عيلبون.. حافظت على هويتها الفلسطينية وكانت حاضنة انطلاق الثورة
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
دخلت تاريخ النضال الوطني الفلسطيني من عدة أبواب أهمها أنها شهدت أول عملية عسكرية للفدائيين والتي عرفت باسم "نفق عيلبون".
وعيلبون قرية فلسطينية في منطقة الجليل الأدنى الشرقي، غربي بحيرة طبريا وشمال غربي مدينة طبريا، ترتفع حوالي 200 م عن مستوى سطح البحر، مساحة أراضيها 14712 دونم، وتبلغ مساحتها المبنية اليوم حوالي 4888 دونم.
تحيط بها عدة قرى وبلدات فلسطينية حالية ومهجرة، هي: قرية المعار، خربة الوعرة السوداء، قرية حطين، قرية نمرين، قرية البعينة، وبلدة دير حنا .
وتشير الدلائل التاريخية إلى أن عمر القرية يعود لحوالي 200 عام قبل الميلاد، ويبدو أن القرية هجرت فترة من الزمن وأعيد إعمارها على يد عائلات فلسطينية قدمت من قرى: سخنين، عرابة، دير حنا، والمغار، وذلك بدايات القرن السابع عشر الميلادي.
وأقدم الوثائق التي ذكرت قرية عيلبون هي وثائق من العهد الروماني ظهر فيها اسم القرية بدون حرف النون عيلبو. كما عرفت في زمن الكنعانيين باسم إيلانو وكانت قرية يسكنها رعاة الأغنام والمواشي.
ويذكر المؤرخ مصطفى الدباغ فيما وثّقه عن قرية عيلبون أنه يوجد في جوار موقع القرية الحالي عدة خرب أثرية تحيط بها، وتحتوي على آثار، وأنقاض، وصهاريج وأكوام حجارة لمنازل قديمة مدمرة، ومدافن منقورة في الصخر، ومعاصر منحوتة في الصخر.
كما يوجد في عيلبون عدد عام من المعالم والأبنية الإدارية والخدمية والتعليمية من بينها كنيسة للروم الكاثوليك التي بنيت عام 1879بمساعي الأب بولس أشقر، فيما بنيت كنسية أخرى لطائفة الروم الأرثوذكس عام 1928 بمساعي الأب إلياس زريق.
وفيما يتعلق بالسكان ففي إحصائيات تعود لعام 1922 قدر عدد سكان عيلبون بنحو 319 نسمة، ارتفع في عام 1931 إلى حوالي 404 نسمة، جميعهم من العرب المسيحيين، إضافة لبعض العائلات المسلمة، وأصبح في عام 1945 نحو 550 نسمة، وبعد تهجير معظم سكان القرية على خلفية المجزرة قدرت سلطات الاحتلال عدد سكان القرية الباقين فيها بنحو 93 نسمة فقط.
وشهد عام 1949 زيادة في عدد سكان عيلبون إلى 675 نسمة، وذلك بعد أن عاد أهالي القرية المهجرين عنها إضافة لبعض سكان القرى المهجرة المجاورة لها. وفي عام 2002 بلغ عدد سكان عيلبون حوالي 4040 نسمة، وفي عام 2007 وصل إلى 4374 نسمة، ويزيد عدد سكانها حاليا عن 5 آلاف نسمة.
ومع بدء العمليات العسكرية في حرب عام 1948، دخلت قوات غولاني، في سياق عملية "حيرام" التي كان هدفها احتلال منطقة الجليل والسيطرة عليها، أراضي قرية عيلبون في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1948، وعلى الرغم من تناقل الأخبار على قرب العصابات الصهيونية من أراضي عيلبون بعد أن ارتبكت في اليوم السابق مجزرة أزهقت أرواح العشرات من عشيرة المواسي التي تقع مضاربها على مقربة من أراضي عيلبون، لم يغادر أهالي عيلبون قريتهم، وتجمعوا في كنيسة القرية، ورفعوا الأعلام البيضاء، ومع ذلك شنت العصابات الصهيونية هجوما وحشيا فأعدموا 15 شابا من أبناء عيلبون، وطرد باقي أهالي القرية باتجاه الأراضي اللبنانية.
