جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-25@02:50:47 GMT

هيهات منَّا الذلة

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

هيهات منَّا الذلة

 

 

 

أ. د. حيدر أحمد اللواتي

جَرَت عادة المجتمعات البشرية أنْ تقوم بإحياء مناسبات تاريخية لها صلة بما تعاصر من أحداث مُهمة، سعيًا منها للاستفادة العملية والمعنوية من تلك الحوادث التاريخية، واليوم يواجه عالمنا الإسلامي تحديات جسام، ويتعرض أهلنا في فلسطين إلى قمع وظلم لا تصفه الكلمات، ومقابل هذا الظلم والقمع تتجسَّد أمام أعيننا أجمل وأروع صور الصمود الذي تقفه ثلّة صامدة بموقف قلَّ نظيره في مواجهة القوة العالمية الغاشمة، وتتجلَّى لنا قيم العزة والشجاعة التي يُسطرها أبطال المقاومة في العالم أجمع.

وتُصادف هذه الأيام أحد أهم الحوادث التاريخية التي مرَّت في تاريخنا الإسلامي ألا وهي "واقعة عاشوراء"، وهي الواقعة التاريخية التي حدثت في سنة 61 للهجرة، واستشهد فيها الإمام الحسين بن علي سبط النبي المصطفى، وتعرض أهل البيت فيها للسبي، فتم سبي السيدة زينب بنت الإمام علي وعدد من نساء أهل البيت من كربلاء إلى الكوفة، ومنها إلى الشام، وهي أولى الحوادث في تاريخ المسلمين التي تسبى فيها نساء مؤمنات. ومن العجيب أن  تكون السبايا بنات النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم!

وسبب الواقعة أنَّ الإمام الحسين عليه السلام، رفض بيعة يزيد بن معاوية، معللاً ذلك بقول بأنه "رجل فاسق فاجر"، وأنَّ "على الإسلام السلام بأن ابتليت الأمة براعٍ مثل يزيد"، وعلى الرغم من قلة المناصرين للإمام الحسين، إلا أنه أصرَّ على رفض البيعة، وعندما حذَّره بعض قوّاد الجيش الأموي الذي قدم لمحاربته، انتفض في وجه قائد الجيش قائلاً: "أفبالموت تخوفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ سأمضي، وما بالموت عار على الفتى *** إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلماً

وآسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفارق مثبورا وباعد مجرما

فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم *** كفى بك ذلا أن تعيش وترغما

وكانتْ المواجهة في يوم العاشر من المحرم، وعلى إثرها استُشِهد الإمام الحسين عليه السلام.

إنَّ أهم ما يميز "واقعة عاشوراء" أنَّ الإمام الحسين وأصحابه جسَّدوا فيها كل القيم النبيلة والتي يمكننا الاستفادة منها في غرسها في نفوسنا وفي نفوس أبنائنا ونحن نعيش ذكرى هذه الواقعة الأليمة، فتغدوا قيم الإباء ورفض الظلم والعزة والكرامة قيمًا مغروسة في أجيال المستقبل، من خلال استحضار مواقف وأقوال الإمام الحسين؛ إذ لا يمكن لمُنصِف يمرُّ على واقعة كربلاء إلا ويشعر بالعزة والكرامة والفخر من المواقف والشعارات والخطب التي أطلقها الإمام الحسين وأنصاره الذين رافقوه في مسيرته نحو الشهادة الخالدة.

فمنذ أول مواجهة بين سفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل، وبين الكتيبة الأموية التي أُرسِلت لاعتقاله عندما كان في الكوفة، صرخ فيهم مسلم بن عقيل بعد أن جرَّد سيفه هادرًا بأرجوزته: أقسمتْ ألا أقتل إلا حرًّا... وإن رأيت الموت شيئا نكرا.

