صالح بن أحمد البادي

1- عُمان في مصاف الدول المتقدمة سياحيًّا.. هذا الهدف من جماله ودقته يجعلنا دائمًا في إحساس عظيم بالمسؤولية العميقة، وبواجب وطني واجتهاد يرنو للشراكة في مستقبل إمبراطوريات السياحة. لِمَ لا ونحن بالأصل من صناع إمبراطوريات العالم؛ لذلك أهدافنا وجب أن تصل لمستويات جيدة من الشراكة العالمية وشركائنا بالمنطقة لصناعة شراكات نجاح من الطراز الرفيع.

2- في عالم تحقيق الأهداف، فإن وضع الهدف مرحلة مهمة، لكنها مرحلة مبتدئة والنتائج تحصد كما يُحْصَد ورد الجبل الأخضر.

إنَّ ورد الجبل الأخضر هو نموذج صغير من نماذج طرح الفكرة هنا في تخطيطنا الإستراتيجي وكعنصر جذب سياحي وضعته هنا. فالقرار بزراعته مرحله أولى وليست نجاحًا، ثم حصاده مرحلة ثانية وليست نجاحا بحد ذاتها، ثم تكريره بطرق تقليدية مختلفة ليس نجاحًا بحد ذاته وإنما مرحلة من مراحل إنتاجه، ولكن مرحلة بيعه هي العائد الاقتصادي الحقيقى وهي مرحلة مميزة، وبعدها يحتفل بالإنجاز كما يحتفل الكبار.

3- ولأنني ذكرتُ ورد الجبل الأخضر كمثال، فإني متأكد أنَّ نصف المجتمع المحيط به كمحافظة الداخلية كمثال وثلاثة أرباع الوطن من جيل الشباب، لا يعلمون بعُمق تفاصيل وفوائد وطرق ومنهاج هذا المنتج الذي يُعدّ منتجًا سياحيًّا، لكنه محدود التسويق ومحدود الأثر ومحدود التوسع في منتجاته. إنَّ هذا المنتج وأنا أعي تماماً ما أقول يجب أن يضخ مليار ريال دخلًا للوطن، ولكن أعلم أنَّ غالبية من يقرأ يتمنى أن أشرح له كيف ذلك. وهذا سؤال يحتاج لتفسير طويل.

4- وعودٌ لقطاع السياحة؛ فالعالم يحدد بشكل عام ذائقة سياحية عامة، والعالم يحدد ذائقة تخصصية لقطاع مُعين. الذائقتان تتعرضَّان للتغيير كل ثلاث إلى أربع سنوات على أقصى تقديري. ليس في مفهوم الذائقة السياحية، ولكن في طرق عرضها وصناعة فكرة بشأنها وبيان إبداع جاذبيتها ووضع مستهدفات تعظيم أثرها الاقتصادي.

5- ⁠ماذا يعني ذلك؟ يعني أنَّ منتجاتك السياحية وتسويقها وطرحها وتنافسيتها، والأهم طريقة عرضها وتشغليها، يجب مراجعتها سنويًّا، بل وكل موسم، عبر تقييم دقيق وقياس تغيُّر الذائقة السياحية والبرامج المرتبطة بها.

6- هذه فقط طريقة من عشرين طريقة تقييم ومنهاج دراسات، إذا لم نحدد الذائقة العالمية سياحيًّا. ولم تحدد الذائقة العالمية خصيصًا، ولم نحدد منتجاتنا السياحية ونسوقها بمنهاج عالمي يستقطب من نريد، فستظل أرقامنا السياحية دون المستوى المأمول.

7- الفرق بين خطط البنى التحتية من فنادق ومراكز وغيرها، وخطط الجذب السياحي وتعميق دور السلطنة، هو معرفة أنهما خطَّان مُختلفان تماما؛ حيث واقعيًّا تقود خطط الجذب السياحي وأهدافه وفنونه خطط البني التحتية وما تلاها وليس العكس.. وهذا تضبيط فكرى مهم يصنع فارقًا ضخمًا.

8- علينا تقديم إغراءات من خلال استقطاب ذكي لصناع السياحة النظيفة العالمية وبيوت الخبرة؛ فوجودهم يصنع شريكًا أهم للذائقة السياحية وعنصرًا مهمًّا ع الإطلاق لزراعة منتجات سياحيه تقوم على ما يريده العالم القادم، وليس الفكر المحلي وتقدمه دراسات رصينة  تخصصية شهد لها العالم بالنجاح والريادة. وينفذ عبر كل وسائل التسويق الإبداعي وتغيير وجهات المسافر وتحديد أولويات المقرر السياحي.

9- سيبدو الأمر غريبًا في بعض ما كُتبت  أعلاه، هذا صحيح، ولكن العالم يريد منتجات سياحية بذائقته وإمكاناتك ويريد قصصا جاذبة تظل في مضمونها متوافقة مع أصل ومضمون القصة، لكنَّ إخراجها فن عالمي رفيع يُجيده صنَّاع الذائقه ومكاتبهم المنتشرة حول العالم، وليس فكرًا محليًّا بمنظور محلي، فأولويات العالم تختلف عمَّا تظن وتعتقد وتري، وحتي ما تقول.

