يعتقد غالبية الناس في المجتمعات الحارة التي تقترب مواقعها الجغرافية من خط الاستواء، أن أضرار الحرارة التي نتعرّض لها يوميا خلال الأشهر الأربعة من السنة، التي تعد ذروة الصيف من مايو إلى أغسطس، تقتصر على ارتفاع فواتير الكهرباء جراء استخدام أجهزة التبريد فقط، غير مدركين أن الحرارة في مجتمعنا بالذات تحتاج إلى تعامل معها يتّسم بالوعي الذي يحفظ الأنفس والممتلكات.
فصل الصيف ترتفع درجات الحرارة فيه إلى مستويات قد تضر بصحة الإنسان وتسبب أمراضًا خطيرةً في بعض الحالات، ولها نتائج كارثية على الإنسان والعمران والشجر والمعدات والأجهزة والمركبات في بلداننا، ولعل ما يؤثر على الإنسان منها أنها تصيب بالسكتات الدماغية واضطراب أداء القلب الذي يؤدي إلى النوبة القلبية والإغماء من ضربات
الشمس ووظائف الدماغ الإدراكية منها والصحة العقلية ومراجعة المستشفيات وزيادة تعاطي المخدرات والجفاف الذي قد يؤدي إلى حالات الوفاة، وعلى جودة الهواء وصعوبات التنفس والربو والعطش والغثيان وتراجع ضغط الدم بسبب تمدد الأوعية، كما تسبب الحرارة العالية تلفا في المركبات واشتعال الحرائق فيها نتيجة سخونة محركاتها وعدم قدرتها على المقاومة، وكذا الأنظمة الكهربائية، وقناني المياه التي يرتفع فيها تركيز الإضاءة المباشرة الساقطة من الشمس عليها فتكوّن حزمة حرارية تشعل المركبة، أيضا يطال الأمر أجهزة التكييف على أسطح المنازل التي تعاني وحداتها الخارجية من قلة انسيابية الهواء إليها، إلى جانب احتراق السوائل القابلة للاشتعال فيها، وأجهزة المنازل كالثلاجات، ومحركات تدفق المياه وتراجع قلة الإنتاج الزراعي واستنزاف المياه يوميا وغيرها من الأضرار بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتعرّض للشمس مباشرة. كل هذه الأسباب واردة في فصل الصيف، طالما أننا اعتقدنا أن أمر احتراقها أو تسببها في الاحتراق بعيد عن الواقع، فهناك من يهمل إجراءات يومية مهمة بسبب قلة الوعي لدى البعض من الذين لا يبالون إن كانت النتائج كارثية حتى يقع الفأس في الرأس ونخسر معها الكثير من الأموال دون مبرر. لذلك للذين يقصدون السفر برا إلى صلالة والقادمين من الدول الشقيقة عليهم توخي الحذر في الطريق، والاستعداد لأي طارئ متوقع من توفر مياه كافية وطفايات للحريق ومعرفة استخدامها والتأكد من حالة المركبة والقيادة بتأنٍ، كذلك للسالكين مسارات، ووجهات أخرى في المنطقة. وللقاطنين في بيوتهم عليهم الحرص على توجيه الأبناء والعاملين لديهم حول كيفية تجنب الحرائق واستخدام الأجهزة بشكل مثالي ومخارج الطاقة وخاصة شواحن الهواتف، وترشيد استخدام المياه. وكذا الذين يضطرون إلى إنجاز أعمالهم اليومية من مراجعات تحت أشعة الشمس، توخي الحذر من التعرّض للأزمات الصحية واختيار الفترات الصباحية لذلك قبل اشتداد الحرارة، والتركيز على توفر المياه الباردة دائما خلال تنقلاتهم. ارتفاع درجات الحرارة القاسية يحتاج إلى تعامل يختلف عن بقية أشهر السنة، ومن الضرورة التركيز على رفع مستوى الوعي ليصبح حاجة قصوى.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حرارة إستثنائية غدا.. وإضطراب جوي قوي بداية من الجمعة
ستشهد الولايات الشمالية للوطن، أجواء حارة وحرارة فوق معدلها الفصلي إلى غاية يوم الخميس. لتتغير الوضعية الجوية كليا يوم الجمعة بسبب دخول إضطراب جوي نشيط الفعالية محمل بأمطار غزيرة وبرودة.
وحسب النماذج الرقمية للرصد الجوي، فإن الأجواء المرتقبة غدا الثلاثاء ستكون من صافية إلى مغشاة بسحب سفلى تكون محملة ببعض الأمطار. على كافة المناطق الشمالية للوطن. بينما يوم الأربعاء والخميبس فالأجواء ستكون من مغشاة في الصبيحة إلى صافية لتتحول إلى غائمة تدريجيا مساء الخميس.
درجات الحرارة الدنيا ستبقى باردة خلال الصبيحة والليل لتتراوح مابين 4 إلى 10 درجات على المناطق الشمالية. ومن 10 الى 20 درجة بالجنوب.
في حين درجات الحرارة القصوى ستشهد إرتفاعا وفوق معدلها الفصلي بسبب تيارات هوائية من الجنوب نحو المناطق الشمالية. أين ستصل إلى 29 درجة بالمناطق الشمالية و41 درجة بالجنوب.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور