جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-02@09:05:28 GMT

المستقبل اللوجستي وفق "عمان 2040" (2)

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

المستقبل اللوجستي وفق 'عمان 2040' (2)

 

 

منصور القاسمي *

تكملةً لما طرحناه في الحلقة الأولى من هذا المقال، فقد تطورت مجموعة كبيرة من الأدبيات حول أبحاث اتخاذ القرار متعدد المعايير خلال نصف القرن الماضي، وقد أدى إنشاء النماذج الهجينة التي تتضمن عدة طرق لتصنيف البدائل وتقييم معايير القرار مؤخرًا إلى التوسع في استخدام اتخاذ القرار متعدد المعايير، أحد هذه الأساليب هو طرق نهج اتخاذ القرار متعدد المعايير التي تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة موضوعية النتائج.

فمن وجهة نظري كباحث علينا تبسيط عملية صنع القرار لأصحاب القرار في القطاع اللوجستي بالسلطنه من خلال نهج اتخاذ القرار متعدد المعايير، حيث يمكّن هذا النهج من تحديد أولويات الخيارات بناءً على مجموعة شاملة من المعايير، ويحدد مراحل محددة من الحلول وترتيبها المنطقي، مما يتطلب من أصحاب القرارات توضيح المعايير الأكثر أهمية بالنسبة لهم بالقطاع الحيوي والهام. الجدير بالذكر، عملية حل المشكلات اللوجستيه بأكملها مرئية وقابلة للتكرار ولها افتراضات أولية واضحة أهمها عملية تأثير هذه الافتراضات والظروف والمعايير والأحداث على النتائج التي يجب علينا تحقيقها.

ومن أهم الخطوات العامة المستخدمة في تقنية اتخاذ القرار متعدد المعايير بالأطروحة هي صياغة المشكلة، وترجيح المعايير، وتحديد البدائل، وتقييم البدائل، وتجميع المعايير، وتحليل الحساسية، ومن ثم اتخاذ القرار. حيث تبدأ بوصف المشكلة من خلال اختيار أنواع البيانات - مثل البيانات الواضحة أو الغامضة - على مدى دقة التعبير عن المشكلة، ويعد استخراج البيانات والتحليل متعدد المتغيرات طريقتان إحصائيتان تستخدمان في التحليل المسبق للبيانات، تتضمن الخطوة التالية من عملية اتخاذ القرار إنشاء علاقات معيارية وتخصيص الأوزان، وبعد ذلك يتم قياس أداء البدائل عبر المعايير وتصنيفها وتضمن هذه الاستراتيجية المنهجية الانفتاح وتقلل من عدم اليقين، وتعزز اتخاذ القرار بشكل متسق.

ولا شك أنَّ استخدام تقنيات اتخاذ القرار متعدد المعايير بالإطروحه يساعد في تحديد الحلول المناسبة التي تناسب تفضيلات متخذوا القرارات. إضافة إلى توفير طرق حديثه لأخذ التقييمات والتفضيلات الذاتية لصانعي القرار في الاعتبار، وتوفر أيضا أدوات مفيدة للتعامل مع قضايا القرار المعقدة في مجموعة متنوعة من المجالات بدءًا من تخصيص الموارد وتقييم المخاطر وحتى التخطيط الاستراتيجي واختيار المشاريع اللوجستيه. حيث يتم استخدامها في العديد من المواقف المختلفة ويلزم اتخاذ القرارات بسبب مرونتها وقدرتها على التكيف في إعدادات القرارات المعقدة وغير المتوقعة، كما أنها تزيد من الشفافية والمصداقيه وتساعد أصحاب القرار على اتخاذ قرارات أفضل مستنيرة من خلال الجمع بين العديد من الأهداف والمعايير ووجهات نظر أصحاب المصلحة.