10- يقل أعداد السياح التقليديين، ويتوسَّع أعداد السياح الشاب، الذي يبحث عن سياحة تقدمية عبر موسسات إخراج مميزة تُسهم في صناعه فكر سياحي واستقطاب سياحي متقدم في بلده.. ما عادت السياحة التقليدية تثري، وما عادت هدفا؛ فالعالم يموج حول سياحة تتوافق مع أجيال الإنترنت والهواتف الذكية؛ فماذا نحن صانعون لتغيير أرقامنا من جهة، ورفع حصاد منتجاتنا السياحية من جانب آخر، وهي الأهم؟

11- إن لم نعالج طرق طرح منتجاتنا السياحية والتسويق لها وفق ذائقة العالم المستهدف بشكل تقدمى، عبر وسائط إعلان تتوافق مع هواتفنا الذكية إضافة للطرق الأخرى المنهجية، وإن لم نفكر في كلفة سياحية، ونتوسع في استقطابات العوائد السياحية عبر منتجات متعددة، وان لم نوسع دوائر الانتشار السياحي الذكية، وان لم نكن تقدميين نطرح منتجاتنا.. فستزل أرقامنا تظهر محدودة، والنمو محدودًا في ميدان يمكن مضاعفة أرقامه كل سنة.

عُمان تملك خامة سياحة من الطراز الرفيع فعليًّا، ويجب أن نكون بالسياحة ضمن الأعلى بالمنطقة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عراقجي يحذر تل أبيب بطريقة غير تقليدية.. نشر صورة شبح

وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تحذيرا للاحتلال الإسرائيلي بطريقة غير تقليدية، تزامنا مع مفاوضات طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني وإمكانية التوصل لاتفاق جديد بين الطرفين.

وحذر عراقجي الاحتلال الإسرائيلي من عرقلة المحادثات النووية الجارية مع الولايات المتحدة، ونشر صورة عبر حسابه بمنصة "إكس" تتضمن "شبحا"، وقال إن "المحاولات التي يبذلها الإسرائيليون وبعض جماعات المصالح الخاصة لعرقلة الدبلوماسية، باستخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات، واضحة تماما للجميع".

وتابع عراقجي قائلا: "أجهزتنا الأمنية في حالة تأهب قصوى، نظرا لحالات سابقة من محاولات التخريب، وعمليات الاغتيال المصممة لاستفزاز رد الفعل المشروع".

The attempts by the Israeli regime and certain Special Interest groups to derail diplomacy—using variety of tactics—is abundantly clear for all to see.

Our security services are on high alert given past instances of attempted sabotage and assassination operations designed to… pic.twitter.com/yW4FXO0za6

— Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) April 23, 2025
واستكمل بقوله: "من المتوقع أيضا أن يأتي أولئك الذين يسعون إلى التلاعب بالرأي العام، بمزاعم ودعائم خيالية مثل صور الأقمار الصناعية المخيفة".

وشدد على ضرورة التحقق من الواقع، موضحا أن "كل ميلغرام من اليورانيوم المخصب في إيران، يخضع لإشراف ومراقبة كاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية".


وكان المدير العام للوكالة الذرية رفاييل غروسي حذر في وقت سابق من أن "أي هجمات على منشآت نووية ستكون عواقبها بغاية الخطورة".

وحث غروسي على توضيح أسباب وجود أنفاق حول منشأة نطنز النووية، معرباً عن أمله أن تؤتي المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران ثمارها.

وخلال الكلمة الملغاة في مؤتمر "كارنيغي"، قال عراقجي إن التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن، ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، من شأنه أن يفتح آفاقا اقتصادية تُقدّر بنحو تريليون دولار، مؤكدا أن الشركات الأمريكية يمكنها الاستفادة من هذه الفرص.

وذكر عراقجي في نص خطابه، أن أي "مواجهة عسكرية محتملة مع إيران ستُكلّف الاقتصاد الأمريكي ثمناً باهظاً"، مشدداً على "أهمية البُعد الاقتصادي في أي اتفاق مرتقب مع الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن "إيران لم تكن يوماً عائقاً أمام التعاون العلمي أو الاقتصادي مع واشنطن، بل كانت السياسات الأمريكية المتأثرة بدوائر نفوذ معينة هي المعرقل الأساسي".

ولفت الوزير الإيراني إلى إمكانية تطوير العلاقات التجارية بين البلدين في المجال النووي أيضا، قائلا: "لدينا حاليا مفاعل نووي فعّال في بوشهر، وخطتنا طويلة الأمد تشمل بناء ما لا يقل عن 19 مفاعلاً إضافياً، وهو ما يعني وجود عقود بمليارات الدولارات يمكن للشركات الأجنبية، بما في ذلك الأمريكية، الاستفادة منها".

مقالات مشابهة

  • مينا مسعود يسرد الحكاية العربية بعين عالمية في «أبوظبي للكتاب»
  • محافظ أسيوط يبحث مع الشركات السياحية سُبل تنشيط السياحة الداخلية بالمحافظة
  • وزير السياحة يهنئ القيادة الرشيدة بما تحقق من إنجازات في رؤية المملكة 2030 ومن بينها القفزات القياسية للقطاع السياحي بالمملكة
  • مقترح برلماني بإصدار رخص مؤقتة لجذب السياح وتنشيط السياحة المصرية.. خبراء: تعد خطوة استراتيجية للتنمية السياحية والانفتاح على الأسواق العالمية.. وتحفيز الاستثمارات الجديدة في القطاع السياحي
  • تقرير أممي يحذر من أزمة اجتماعية عالمية: زيادة الفقر وقلق بشأن فقدان الوظائف
  • خبراء لـ"اليوم": المملكة أبهرت العالم بإنجازاتها السياحية والتنموية
  • السياحة والآثار تشارك فى المعرض السياحي الدولي WTM Latin America بالبرازيل
  • وزارة السياحة والآثار تشارك فى المعرض السياحي الدولي WTM Latin America بالبرازيل
  • عراقجي يحذر تل أبيب بطريقة غير تقليدية.. نشر صورة شبح
  • تقرير أممي يحذر من أزمة اجتماعية عالمية