الكيلاش الباكستانية.. قبيلة غريبة حيرت العلماء
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواصل الكثير من القبائل تمسكها بالحفاظ على تراثها التاريخي التي توارثته عن الأجداد، وهذه القبائل تعيش بشكل مختلف تمامًا عن الوقت الزمني الذي يعيشه البشر، ويتميز سكان القبائل حول العالم بأشياء غريبة أو صفات غريبة ومن بين القبائل قبيلة الكيلاش الباكستانية وهي واحدة من أغرب القبائل، حيث يعيشون في جبال هندوكوش في باكستان، ويبلغ عددهم نحو 6 آلاف شخص مختلفين عن باقي الشعب الباكستاني في شكلهم وطريقة تفكيرهم.
ويشبه أفراد القبيلة الأوروبيين في لون بشرتهم وعيونهم الزرقاء وهو أمر مختلف عن الشعب الباكستاني، ويعتقد البعض أنهم من نسل جيش الإسكندر المقدوني ولكن أصولهم الحقيقية لا تزال غامضة إلى يومنا هذا وفشلت المصادر التاريخية في تحديد أصولهم، ومن المميز لأفراد تلك القبيلة هو بياض البشرة وشعرهم الأشقر وعيونهم الزرقاء فتظن أنهم روس أو أوروبيين بل أجمل منهم بكثير فهم يؤكدون أنهم من نسل الإسكندر المقدوني الذي غزا تلك المنطقة في القرن الرابع قبل الميلاد، أي قبل نحو 2300 عام، والأغرب في الأمر أن سكان هذه القبيلة يعيشون في المنطقة الواقعة بالقرب من معقل حركة طالبان الباكستانية، ويعتبره الباكستانين أنه أشبه بالمعجزة أو الأسطورة.
أفراد القبيلة يعتقدون أنهم من نسل الإسكندر المقدوني الكبير أو أنهم أحفاد جنود جيش الإسكندر الذين ضلوا طريقهم في مرتفعات سلسلة جبال هندوكش في العصور السابقة لكن رجحت التحاليل الجينية الجديدة التي أجريت في المنطقة أن شعب الكيلاش قد يكون في الحقيقة من السكان الأصليين للمنطقة ،ويتميز الكيلاشيون بتقاليد وثقافة فريدة من نوعها في عين الاعتبار فهم عرقية لا تتشابه مع مجموعة العرقيات المحيطة بها لا من الناحية الجينية ولا من الناحية الدينية ولا الثقافية مع أنهم مختلفون تماماً عن باقي سكان باكستان، وللطبيعة دور هام في حياتهم اليومية ومعتقداتهم الروحية، وتعتبر تقلبات الجو وفصول السنة جزء من تقاليدهم وطقوسهم الدينية إذ إنهم يقدمون التضحيات لهذه المواسم من خلال المهرجانات والأعياد الدينية التي يقيمونها بمناسبة قدوم المواسم الجديدة تلو الأخرى.
حضارتهم الحالية مزيج من الثقافة الإسلامية والهندوسية والفارسية وبعض جوانبها مختلطة بثقافة سكان جمهوريات آسيا الوسطى لوقوع المنطقة جغرافياً في موقع يتوسط الحضارات المذكورة ومع وجود معالم واضحة لثقافة اليونان القديمة في منطقة وديان كيلاش الثلاث فقد أشارت بعض الدراسات التي أجراها العلماء الأوروبيون لبعض المعالم الأثرية المتمثلة في المنحوتات الصخرية والخشبية وبعض الكلمات المندمجة في لغتهم التي تعرف باسم "خوار" إلى وجود علاقة بينهم وبين الإسكندر المقدوني إلا أن الدراسات الجينية لم تثبت علاقتهم حتى الآن باليونان، ويعتقد بعض العلماء أنهم ينحدرون من الشرق الأوسط أو من أوروبا الشرقية أو من القوقاز، ولكن هذه الدراسات أيضاً لم تأت بنتائج واضحة ولا يزال الرأي مستقراً أنهم من السكان الأصليين للمنطقة لعدم تطابق جيناتهم مع سكان العالم بما فيها مناطق آسيا نفسها.
