كيفية أداء صلاة الجنازة وأدعيتها
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
تباينت اراء الفقهاء في كيفية أداء صلاة الجنازة، ومن ذلك اختلافهم في حُكم دُعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة، وكيفية أدائها، وأركانها، وفيما يأتي بعض المسائل وتفصيل كُل مسألة.
دعاء الاستفتاح
ففيما يخص دعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة، اتفق الفقهاء على أن دُعاء الاستفتاح سنّةٌ مؤكّدةٌ في الصلوات التي تحتوي على رُكوعٍ وسجودٍ؛ كالفرائض، والسُنن، وصلاة العيدين، وغيرها، وأما الصلوات التي ليس فيها رُكوعٌ أو سجودٌ كصلاة الجنازة، فقد اختلف الفقهاء في قراءة الاستفتاح فيها على قولين:
فقال المالكية والشافعية والحنابلة، بأنه لا تُسن قراءة دُعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة، بدليل أنه لم يرد عن النبي أنه كان يقرأ دُعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة، وأن صلاة الجنازة يُسنّ فيها التخفيف فيُناسبها ترك الاستفتاح.
وقال الحنفية إنه يُسنّ دُعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة، بدليل أنها صلاة، ودُعاء الاستفتاح سنّةٌ في بداية كل صلاة.
أما أداء صلاة الجنازة إن لكلّ مذهبٍ من المذاهب رأي في كيفيتها، وفيما يأتي بيان ذلك: الحنفية، وهى ان تكون صلاة الجنازة بقيام المُصلّي بمحاذاة صدر الميت، ثُم ينوي أداء الصلاة عليه طاعةً لله، ويُكبّر أربع تكبيرات، الأولى تكبيرة الإحرام مع رفع يديه، ثُم يقرأ الاستفتاح، ويكبّر الثانية دون رفع اليدين فيُصلّي على النبي بعدها، وبعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت ولجميع المُسلمين، ثُم يُكبّر للرابعة، ثُم يُسلّم تسليمتين، الأولى عن اليمين وينوي بها السلام على من في يمينه، والثانية على اليسار وينوي بها السلام على من في يساره، ولا ينوي بها السلام على الجنازة، وتكون الصلاة سراً ما عدا التكبيرات.
أما المالكية يقف المُصلّي عند وسط الجنازة إن كانت رجلاً، وعند منكبيها* إن كانت امرأة، ثُم ينوي الصلاة على من حضر من أموات المُسلمين، ويُكبّر أربع تكبيرات، الأولى وهي تكبيرة الإحرام وتكون مع رفع اليدين، وباقي التكبيرات بدون رفع اليدين، ويدعو بعد كل التكبيرات. ويبدأ في كُل دعاء بحمد الله والصلاة على رسوله، وبعد الانتهاء من الدُعاء في التكبيرة الرابعة يُسلّم تسليمةً واحدة ينوي بها الخروج من الصلاة، ويُسنّ الإسرار بكل الصلاة إلا للإمام؛ فيجهر بالتسليم والتكبير ليسمعه المأموم.
والشافعية يقف المُصلي عند رأس الجنازة إن كانت ذكراً، وعند عجزه* إن كانت أُنثى، ثُم ينوي بقلبه وينطق بها بلسانه "صلاة أربع تكبيرات فرض كفاية على من حضر من أموات المُسلمين"، ثُم يُكبّر أربع تكبيرات رافعاً يديه مع كُل تكبيرة، ويضعهما على صدره كما في الصلاة، ويقول بعد تكبيرة الإحرام الاستعاذة بدون استفتاح، ثُم يقرأ سورة الفاتحة بدون سورة بعدها، وبعد التكبيرة الثانية يُصلي الصلاة الإبراهيمية، وبعد الثالثة يدعو للميت بأي دُعاء ينفعه في آخرته، وبعد الرابعة يقول: "اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده". ثم يقرأ قوله تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)، وبعد ذلك يُسلّم المصلّي تسليمتين عن يمينه وعن يساره.
تكبيرة الإحرام
أما الحنابلة يقف المصلّي عند صدر الجنازة إن كانت ذكراً، ووسطها إن كانت أُنثى، ثُم ينوي صلاة الجنازة، ثُم يُكبر تكبيرة الإحرام مع رفع اليدين، فيقرأ الاستعاذة والبسملة، ويقرأ بعدهما سورة الفاتحة فقط، ولا يزيد عليها شيء، ثُم يُكبّر الثانية مع رفع اليدين ليقرأ بعدها الصلاة الإبراهيمية. ويكبر الثالثة رافعاً يديه ويدعو للميت، ثُم يُكبر الرابعة مع رفع اليدين، ويسكت بعدها قليلاً من غير قول شيء، ثُم يُسلّم بعدها تسليمة واحدة، ويجوز عندهم تسليمتين
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اراء الفقهاء صلاة الجنازة أداء صلاة الجنازة دعاء الاستفتاح تكبيرة الإحرام تکبیرة الإحرام ث م ینوی إن کانت ث م ی کب على من
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: الحج لا يمكن تعويضه بالصلاة في المسجد
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن النبي ﷺ أوضح في حديثه الصحيح أن: «من مشى إلى صلاة مكتوبة في جماعة فهي كحجة، ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة تامة»، مشيرًا إلى أن هذا الحديث يبرز فضل الصلاة في الجماعة وأداء النوافل، وكيف يمكن أن ينال المسلم أجرًا عظيمًا بعمل بسيط كالمحافظة على الصلاة.
الصلاة لا تغني عن أداء الحج الفعليوأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع على قناة «dmc»، أن هذا الأجر العظيم لا يعني أن الصلاة في الجماعة تُسقط عن المسلم فريضة الحج، مؤكدًا أن الحج لا يمكن تعويضه بالصلاة في المسجد، موضحًا أن الحديث الشريف يشير إلى أجر تقديري وليس بديلًا فعليًا لأداء مناسك الحج.
الأجر على سبيل التقدير لا المطابقةوأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن هذه النصوص تعكس تقدير الله للأعمال الصالحة، كما هو الحال في قوله تعالى: «ليلة القدر خير من ألف شهر»، فالمقصود هنا أن فضل ليلة القدر عظيم، لكن لا يعني أن من قام بها كمن جاهد في سبيل الله لمدة ألف شهر.
وأردف: «الأمر نفسه ينطبق على فضل الصلاة في المسجد الحرام، حيث ورد أنها تُعادل 100 ألف صلاة، لكن هذا لا يعني أن من صلى فيه ركعة واحدة يُكافئ من صلى 100 ألف ركعة في أماكن أخرى، بل هو تقدير لفضل الصلاة فيه وليس تطابقًا فعليًا بين الأجرين».