تُعد مدينة سالزبورغ من أشهر مدن النمسا وقِبلة عشاق الموسيقار العالمي موزارت، كونها مسقط رأسه وتضم العديد من المتاحف والمزارات، التي تتمحور حول الملحن والمؤلف الموسيقي العبقري.

وعند مشاهدة لوحة "موزارت في فيرونا"، التي ترجع إلى عام 1770، يُخيّل للسياح أن العبقري الموسيقي ينظر إليهم بعينين كبيرتين مرتديا الباروكة، وتمثل هذه الصورة موزارت عندما كان في الثالثة عشر من عمره، وقد كان موسيقيا محترفا بالفعل، ويجلس أمام الآلة الموسيقية "هاربسكورد" مرتديا تنورة احتفالية باللون الأحمر، ويعزف ألحانه المرحة.

تمثال للموسيقار النمساوي موزارت (الجزيرة)

وأوضح لينوس كلومبنر، مدير متاحف موزارت في سالزبورغ قائلا "تم بيع هذه اللوحة في المزاد العلني قبل بضع سنوات مقابل 6.4 ملايين يورو، وبعد مفاوضات طويلة مع المالك الآسيوي الجديدة للوحة، مُنحنا حق عرض اللوحة لفترة دائمة".

وهذه اللوحة معلقة الآن في منزل موزارت، حيث انتقلت أسرة الموسيقار العالمي إلى هذه الشقة المكونة من 8 غرف عام 1773، كما يعجب السياح أيضا بآلة البيانو المكونة من 61 مفتاحا، ولا تزال هيبة المايسترو موزارت تملأ قاعة الرقص الفسيحة، وبطبيعة الحال ليس هذا المتحف هو المكان الوحيد في سالزبورغ، الذي يمكن للسياح فيه التعرف على آثار موزارت.

تمثال للموسيقار العالمي موزارت في مسقط رأسه سالزبورغ (الألمانية) "بيت الفلوت السحري"

ويعتبر "بيت الفلوت السحري" المعروض في فناء المتحف منذ عام 2024، من المقتنيات الأصلية أيضا، وهناك قول إنه تم حبس موزارت في هذا البيت الصغير بالحديقة من أجل إكمال أوبرا "الفلوت السحري" في الوقت المحدد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اتجاهات السفر في 2024: سياحة صديقة للبيئة وجولات معززة بالتكنولوجياlist 2 of 2محمية خاو لاك في تايلند.. إحدى أفضل 10 وجهات سياحية في 2024end of list

وكانت هذه الأوبرا الشهيرة مدرجة في جدول مسرح العرائس في سالزبورغ منذ 1952، وأشارت محركة العرائس هايدي هولزل، التي تبلغ من العمر 81 عاما، إلى أنها قدمت هذه الأوبرا أكثر من 1000 مرة، وقالت "دائما ما نكتشف أشياء جديدة مع موزارت، ولا يمكن للمرء أن يشبع من موسيقاه".

بيت مولد موزارت

ويعتبر العنوان الأكثر شهرة بالنسبة لعشاق موزارت من جميع أنحاء العالم هو "9 شارع جترايد شتراسه" في البلدة القديمة بسالزبورغ، حيث تتجمع حشود كبيرة من الزوار أمام المنزل الأصفر، الذي شهد مولد الموسيقار العالمي عام 1756، والذي بدأ بالتأليف الموسيقي وهو في الرابعة من عمره.

وعند زيارة مسقط رأس موزارت ينغمس الزوار في الحياة العائلية ويتعرفون على والده ليوبارد، الذي كان يمثل القوة الدافعة له، والأم المتوازنة وكذلك أخته "ماريا آنا" الموهوبة أيضا في عالم الموسيقى، وبالطبع لا ينسى الزوار التعرف على الكلب المحبوب "بيمبيرل".