ومن ضمن عادات القبيلة أن المرأة تحتفظ بكامل حقها فى اختيار الزوج أو استبداله بزوج آخر متى ما شاءت خلال حياتها ولمرات غير محددة، بحيث يقوم الزوج الجديد بدفع ضعفي المهر الذي دفعه الزوج الأول لوالد المرأة ليحتفظ الوالد بنصف المبلغ وأن يعيد نصفه للزوج الأول لتصفية حساباته معه، بينما لا يملك الزوج الأول حق الإحتجاج أو الإعتراض مادامت الزوجة ودعته وهو تصرف أشبه بالطلاق ، ولا يقيم الكيلاش مناسبة خاصة بالزفاف ويتم الزواج بمجرد هروب المرأة إلى بيت الزوج الذي تختاره ليقوم الزوج في اليوم التالي بالتفاوض مع والدها ليتم تحديد المبلغ الذي يمكن وصفه بالمهر ليدفع إلى والد العروس الهاربة إلى بيت زوجها.
كما يمنع الكيلاش الإختلاط بين الرجال والنساء ولكنهم يعيشون وفقاً لحدود إجتماعية تمنع الفساد الإجتماعي فهم يتزوجون ويقضون حياة زوجية مع شركاء حياتهم كالآخرين مع أن المرأة تحتفظ دوماً بحق إستبدال زوجها، وعلى الرغم من وجود هذا الخيار لدى المرأة فإن معظم نساء الكيلاش لا يغيرون أزواجهن بعد الإنجاب لحرصهن على مستقبل أولادهن ، ويعتمدون على تناول الكحول المستخلصة محلياً من الفواكه لمواجهة البرد القارس والبيئة الجليدية، وإلى جانب ذلك فإن غذاءهم يعتمد على الفواكه المجففة والمكسرات والعسل والسمن البلدي واللحوم إلى جانب القمح والذرة والدخن، وليست لديهم وجبات متنوعة كما أن لديهم نظرة مختلفة تماماً للحياة مقارنة ببقية سكان باكستان، وتشتهر لديهم رقصات تشبه الفلكلور اليوناني القديم فبشكل عام فإن الكيلاش شعب فقير يعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية بشكل أساسي لينضم إليها عامل السياحة التي لا تعتبر أساس إقتصادهم نظراً إلى أن المنطقة تبقى منقطعة عن العالم لقرابة نصف السنة لإنسداد الطرق المؤدية إليها بسبب تراكم الجليد.
شعب قبيلة الكلاش فقير جدا، معظمهم من المزارعين يصنعون منازلهم من الخشب ولكن قاعدتها متينة من الحجر وحياتهم قاسية وصعبة جدا خاصة مع تفشي مرض الكوليرا في هذه المنطقة النائية، ومن حيث الملابس فإن لباس الرجال لا يختلف عن اللباس الباكستاني المعروف السروال والقميص تضاف إليه قبعة مزودة بريشة من أعلاها، بينما يختلف لباس نساء الكيلاش كلياً عن اللباس المعروف في المنطقة بأسرها والكيلاش لا يعبدون الأصنام ولا الأشجار ولا النار ولا أي شيء مرئي أو مجسم وهذا ما دفع أعداد كبيرة منهم للدخول فى الإسلام وقد قبلت أعداد كبيرة من الكيلاش الإسلام خلال السنوات الأخيرة وذلك بسبب إختلاطهم مع العرقيات والثقافات المحلية الأخرى المحيطة بها مع تجدد وسائل النقل وفتح طريق بري إلى مناطقهم مع إنتشار الهواتف المحمولة ووسائل الإعلام المسموعة والمطبوعة والمرئية.