وظلَّت قيم الحرية والإباء ملازمة للحسين والثلة المؤمنة معه، وتردَّدت على شفاههم طيلة يوم العاشر من المحرم؛ فكان صوت الحسين يهدر تارة بقوله: "هيهات منَّا الذلة"، و أخرى بـ"لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد"، وثالثة: "كونوا أحرارا في دنياكم". ولهذا غدا الإمام الحسين سيد أباة أهل الضيم، وغدا مُعلِّم الإنسانية وأستاذها الذي علَّمها مفاهيم الحرية والإباء والعزة على مر العصور والتاريخ، وظلت ذكراه حاضرة في قلوب محبيه ومريديه، وغدا عَلَمًا لكل ثائر على الجور والظلم، كما ظلَّ الحسين وظلت ذكرى شهادته تقضُّ مضجع الظالمين؛ فالحسين كان ولا يزال بمواقفه وشعاراته التي رفعها يوم عاشوراء يوقظ الضمائر ويحيي النفوس، إلا أنَّ عظم المأساة جعلت البعض من محبي الإمام الحسين ومريديه يفرغون مناسبة إحياء ذكراه من كل قيم العزة والإباء، ويصرِّون على اختزالها بدموع يذرفونها، وصيحات يرددونها، وبحزن يعتصر قلوبهم بما لاقاه الحسين من محن وبلاء، بل ووصل ببعضهم أنْ يقفوا أمام كل من يريد أن يُحيي قيم الحسين في أيام شهادته، مُعللين ذلك بأنه يومٌ مخصص للحزن وذرف الدموع، مع أنَّ القرآن الكريم يؤكد أهمية أخذ العظة والعبرة من الحوادث التاريخية: "لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِم عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَبِ" (يوسف:111).

 ومن الملاحظ أنَّ المؤرخين يروون بأن الجيش الذي قاتل الإمام الحسين كان هو أيضًا يذرف الدموع عليه، كما كان أنصاره يذرفون دموعهم، لكن الفرق لم يكن قط في البكاء بين من نصره ومن خذله، وإنما انحصر الفرق بينهما في الموقف والقيم التي حملها الطرفان.

وبمقابل هؤلاء، هناك فئة أخرى من المسلمين وقفوا موقفًا سلبيًّا من الإمام الحسين وثورته، وألبسوا الثورة ثوبًا طائفيًّا، وبذلك حرموا أنفسهم من شم عطر الكرامة والشعور بالفخر من تاريخ الحسين ومن عطائه الثري.

إنَّ علينا نحن المسلمين أن ننتبه لهذه الحملات التي تسعى لبتر علاقتنا بالشخصيات الإسلامية الأصيلة وبالقيم التي جُسدت في مواقفهم؛ من خلال تحجيم تلك الشخصيات تارة، وإفراغها من قيمها التي جسدتها تارة أخرى؛ فعاشوراء كيفما نظرنا لها فهي معينٌ ثري لنهل دروس الكرامة والإباء، وحريٌّ بعالمنا الإسلامي لما يمر به من تحديات، وما يتعرض له أهلنا في فلسطين، أن يستغل هذه المناسبة ويتزود منها بقيم العزة والكرامة والإباء لنغرس في نفوس أبنائنا البطولة والشجاعة والشهادة في سبيل الله، وتكون حاضرة أمام أعيننا ونحن نتابع أبطال المقاومة في مختلف بقاع العالم من غزة وجنوب لبنان إلى سوريا وإيران واليمن والعراق، وهم يحملون قيم الحسين ومبادئه في وجه الظلم والجور، ويجسدون صرخته التي أطلقها يوم عاشوراء "هيهات منَّا الذلة".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل يوجد أوصاف حددها الشرع في المؤذن؟.. الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"هل يوجد أوصاف حددها الشرع الشريف للمؤذن؟ فهناك رجل يحافظ على أداء الصلوات الخمس في مسجد صغير بإحدى القرى، ويؤذن به لوقت كلِّ صلاة، ويسأل عن الأوصاف التي يَطلب الشرعُ الشريفُ توافُرَها في المؤذن.

