اتسعت دائرة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، في العاصمة الخرطوم وعدة مدن في إقليم دارفور غرب البلاد، يأتي ذلك بينما دعت مصر طرفي النزاع إلى وقف إطلاق نار "فوري".

وأفاد مراسل الجزيرة أن الجيش السوداني أطلق صباح اليوم قذائف مدفعية من شمالي أم درمان باتجاه مواقع لقوات الدعم السريع.

وكان سلاح الجو التابع للجيش قد شن غارات على مواقع للدعم السريع في الخرطوم بحري، وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف جنوبي المدينة.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة جنوب الخرطوم خاصة في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش والأحياء المجاورة له، وقصفت الطائرات الحربية القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع وسط العاصمة الخرطوم.

ترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة تابعة لقوات الدعم السريع شرق ووسط الخرطوم وجنوب ووسط أم درمان، حيث سُمعت أصوات قصف مدفعي، وتبادل للنيران في الأحياء الطرفية، مما أدى إلى تصاعد ألسنة الدخان.

وذكرت مصادر محلية لوكالة الأناضول في مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور، أن المدينة تشهد أوضاعا كارثية جراء الاشتباكات.

وفي الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، أفاد شهود عيان أن المدينة ما زالت تشهد حركة نزوح مستمرة للمواطنين إلى خارجها، لاسيما إلى دولة تشاد المجاورة.

كما تشهد نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، جراء نقص خدمات المياه والكهرباء والأدوية منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، وفق مصادر محلية.

دمار جراء الاشتباكات في الخرطوم (رويترز) موقف ودعوة

وفي التطورات السياسية، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، طرفي النزاع في السودان، إلى وقف إطلاق نار فوري، مشيرا إلى وجود ضبابية تامة في مسار العملية السياسية بالبلاد.
جاء ذلك في كلمة له في اجتماع بتشاد، هو الأول للآلية الوزارية المنبثقة عن قمة القاهرة لدول جوار السودان.

وفي 13 يوليو/ تموز الماضي، استضافت القاهرة قمة دول جوار السودان لبحث تداعيات الأزمة السودانية المندلعة اشتباكاتها المسلحة منذ أبريل/ نيسان الماضي.

وقال شكري في كلمته إن أبناء الشعب السوداني يعيشون يوميا تحت دوي المدافع وحجم المعاناة الإنسانية يزداد يوما بعد يوم.

وأعرب الوزير المصري عن أمله في القيام بإجراءات فورية من دول الجوار لمساعدة السودان وأن يعم السلام من جديد ربوعه كافة.

وإلى جانب مصر، شارك في قمة دول جوار السودان، التي انعقدت في القاهرة الشهر الماضي، رؤساء دول وحكومات 6 دول هي جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان.

قوات الدعم السريع خلال اشتباكات سابقة في الخرطوم (رويترز) صراع وأرقام

إنسانيا، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن الصراع الدائر في السودان خلّف 4 ملايين نازح ولاجئ.

وأضافت في منشور على موقع "إكس"، أن المنظمة تراقب الوضع في السودان عن كثب وتواصل توسيع قدراتها التشغيلية في جميع أنحائه.

أما مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فقد أكد أن المجاعة تهدد أكثر من 6 ملايين شخص في السودان بسبب النزاع، مشيرا إلى أن أكثر من مليونين من النازحين الداخليين من ولاية الخرطوم فقط.

وبحسب إحصاءات المصدر ذاته فقد أجبرت الحرب في السودان 3 ملايين شخص على النزوح داخل البلاد.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، مما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان إطلاق نار

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: ضغط أميركي على منظمة تحذر من مجاعة بغزة وحملة ضد هاليفي

سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على مواضيع مختلفة أبرزها المجاعة في قطاع غزة والدور الأميركي في سوريا، وهجوم البيجر الذي شنته إسرائيل على حزب الله اللبناني على ضوء رأي خبراء أمنيين.

