سالزبورغ من أشهر المدن النمساوية.. قبلة عشاق الموسيقار موزارت
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
تُعد مدينة سالزبورغ من أشهر مدن النمسا وقِبلة عشاق الموسيقار العالمي موزارت، كونها مسقط رأسه وتضم العديد من المتاحف والمزارات، التي تتمحور حول الملحن والمؤلف الموسيقي العبقري.
وعند مشاهدة لوحة "موزارت في فيرونا"، التي ترجع إلى عام 1770، يُخيّل للسياح أن العبقري الموسيقي ينظر إليهم بعينين كبيرتين مرتديا الباروكة، وتمثل هذه الصورة موزارت عندما كان في الثالثة عشر من عمره، وقد كان موسيقيا محترفا بالفعل، ويجلس أمام الآلة الموسيقية "هاربسكورد" مرتديا تنورة احتفالية باللون الأحمر، ويعزف ألحانه المرحة.
وأوضح لينوس كلومبنر، مدير متاحف موزارت في سالزبورغ قائلا "تم بيع هذه اللوحة في المزاد العلني قبل بضع سنوات مقابل 6.4 ملايين يورو، وبعد مفاوضات طويلة مع المالك الآسيوي الجديدة للوحة، مُنحنا حق عرض اللوحة لفترة دائمة".
وهذه اللوحة معلقة الآن في منزل موزارت، حيث انتقلت أسرة الموسيقار العالمي إلى هذه الشقة المكونة من 8 غرف عام 1773، كما يعجب السياح أيضا بآلة البيانو المكونة من 61 مفتاحا، ولا تزال هيبة المايسترو موزارت تملأ قاعة الرقص الفسيحة، وبطبيعة الحال ليس هذا المتحف هو المكان الوحيد في سالزبورغ، الذي يمكن للسياح فيه التعرف على آثار موزارت.
ويعتبر "بيت الفلوت السحري" المعروض في فناء المتحف منذ عام 2024، من المقتنيات الأصلية أيضا، وهناك قول إنه تم حبس موزارت في هذا البيت الصغير بالحديقة من أجل إكمال أوبرا "الفلوت السحري" في الوقت المحدد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اتجاهات السفر في 2024: سياحة صديقة للبيئة وجولات معززة بالتكنولوجياlist 2 of 2محمية خاو لاك في تايلند.. إحدى أفضل 10 وجهات سياحية في 2024end of listوكانت هذه الأوبرا الشهيرة مدرجة في جدول مسرح العرائس في سالزبورغ منذ 1952، وأشارت محركة العرائس هايدي هولزل، التي تبلغ من العمر 81 عاما، إلى أنها قدمت هذه الأوبرا أكثر من 1000 مرة، وقالت "دائما ما نكتشف أشياء جديدة مع موزارت، ولا يمكن للمرء أن يشبع من موسيقاه".
بيت مولد موزارتويعتبر العنوان الأكثر شهرة بالنسبة لعشاق موزارت من جميع أنحاء العالم هو "9 شارع جترايد شتراسه" في البلدة القديمة بسالزبورغ، حيث تتجمع حشود كبيرة من الزوار أمام المنزل الأصفر، الذي شهد مولد الموسيقار العالمي عام 1756، والذي بدأ بالتأليف الموسيقي وهو في الرابعة من عمره.
وعند زيارة مسقط رأس موزارت ينغمس الزوار في الحياة العائلية ويتعرفون على والده ليوبارد، الذي كان يمثل القوة الدافعة له، والأم المتوازنة وكذلك أخته "ماريا آنا" الموهوبة أيضا في عالم الموسيقى، وبالطبع لا ينسى الزوار التعرف على الكلب المحبوب "بيمبيرل".
ويشاهد السياح خلف النوافذ الزجاجية بعض المعروضات، التي تخص موزارت، ومنها آلة الكمان عندما كان في مرحلة الطفولة، وخصلة من شعره، وصور صغيرة له.
وأوضحت أندريا ستوكهامر، مديرة مجمع متاحف دوم كوارتير سالزبورغ قائلة "نحن نعلم أن موزارت ظهر لأول مرة عندما كان عمره 7 سنوات في مقر الإقامة ريزيدنز"، وفي فترة لاحقة عمل مديرا للفرقة الموسيقية لرؤساء الأساقفة الأمراء، ولذلك ليس من المستغرب أن يكون حوالي 70% من المؤلفات الموسيقية عبارة عن مقطوعات دينية في سالزبورغ".