وردت دار الإفتاء موضحة، أن الأوصاف المطلوب شرعًا توافرها في المؤذن لجماعة المسلمين في المسجد أن يكون ذَكَرًا، مسلمًا، عاقلًا، عالمًا بمواقيت الصلاة من خلال الوسائل الدالة عليها، والتي تعتمد على فهم علماء الفَلَك والمختصين وتطبيقهم في ضبط المواقيت وفقًا للعلامات الشرعية والمعايير الفلكية الدقيقة، كالساعة الزمنية، والنتيجة الورقية، والتطبيقات الإلكترونية وغيرها، وأن يكون عدلًا معروفًا بين الناس بالتقوى والأمانة، كما يُستحب فيه أن يكون ذا صوتٍ حسنٍ، وهذا ما لم يكن للمسجد مؤذنٌ راتبٌ موجودٌ -أو مَن يُنيبه في إطار ما تسمح به اللوائح والقوانين- بعد دخول الوقت، فإن كان للمسجد مؤذنٌ راتبٌ فإنه لا يزاحمُه غيرُه في الأذان، ولا يؤذن إلَّا إذا أَذِنَ له.

مكانة المؤذن في الإسلام

الأذان شعيرة من شعائر الإسلام، رَغَّب الشرع الشريف على المبادرة إليها وبيَّن لنا أجرها وفضلها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا» متفقٌ عليه.

وعن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيامَةِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

ولأهمية الأذان ومكانته بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المؤذن مؤتَمَن؛ إذ يأتَمِنُه الناس على مواقيت صلاتهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ» أخرجه الإمامان: الترمذي وأبو داود في "السنن".

قال الإمام بدر الدين العَيْنِي في "شرح سنن الإمام أبي داود" (2/ 486، ط. مكتبة الرشد): [قوله: «وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» يعني: أمينٌ على صلاتهم وصيامهم؛ لأنهم يعتمدون عليه في دخول الأوقات وخروجها، وأيضًا هو يَطَّلِعُ على حُرَم المسلمين؛ لارتقائه على المواضع المرتفعة] اهـ.

الشروط التي يجب توافرها في المؤذن

نظرًا لهذه المكانة العالِيَة للأذان فقد اشترط الفقهاء لصحة الأذان شروطًا يجب توافرها فيمن يقوم بأداء هذه الشعيرة العظيمة بالمسجد، ومنها: أن يكون المؤذن مسلمًا، فلا يصح الأذان من غير المسلم، وأن يكون عاقلًا، فلا يصح من مجنون ولا سكران ولا مُغْمًى عليه، ولا مِن صبي غير مميِّز، وهذا باتفاق فقهاء المذاهب الأربعة المتبوعة، وزاد جمهورُ الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة على تلك الشروط شرطَ الذُّكورة في المؤذن، فلا يصح عندهم أذان الأنثى بالمسجد، بينما جعله الحنفية وصفَ كمالٍ للمؤذن لا شرطًا من شروط صحة الأذان.

وقال الإمام زين الدين ابن نُجَيْم الحنفي في "البحر الرائق" (1/ 278، ط. دار الكتاب الإسلامي): [العدالة، والذكورة، والطهارة صفات كمال للمؤذن لا شرائط صحة.. وأما العقل فينبغي أن يكون شرط صحة، فلا يصح أذان الصبي الذي لا يَعقِل والمجنون والمعتوه أصلًا.. وأما الإسلام فينبغي أن يكون شرط صحة] اهـ.

وأضاف الإمام أبو عبد الله الخَرَشِي المالكي في "شرح مختصر خليل" (1/ 231، ط. دار الفكر): [وشرط صحة الأذان أن يكون فاعِلُهُ مسلمًا مستمرًّا عاقلًا ذَكَرًا محقِّقًا بالغًا] اهـ.