نصب إحياء ذكرى مجزرة عيلبون في الداخل المحتل.
وأنتج فيلم وثائقيا روى وقائع المجزرة المروعة التي نفذتها المنظمات الصهيونية في قرية عيلبون، وقد عرض للمرة الأولى عام 2010 بعنوان "أبناء عيلبون" من إخراج هشام زريق، وهو فيلم وثائقي يتضمن شهادات يرويها شهود عيان نجوا من المذبحة التي وقعت قبيل ترحيل القرية.
وكان للقرية فيما بعد دور هام في تاريخ حركة فتح والثورة الفلسطينية، وشهدت القرية انطلاقة أول علمية للثورة، تزامنا مع فترة التحضير لإعلان تأسيس قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح، فكانت عملية تفجير "نفق عيلبون" لإفشال مخطط إسرائيلي لسرقة مياه نهر الأردن، الانطلاقة الرسمية لحركة فتح والتي اعتبرت إعلان رسمي للثورة الفلسطينية مطلع عام 1965.
وعيلبون اليوم قرية عربية من قرى الداخل الفلسطيني المحتل، إداريا تتبع للمنطقة الشمالية وفقا للتقسيم الإداري المعتمد من قبل كيان الاحتلال، سكانها جميعهم من العرب المسيحيين والمسلمين، وفيها عدد هام من المراكز الثقافية والعلمية والخدمية.
تتوسط القرية القديمة ساحة كبيرة بمساحة ما يقارب 150 متر مربع، تسمى الحارة، وكانت تتم فيها لقاءات رجال القرية صباح الأحد قبل توجههم للكنيسة، وتستخدم لحفلات الأعراس، وبعد النكبة أطلق على الساحة اسم ساحة الشهداء تخليدا لذكرى شهداء عيلبون.
بؤرة استيطانية قرب “عيلبون”.
ولا تخلو قرية أو بلدة فلسطينية من أطماع الاحتلال ففي تموز /يوليو الماضي صادقت حكومة الاحتلال على إقامة مستوطنة "رامات أربيل" على أراض عيلبون، وقد استولى عليها المستوطنون من "شبيبة التلال" عام 2007، إلا أن حكومة الاحتلال في حينه لم توافق على بقاء المستوطنين فيها وأخلت بعض المباني الكرفانات وأبقت على مبنيين اثنين فقط.
وتكرر في الآونة الأخيرة، اقتحام عشرات المستوطنين للمنطقة، ووصل بعضهم عبر حافلات في محاولة لبسط المزيد من السيطرة وتكثيف الوجود على الأرض خصوصا بعد مصادقة وشرعنة حكومة الاحتلال.
كما منعت سلطات الاحتلال الصهيوني تسمية شوارع في بلدة عيلبون بأسماء عربية وفلسطينية منها اسم الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، وأيضا رفضت تسمية أحد الشوارع بشارع "العودة" في إشارة لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
المصادر
ـ فلسطينيو 48 يطالبون بالتصدي لشرعنة الاحتلال بؤرة استيطانية قرب عيلبون، المركز الفلسطيني للإعلام، 8/7/2023.
ـ الاحتلال يمنع إطلاق أسماء عربية على شوارع في عيلبون المحتلة، بوابة اللاجئين الفلسطينيين، 14/9/2022.
ـ رائد موسى، من عيلبون إلى جلبوع.. تاريخ فلسطيني من المقاومة بالأنفاق، الجزيرة نت، 11/9/2021.
ـ الياس صليبا سرور، عيلبون تاريخ وذكريات: النكبة في عيلبون السبت 30-10-1948".
