يسري، الشكر لقيادات الجامعة على التعاون مع الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية وذلك من أجل تواصل فعاليات الدورة التثقيفية الرابعة وأهميتها في إثراء الجانب المعرفي لمنتسبي جامعة الفيوم، مشيرة إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تمثل نقلة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، مما يغير أسلوب الإنتاج بشكل تصويري غير رائع وهو ما ينعكس على الفرد والمجتمع بالنفع، وموجهة الحضور بضرورة الاستفادة بأكبر قدر ممكن من مثل هذه التقنيات لمواكبة التطور التكنولوجي بالعصر الحديث.

 

وتناول العميد إيهاب طلعت، تعريف الثورة الصناعية الرابعة على أنها تغيير جذري نحو الأفضل، هذا مع تناول تطور الثورات التى مرت بها شعوب العالم بدءا من المكننة حيث تحويل القوة العضلية إلى قوة الآلة وصولًا إلى الأتمتة التى تهتم بالتطوير البرمجي للحلول المختلفة في العصر الحديث والتي نشأت وتطورت خلال الثورة الصناعية الثالثة والتي سرعان ما تطورت حتى الوصول إلى أكبر تقدم للبشرية أو ما يعرف بتسونامي التكنولوجيا الذي يعد أحد سمات الثورة الصناعية الرابعة.

 

وأشار إلى الفترات السابقة للثورات الصناعية والتى تمثلت فى الزراعة، طواحين الهواء، صناعة الأدوات اليدوية، التعليم التقليدي، الأخبار، عمليات الصناعة الإبتدائية غير المتطورة، وصولًا إلى الثورة الصناعية الأولى التى انطلقت من إنجلترا عام 1760 ثم الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول لأوروبية عام 1840 واتسمت هذه الفترة بالتحول الصناعي للصناعات الآلية ودخول الآلات في عمليات الإنتاج مع تطور لوسائل النقل مما أدى إلى التوسع في عمليات التعدين واستخدام البخار إلى أن تطورت الثورة الصناعية في ظل التطور التكنولوجي حتى انطلقت الثورة الصناعية الثانية بالفترة من 1870 حتى 1914 والتى اتسمت بإدخال المكونات الكهربائية إلى جانب التطور في صناعة السيارات والحديد والصلب وبداية ظهور تكنولوجيا الاتصالات.

 

هذا بجانب تناول كلامة للثورة الصناعية الثالثة أو ماعرفت بالثورة الرقمية 1969 والتى شهدت العديد من اكتشافات مثل التطور في تصنيع أشباه المواصلات والدوائر الكهربائية بجانب التطور التكنولوجي والاتصالات والمعلومات لتمثل الثورة الصناعية الأساس الذي قامت عليه الثورة الصناعية الرابعة والتى بدأ ظهورها عام1948 واستمرت في تطورها حتى الإنطلاق الملموس الذي شهده العالم عقب فعاليات معرض هانوفر للتصنيع بألمانيا عام 2011 وتطبيق الحكومة الألمانية الثورة الصناعية الرابعة عام 2012 والتى اتسمت بالسرعة واتساع نطاقها ونظم تأثيرها بجانب أنها تتصف بمبادئ خاصة بها منها؛ العمل التشاركي وشفافية المعلومات والمساعدة الفنية بجانب اتخاذ القرارات اللامركزية، هذا بالإضافة إلى امتلاكها لأدوات خاصة كالروبوتات والمستشعرات والواقع الإفتراضي وابتكارات التصنيع والتطور في جمع وتخزين الطاقة وابتكارات التكنولوجيا الحيوية.

 

كما أشار سيادته إلى تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة والمتمثلة فى الذكاء الاصطناعي والنظم كاملة الآلية والتي تعرف بكونها علم وهندسة صناعة الآلات الذكية وخاصة برامج الحاسوب الذكية، ليشمل الذكاء الاصطناعي تعلم الآلة والتعليم العميق، كما تطرق سيادته إلى أنواع الذكاء الإصطناعي من البسيط إلى ذاتي الإدراك.

 

هذا ونوه سيادته عن مفهوم إنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة وتطبيقاتها من حيث الحجم والسرعة بجانب الحوسبة السحابية وأهم البرامج المتوفرة للحوسبة السحابية والحوسبة الكمية وتكنولوجيا النانو وتطبيقاتها فى العديد من المجالات كالطب هذا بجانب تناول مشروع الجن الفضائي.

 

وفى نهاية المحاضرة شدد سيادته على أهمية حماية البيانات والتحقق من مشاركة المعلومات دون حماية وتأكد من مصادر البيانات المتوفرة وعدم مشاركة البيانات الشخصية على المواقع مجهولة الهوية وغير الموثوقة.

 

 

 

 

 

 

 

نائب رئيس جامعة الفيوم يتفقد امتحانات الدراسات العليا بكلية السياحة والفنادق 7b98582f-96ee-4161-936f-bef15978ef61 207ce16c-aa4f-4e13-a98c-fd210a43f30f 201344a3-c0ff-4d40-bf16-0611bc6453ec ba2ab262-2157-4468-97d0-c74cb2363dd4

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقَّد أعمال التجديد والتطوير بفرع البنات
  • إهانة جديدة لإسرائيل.. تعرف على السلاح الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها أسيرة بجباليا؟
  • هل يستطيع شات جي بي تي منافسة ديب سيك؟ مسؤول الدعم التقني يكشف تفاصيل المواجهة (خاص)
  • تفاصيل جديدة عن فتاة الفستان الأبيض التي أبكت المصريين
  • تفاصيل القرض الشخصي من البنك الأهلي بشروط مميزة.. اعرف التفاصيل
  • أخبار البحر الأحمر: مشروعات جديدة وقرارات تطوير لتحسين جودة الحياة
  • لليوم الثالث تواصل فعاليات الدورة التثقيفية التطور التكنولوجي وأثره على الأمن القومي رقم (1)
  • كيفية استيراد سيارة من الخارج للاستعمال الشخصي
  • قراءة فكرية في التغيرات الكبرى التي صنعها السيدُ حسين بدرالدين الحوثي
  • لليوم الثالث تواصل فعاليات الدورة التثقيفية فى جامعة الفيوم