وقال الإمام تقي الدين الحِصْنِي الشافعي في "كفاية الأخيار" (ص: 111، ط. دار الخير): [وشرط الأذان أن يكون المؤذن مسلمًا، عاقلًا، ذَكَرًا] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدَامَة الحنبلي في "المغني" (1/ 300، ط. مكتبة القاهرة): [ولا يصح الأذان إلا من مسلم، عاقل، ذَكَر] اهـ.

واشترط جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة أن يكون المؤذن للناس في المسجد العامِّ عالِمًا بمواقيت الصلاة -على خلافٍ بينهم في كون هذا الشرط شرط صحة أو شرط كمال-؛ وذلك لكي يتمكن من الأذان في أوائلِها؛ لأنه إذا لم يكن عارفًا بها لم يُؤمَن عليه الخطأ فيها، وحتى لا يُفوِّت على الناس فضيلة أوَّل الوقت أو يكون سببًا في فساد عبادتهم من الصوم والصلاة.

وقال الإمام علاء الدين الكَاسَانِي الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 150، ط. دار الكتب العلمية) في حديثه عن سنن الأذان وبيان صفات المؤذن: [ومنها: أن يكون عالمًا بأوقات الصلاة] اهـ.

وقال الإمام شمس الدين الحَطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 436، ط. دار الفكر): [قال ابن عرفة: ويجب كونه.. عالمًا بالوقت إن اقتدي به، ونقله ابن ناجي في "شرح المدونة"، وقال الفَاكِهَانِي في "شرح الرسالة": وأما صفات الكمال فهي أن يكون.. عارفًا بالأوقات] اهـ.

وقال الإمام النَّوَوِي الشافعي في "المجموع" (3/ 102، ط. دار الفكر): [(قوله: ينبغي أن يكون عارفًا بالمواقيت) يعني: يشترط أن يكون عارفًا بالمواقيت، هكذا صرح باشتراطه صاحبُ "التتمة" وغيره] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدَامَة الحنبلي في "المغني" (1/ 301): [ويستحب أن يكون عالِمًا بالأوقات؛ لِيَتَحَرَّاهَا، فيؤذن في أولها، وإذا لم يكن عالِمًا فربما غلط وأخطأ] اهـ.

والعِلم بمواقيت الصلوات في هذا العصر متيسر بالاعتماد على الوسائل الحديثة في معرفة دخول الوقت، كالساعة الزمنية، والنتيجة الورقية، والتطبيقات الإلكترونية التي يمكن من خلالها معرفة أوقات الصلوات؛ إذ تعتمد تلك المصادر على فهم وتطبيق علماء الفَلَك والمختصين في ضبط المواقيت للعلامات والمعايير الشرعية والفلكية الدالة على دخول وقت الصلاة فَهمًا دقيقًا، فيصح للمؤذن الأخذ بها؛ لأن "المؤذن إما أن يكون عالِمًا بالأوقات، أو يكون له من يُعرِّفه بها"، كما في "عمدة القاري" للإمام بدر الدين العَيْنِي (5/ 140، ط. دار إحياء التراث العربي).

ومن الأمور التي يستحب أيضًا أن يتصف المؤذن بها: أن يكون حسن الصوت، حتى يكون أَرَقَّ للسامعين، فيكون مَيلُهم إلى إجابة ندائه أكبر، فعن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه رضي الله عنه أنه قال في حديث تشريع الأذان: لَمَّا أصبحنا أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُه بالرؤيا، فقال: «إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا حَقٍّ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ، فَإِنَّهُ أَنْدَى وَأَمَدُّ صَوْتًا مِنْكَ، فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا قِيلَ لَكَ، وَلْيُنَادِ بِذَلِكَ» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه".