وبالإطروحة يتم عرض مجموعة واسعة من التقنيات في مجال اتخاذ القرار متعدد المعايير التي تدعم عملية اختيار الأسواق سواء كانت المحليه او الدولية. وتضمنت هذه التقنيات استخدام أدوات مثل عملية التحليل الوراثي للتأكد من الأهمية النسبية لكل معيار تقييم أو الجمع بين النماذج المختلطة – مثل آلية استخلاص ونشر الأوزان الموضوعية على أساس مفهوم "شانون إنتروبيا" أو تقنية ترتيب الأفضلية من خلال التشابه مع الحل المثالي متعددة المعايير أو عملية التسلسل الهرمي التحليلي الغامض، تقنية تفضيل الطلب عن طريق التشابه مع الحل المثالي لكفاءة تقييم الأداء.

ويختلف الأداء اللوجستي للدول العربية بشكل كبير؛ وفي حين أن بعضها من بين الأفضل في العالم، إلا أن البعض الآخر لا يزال يواجه العديد من الصعوبات. ومع ذلك، ففي معظم المقاييس، شهد أداء العديد من الدول تقدماً ملحوظاً خلال السنوات العشر الماضية. في حين أن بعض الدول العربية تحتاج إلى تحسين البنية التحتية، فإن غالبيتها لديها مساحة للتحسين عندما يتعلق الأمر بالتدخلات السياسية من خلال تنفيذ تدابير تيسير التجارة ولا يمكن تحسين الأداء اللوجستي في المنطقة العربية إلا من خلال تنفيذ تدابير تيسير التجارة وخاصة على مستوى المؤشر الفرعي الجمركي، والربط الإلكتروني لمؤشر الأداء اللوجستي بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من التقدم لتعزيز الأبعاد الأخرى لمؤشر أداء الخدمات اللوجستيه. سأتطرق في الحلقة المقبلة من هذا المقال، إلى مزيد من التفاصيل حول وصف المشكلة التي تهدف الأطروحة إلى معالجتها والفجوات الواضحة.

* باحث دكتوراه تخصص علم اللوجستيات

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رفض إسرائيلي لاستئناف العدوان على غزة.. وتفنيد لتبريراته الواهية

ما زالت ردود الفعل الإسرائيلية الرافضة للعودة للعدوان على غزة تتصاعد، خشية أن يدفع من تبقى من المختطفين ثمنه، من خلال الحكم بالموت عليهم، حتى وصل الأمر بمن عاد في الأسابيع الأخيرة من الاختطاف في غزة لإعلاء الصوت رفضا لاستئناف العدوان، على اعتبار أن الضغط العسكري يعرّض من تبقى في غزة منهم للخطر، مما يستدعي المسارعة لوقف فوري لإطلاق النار، والعودة الفورية للمفاوضات.

مايا بنفينستي، الناشطة الاجتماعية في حقوق اللاجئين وحقوق الإنسان، أكدت أن "عودة الجيش لاستئناف العدوان في غزة مناسبة للاعتراف بحقيقة مريرة مفادها أن العديد من المختطفين قُتِلوا في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي، وبلغ عددهم واحد وعشرون مختطفاً، والآن تبقى أربعة وعشرون آخرين في غزة يمكن إنقاذهم، ويجب على الحكومة أن تنقذهم، ويبدو أن السلطة السياسية لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب وحدها القادرة على إنقاذهم، وهم الذين يعانون الجوع والمرض، في انتظار الخلاص". 




وأضافت في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أنه "بدلاً من قبول حكومة الاحتلال عرض حماس، فقد قررت الدخول في جولة أخرى من العدوان، ولماذا، لأن وضع بنيامين نتنياهو في التحقيقات يتدهور، ويتزايد عدد مساعديه من حوله من المشتبه في تورطهم في فضيحة "قطر-غيت"، إذن ماذا نفعل لتأخير التحقيق فيها، والمحاكمة الجنائية بشأنها؟ نعود لجولة أخرى من القتال، لنضغط أكثر على الجمهور الإسرائيلي، الذي خسر بالفعل ثمانمائة وستة وأربعين جنديًا في الحرب، نصفهم بعد كارثة السابع من أكتوبر". 

