هل تتغير السياسة الإقليمية لإيران مع فوز بزشكيان بالرئاسة؟
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
قال موقع "ستراتفور" إن الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، سيحاول تحسين العلاقات مع الغرب بما في ذلك الولايات المتحدة، ولكنه من غير المحتمل أن يؤثر بشكل كبير على إستراتيجية إيران الإقليمية، ومن المحتمل أن يواجه قيودا كبيرة داخل البلاد.
وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، أن هذا الفوز جاء ليتوج مسارا مفاجئا نحو الرئاسة بالنسبة لـ"بيزشكيان" بعد أن وافق مجلس صيانة الدستور الإيراني، الذي يشرف على العملية الانتخابية على رئاسته فيما كان يُعتقد على نطاق واسع أنها محاولة من المؤسسة الإيرانية للموافقة على مرشح إصلاحي في محاولة لزيادة الإقبال على الانتخابات وتعزيز شرعية الجمهورية الإسلامية.
وخلال حملته الانتخابية، قال بيزشكيان إنه يعتزم تحسين الاقتصاد الإيراني من خلال إحياء الاتفاق النووي مع الغرب وتأمين رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
وأفاد الموقع أن بزشكيان سيصبح أول رئيس إصلاحي في إيران منذ رئاسة محمد خاتمي من 1997 إلى 2005، وهو أبعد عن التيار السياسي السائد في إيران من الرئيس المعتدل السابق حسن روحاني، الذي كان رئيسا عندما تفاوضت إيران على الاتفاق النووي لسنة 2015 مع الغرب المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضاف أن بزشكيان دعا إلى تحسين العلاقات مع الغرب وضمان رفع العقوبات في محادثات مع الولايات المتحدة والمشاركين الآخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة.
وذكر الموقع أن بزشكيان انتقد السياسات الاجتماعية المتشددة للحكومة مؤخرا، بما في ذلك القانون التقييدي الذي يلزم النساء بارتداء الحجاب، والذي كان جزءا رئيسيا من احتجاجات مهسا أميني الواسعة في سنة 2022، ودعا إلى المساواة للنساء.
وأشار إلى أنه لا تزال هناك عقبات كبيرة في طريق إحياء الاتفاق النووي أو التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين كل من الولايات المتحدة وإيران. ففي الولايات المتحدة، لا يتمتع الرئيس جو بايدن بالوضع السياسي القوي الذي يسمح له بالسعي إلى إبرام اتفاق جديد مع إيران قبل الانتخابات، على الرغم من أنه إذا فاز هو في الانتخابات الرئاسية المرتقبة أو أي مرشح ديمقراطي مختلف؛ فإن إبرام اتفاق سيصبح أكثر احتمالا.
أما إذا فاز ترامب في الانتخابات، فسيكون من المستبعد إبرام اتفاق نظرا لانعدام ثقة إيران بترامب في المحادثات، كما يشير دعم ترامب القوي السابق لإسرائيل، التي عارضت خطة العمل الشاملة المشتركة، إلى أنه من غير المرجح أن يقدم ترامب التنازلات اللازمة لإبرام اتفاق.
وأضاف أنه من المرجح أن يستعين بيزشكيان، كرئيس، بالعديد من شخصيات السياسة الخارجية الإيرانية المعتدلة والإصلاحية التي شاركت أو قادت المفاوضات مع الغرب خلال رئاسة روحاني، وربما يشمل ذلك كبير المفاوضين النوويين ووزير الخارجية السابق جواد ظريف، في محاولة لبدء المحادثات عندما يتولى منصبه.
وقال الموقع إن خطة العمل الشاملة المشتركة لسنة 2015 لم تكن مصممة للتعامل مع ما سيحدث إذا انسحبت الولايات المتحدة من الصفقة؛ حيث كانت آلية التنفيذ مصممة لمراعاة انتهاك إيران للصفقة، وليس الولايات المتحدة. ويعطي انسحاب الولايات المتحدة في سنة 2018 لإيران حافزا للمطالبة بقيود أضعف على برنامجها النووي، مثل عدم تفكيك وصب الخرسانة في جميع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، في حال انسحبت الولايات المتحدة مرة أخرى.