وكذلك أن يكون عدلًا؛ لأن العدالةَ ضمينُ التقوى، وهي مطلوبةٌ في المؤذن؛ لِمَا أخرجه الإمامان الترمذي وأبو داود في "سننهما" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ»، ومعلومٌ أن "الأمانة لا يؤديها إلا التقي"، كما قال الإمام علاء الدين الكَاسَانِي في "بدائع الصنائع" (1/ 150)، ولذا فإنه لا خلاف بين الفقهاء في اختيار العدل للأذان، كما في "المحلى بالآثار" للإمام ابن حَزْم (2/ 179، ط. دار الفكر).

حكم أذان المرأة لنفسها في بيتها أو لجماعة النساء
ينبغي التنبيه على أن هذه الأمور التي اشترطها الفقهاء أو نصوا على استحبابها إنما تكون في المؤذن للناس في المسجد، أما في غير المسجد فلا تشترط هذه الأمور، فأذان المرأة لنفسها في بيتها أو لجماعة النساء جائز على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة. ينظر: "بدائع الصنائع" للإمام علاء الدين الكَاسَانِي الحنفي (1/ 150)، و"غاية البيان" للإمام شمس الدين الرَّمْلِي الشافعي (ص: 91، ط. دار المعرفة)، و"المغني" للإمام ابن قُدَامَة الحنبلي (1/ 300-306).

تقدم غير الموذن الراتب للأذان
إذا كان للمسجد مؤذِّنٌ راتبٌ موجود بعد دخول الوقت، فليس لأحد أن يزاحِمَهُ في الأذان، وألَّا يتقدم ليؤذن إلا بإذنٍ؛ حرصًا على وَحدة المسلمين، وتنسيقًا للعمل داخل بيوت الله عَزَّ وَجَلَّ، وقد قال سبحانه: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46].

الخلاصة
بناءً على ذلك: فإن الأوصاف المطلوب شرعًا توافرها في المؤذن لجماعة المسلمين في المسجد أن يكون ذَكَرًا، مسلمًا، عاقلًا، عالمًا بمواقيت الصلاة من خلال الوسائل الدالة عليها، والتي تعتمد على فهم علماء الفَلَك والمختصين وتطبيقهم في ضبط المواقيت وفقًا للعلامات الشرعية والمعايير الفلكية الدقيقة، كالساعة الزمنية، والنتيجة الورقية، والتطبيقات الإلكترونية وغيرها، وأن يكون عدلًا معروفًا بين الناس بالتقوى والأمانة، كما يُستحب فيه أن يكون ذا صوتٍ حسنٍ، وهذا ما لم يكن للمسجد مؤذنٌ راتبٌ موجودٌ -أو مَن يُنيبه في إطار ما تسمح به اللوائح والقوانين- بعد دخول الوقت، فإن كان للمسجد مؤذنٌ راتبٌ فإنه لا يزاحمُه غيرُه في الأذان، ولا يؤذن إلَّا إذا أَذِنَ له.

مقالات مشابهة

  • 5 حالات لا يكتسب فيها طالب اللجوء وصف اللاجئ وفقًا للقانون
  • توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة والسياحة ومؤسسة الإمام زيد
  • هل يوجد أوصاف حددها الشرع في المؤذن؟.. الإفتاء تجيب
  • خالد الغندور يوجه نصيحة لـ إمام عاشور: حافظ على النعمة التي تعيش فيها
  • دعوى قضائية أمريكية ضد طبيبة في نيويورك وصفت دواء للإجهاض لسيدة في ولاية تكساس التي يحظر فيها ذلك
  • من ايران.. صورة جديدة لنجل نصرالله
  • انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة صحيح البخاري بمسجد الحسين
  • انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة «صحيح الإمام البخاري» من مسجد الإمام الحسين
  • رسالة مكتوبة مؤثرة من نصر الله إلى حفيده.. إقرأوا ما فيها (صورة)
  • انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة “صحيح البخاري” من مسجد الإمام الحسين