ويسكنون في منازل يتم بناؤها على الطراز القديم من الأخشاب والحجارة يتم تقسيمها إلى غرفة للضيوف وأخرى تلجأ إليها العائلة للنوم وتكون هذه الغرفة مزودة بمدفئة تعمل بالخشب ذات مدخنة يعلو منها الدخان خلال فصل الشتاء ولغتهم تضم مجموعة من كلمات اللغات الهندية والفارسية مع عائلة كبيرة من كلمات اللغات الأوروبية القديمة، وتعرف لغة هذه العرقية أيضاً بلغة الكيلاش نسبة إلى عرقيتهم، وهي لغة مهددة بالإنقراض لتداخل كلمات لغات الأوردو والبشتو المحلية إلى جانب اللغة الإنجليزية إليها بسرعة فائقة مع أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد المتحدثين باللغة المذكورة لا يتجاوز في الوقت الحاضر 5000 شخص خصوصاً بعد إنتشار التعليم في منطقة كيلاش.
ومراسم دفن موتى تلك القبيلة تختلف عن بقية الشعوب إذ تشيع الجثامين بالرقص والفرح بدل الحزن والبكاء وتعتبر مقابر الكيلاش إحدى أغرب المقابر على وجه الأرض إذ يتم ترك جثمان الميت في صندوق خشبي مغلق أشبه بالتابوت في الهواء الطلق وسط المقبرة، وإن كانت أنثى يتم تزيينها مثل العروس تماماً من الملابس الجميلة والأساور والمجوهرات الثمينة بينما تضطر عائلة الميت إلى بيع نصف ممتلكاتها أو كلها من الثروة الحيوانية لإتمام مراسم تشييع الميت على الطريقة الكيلاشية والتي تستمر لنحو 7 أيام يتم خلالها إطعام القادمين على العزاء وتجهز لهم وجبات خاصة لا تعد إلا في مناسبات العزاء ومعظمها تتألف من اللحوم والمكسرات والفواكه تنضم إليها مراسم الرقصات الشعبية يصاحبها غناء حزين وتستمر النياحة على جثمان الميت لمدة ثلاثة أيام متتالية ليتم وضع الميت في التابوت أو الصندوق الخشبي في نهاية اليوم الثالث.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشعب الباكستاني الإسکندر المقدونی أنهم من
إقرأ أيضاً:
قبيلة حاشد تعلن النكف لاختطاف احدى حرائر اليمن في الحرم المكي
وأعلن وجهاء ومشايخ وأبناء حاشد في النكف الذي حضره رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع اللواء عبدالله الحاكم، وأمين عام محلي المحافظة صالح المخلوس، ووكيل أول المحافظة عبدالعزيز أبو خرفشة، ومسؤول التعبئة سجاد حمزة وأعضاء من مجلسي الشورى والنواب، النفير العام والنكف لقبائل اليمن للأخذ بالثأر من النظام السعودي.
وعبروا عن إدانتهم الشديدة للجريمة التي أقدم عليها النظام السعودي بحبس المعتمرة لمجرد هتافها بالبراءة من اليهود والدعاء بالنصر لأبناء فلسطين.. مؤكدين أن خروجهم اليوم يأتي انطلاقا من هويتهم الإيمانية واستشعارا للمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية.
واستنكرت قبائل حاشد ما قام به النظام السعودي من اعتداء على الشهيدة بجوار بيت الله الحرام الذي جعله الله آمنا ولا يجوز التعدي على أحد فيه.
وجددت تأييدها لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لمواجهة قوى الاستكبار العالمي، وإسناد المقاومة الفلسطينية في غزة.. مؤكدة جهوزيتها وتحديها لقوى الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكل من تحالف أو تورط معهم، والاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني.