وأشارت أن "الأموال اللازمة لتمويل الحرب التي ستقتل لمختطفين، وتقتل المزيد من الجنود، وتمنح نتنياهو المزيد من الأيام في السلطة، قد نفدت بالفعل، لذلك قررت الدولة أخذ الأموال من رواتب الممرضات والأطباء والعاملين الاجتماعيين والمعلمين، على سبيل المثال أنا أُعلّم الأطفال، وبأموالي سيشترون القنابل ليلقوها على الأطفال في غزة، أنا لا أخدع نفسي، فمن الواضح بالنسبة لي أن قطاع غزة سيضطر للخضوع لعملية مشابهة لما خضعت له ألمانيا بعد العهد النازي، وكما خضعت اليابان للاحتلال بعد الحرب العالمية الثانية". 

وأوضحت أن "المستقبل الوحيد الممكن في غزة لن يكون بتدمير البنية التحتية والقتل الجماعي للمدنيين فيها، لأن ذلك لن يساهم في تقدم مستقبل الإسرائيليين، فقط قُتل مائتان وستة وعشرون ألف شخص في القصف الأمريكي لهيروشيما وناغازاكي، فهل يتجه الاحتلال مع الفلسطينيين لمزيد من الدمار والخراب، لأنه يرجح أن يكون الفلسطينيون في غزة دفنوا بالفعل ما يزيد على خمسة عشر ألف طفل، وهنا نسأل: كيف سيبدو مستقبلنا عندما نستمر في التدمير والإبادة؟".




وأضافت أن "الرغبة الإسرائيلية في الانتقام من الفلسطينيين في غزة لن تؤدي بنا لأي مكان، بل للمزيد من سفك الدماء، ومقتل المزيد من الأطفال، وأنا كإنسانة ومعلمة هذا ليس المستقبل الذي أحلم به، لا لي ولا لأهل غزة، لأن أطفال غزة يستحقون أن تُبنى لهم مدارس، ونحن نستحق أن نتوقف عن إرسال الجنود للجيش، لأنهم سيعودون مصابين في الجسد والعقل والروح، وفي بداية هذه الحرب، عندما قام بعض الإسرائيليين بالتوقيع على الصواريخ المرسلة لقتل الأطفال في غزة، وكتبوا عبارات مضحكة على الصواريخ، انقلبت معدتي غضباً".

وأكدت أنني "اليوم معدتي تتقلّب مرة أخرى بسبب الشعور بأن "العالم يكرهنا"، وموجات معاداة السامية المتصاعدة في العالم، وانعدام النقاش حول هجوم السابع من أكتوبر، ومصير المختطفين، وتصاعد الخطاب الدولي المعادي حول الحرب في غزة، وكل ذلك أرهقني، وتآكل تعاطفي، وتآكل، وتآكل، ولا أعلم ماذا تبقى من الإسرائيليين بعد الآن، إننا اليوم بحاجة للتصحيح، وبحاجة لمرآة ننظر فيها".

وأشارت أنه "لماذا أصبح الانتقام قيمة مهمة للإسرائيليين، وهم يختبئون خلف شعار "معاً سوف ننتصر"، وتغاضوا عن المختطفين، وتحويل غزة إلى أنقاض، وتحول أطفالهم وقودا للمدافع، مما يدعوني للتفكير في المستقبل، وأحلم بأن دائرة سفك الدماء والعداء مع غزة ستنتهي".

مقالات مشابهة

  • هل تصبح جبال الأرض مصدرا لوقود المستقبل؟
  • رفض إسرائيلي لاستئناف العدوان على غزة.. وتفنيد لتبريراته الواهية
  • تقنيات الاستشعار «عن بُعد» تعيد رسم ملامح المستقبل الفضائي
  • تخصصت في الدعم اللوجستي لحزب الله..اعتقال خلية تهريب مكونات الطائرات دون طيار في برشلونة
  • أمير تبوك يتفقد محافظة تيماء عقب الحالة المطرية التي شهدتها
  • سياسي جزائري ينتقد ازدواجية المعايير في التعامل مع عبد الوكيل بلام وبوعلام صنصال
  • حملات رقابية مشددة على المرافق الصحية والبيئية خلال عيد الفطر بالقليوبية
  • أكثر من 1000 مراجع و30 عملية خلال ساعات بمستشفى في السليمانية
  • التعليم العالي: لوائح الجامعات المصرية تتوافق مع المعايير الدولية
  • أسرار بدلة الزنجباري التي ارتداها رامز جلال في برنامجه.. فيديو