جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-08@03:53:22 GMT

التطور المستمر.. سر النجاح والتقدم

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

التطور المستمر.. سر النجاح والتقدم

 

 

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

"من لا يتطور يتدهور"

إنَّ التطور هو قانون الحياة وسمة العصر في مختلف الاتجاهات والمجالات، وعلى كافة الأصعدة، سواء كان ذلك على مستوى الدول أو المجتمعات أو الأفراد، وإذا ركزنا على مجال التطور الذاتي، والنمو الشخصي؛ كون الإنسان هو محور الحياة ونشاطاتها، فإنَّ تطور فكره، وتوسع آفاقه العقلية يمكنه من إحداث التغيير المنشود ومواكبة أي تطور إيجابي في الحياة، أما إذا توقف واكتفى بالوضع الذي هو فيه فسوف يجد فنسه عالقاً في دائرة من الجمود والتراجع، غير قادر على مواكبة التطورات والتحديات المستجدة في الحياة مما يؤدي في النهاية إلى تراجع مستواه الشخصي والمهني وانحصار آفاقه وإمكانياته.

إنَّ التطور ليس مجرد خيار بل ضرورة بقاء، فإذا نظرنا إلى التاريخ سنجد أن الأمم والحضارات التي لم تستطع مواكبة التغيرات والمستجدات قد تعرضت للانهيار أو الاندثار، وعلى المستوى الفردي فإن الشخص الذي لا يسعى إلى تطوير نفسه ومهاراته يبقى جامداً في مكانه، في حين أن العالم من حوله يستمر في التقدم.

"من لا يتجدد يتبدد"

إنَّ هذه العبارة تعّبر بدقة، وتلخص بشكل بليغ، ضرورة التجديد في جميع جوانب الحياة؛ سواء على المستوى الشخصي، أو المؤسسي، أو المجتمعي، فإن السعي للتجديد هو أحد متطلبات هذا الواقع المتغير للعالم المتسارع الذي نرى فيه أن مفاهيم التجديد فيه أصبحت ذات أهمية عن أي وقت مضى، حيث إن الثبات على نفس الأساليب القديمة دون الإبداع والابتكار، والتجديد؛ سوف يؤدي إلى التقوقع والتراجع.

فإذا نظرنا إلى التجديد في الحياة الشخصية سنجده أنه ضرورة لكسر الروتين اليومي، وللحفاظ على الحيوية والنشاط، والنمو الشخصي، فالشخص الذي يسعى لتعلم أشياء جديدة، وتطوير مهاراته، وممارسة هواياته، واهتماماته، وتعزيز صحته الجسدية والعقلية، وتنمية أفكاره، وتوسيع معارفه، وبناء علاقات اجتماعية جديدة، يسهم في بناء شخصية ديناميكية قادرة على مواجهة التحديات والتكيف مع التغيرات غير المتوقعة في الحياة، محققة النجاح في مختلف المجالات، مما يمكنه من مواجهة المستقبل بثقة وتفاؤل.

"من لا يتقدم يتقادم"

تلك المقولة تعكس حقيقية أساسية في الحياة؛ حيث يشير التقدم إلى النمو والتطور والاستمرارية، والحث على إثارة دافع الرغبة الداخلي للفرد في التغيير للبحث عن طرق للنمو والتقدم، والاستعداد لمواجهة التحديات الجديدة بينما التقادم يدل على الركود والجمود في كل مجال من مجالات الحياة سواء كانت شخصية أو اجتماعية أو مهنية أو حتى ثقافية.

فعلى المستوى الشخصي من الضروري دائماً أن يعيش الفرد حياة تتمتع بالتحسين المستمر والتطوير الذاتي، وتحسين نوعية الحياة بشكل عام التي تسهم في تحقيق التوازن والنمو الشخصي والمهني والسعادة الشخصية وتبث روح التجديد والاستعداد للتغيير، وتحقيق الأهداف الشخصية، والشعور بالإنجاز حتى لا يجد نفسه متقادماً في عالم يتطلب المداومة على التطور، والتحسين المستمر.

"من لا يتعلم يـتألم"

إنَّ التعلم يمكن أن يكون طريقة لتجنب الألم والتحديات التي يمكن أن تواجهنا في الحياة؛ فالتعلم يساعدنا على فهم العالم بشكل أفضل، ويمنحنا الأدوات اللازمة لحل المشكلات، والتكيف مع الظروف المختلفة، فبدونه قد نواجه صعوبات أكبر نعجز عن حلها.