ـ معلومات عامة عن قرية عيلبون، موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ وديع عواودة، في ذكراها الـ71.. معمرون فلسطينيون يروون تفاصيل مروعة عن مجزرة عيلبون، القدس العربي، 1/11/2019.
ـ حكومة الاحتلال تصادق على بناء مستوطنة جديدة في عيلبون بالجليل، عربي21، 2/7/2023.
ـ عيسى زهير حايك، عيلبون التاريخ المنسي والمفقود، 2020.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير تاريخ الفلسطيني قرية فلسطين تاريخ قرية هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الاحتلال عدد سکان فی عام
إقرأ أيضاً:
أحاديث الثورة السورية وتغيير المنطقة
أعادت مشاهدُ تجول السوريين في قصور أحد أكثر الأنظمة وحشية في تاريخنا المعاصر؛ ذكرياتٍ كادت تُنسى عقب اندلاع انتفاضات الربيع العربي، ورغم انتكاسة الانتفاضات في جميع الدول، فإن تجدد حيوية الملف السوري ونجاحه في الإطاحة بحكم البعث، أعادا الأمل في وصول الشعوب إلى حقوقها، وذلك دون إغفال لخطورة المسار المسلح في التغيير، ما دامت هناك إمكانية لتجنبه.
تعددت الأحاديث من هنا وهناك حول المقاومة ومحورها، وحول عمالة التنظيمات المسلحة أو تشددها الديني، وحول قدرة الاحتلال على التغيير، وحديث خاص من إخواننا القوميين عن دور سوريا في المقاومة ومحورها.
هذه الأحاديث المتعددة الاتجاهات والمعقَّدة تحتاج إلى مناقشات معمَّقة بين المختصين، لأجل التنبه لأمرين؛ أولهما، أهمية الحفاظ على الدولة السورية، وحرية الشعب في اختيار ممثليه في المؤسسات السياسية والتنفيذية كافة، وثانيهما، عدم انزلاق سوريا إلى الأنظمة العربية المتواطئة ضد القضية الفلسطينية، خاصة أن سوريا دولة محورية في المنطقة بتاريخها وحاضرها العريق، كما أنها دولة حدودية مع كيان الاحتلال ما يجعل لها أهمية كبيرة في المحيط العربي والدولي.
الأحاديث المتعددة الاتجاهات والمعقَّدة تحتاج إلى مناقشات معمَّقة بين المختصين، لأجل التنبه لأمرين؛ أولهما، أهمية الحفاظ على الدولة السورية، وحرية الشعب في اختيار ممثليه في المؤسسات السياسية والتنفيذية كافة، وثانيهما، عدم انزلاق سوريا إلى الأنظمة العربية المتواطئة ضد القضية الفلسطينية، خاصة أن سوريا دولة محورية في المنطقة بتاريخها وحاضرها العريق، كما أنها دولة حدودية مع كيان الاحتلال ما يجعل لها أهمية كبيرة في المحيط العربي والدولي
لا يزعم كاتب هذه السطور تخصصه في الملف السوري، لكن تأثير الأحداث في منطقتنا المشابه لأحجار الدومينو يجعل ما حدث في سوريا مؤثرا في مصر وباقي المنطقة، وبالتالي يسمح بمناقشة الأحداث من زوايا أخرى لا تتعلق بتشابك الأوضاع وتعقيدها في الداخل السوري.
كانت علامة الاستفهام الرئيسية تتحدث عن سبب نجاح السوريين الآن بعد 14 عاما تقريبا، ومدى ارتباط ذلك بالاحتلال الصهيوني، وهو ما تتزايد شكوكه بتفاخر نتنياهو المتكرر بأنه "يغير الشرق الأوسط".
