جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-06@11:46:27 GMT

العارنوت… حراس الطبيعة

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

العارنوت… حراس الطبيعة

 

 

د. أحمد بن علي العمري

خلق الله سبحانه كل شيء بدقة وإتقان، ولكلٍّ دوره ومهمته المحددة في هذا الكون الواسع، ولم يكن جلَّ جلاله ليخلق شيئا عبثا، بل لسبب ومهمة مُكلَّف بها  فلا شك أن كل ما نراه حولنا يسبح في هذا الفضاء الكبير بتدبير من رب العالمين، وقد يبين لنا لقصر نظرنا ومحدودية علمنا أنَّ هناك كائنات ضارة وخطرة تهددنا وتهدد من حولنا.

ولقد لاحظت في الآونة الأخيرة توجًّهًا إعلاميًّا، وربما بعض الحملات لمحاربة العارنوت، وهو الاسم المحلي للحشرات الصغيرة جداً التي تتواجد أينما تواجدت الأشجار الكثيفة. ورغم أن الدراسات حولها قليلة جدًّا وشحيحة، فهي تنشأ حول المياه وفي الغابات والأحراش وفي لحاء الأشجار والنباتات الرطبة، وهي لا تنقل الأمراض كما هي الحال في البعوض أو الزاعجة المصرية وغيرها من الحشرات.. إنها لا تتواجد في السهول أو الهضاب أو التلال أو القمم، وهي الأماكن التي يرتادها المتنزهون، لكنها تتواجد في بطون الأودية والأشجار الكثيفة والغابات، وكأنما رب العالمين سخرها لحماية هذه الأشجار والمعتدين عليها، وربما لولا تواجدها ودفاعها عن هذه الأشجار لزحفت السيارات إلى هذه الأشجار، ونعلم أنَّ إطارات  السيارات تُغلق مسامات التربة الرطبة، مما يجعلها تنسد ولا تتنفس، وعليه يتعذر إعادة إنباتها للسنوات القادمة، وهذا هو التصحر بعينه، ونحن دائمًا نشكو ونتذمَّر من الزحف الصحراوي على الشريط الأخضر؛ سواء كان ذلك من جهة السهول أو من جهة القطن (منطقة ظل المطر)، والشريط الأخضر يتناقص عاما بعد عام بسبب التعدي البشري عليه.

فالعارنوت هذه تعتبر حراس الطبيعة، كما يحلو لي تسميتها دائمًا؛ حيث لا تعتدى على أحد، ولكن تدافع بما آتاها الله من قوة عند الهجوم عليها، كما توجد كريمات مصرَّح بها صحيًّا ومتوفرة في الصيدليات للحماية منها، وكذلك بعض الأساور الطاردة لها للذين يضطرون للذهاب لأماكن تواجدها كالباحثين والمصورين وهواة الطبيعة وغيرهم ، ويا حبَّذا  لو دخلوا هذه الأشجار سيرًا على الأقدام وليس بالسيارات للمحافظة على التربة من الانسداد.

إنَّني من الناس الذين يؤمنون بضرورة الإبقاء عليها، وعدم محاربتها، ولنترك الطبيعة تجري بمجراها كما خلقها رب العالمين الذي جعل الطبيعه تتكامل وتتناغم في منظومة يعجز كل علماء الكون عن الإتيان بمثلها، علما بأنَّ كل الغابات في جميع أنحاء العالم توجد بها هذه الحشرات أو شبيهاتها لتقوم بدور الحماية والدفاع عنها.. وعليه فإنِّني أدعو الجهات المعنية والمختصة وذات العلاقه للنظر للطبيعة بمنظورها المبدع؛ فالعارنوت تدافع عن الطبيعة، فلنحافظ عليها حتى تحافظ لنا على أشجارنا وطبيعتنا في توازن بيئي محكم.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها...،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بلدية كربلاء المقدسة: المباشرة بزراعة الحدائق والمسطحات الخضراء داخل الأحياء السكنية

الاقتصاد نيوز - بغداد

أعلنت دائرة بلدية كربلاء المقدسة، الخميس، المباشرة بزراعة الحدائق والمسطحات الخضراء داخل الأحياء السكنية.