وفي النكف أشاد رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع، بالخروج الكبير لقبائل ومشايخ ووجهاء وأبناء حاشد.. مؤكدا على أهمية اتخاذ القرارات الرادعة للنظام السعودي الذي أقدم على هذه الجريمة النكراء والتي لم تكن الأولى ولا الأخيرة ممن انسلخ عن القيم والأخلاق والمبادئ الدينية والإنسانية وأصبح يستقبل الماجنات ويقيم حفلات الرقص في أرض الحرمين.
وأشار إلى أن هذه الجريمة تتنافى مع الإسلام والأعراف القبيلة والإنسانية.. معتبرا النظام السعودي أداة لقوى الكفر المتمثلة بالشيطان الأكبر أمريكا والكيان الصهيوني المجرم وبريطانيا وكل من يدور في فلكهم.
ولفت اللواء الحاكم إلى هذه الأعمال القذرة تحتم على من لايزالون في صف هذا النظام المنسلخ من كل قيم الإسلام والعروبة، أن يكون لهم موقف إن كان لا يزال فيهم ذرة من الكرامة والعزة.
وحث قبائل حاشد وكل قبائل اليمن على التحرك الجاد لمواجهة العدو وأدواته بكل الإمكانات المتاحة ثأرا للشهيدة.. لافتا إلى أن اليمن يقف اليوم في مواجهة مع رأس الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وأدواتهم.
واعتبر هذا النكف الذي يتزامن مع إحياء عيد جمعة رجب، وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة بمثابة رسالة للنظام السعودي وأسياده أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا بأن أبناء الشعب اليمني لن يتركوا ثأرهم سواء للشهيدة أو نصرة الشعب الفلسطيني.
وأدان بيان صادر عن قبيلة حاشد، تلاه نجل الشهيدة اللواء خالد العندولي ما قامت به السلطات السعودية من اعتقال لوالدته وهي في المشعر الحرام بجوار بيت الله الذي حرم الله فيه الاعتداء على كل مؤمن ومؤمنة، وإبقائها رهن الاعتقال حتى وفاتها، في انتهاك صارخ لتعاليم الدين الإسلامي وحقوق الإنسان والأعراف القبلية وكل ما هو متعارف عليه بين البشر.
وأكدت قبائل حاشد وكل قبائل اليمن للعدو السعودي بأنها لن تنسى ثأرها وستعمل على الأخذ به، كما ستقف الموقف الذي تتطلبه المرحلة، وتوجه به القيادة الثورية والسياسية، مستمدين العون من الله.
ودعا البيان كل لقبائل اليمنية من همدان ومذحج وحمير للخروج إلى الساحات وإعلان النكف القبلي، واستنكار هذه الجرائم التي تتنافى مع الدين والأعراف القبلية والأخلاق والفطرة الإنسانية.. لافتا إلى أن أبناء اليمن لا يمكن أن يقبلوا بالذل والخنوع أمام الطاغوت وأعوانه.
وبارك الانتصار الكبير للمجاهدين في غزة وما منحهم الله من العزة نتيجة ثباتهم واستبسالهم.. مؤكدا أن طريق العزة والكرامة والنصر على الأعداء هي في الاستجابة لتوجيهات الله تعالى وحمل المسؤولية الدينية والجهاد في سبيل الله.
وحيا البيان بطولات القوات المسلحة اليمنية التي أحبطت العدوان على بلدنا وناصرت الأشقاء المجاهدين في غزة.. مؤكدا الاستمرار في النفير العام والتعبئة والتدريب والتأهيل ورفع الجهوزية وإعداد العدة لمواجهة أي مخاطر أو تحديات أو تحركات لقوى العدوان وأدواتهم في المنطقة.
حضر النكف مدير أمن المحافظة العميد نايف أبو خرفشة، ومدير فرع الاستخبارات بالمحافظة العميد نايف الواري والقيادات المحلية والتنفيذية والشخصيات الاجتماعية.