يمكن القول، وبارتياح كبير، إن ما حدث في سوريا نتيجة ترتيبات دولية رأت أن التخلص من نظام الأسد في هذا الوقت أمر ضروري، لإضعاف حزب الله وإيران في المنطقة، فالثورة السورية تعرضت لتعطيل من جهة، وتفخيخ لها باتساع الصراع المسلح من جهة أخرى، بغرض إزهاق الربيع العربي، وإعطاء صورة لشعوبنا تقول إن الاستبداد أفضل لكم من الدخول في مواجهة مع المستبدين، وهي النتيجة التي رأيناها في سوريا واليمن وليبيا، أمّا الدول التي خاضت ثورة سلمية (مصر وتونس والجزائر والسودان) فقد تعرضت لارتدادات كارثية، وشهدت أحداثا مسلحة في حالتيْ مصر والسودان.
كما أن روسيا التي شاركت في نجدة الأسد سحبت يدها من الدعم العسكري، فضلا عن انشغال إيران وحزب الله بالصراع مع كيان الاحتلال.
أعطت هذه المشاهد مجتمعة يقينا بأن ما حدث في سوريا الآن يرتبط بالاحتلال، ووُصِمَت قيادات التنظيمات المسلحة بالعمالة، واكتمل المشهد بجملة نتنياهو السابق ذكرها. ومع التسليم بصحة الدور الغربي في رفع الحماية عن الأسد، إلا أن الجزء الغائب عن هذا المشهد، ليس الدور الصهيوني، بل الدور الفلسطيني، فالذي يغير الشرق الأوسط الآن ليس نتنياهو، بل يحيى السنوار وحركات المقاومة التي أشعلت طوفان الأقصى، ودفع الطوفانُ الدولَ الغربية إلى تجرع هزيمة (يسعون إلى تكون مؤقتة) في ملف الثورات وتغيير نظم الحكم الوكيلة عنهم، في سبيل حماية دولة الاحتلال الهشة والضعيفة.
الحقيقة أن ارتدادات "طوفان الأقصى" على المنطقة بدأت في سوريا، بعدما زلزلت الداخل الصهيوني، وأوصلته إلى حالة اشتعال داخلي اجتماعيا وسياسيا، فضلا عما كشفته من الهشاشة العسكرية، وما إلى ذلك من التفاصيل التي تشرح ما أحدثه الطوفان في الداخل الصهيوني، لذا فإن فضل ما حدث في سوريا لا يعود إلى الغرب والصهاينة، بل يعود إلى تبعات طوفان الأقصى، وهذا جانب لا ينبغي تجاهله والقفز على ما بعده وهو الدور الغربي.
هذا التخلي الغربي، أعاد لأذهان الحكومات الوكيلة له في المنطقة مخاوفها من أن الغرب لا يعبأ بحلفائه، وسيترك سقوط الأنظمة رغم خطورته على حلفاء آخرين في المنطقة، فسقوط بشار يمثل خطرا على باقي الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، سواء كانت أنظمة وراثية أو عسكرية، لكن المصالح الغربية تتفوق على أهمية الوكلاء الذين يمكن الاستغناء عنهم في طرفة عين، والمصلحة الأكبر هنا كانت كيان الاحتلال الذي يحمي مصالحهم بتمزيق المنطقة، أو حراسة منابع النفط والغاز، والاستثمارات في كيان الاحتلال تبلغ مئات المليارات من الدولارات، وهو أهم من تغيير نظامٍ ما سيسعون إلى استبداله بآخر كما حدث في مصر.
الحديث الذائع الآخر يثيره إخواننا القوميون بشكل أساسي، إذ يعتبرون بقاء بشار من مصلحة المقاومة وفلسطين، لأن نظامه يفتح لحركات المقاومة مكاتب في فلسطين، لكن ذلك الأمر يتجاهل أن هذا النظام صاحب أهدأ جبهة مع العدو الصهيوني، بل إن الاحتلال يعربد في الأجواء السورية ويقصف ما يشاء منذ عشرات السنوات في العمق السوري دون أي رد فعل، فضلا عن سكون جبهة الجولان، دون السماح حتى بمقاومة شعبية تكبد الاحتلال خسائر، فأي انتصار هذا لفلسطين في ظل عدم الاشتباك العسكري، أو حتى السماح بتشكيل مقاومة شعبية لتحرير الأرض السورية؟!