العنوان الأكثر شهرة لعشاق موزارت هو "9 شارع جترايد شتراسه" بالبلدة القديمة في سالزبورغ (الألمانية)

ويشاهد السياح خلف النوافذ الزجاجية بعض المعروضات، التي تخص موزارت، ومنها آلة الكمان عندما كان في مرحلة الطفولة، وخصلة من شعره، وصور صغيرة له.

وأوضحت أندريا ستوكهامر، مديرة مجمع متاحف دوم كوارتير سالزبورغ قائلة "نحن نعلم أن موزارت ظهر لأول مرة عندما كان عمره 7 سنوات في مقر الإقامة ريزيدنز"، وفي فترة لاحقة عمل مديرا للفرقة الموسيقية لرؤساء الأساقفة الأمراء، ولذلك ليس من المستغرب أن يكون حوالي 70% من المؤلفات الموسيقية عبارة عن مقطوعات دينية في سالزبورغ".

وفي كاتدرائية سالزبورغ أوضحت معلمة الفنون إنجليكا فيدرين أن موزارت قد عزف موسيقاه على هذا الأرغن الصغير، ويمكن للسياح تخيل كيف غمرت موسيقى موزارت، والذي لا يتعدى طول قامته 1.5 متر، صحن الكاتدرائية الضخم.

وبينما يعجب السياح حاليا بروعة وجمال الغرف ذات الطراز الباروكي في المبنى القديم، كان موزارت يتجول في هذا المبنى كموسيقي في البلاط، حيث كان يقوم بتأليف الموسيقى للمسرحيات والحياة اليومية، فضلا عن أنه كان يقود الأوركسترا، التي كانت تضم أكثر من مائة موسيقي.

شخص يحمل مخطوطة موسيقية نادرة للموسيقار العالمي موزارت (رويترز) مهرجان سالزبورغ

وبطبيعة الحال لا يمكن تصور مهرجان سالزبورغ الشهير بدون الاعتماد على "الطفل المعجزة"، وأوضحت مارجريت لاسينجر، مديرة أرشيف المهرجان، قائلة "يمثل موزارت إحدى الركائز الدرامية"، كما أنه أصبح بإمكان الزوار في عام 2024 الوصول إلى القطع الأثرية الخاصة بأهم مهرجان للموسيقى الكلاسيكية بإحدى الفيلات بحي "ريدينبورج" في مدينة سالزبورغ.

وتضم أدراج أرشيف المسرح العديد من الجداول والملصقات والبرامج وكتب المخرجين، وفي منتصف الغرفة يظهر الزي المخملي باللونين الأسود والأزرق لملكة الليل من مسرحية "الفلوت السحري".

في كاتدرائية سالزبورغ عزف موزارت موسيقاه على الأروغن الصغير (الألمانية)

وبعد الانتهاء من العمل كان موزارت يسرع إلى المقهى المفضل له، والذي يحمل الآن اسم "توماسيلي"، ويروج لنفسه باعتباره أقدم مقهى في النمسا، وتفوح منه رائحة القهوة والمعجنات اللذيذة الخاصة به، وكان موزارت يحب المطبخ الجيد.

ويعد موزارت المؤلف الموسيقي المفضل للمديرة الفنية لمهرجان سالزبورغ ومغنية الأوبرا سيسيليا بارتولي، التي أضافت إلى برنامج المهرجان أوبرا غير معروفة لموزارت وهي أوبرا "لا كليمينزا دي تيتو"، وتدور أحداث القصة التاريخية في عالم السياسة المعاصر، وأضاف ماركوس هينتر هاوزر، مدير مهرجان سالزبورغ، قائلا "تتناسب الخلفية الرصينة على مسرحنا في بيت موزارت بشكل مثالي".