وفي كاتدرائية سالزبورغ أوضحت معلمة الفنون إنجليكا فيدرين أن موزارت قد عزف موسيقاه على هذا الأرغن الصغير، ويمكن للسياح تخيل كيف غمرت موسيقى موزارت، والذي لا يتعدى طول قامته 1.5 متر، صحن الكاتدرائية الضخم.
وبينما يعجب السياح حاليا بروعة وجمال الغرف ذات الطراز الباروكي في المبنى القديم، كان موزارت يتجول في هذا المبنى كموسيقي في البلاط، حيث كان يقوم بتأليف الموسيقى للمسرحيات والحياة اليومية، فضلا عن أنه كان يقود الأوركسترا، التي كانت تضم أكثر من مائة موسيقي.
وبطبيعة الحال لا يمكن تصور مهرجان سالزبورغ الشهير بدون الاعتماد على "الطفل المعجزة"، وأوضحت مارجريت لاسينجر، مديرة أرشيف المهرجان، قائلة "يمثل موزارت إحدى الركائز الدرامية"، كما أنه أصبح بإمكان الزوار في عام 2024 الوصول إلى القطع الأثرية الخاصة بأهم مهرجان للموسيقى الكلاسيكية بإحدى الفيلات بحي "ريدينبورج" في مدينة سالزبورغ.
وتضم أدراج أرشيف المسرح العديد من الجداول والملصقات والبرامج وكتب المخرجين، وفي منتصف الغرفة يظهر الزي المخملي باللونين الأسود والأزرق لملكة الليل من مسرحية "الفلوت السحري".
وبعد الانتهاء من العمل كان موزارت يسرع إلى المقهى المفضل له، والذي يحمل الآن اسم "توماسيلي"، ويروج لنفسه باعتباره أقدم مقهى في النمسا، وتفوح منه رائحة القهوة والمعجنات اللذيذة الخاصة به، وكان موزارت يحب المطبخ الجيد.
ويعد موزارت المؤلف الموسيقي المفضل للمديرة الفنية لمهرجان سالزبورغ ومغنية الأوبرا سيسيليا بارتولي، التي أضافت إلى برنامج المهرجان أوبرا غير معروفة لموزارت وهي أوبرا "لا كليمينزا دي تيتو"، وتدور أحداث القصة التاريخية في عالم السياسة المعاصر، وأضاف ماركوس هينتر هاوزر، مدير مهرجان سالزبورغ، قائلا "تتناسب الخلفية الرصينة على مسرحنا في بيت موزارت بشكل مثالي".
وخلال فترات المهرجان تجتذب مسارح المهرجان الكبيرة والصغيرة، والتي تعرف حاليا باسم بيت موزارت، عشاق الموسيقى الكلاسيكية بطريقة سحرية، وبعد تقديم العروض الموسيقية يتدفق تلاميذ موزارت إلى شوارع سالزبورغ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی سالزبورغ
إقرأ أيضاً:
من واشنطن إلى نيويورك.. لِم تتفاقم أعداد الفئران في مدن العالم الكبرى؟
ربط العلماء فعلا بين تغير المناخ وظواهر عدة، مثل ارتفاع مستويات سطح البحر وذوبان القمم الجليدية القطبية والجفاف المفاجئ وتفاقم الفيضانات، والآن، تضيف دراسة جديدة هي الأولى في هذا الاتجاه نتيجة أخرى غير متوقعة للاحتباس الحراري الناجم عن أنشطة البشر.
الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز"، وجدت رابطًا بين تغير المناخ وتجمعات الفئران في المدن والمناطق الحضرية في مختلف أنحاء العالم، ما يعكس التكيف المذهل لهذه القوارض مع البيئات الحضرية، ويؤثر هذا على مدننا وحياتنا.
كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن تتزايد أنواع الآفات مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وكانت البحوث العلمية تميل إلى الإيحاء بتزايد أعداد الفئران عمومًا كثيرا في العديد من مدن العالم، ومع ذلك، عندما بدأ الباحثون في تسليط الضوء على طفرة القوارض المفترضة، وجدوا نتائج غير متوقعة.
يقول الدكتور جوناثان ريتشاردسون، عالم البيئة الحضرية في جامعة ريتشموند في فيرجينيا، في تصريحات لـ "الجزيرة نت": "ما وجدناه هو أن المدن التي تشهد مناخا أكثر دفئًا، سترتفع درجات حرارتها بمرور الوقت، وتشهد أيضًا زيادات أسرع وأكبر في نمو أعداد الفئران".
إعلانلتقييم ما إذا كانت درجات الحرارة هي المؤثر الأول في زيادة أعداد الفئران جمع ريتشاردسون وفريقه بيانات حصلوا عليها من مكالمات الشكاوى في عدة مدن أميركية، إضافة إلى طوكيو وأمستردام وتورنتو.