أدرك البسطاء في فلسطين نفسها، وفي قطاع غزة؛ شرف المقاومة وفخرها، أن إزاحة نظام استبدادي سيفيد قضيتهم ولن يضرها، وتحرر الدول العربية لن يؤدي إلا إلى زوال الاحتلال. هذا ما يدركه الصهيوني وصانع القرار الغربي جيدا، لذا عمدوا إلى إفشال ثوراتنا وهبَّاتنا السياسية، وهذه هي رغبتهم الحقيقية، لا كما يقول إخواننا القوميون، إن رغبة الصهاينة إزالة نظام بشار
والأهم من هذا، كيف يمكن لإزاحة نظام قمعي دموي، تسبَّب بتحويل المطالب السياسية إلى مواجهة مسلحة، ثم عمَّق الأزمة بإدخال بعد طائفي في الصراع المسلح، كيف يمكن أن تكون إزاحته أمرا غير مرغوب به؟! ما دامت عملية الإزاحة كانت بأيدي أبناء البلد، فإنها عملية مرغوبة، ثم يأتي واجب إجبار القادمين الجدد على مجافاة ما صنعه النظام السابق من استبداد واحتكار للحكم، وهذا دور السوريين الذي يتوافدون على بلدهم مرة أخرى.
لقد أدرك البسطاء في فلسطين نفسها، وفي قطاع غزة؛ شرف المقاومة وفخرها، أن إزاحة نظام استبدادي سيفيد قضيتهم ولن يضرها، وتحرر الدول العربية لن يؤدي إلا إلى زوال الاحتلال. هذا ما يدركه الصهيوني وصانع القرار الغربي جيدا، لذا عمدوا إلى إفشال ثوراتنا وهبَّاتنا السياسية، وهذه هي رغبتهم الحقيقية، لا كما يقول إخواننا القوميون، إن رغبة الصهاينة إزالة نظام بشار.
سيقوَى محور المقاومة بالحرية، ومغالطة ذلك تصب في صالح الصهيونية لا العكس كما يتوهم إخواننا، والواجب توجيه القادمين الجدد إلى مسارات الديمقراطية، وكيفية تعزيزها، وإدراك حساسية الداخل السوري، وتنوع تركيبته السياسية والاجتماعية، وأهمية الانتخابات في تعزيز مكسب الإطاحة بالأسد، وأهمية المقاومة في مشروع حرية سوريا، وعدم انتكاسة ثورتهم. فالواجب نصحهم لا التعالي عليهم أو ازدرائهم لأنهم أصحاب لِحى، أو وصمهم بالعمالة لمجرد احتفاء نتنياهو بما حدث في سوريا، فنحن أَفْرَحُ من نتنياهو بالحرية، بينما هو يفرح بتمزيق مجتمعاتنا أو وجود حكام مستبدين على شاكلة السيسي وابن زايد.
مبارك للسوريين حريتهم، وستظل أعين الجميع على سوريا حرصا على عدم لحاقها بالدول المنتكسة، كما ستظل تكلفة التغيير السلمي تكلفة مُثلى مقارنة بخطورة التغيير المسلح، لكن المستبدين هم الذين يسعون إلى رفع الأثمان المدفوعة للتخلص من استبدادهم. وشعوبنا مسالمة لأقصى درجة، تتحمل الاستبداد ولا تحمل السلاح، والإجرام الذي فاق الحد هو الذي أخرج السوريين المسالمين عن طورهم ودفعهم إلى هذه الرحلة التي لم يكونوا يتمنونها قطعا، ولا نتمناها في أي بلد آخر، بل نرجو نيل حريتنا بحناجرنا وتصويتنا الانتخابي فقط، والعائق هو الاستبداد، ودول تزعم أنها ديمقراطية أو ترعى الديمقراطية، بينما هي تدير مشروعا استعماريّا دينيّا بغيضا.