وقال مدير بلدية المحافظة حسن الشريفي، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إنه "ضمن الحملة الوطنية التي أطلقها رئيس الوزراء لزيادة المساحات الخضراء وزراعة الأشجار، باشرت بلدية كربلاء المقدسة زراعة العديد من الحدائق والمسطحات الخضراء داخل الأحياء السكنية، فضلاً عن زراعة الأشجار والثيل في الجزرات الوسطية للشوارع العامة ومداخل المدينة"، لافتا إلى أن "هناك أيضا حملة لزراعة طريق النجف الأشرف من سيطرة الحيدرية مدخل كربلاء المقدسة، وصولاً الى مركز المدينة شارع حيدر الكرار، والتي شملت محور بغداد، حيث تمت زراعة وتأهيل الشوارع والجزرات الوسطية من سيطرة الوند باتجاه كربلاء المقدسة".

وأشار الشريفي، الى "تشغيل أكثر من 200 عامل نظافة في بلدية كربلاء المقدسة، للاهتمام بالمسطحات الخضراء بدءاً بالسيطرات الخارجية حتى محافظة كربلاء المقدسة"، موضحا أن "هناك زيادة بزراعة الأشجار داخل الأحياء السكنية لتوفير بيئة نظيفة وأجواء مناسبة للمحافظة بالاضافة الى القضاء على التصحر والتخفيف من درجات الحرارة المرتفعة صيفاً".

وبين أن "مشكلة الجفاف وقلة المياه الجوفية التي تتمثل بنضوب العشرات من الآبار تدعو الى اعتماد طرق حديثة للري كالرش والتنقيط والترشيد بالماء"، مؤكدا أن "كربلاء المقدسة في مقدمة المحافظات من حيث أعداد المسطحات الخضراء، وهذا ما يلحظه المواطن الكربلائي والزائر من خارج المحافظة".

وأضاف الشريفي، أن "هناك تبويبات مالية خاصة في بلدية كربلاء المقدسة لزيادة المسطحات الخضراء، حيث تم استثمار هذه المبالغ لإعادة تأهيل الجزرات الوسطية ومداخل المدن والحدائق"، مطالباً في الوقت نفسه "بزيادة المبالغ المالية والدعم الحكومي".

وناشد الشريفي "منظمات المجتمع المدني في كربلاء المقدسة بالتثقيف لحملة وطنية للتشجير تحث المواطنين على زراعة الأشجار داخل منازلهم وأمامها وعلى الأرصفة، لتحسين الواقع البيئي للمحافظة، وتخفيف الاحتباس الحراري الذي تعاني منه أغلب دول العالم".

مقالات مشابهة

  • 10 أيام يستحب صيامها في شهر ربيع الآخر.. تعرف عليها
  • تعرف على منافذ مبادرة حياة كريمة بالقاهرة.. تتواجد في 4 مناطق
  • صدقة جارية.. بـ«العواقة والفأس» الأئمة يزرعون مُحيط المساجد
  • هيئة البيئة بالداخلية ترصد النتائج الإيجابية لمبادرة «حماة البيئة» بالجبل الأخضر
  • ضبط مستوطنين اثنين تسللا إلى المسجد الأقصى
  • حراس الأقصى يتصدون لتسلل اثنين من المستوطنين.. انبطحا أرضا ونفخا في البوق
  • الأمم المتحدة: «يونيفيل» تتواجد على طول الخط الأزرق لدعم الشعب اللبناني
  • 8 حقائق عن فضل رسول الله على العالمين
  • أماكن مبادرة حياة كريمة بالجيزة.. تتواجد في 4 مناطق
  • بلدية كربلاء المقدسة: المباشرة بزراعة الحدائق والمسطحات الخضراء داخل الأحياء السكنية