ومن المحتمل أن يكون البرلمان الإيراني أيضا عقبة رئيسية أمام الصفقة، لقد جاءت نتيجة الانتخابات البرلمانية الإيرانية في آذار/ مارس 2024 ببرلمان يهيمن عليه المحافظون والمتشددون ويرأسه محمد باقر قاليباف، الذي حل في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وتحت رئاسة قاليباف، أصدر البرلمان الإيراني قانونا في سنة 2020 يقيد روحاني من التفاوض على استئناف سريع لخطة العمل الشاملة المشتركة مع الرئيس الأمريكي المنتخب آنذاك جو بايدن. وفي النظام السياسي الإيراني، لا يوافق الرئيس على القوانين أو يرفضها؛ بل تقع هذه المسؤولية على عاتق مجلس صيانة الدستور المتشدد.
وبين الموقع أنه من غير المحتمل أن يكون لبزشكيان تأثير كبير على إستراتيجية إيران الإقليمية، بما في ذلك العلاقات مع إسرائيل وارتفاع خطر الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وتهيمن قوات الحرس الثوري الإيراني وتحديدا فيلق القدس المسؤول عن العمليات خارج الحدود الإقليمية على إستراتيجية إيران الإقليمية. ونتيجة لذلك؛ ستستمر إيران في دعم المليشيات الإقليمية، بما في ذلك نقل الأسلحة المتطورة إلى حلفائها مثل حزب الله والحوثيين في اليمن؛ حيث عطلت هذه الأخيرة طرق الملاحة العالمية عبر البحر الأحمر.
وشدد الموقع على أن دعم هذه الميليشيات أمر بالغ الأهمية لإستراتيجية الأمن القومي الإيراني غير المتماثلة، مما يمنحها القدرة على توجيه ضربات مع قدر أكبر من الإنكار المعقول إلى إسرائيل وغيرها من حلفاء وشركاء الولايات المتحدة الإقليميين، مثل السعودية والإمارات. وبالفعل، في أعقاب انهيار الاتفاق النووي مباشرة في سنة 2018، تصاعد نشاط إيران بالوكالة الذي يستهدف إنتاج النفط في الخليج، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط لفترة وجيزة، وهي نقطة سعرية حساسة سياسيا بالنسبة للرؤساء الأمريكيين.
ولفت الموقع إلى أنه على الرغم من تأثير بيزشكيان المحدود على دعم إيران الإقليمي للميليشيات، إلا أن انتخابه سيوفر دفعة إضافية لتحسين العلاقات بين إيران وجيرانها الخليجيين، بما في ذلك السعودية والبحرين.
ومنذ سنة 2023، تحسنت علاقات إيران مع معظم دول مجلس التعاون الخليجي. وشهد هذا الأبرز في صفقة آذار/ مارس 2023 التي توسطت فيها الصين بين إيران والسعودية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية. ومؤخرا، أعلنت البحرين وإيران في حزيران/ يونيو أنهما اتفقتا على عقد محادثات تطبيع.
وأفاد الموقع أنه من المحتمل أن يحاول المحافظون المتشددون في إيران كبح أجندة بزشكيان، مما يهيئ لعلاقة مضطربة احتمالية بين بزشكيان ومعظم المؤسسات الإيرانية الأخرى التي يهيمن عليها المتشددون، بما في ذلك الجيش والقضاء والبرلمان الإيراني.
وأوضح الموقع أن رئيس إيران يتمتع بنفوذ أكبر على السياسة الداخلية أكثر مما هو عليه في السياسة الخارجية، إلا أنه سيجد عددا قليلا من الحلفاء الإصلاحيين أو حتى المعتدلين في النظام السياسي الإيراني لدعم أجندته. فبعد انهيار خطة العمل الشاملة المشتركة في سنة 2018، قام المتشددون والمحافظون في إيران ببناء قوتهم في كل مركز من مراكز القوة في النظام الإيراني، والتي سيستخدمونها للحد من قدرة بزشكيان على تحقيق إصلاحات هادفة في قضايا مثيرة للجدل مثل الإصلاحات الاجتماعية. وقد يحاول بعضهم بنشاط تقويض أجندته بالكامل.
