سيناريو الغرب لما بعد الطوفان
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
علي بن مسعود المعشني
Ali95312606@gmail.com
كَتَب الرئيسُ الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون كتابه الشهير "نصر بلا حرب"، والذي أوضح فيه ما يعتقد أنها الإستراتيجية المُثلى لبلاده للسيطرة على العالم دون الحاجة لإطلاق رصاصة واحدة.
وقد لخَّص الرئيس نيكسون إستراتيجيته في نقطتين:
- الأولى: تشويه سُمعة البلد المُستهدف، وتعبئة الرأي العام الأمريكي والدولي ضده، وتهييج الوسط الشعبي داخله بما يهزُّ قوته وسيطرته السياسية والإدارية في الداخل وصورته في الخارج.
- الثانية: حشد أكبر قدر مُمكن من الجيوش والأساطيل الأمريكية والاستعداد للحرب؛ بحيث يدخل في عقل البلد المقصود أن الحرب واقعة لا محالة، وأنَّ النصر على الولايات المُتحدة بكل إمكاناتها العسكرية والاقتصادية والتقنية أمرٌ مستحيل، عندئذ يستسلم الهدف ويتحقق النصر من دون حرب. وتحدث عن الصين كمَارِدٍ نائم يجب ألا يتم إيقاظه، كما قال نابليون بونابرت.
الأمريكان بطبيعة الحال ينامون على نظرياتهم ويفتنون بها إلى حد الثمالة، وبالنتيجة ترحيلهم لتلك النظريات وإعادة استخدامها مرارًا وتكرارًا دون مراجعة أو تقييم أو الاحتكام للغة الزمان والمكان. لهذا؛ فهم ما زالوا يرجون الانتصارات بلا حرب، وكما خطط وحلم نيكسون، رغم الكم الهائل من المُتغيرات حولهم.
فاليوم، نجد الأمريكي يحاول إعادة إنتاج الكيان الصهيوني وترميمه وجبر ضرره، بعد أن بَان عواره وهزاله في طوفان الأقصى، ولكن هذه المرة عبر نصر سياسي يُلزم به من يعتبرهم حلفاء له في المنطقة، بتوزيع أدوار سياسية عليهم لإبطال مفاعيل الهزيمة العسكرية النكراء للكيان ورعاته من قبل فصائل المقاومة.
التطبيع والهرولة نحو الكيان ستكون الخطوة الأولى في إستراتيجية "النصر" التي يسوقها الأمريكي اليوم، والتطبيع سيتبعه انفتاح سياسي واقتصادي وسياحي على الكيان، ثم تأتي الخطوة الأهم وهي التكتل العربي ضد تيار المُقاومة وفصائلها.
وهذا التكتل سيبدأ سلميًّا، ثم تتبعه خطوات أخرى قد تصل إلى المواجهة والصدام العسكري بين نُظم التطبيع وفصائل المُقاومة، بالنيابة عن الأمريكي والكيان الصهيوني وبدعم ومُباركة منهما.
فالغرب اليوم أدرك أنَّ نظرية الرئيس نيكسون قلبها الواقع المُعاش إلى "حرب بلا نصر"، وبمقتضى هذا الواقع المُر صار لزامًا عليه البحث عن صيغة نصر تطيل عمر الكيان وتعزز من عمره الافتراضي وثباته في معركة الوجود.
يمتلك الأمريكي اليوم أوراقًا كثيرة ومؤلمة لتحقيق نصر سياسي للكيان في معركته الوجودية؛ وذلك بتهديد وجود المترددين ممن يسميهم حلفاء في المنطقة بضرورة الانصياع لمخططه والتهافت نحو التطبيع، ومن أكبر هذه الأوراق وأخطرها، السطو على أموالهم وأصولهم تحت أي ذريعة، والحصار الاقتصادي الشامل بما فيه التحويلات المالية، كما هي حال تجاربه مع إيران وليبيا وسوريا والعراق.
وتبقى فصائل المقاومة في خيارات أوسع وأرحب طالما اتسعت جغرافياتها وعتادها وعددها، وطالما المد الدولي يتسع لمناصرتها، وطالما الهيمنة الأمريكية في أفول تدريجي متسارع.
