جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-06@11:41:06 GMT

المستقبل اللوجستي وفق "عمان 2040" (2)

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

المستقبل اللوجستي وفق 'عمان 2040' (2)

 

 

منصور القاسمي *

تكملةً لما طرحناه في الحلقة الأولى من هذا المقال، فقد تطورت مجموعة كبيرة من الأدبيات حول أبحاث اتخاذ القرار متعدد المعايير خلال نصف القرن الماضي، وقد أدى إنشاء النماذج الهجينة التي تتضمن عدة طرق لتصنيف البدائل وتقييم معايير القرار مؤخرًا إلى التوسع في استخدام اتخاذ القرار متعدد المعايير، أحد هذه الأساليب هو طرق نهج اتخاذ القرار متعدد المعايير التي تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة موضوعية النتائج.

فمن وجهة نظري كباحث علينا تبسيط عملية صنع القرار لأصحاب القرار في القطاع اللوجستي بالسلطنه من خلال نهج اتخاذ القرار متعدد المعايير، حيث يمكّن هذا النهج من تحديد أولويات الخيارات بناءً على مجموعة شاملة من المعايير، ويحدد مراحل محددة من الحلول وترتيبها المنطقي، مما يتطلب من أصحاب القرارات توضيح المعايير الأكثر أهمية بالنسبة لهم بالقطاع الحيوي والهام. الجدير بالذكر، عملية حل المشكلات اللوجستيه بأكملها مرئية وقابلة للتكرار ولها افتراضات أولية واضحة أهمها عملية تأثير هذه الافتراضات والظروف والمعايير والأحداث على النتائج التي يجب علينا تحقيقها.

ومن أهم الخطوات العامة المستخدمة في تقنية اتخاذ القرار متعدد المعايير بالأطروحة هي صياغة المشكلة، وترجيح المعايير، وتحديد البدائل، وتقييم البدائل، وتجميع المعايير، وتحليل الحساسية، ومن ثم اتخاذ القرار. حيث تبدأ بوصف المشكلة من خلال اختيار أنواع البيانات - مثل البيانات الواضحة أو الغامضة - على مدى دقة التعبير عن المشكلة، ويعد استخراج البيانات والتحليل متعدد المتغيرات طريقتان إحصائيتان تستخدمان في التحليل المسبق للبيانات، تتضمن الخطوة التالية من عملية اتخاذ القرار إنشاء علاقات معيارية وتخصيص الأوزان، وبعد ذلك يتم قياس أداء البدائل عبر المعايير وتصنيفها وتضمن هذه الاستراتيجية المنهجية الانفتاح وتقلل من عدم اليقين، وتعزز اتخاذ القرار بشكل متسق.

ولا شك أنَّ استخدام تقنيات اتخاذ القرار متعدد المعايير بالإطروحه يساعد في تحديد الحلول المناسبة التي تناسب تفضيلات متخذوا القرارات. إضافة إلى توفير طرق حديثه لأخذ التقييمات والتفضيلات الذاتية لصانعي القرار في الاعتبار، وتوفر أيضا أدوات مفيدة للتعامل مع قضايا القرار المعقدة في مجموعة متنوعة من المجالات بدءًا من تخصيص الموارد وتقييم المخاطر وحتى التخطيط الاستراتيجي واختيار المشاريع اللوجستيه. حيث يتم استخدامها في العديد من المواقف المختلفة ويلزم اتخاذ القرارات بسبب مرونتها وقدرتها على التكيف في إعدادات القرارات المعقدة وغير المتوقعة، كما أنها تزيد من الشفافية والمصداقيه وتساعد أصحاب القرار على اتخاذ قرارات أفضل مستنيرة من خلال الجمع بين العديد من الأهداف والمعايير ووجهات نظر أصحاب المصلحة.

وبالإطروحة يتم عرض مجموعة واسعة من التقنيات في مجال اتخاذ القرار متعدد المعايير التي تدعم عملية اختيار الأسواق سواء كانت المحليه او الدولية. وتضمنت هذه التقنيات استخدام أدوات مثل عملية التحليل الوراثي للتأكد من الأهمية النسبية لكل معيار تقييم أو الجمع بين النماذج المختلطة – مثل آلية استخلاص ونشر الأوزان الموضوعية على أساس مفهوم "شانون إنتروبيا" أو تقنية ترتيب الأفضلية من خلال التشابه مع الحل المثالي متعددة المعايير أو عملية التسلسل الهرمي التحليلي الغامض، تقنية تفضيل الطلب عن طريق التشابه مع الحل المثالي لكفاءة تقييم الأداء.