وخلال فترات المهرجان تجتذب مسارح المهرجان الكبيرة والصغيرة، والتي تعرف حاليا باسم بيت موزارت، عشاق الموسيقى الكلاسيكية بطريقة سحرية، وبعد تقديم العروض الموسيقية يتدفق تلاميذ موزارت إلى شوارع سالزبورغ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی سالزبورغ

إقرأ أيضاً:

ركن الفتوى بجناح الأزهر في معرض الكتاب.. قبلة الزوار بحثًا عن الإرشاد الديني

يشهد ركن الفتوى داخل جناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب إقبالًا واسعًا من الزوار، الذين يحرصون على الاستفادة من وجود نخبة من كبار العلماء والمشايخ للرد على أسئلتهم واستفساراتهم الدينية. ويأتي هذا الركن في إطار الدور التوعوي للأزهر الشريف، الذي يسعى إلى نشر الفكر الوسطي والتصدي للأفكار المغلوطة.


إقبال كثيف وتنوع في الأسئلة

منذ انطلاق المعرض، يتوافد المئات يوميًا على ركن الفتوى، حيث يطرح الزوار استفساراتهم حول مختلف القضايا الدينية، مثل أحكام العبادات، والمعاملات المالية، والعلاقات الأسرية، والمسائل الفقهية المعاصرة. وتتميز إجابات المشايخ بالسلاسة والوضوح، مع التأكيد على المنهج الأزهري الوسطي.


دور الأزهر في تعزيز الوعي الديني

يؤكد المشرفون على الركن أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتقديم الفتوى الشرعية المعتمدة بعيدًا عن التشدد أو التفريط

كما يشهد الركن جلسات حوارية قصيرة بين المشايخ والزوار، تتناول قضايا تهم المجتمع، مثل التعامل مع مستجدات العصر من منظور ديني، وأهمية التمسك بالقيم الإسلامية السمحة.

يستقبل معرض القاهرة الدولي للكتاب زواره يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الثامنة مساءً، مع تمديد ساعات العمل يومي الخميس والجمعة حتى التاسعة مساءً. تأتي هذه الدورة في إطار خطط التطوير المستمرة التي تتبناها الهيئة المنظمة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية الجمهورية الجديدة. يُبرز المعرض هذا العام التزام الدولة المصرية بالتحول الرقمي ودعم العدالة الثقافية، ليعكس التوجه نحو المستقبل ومواكبة التحولات العالمية.

تُشارك سلطنة عمان كـ”ضيف شرف” للدورة السادسة والخمسين، مما يُضيف بُعدًا ثقافيًا جديدًا يعزز من التعاون الثقافي العربي. كما اختارت اللجنة الاستشارية العليا العالم الراحل أحمد مستجير ليكون “شخصية المعرض”، تكريمًا لإسهاماته الفكرية والعلمية. وفي خطوة تعكس اهتمام المعرض بفئة الأطفال، تم اختيار الكاتبة فاطمة المعدول لتكون “شخصية معرض الطفل”، تقديرًا لدورها البارز في مجال أدب ومسرح الطفل.

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة النمساوية: نسعى إلى وقف الهجرة غير الشرعية وليس إدارتها
  • تجربة «دريفت ترايك» تجذب عشاق الإثارة في متنزه النسيم
  • نشرة المرأة والمنوعات.. أشهر وأفضل الزيوت لعلاج تساقط الشعر.. أنغام تثير الجدل بظهورها بعد قبلة عبد المجيد عبد الله
  • ركن الفتوى بجناح الأزهر في معرض الكتاب.. قبلة الزوار بحثًا عن الإرشاد الديني
  • كيف استقبل عشاق المستديرة فسخ الهلال السعودي عقده مع نيمار؟
  • أتلتيكو يستهدف المراكز الثمانية الأولى بدوري الأبطال
  • أشهر الأمراض التي تواجه مربي الحمام وطرق الوقاية والعلاج
  • الاطمئنان على ناصر ماهر خلال تدريبات الزمالك
  • وزير خارجية الصومال: مصر قبلة الطلاب الصوماليين في السبعينيات.. والشعب المصري بطل
  • يسرا محنوش تتصدر تريند السعودية بعد طرحها ألبوم من ألحان الموسيقار طلال