وعلى الرغم من أن روحاني واجه ضغوطا مماثلة من المؤسسات غير المنتخبة في إيران، مثل القضاء ومجلس صيانة الدستور؛ فقد فاز التحالف المعتدل الإصلاحي لروحاني بالسيطرة على البرلمان الإيراني في سنة 2013، مما أعطاه حلفاء في البرلمان لتمرير القوانين لتنفيذ أجندته بدلا من الاعتماد فقط على العمل التنفيذي وتعيينات مجلس الوزراء. فعلى سبيل المثال، في عهد روحاني، مرر البرلمان إصلاحات فتحت قطاع النفط الإستراتيجي في البلاد للاستثمار الأجنبي.
وأضاف الموقع أن بزشكيان لن يحظى بهذا الدعم؛ حيث بدأ البرلمان للتو فترته الأربع سنوات في 27 أيار/ مايو — مما يعني أن فترة بزشكيان الأولى ستتزامن بشكل كامل تقريبا مع برلمان يعارض سياساته.
واختتم الموقع تقريره قائلا إنه بينما يمكن للمرشد الأعلى علي خامنئي أن يتدخل ويساعد على توجيه مؤسسات إيران لدعم جوانب معينة من أجندة بزشكيان الداخلية خصوصا في الجوانب الأقل إثارة للجدل مثل السياسات الاقتصادية بدلا من السياسات الاجتماعية.
ومن المرجح أن يدخل بزشكيان المكتب كرئيس ضعيف جدا، حتى بمعايير إيران. وسيعتمد إلى أي مدى سيوفر خامنئي الحماية لبزشكيان في النهاية على تفسير خامنئي وحلفائه المقربين لنتائج الانتخابات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإيراني بزشكيان الإصلاحيين إيران الإصلاحيين بزشكيان صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خطة العمل الشاملة المشترکة البرلمان الإیرانی الولایات المتحدة الاتفاق النووی المحتمل أن بما فی ذلک الموقع أن فی إیران مع الغرب فی سنة أنه من
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
(CNN)-- اقترحت الولايات المتحدة قرارًا خاصًا بها في الأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب الروسية في أوكرانيا بعد رفضها دعم القرار الذي صاغته كييف ودعمته أوروبا.
وفي بيان صدر في وقت مبكر السبت، وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو القرار بأنه "قرار تاريخي بسيط... نحث جميع الدول الأعضاء على دعمه من أجل رسم مسار للسلام".
لا يدين مشروع القرار الأمريكي، الذي اطلعت عليه شبكة CNN، روسيا باعتبارها المعتدي في الصراع، ولا يعترف بسلامة أراضي أوكرانيا.
وقال بيان روبيو: "هذا القرار يتفق مع وجهة نظر الرئيس ترامب بأن الأمم المتحدة يجب أن تعود إلى غرضها التأسيسي، كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، للحفاظ على السلام والأمن الدوليين، بما في ذلك من خلال التسوية السلمية للنزاعات".
وقال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين: "إذا كانت الأمم المتحدة ملتزمة حقًا بغرضها الأصلي، فيجب أن نعترف بأنه في حين قد تنشأ التحديات، فإن هدف السلام الدائم يظل قابلاً للتحقيق. من خلال دعم هذا القرار، نؤكد أن هذا الصراع مروع، وأن الأمم المتحدة يمكن أن تساعد في إنهائه، وأن السلام ممكن".
يأتي القرار في الوقت الذي صعد فيه الرئيس دونالد ترامب من عدائه تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومع تزايد قلق الأوروبيين بشأن مستقبل أوكرانيا، قال روبيو: "إننا ندعم هذا القرار ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى حل سلمي للصراع في أوكرانيا". ويخشى الأوكرانيون من تهميشهم مع تقدم الولايات المتحدة في المفاوضات مع روسيا.
كما يأتي ذلك بعد يوم واحد من حديث روبيو مع وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا "لتأكيد التزام الرئيس ترامب بإنهاء الصراع في أوكرانيا، بما في ذلك من خلال العمل الفعال في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، وفقًا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس.
وينعي مشروع القرار الأمريكي "الخسارة المأساوية للأرواح طوال الصراع بين روسيا وأوكرانيا" ويؤكد "الغرض الرئيسي للأمم المتحدة، كما ورد في ميثاق الأمم المتحدة، هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وحل النزاعات سلميًا".
ويدعو مشروع القرار إلى "إنهاء الصراع بسرعة ويحث كذلك على السلام الدائم بين أوكرانيا وروسيا".
أمريكاأوكرانيانشر السبت، 22 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.