لذا؛ إنَّ التعلم ليس مجرد اكتساب معرفة جديدة فحسب، بل هو عملية مستمرة تمّكن الفرد من تطوير نفسه على عدة مستويات، يمكن للتعلم أن يكون مفتاحاً لفهم أعمق للذات وللعالم من حولنا، فعندما نتعلم نفتح أبواباً جديدة من الفرص والإمكانيات وتجنب الوقوع في أخطاء قد تكون مكلفة على الصعيد الشخصي والمهني، فالتعلم وسيلة لمواجهة التحديات التي تطلب منا أن نكون على دراية ومعرفة بما يجري حولنا، سواء في مجال العمل ، أو العلاقات، أو الصحة، لأنه السلاح الأقوى لمواجهتها، فعندما نكتسب معرفة جديدة، نصبح أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات، والتغلب على العقبات التي تقف في طريقنا.

ولكي نتعلم بفعالية يجب أن نكون مستعدين لتحدي أنفسنا، والخروج من منطقة الراحة، يجب أن نتحلى بالفضول المعرفي، ونبحث عن المعرفة في كل مكان ، كذلك من المهم أن نتعلم من أخطائنا، ونستفيد منها كفرص للنمو والتطور، والانفتاح على الأفكار الجديدة التي تعزز من قدرتنا على التكيف مع متطلبات العصر الحديث. فمن خلال التعلم يمكننا أن نعيش حياة أكثر راحة وأقل ألماً، وتحقيق نمو شخصي مستدام، لذا دعونا نتبنى ثقافة التعلم، ونعتبرها رحلة مستمرة نحو تحسين الذات، والتكيف مع التغيرات، ومواجهة التحديات بثقة أكبر، لنسهم في بناء حياة أكثر إشباعاً، وسعادة، وتغييراً، فمن لم يتغير يندثر...!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عطاف يستقبل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية

استقبل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، مساء اليوم، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر.

وحسب بيان الوزارة، فإن هذه الزيارة تندرج في إطار الجولة التي يقوم بها ستافان دي ميستورا إلى المنطقة تحضيرا للإحاطة التي سيقدمها إلى مجلس الأمن الأممي خلال الجلسة التي سيتم تخصيصها لقضية الصحراء الغربية يوم 14 أفريل الجاري.

وقد قام المبعوث الأممي مؤخراً بزيارات مماثلة تواصل خلالها مع طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، فضلاً عن الجمهورية الإسلامية الموريتانية باعتبارها مع الجزائر طرفين مراقبين في المسار الذي تقوده الأمم المتحدة.

وخلال هذا اللقاء، جدد الوزير أحمد عطاف دعم الجزائر المطلق للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، بغرض بعث مسار التسوية السياسية للنزاع في الصحراء الغربية على أساس ميثاق الأمم المتحدة وضوابط الشرعية الدولية المتعلقة بتصفية الاستعمار.

كما أعرب وزير الدولة عن القناعة الراسخة التي تحذو الجزائر بأنّ السبيل الوحيد لاستكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية يكمن في استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، دون شروط مسبقة وبحسن نيّة، وذلك قصد التوصل إلى حلّ سياسي يكفل ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير، وفقا لما تنص عليه جميع القرارات الأممية ذات الصلة الصادرة سواء عن مجلس الأمن أو عن الجمعية العامة.

مقالات مشابهة

  • ولادة عصر جديد للإعلام السوري فما أبرز التغيرات على المشهد؟
  • مدير الموانئ: خطوات لتنفيذ مصفوفة تطوير الهيئة ومواكبة التطور العالمي فى مجال صناعة النقل البحري
  • عطاف يستقبل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • صحة الوادي الجديد: إجراءات عاجلة لمواجهة التغيرات الجوية المتوقعة
  • الإعلامي مصطفى الأغا يودع صدى الملاعب بعد 19 عامًا من النجاح.. فيديو
  • تركي آل شيخ يثير الجدل بمنشور على حسابه الشخصي.. ماذا قال؟
  • ندوة علمية بصيدلة عين شمس تكشف عن آفاق جديدة لعلاج السرطان الشخصي
  • مي عمر: مسلسل أش أش أكبر تحدٍ في مسيرتي الفنية .. وهذا سر النجاح|فيديو
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: أمريكا فشلت في اليمن الذي يواصل الصمود رغم القصف المستمر