ويختلف الأداء اللوجستي للدول العربية بشكل كبير؛ وفي حين أن بعضها من بين الأفضل في العالم، إلا أن البعض الآخر لا يزال يواجه العديد من الصعوبات. ومع ذلك، ففي معظم المقاييس، شهد أداء العديد من الدول تقدماً ملحوظاً خلال السنوات العشر الماضية. في حين أن بعض الدول العربية تحتاج إلى تحسين البنية التحتية، فإن غالبيتها لديها مساحة للتحسين عندما يتعلق الأمر بالتدخلات السياسية من خلال تنفيذ تدابير تيسير التجارة ولا يمكن تحسين الأداء اللوجستي في المنطقة العربية إلا من خلال تنفيذ تدابير تيسير التجارة وخاصة على مستوى المؤشر الفرعي الجمركي، والربط الإلكتروني لمؤشر الأداء اللوجستي بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من التقدم لتعزيز الأبعاد الأخرى لمؤشر أداء الخدمات اللوجستيه. سأتطرق في الحلقة المقبلة من هذا المقال، إلى مزيد من التفاصيل حول وصف المشكلة التي تهدف الأطروحة إلى معالجتها والفجوات الواضحة.

* باحث دكتوراه تخصص علم اللوجستيات

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شراكة تنموية نحو المستقبل

 

الإنجازات والمشاريع النوعية التي تحققها الإمارات ومصر بروح التكاتف الأخوي وانطلاقاً من الرؤية المستقبلية المتبادلة تعكس فاعلية وأهمية الشراكة التنموية بين البلدين الشقيقين وما تثمره من مشاريع عملاقة، ولما تمثله من داعم كبير لعلاقات التعاون المشترك كما بيّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال حضور سموه، وفخامة عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، في محافظة مطروح، إعلان مخطط مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة وتنميتها على الساحل الشمالي الغربي في مصر باستثمارات مباشرة قدرها 35 مليار دولار، وكذلك إعلان القابضة (ADQ) ، الشركة الاستثمارية القابضة التابعة لحكومة أبوظبي، تعيين مجموعة “مُدن القابضة” الإماراتية مطوراً رئيسياً للمشروع، بالإضافة إلى توقيع “المجموعة” اتفاقيات مع شركاء ومستثمرين لتطوير مشروع رأس الحكمة.. مؤكداً سموه أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية مشيراً إلى أنه يمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين البلدين، ومتمنياً للقائمين عليه التوفيق والنجاح في تحقيق الأهداف المرجوة منه خلال السنوات المقبلة بما يعود بالخير والنماء على الشعبين الشقيقين، وأثنى سموه على فرق العمل التي عملت على المشروع من الجانبين الإماراتي والمصري خلال الفترة الماضية مثمناً المخطط الخاص به وأهدافه الطموحة.. ويذكر أن المشروع يقع على بعد 350 كيلومتراً تقريباً في شمال غرب القاهرة على مساحة تزيد عن 170 مليون متر مربع، ويتألف من مرافق سياحية ومنطقة حرة ومنطقة استثمارية ومبان سكنية وتجارية وترفيهية.. ومنطقة سكنية على مساحة 80 مليون متر مربع فيها نحو 190 ألف فيلا وشقة تستوعب مليوني نسمة، و12 مليون متر مربع لتجارة التجزئة والترفيه والاستجمام، و25٪ من المساحة الإجمالية للمساحات المفتوحة ما يجعلها المدينة الأكثر خضرة على البحر الأبيض المتوسط.
كذلك، فإن حضور صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وفخامة الرئيس المصري، إطلاق “نيو” العالمية و”سايفن” القابضة الإماراتية شراكة لتعزيز مسيرة الابتكار بقطاع المركبات الكهربائية الذكية، يعكس ما تمثله من إضافة قوية إلى المشاريع التي تتسم بتميز معاييرها وجودة مواصفاتها وفاعليتها التنموية، حيث تعد هذه الشراكة بداية دخول “نيو” إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال تقديم حلول مبتكرة في مجال المركبات الكهربائية ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة، وستكون الإمارات أول سوق تبدأ فيه “نيو الشرق الأوسط ” عملياتها ونشاطها التجاري ما يسهم في ترسيخ مكانة الدولة في مجال أنظمة القيادة الذاتية المتقدمة.
بتوجهات طموحة ومستهدفات تواكب التطلعات بالمزيد من التقدم والتطور الازدهار، تعزز الإمارات ومصر مجالات التعاون وتنويع مساراتها لمضاعفة زخم قطار التنمية الذي يعكس الوجه الحضاري للنهضة الشاملة والمتكاملة في البلدين وكل ما فيه خير وصالح الشعبين الشقيقين.


مقالات مشابهة

  • ضبط 25920 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة
  • "أبراج لخدمات الطاقة" تُكمِل أول عملية تصديع هيدروليكي من نوعها في حقل نمر
  • "QPay" تغلق جولة التمويل الأولي مع دخول "سايفر كابيتال" كمستثمر رئيسي
  • حبس مسجل خطر لاتهامه بتصنيع الألعاب النارية
  • وزارة الصناعة تطلق الموقع الإلكتروني الرسمي لمنتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف
  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تطلق الموقع الإلكتروني الرسمي لمنتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف
  • شراكة تنموية نحو المستقبل
  • مصدر مقرب من حزب الله ينفي أنباء دفن نصرالله سرًّا ويؤكد عدم اتخاذ قرار بعد
  • غداً.. انطلاق فعاليات «هاكاثون ناسا» 2024
  • رؤية عُمان 2040 تشيد بالتطور النوعي للنظام الصحي والبيئة الجاذبة للاستثمار