وبالاعتماد على بيانات من 16 مدينة رئيسية كان لديها ما لا يقل عن 7 سنوات من مكالمات الشكاوى عن الفئران، وظف الباحثون هذه المعلومات لإحصاء عدد الفئران، خاصة مع عدم وجود مدن تقريبًا تجمع بيانات عن أعدادها.
ويشير تحليلهم إلى ارتفاع عدد الفئران بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة في 11 مدينة من 16 مدينة تم تحليلها، من هذه المدن، سجلت واشنطن، على مدار العقد الماضي، أعلى زيادة بأكثر من 300%، مع إظهار سان فرانسيسكو وتورنتو ونيويورك وأمستردام ثاني أقوى الاتجاهات الإيجابية.
وتكشف مكالمات الشكاوى أن أوكلاند وبافالو وشيكاغو وبوسطن وكانساس سيتي وسينسيناتي لديها أيضًا أعداد متزايدة من الفئران، وإن كانت أقل أهمية من المدن الخمس الأولى.
ومن المثير للاهتمام أن عدد الفئران استقر في دالاس وسانت لويس، وتراجع في 3 مدن (نيو أورليانز ولويفيل بولاية كنتاكي وطوكيو) لديها بيانات كافية لإدراجها في الدراسة، حيث أظهرت هذه المناطق الحضرية انخفاضًا في عدد الفئران على مر السنين.
ومن الجدير بالذكر أن نيو أورليانز هي المدينة الوحيدة في القائمة التي تتمتع بمناخ شبه استوائي، لكنّ الباحثين يقولون إن درجات الحرارة ربما لم تكن السبب وراء انخفاض أعداد القوارض.
ويعزون الفضل في ذلك إلى النهج الاستباقي الذي تنتهجه المدينة في مكافحة القوارض، مثل الحملات التثقيفية التي تعلم أصحاب المباني كيفية حماية مبانيهم من الفئران، والإصرار على أنه إذا رأوا الفئران فعليهم الاتصال بالجهات المختصة للقضاء عليها.
تغير المناخ السبب الأولفي حين أن الدراسة الجديدة لم تقيِّم سبب ارتباط تغير المناخ بتزايد أعداد الفئران، فإن الحياة عمومًا بالنسبة لمثل هذه القوارض صعبة في ذروة الشتاء.
إعلانويقول ريتشاردسون الذي قاد الدراسة في تصريحات لـ "لجزيرة نت": "من المهم فهم كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة على بيولوجيا هذه الحيوانات لأنه إذا تأخر فصل الشتاء أسبوعا أو أسبوعين، أو إذا ظل أكثر دفئًا على غير المعتاد حتى نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول في هذا الجزء من العالم، أو إذا أصبح أكثر دفئًا في وقت أبكر قليلاً في الربيع، فإن هذا يمنح الفئران وقتًا أطول للبقاء فوق الأرض والبحث عن الطعام".
ويلاحظ ريتشاردسون أنه "إذا كانت هذه المدن أكثر دفئًا في أوائل الشتاء ونهايته، فإن هذا قد يسمح بدوره للفئران بالحصول على دورة تكاثر مرة أخرى أو مرتين، ومن السهل أن نرى كيف يؤدي ذلك إلى تسريع نمو أعدادها".
ويبلغ متوسط فترة حمل أنثى الفأر من 19 إلى 21 يومًا، ويمكن أن تلد من 8 إلى 12 درصًا كل 30 يومًا إذا كان هناك ما يكفي من الطعام والماء والمأوى. إذا أجريت بعض العمليات الحسابية البسيطة على الفئران، فستجد أن زوجين يمكن أن يلدا 144 فأرًا كل عام.
وبما أن فسيولوجية الفئران حساسة لدرجة الحرارة، فإن الإناث تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في وقت مبكر، وتحمل وتلد صغارًا أكبر حجمًا بشكل متكرر وتظل دافئة فترات أطول.
وبخلاف العوامل الفسيولوجية التي تؤثر على التكاثر، يتغير سلوك الفئران مع درجة الحرارة أيضًا، فإذا كان الجو باردًا جدًا، تميل القوارض إلى الهروب داخل المنازل والتجمع في الجحور والأقبية والمجاري وأي مكان آخر في البيئة المبنية تحت الأرض، وتقضي وقتًا أقل في البحث عن الطعام، وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة، توسع الفئران بحثها عن الطعام، وتتغذى بشراهة، ولكنها أيضًا تحمل الطعام إلى أعشاشها لتخزينه في مخابئ، وهذا يعني أنها لا تضطر إلى البقاء تحت الأرض في جحورها.