وكشفت صحيفة "إندبندنت" أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس ضغوطا على "شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة" لسحب تقريرها بشأن المجاعة في شمال قطاع غزة القائم على تحليل البيانات من خبراء محايدين.

وكان التقرير حذر من أن عدد الأشخاص الذين سيموتون من الجوع في شمال غزة قد يتراوح بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار المقبل بين 2 و15 شخصا يوميا إذا لم تغير إسرائيل نهجها.

وفي موضوع سوريا، أشار تحليل في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن بعض خبراء السياسة الخارجية في الولايات المتحدة يرون أن واشنطن مطالبة بالانخراط بشكل قوي في الملف السوري والتعلم من درس أفغانستان، ويقول المبعوث الخاص السابق لأميركا إلى أفغانستان زلماي خليل زاد إن إدارة جو بايدن "ارتكبت خطأ بالابتعاد عن طالبان بعد توليها السلطة في كابل"، مطالبا المسؤولين الأميركيين باتباع نهج أكثر نشاطا تجاه سوريا.

ويستذكر تقرير في صحيفة "فايننشال تايمز" ما وصفها بالهزة التي أحدثها الهجوم الإسرائيلي ضد أجهزة "البيجر" لحزب الله في لبنان، وفي مقابلات مع أكثر من 12 مسؤولا أمنيا كبيرا حاليا وسابقا من حلفاء إسرائيل الغربيين، قال 3 فقط إنهم سيوافقون على تنفيذ عمل مماثل، حتى إن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، ليون بانيتا، وصف الهجوم بأنه "شكل من أشكال الإرهاب".

إعلان

ومن جهة أخرى، كتبت صحيفة "هآرتس" عن ما سمتها حملة قذرة يشنها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "بأوامر عليا" ضد رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وقالت إن هاليفي "يواجه محنة يومية لقرب نهاية ولايته، حيث يتم ترويج الأخبار المزيفة وتصويره على أنه مهزوم".

وأضافت "هآرتس" أنه تم توجيه بعض المتحدثين باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بترديد أن نتنياهو هو من اتخذ القرارات المهمة مثل عملية أجهزة "البيجر" واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وفي مقال في مجلة "فورين أفيرز"، قال الكاتب ألكسندر بونوف إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فضل أوكرانيا على سوريا، مما قد يؤدي إلى استنتاج حلفاء آخرين بأنه لا يمكن الاعتماد على موسكو".

ويضيف الكاتب أن "سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد ولامبالاة روسيا بانهيار نظامه ناجم عن حرص بوتين العميق على تجنب هزيمة حاسمة في أوكرانيا".

مقالات مشابهة

  • وصول أول قافلة مساعدات إلى جنوب الخرطوم منذ بدء الصراع
  • انطلاق أول امتحان للشهادة الثانوية بالسودان بعد الحرب
  • صحف عالمية: ضغط أميركي على منظمة تحذر من مجاعة بغزة وحملة ضد هاليفي
  • الجيش السوداني يدمر مركبات لميليشيا الدعم السريع
  • الدعم السريع: سنعالج مشكلة الأوراق الثبوتية حال تشكيل حكومة في مناطق سيطرتنا
  • منذ بدء النزاع.. وصول أول قافلة مساعدات إلى جنوب الخرطوم
  • وصول أول قافلة مساعدات إلى جنوب الخرطوم منذ بدء النزاع في السودان  
  • بالفيديو .. الجيش السوداني ينفذ عملية عسكرية لـ”إنقاذ” 15 أسرة أستخدمتها الدعم السريع دروع بشرية ويقتل قائد كبير
  • والي الخرطوم يسمع إفادات صادمة من رئيس إتحاد رياضي غادر معتقلات الدعم السريع ويكشف عن مصير مجهول لالاف المحتجزين ويوجه نداءًا عاجلاً
  • الجيش السوداني يتوغل في وسط الخرطوم بحري، والمبعوث الأممي إلى السودان ينهي زيارته لبورتسودان دون تحقيق اختراق