وجد الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة كان القوة المهيمنة التي ساعدت في نمو أعداد الفئران على مدى القرن الماضي، وقدروا أن نحو 40% من الزيادة الإجمالية في بيانات الفئران مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في المدن.
إعلانومع ذلك، لم تكن درجات الحرارة التي تسمح للفئران بالتكاثر العامل الوحيد، فإضافة إلى تغير المناخ، تسلط الدراسة الجديدة الضوء على عوامل أخرى قد تفسر هذه الاتجاهات، وتؤثر على أعداد الفئران في المناطق الحضرية.
يقول ريتشاردسون "وجدنا أن المدن والمناطق الحضرية التي تحتوي على مزيد من الخرسانة والأرصفة والمباني، ولديها مزيد من البشر الذين ينتقلون إليها، وكثافة سكانية أعلى، يتسارع فيها تزايد أعداد الفئران".
ويضيف: "كلما زاد عدد السكان الحضريين في المدن في جميع أنحاء العالم، زادت كمية الطعام المهدرة التي ستقتات عليها الفئران التي تتكيف حقًا لتحويل الطعام الزائد إلى فئران صغيرة جديدة تتجول في أحيائنا في هذه المدن".
ومع التمدد الحضري، يتعين على المدن إضافة بنية تحتية جديدة، والتي تستعمرها الفئران. وعندما تبني المدن أنظمة صرف صحي جديدة للتعامل مع مزيد من السكان، فإنها غالبًا ما تترك الأنظمة القديمة في مكانها، مما يوفر بيئة مرحبة بالفئران.
كما وجد الباحثون أن المدن التي بها مساحات خضراء أقل تشهد نموًا أعلى في أعداد الفئران، وقالوا إنه ليس من الواضح حتى الآن سبب ذلك.
لا توجد مساحتان خضراوان متماثلتان، فقد تعج حديقة حضرية صغيرة بالفئران لأن موظفي المكاتب يأتون إليها لتناول الغداء، ثم يلقون بقايا طعامهم في صناديق القمامة، في حين أن الجزء الداخلي من مساحة أكبر مثل "سنترال بارك" قد يوفر طعامًا أقل وأماكن أقل للقوارض للاختباء من الحيوانات المفترسة مثل الصقور والذئاب.
كما بحثت الدراسة ما إذا كانت ثروة المنطقة أو الناتج المحلي الإجمالي للمدينة أو الحد الأدنى لدرجة الحرارة مرتبطة بأعداد الفئران، لكنها لم تظهر ارتباطًا باتجاهات تزايد الفئران.
ومع ذلك، تظل المدن بيئات معقدة للغاية. على سبيل المثال، في حين وجد العلماء ارتباطًا بين تزايد أعداد الفئران والتحضر، والذي تم تقييمه بصور الأقمار الصناعية، ممثلاً في نقص الغطاء النباتي، وجدت أبحاث أخرى أن المساحات الخضراء الحضرية تشكل مزيجًا من العوامل عندما يتعلق الأمر بأعداد القوارض.
إعلانعلى سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن الشكاوى المتعلقة بالفئران انخفضت كلما اقتربت من المساحات الخضراء، لكنّ دراستين أخريين اقترحتا العكس في الواقع، وخلصتا إلى أن الزيادة في أعداد الفئران مرتبطة بقرب المساحات المفتوحة العامة والأراضي الشاغرة.
بعبارة أخرى، قد تبدو المدينة أكثر تحضرًا ككل، ولكن عندما تقرب الصورة قد تجد مساحات خضراء داخل المدينة تعمل كغطاء لتجمعات الفئران المتزايدة.
كيف سيؤثر هذا علينا؟تحمل النتائج التي توصل إليها الباحثون آثارًا خطِرة على المدن التي تعاني فعلا من ارتفاع درجات الحرارة، وتكافح للتعامل مع القوارض المدمرة التي تنشر الأمراض، وتلوث الطعام، وتعض الناس والحيوانات الأليفة، وتمضغ الأسلاك في المنازل والسيارات.
ويُتوقع أن تواجه العديد من الدول هذه الظاهرة كجزء من الكوارث المناخية المتزايدة، إذ تكبد الفئران الولايات المتحدة وحدها خسائر تقدر بنحو 27 مليار دولار سنويًا، بسبب الأضرار التي تلحقها بالبنية الأساسية والمحاصيل وإمدادات الغذاء الملوثة.
وينذر تكاثر الفئران المتسارع في المدن والمناطق الحضرية بعواقب مدمرة مرتبطة بتغير المناخ، فقد وجد الباحثون أن العيش مع الفئران "يؤثر على الناس ونفسياتهم"، وتزيد رؤيتها يوميًا من خطر الإصابة بالاكتئاب بمقدار 5 أضعاف.
الفئران ضارة أيضًا بالصحة العقلية، هذا فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بأمراض تنقلها مثل التيفوس والطاعون وداء البريميات، المعروف أيضًا باسم مرض ويل، مما يشكل تهديدًا إضافيًا لصحة الإنسان، فكيف يمكن للمدينة أن تتحكم في أعداد الفئران مع ارتفاع درجات الحرارة؟
يقول ريتشاردسون "بالنسبة للمدن التي تشهد هذه الزيادات في أعداد الفئران، فليس بالضرورة إلقاء اللوم على الفرق المخصصة لمكافحة القوارض في معظم المدن، ففي أغلب الأحيان، تكون الموارد قليلة، ولا يملكون ميزانية كبيرة أو عددًا كافيًا من الموظفين لمعالجة الشكاوى الواردة والتعامل مع الإصابات الشديدة الموجودة فعلا، لذا فإنهم يواجهون صعوبة في مكافحة القوارض لأسباب خارجة على سيطرتهم".
إعلان الحرب على الفئرانتكثف بعض المدن جهودها فعلا للتعامل مع هذه المشكلة. على سبيل المثال، تضم واشنطن العاصمة "أكاديمية للفئران" لتدريب مديري العقارات والمبيدين الخاصين على رصد ومهاجمة الإصابات وتقوم مجموعات من أصحاب الكلاب باستئصال الفئران باستخدام كلاب الترير.
وفي عام 2023، وظفت الحكومة المحلية في نيويورك "قيصر فئران"، وهي مختصة فئران مهمتها الوحيدة القضاء على الفئران المنتشرة في المدينة، وتوجيه خطة لتأمين النفايات في صناديق القمامة، حيث لا تستطيع القوارض الوصول إليها.
ومع ذلك، وجد تحقيق أجرته شبكة سي بي إس أن الفئران تزايدت بنسبة تزيد عن 7% منذ تولت إدارة عمدة نيويورك إيريك آدامز في عام 2022، وأطلق "حربه على الفئران".
ويقول خبراء الفئران إن كل هذا لا يكفي، ففي "الحرب على الفئران"، التي تشير التقديرات أنها تكلف 500 مليون دولار كل عام، تفوز القوارض في النهاية.
ويصعب معرفة حجم المشكلة لأن إجراء إحصاء على حيوان ليلي يختبئ في المجاري والأزقة أمر صعب، كما أن الموارد المتاحة تذهب نحو محاولة الحد من أعداد القوارض، وفي كثير من الأحيان، لا يتبقى شيء للأبحاث أو حتى جمع البيانات البسيطة.
مهمة شاقةمع استمرار ارتفاع درجات حرارة الكوكب وتفاقم أعداد الفئران، تظهر النتائج أن المدن بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود للسيطرة على أعدادها، والقضاء فعليًا على تلك الظروف المواتية التي تدعمها، وإزالة نفايات الطعام والحطام التي تمنحها القوت والمأوى.
ووجدت الدراسة أنه للسيطرة على الفئران بفعالية، تحتاج المدن إلى تخصيص ميزانيات أكبر لهذه المجموعات وإلى مزيد من الموظفين خاصة، في هذه الفرق التي تكافح القوارض.
ويقول ريتشاردسون "أما ما يخص ارتفاع درجات الحرارة، فلا يوجد كثير مما يمكن للمدن فعله حيال ذلك، ولكن الأمر كله يتعلق بحماية البشر من الفئران، وكيفية حفاظهم على مساكنهم من حيث إدارة القمامة ونفايات الطعام وأشياء من هذا القبيل".
إعلانوينصح بالحرص على تأمين مخلفات طعامك ولا تدعها تتحول إلى وليمة للفئران، ويضيف "إذا لم تتمكن من التعامل مع تهديد الفئران، فيمكنك على الأقل التعامل مع مشكلة القمامة بجعلها غير متاحة للفئران، وهذا هو النهج الأكثر تأثيرًا للسيطرة عليها، وإذا كنت تعتقد أنها مجرد مشكلة صغيرة، ففكر مرة أخرى".
وتظهر النتائج أن أفضل إستراتيجيات مكافحة القوارض تتضمن جعل البيئة الحضرية أقل ملاءمة للفئران، على سبيل المثال، عن طريق وضع القمامة في حاويات وليس في أكياس في الشارع، وهو الإجراء الأكثر أهمية كما يقول الباحثون.