فمُخالفة الكيان الصهيوني اليوم لعقيدته العسكرية ولنظرية الحروب الخاطفة، وتعمُّده إطالة عمر الحرب على غزة، تهدفُ إلى هندسة اليوم التالي للطوفان، وجعله مُربحًا له ولرعاته من خلفه.. والله غالب على أمره .
قبل اللقاء: "من الغباء أن تستخدم نفس الأدوات دائمًا، ثم ترجو نتائج مختلفة في كل مرة".
وبالشكر تدوم النعم....،
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مخاوف إسرائيلية من تكرار سيناريو أمستردام في ألمانيا
تزداد التحذيرات والمخاوف في ألمانيا من تكرار أحداث أمستردام، وذلك قبل أيام من مواجهة مكابي تل أبيب الإسرائيلي وألبا برلين الألماني في الدوري الأوروبي لكرة السلة، وفق تقارير عبرية.
ومن المقرر أن يستقبل ألبا برلين فريق مكابي تل أبيب الخميس المقبل، ضمن الجولة الـ12 من مرحلة الدوري.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الجالية الإسرائيلية تشعر بالخوف من حضور المباراة بسبب احتمال حدوث ما سمتها "سيناريو أمستردام 2".
وأكدت أن جماهير الفريق الإسرائيلي والمشجعين الموجودين في ألمانيا يرفضون حتى اللحظة شراء تذاكر المباراة، إذ اقتنى 20 مشجعا فقط تلك التذاكر مقارنة بشراء المئات منها في السابق لحضور فعاليات رياضية مماثلة.
شعارات معادية لفلسطين وتمزيق لأعلامها.. استفزازات أشعلت اشتباكات قبل وبعد مباراة كرة قدم بين فريق إسرائيلي وهولندي في أمستردام. pic.twitter.com/XvnzCDr7De
— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) November 9, 2024
وقالت الصحيفة "رغم أن مئات الإسرائيليين يعتزمون حضور المباراة، فإن التحذيرات من خطورة ذلك تزايدت خلال الأسبوع الماضي".
وبالتزامن مع هذه المباراة، كان من المخطط أن ينظم الإسرائيليون مظاهرة في ألمانيا للتضامن مع المحتجزين الإسرائيليين في غزة كما حدث العام الماضي، لكن هذه المرة لن تكون هناك فعالية تضامنية كما أنه من المحتمل ألا يكون هناك مشجعون من الأساس، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
وأبرزت الصحيفة تصريحات مسؤولين في الجالية الإسرائيلية بألمانيا قالوا فيها إن "هناك حالة من الخوف الشديد قبل المباراة. جماهيرنا لم يشتروا التذاكر، ويفضّلون مشاهدة المباراة في المنزل عبر شاشات التلفزيون".
وتخشى ألمانيا من تعرض الجماهير الإسرائيلية لما وصفته الصحيفة "بالهجوم عليها من قبل أشخاص معادين للسامية"، أو إظهار الكراهية لإسرائيل من قبل المؤيدين للقضية الفلسطينية.
وكانت العاصمة الهولندية أمستردام شهدت في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري اشتباكات بين مشجعي فريق مكابي تل أبيب وأنصار فريق أياكس أمستردام لكرة القدم، في أعقاب أعمال شغب للمشجعين الإسرائيليين في شوارع المدينة قبل المواجهة.
وأعلنت الخارجية الإسرائيلية في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إصابة 10 إسرائيليين وفقد الاتصال باثنين آخرين بعد تعرضهم لما وصفتها بحوادث عنف في أمستردام، وهو ما تخشى إسرائيل حدوثه مرة أخرى.
5 مصابين واعتقال العشرات بعد شغب مشجعين إسرائيليين بهولنداhttps://t.co/aYrL8ITIj7 pic.twitter.com/73izlteNre
— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) November 8, 2024
حينها، قالت الشرطة الهولندية إنها اعتقلت 62 شخصا بعد قيام مشجعي الفريق الإسرائيلي بفوضى وأعمال تخريب بأمستردام، وفي الوقت نفسه توجهت طائرة إسرائيلية إلى العاصمة الهولندية لإجلاء مشجعي الفريق من هناك الذين قدرت إسرائيل عددهم بـ2700 شخص.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت الأحداث والمناسبات الرياضية عديدا من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، والمنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، لوّح مشجعو فريق باناثينايكوس اليوناني بالأعلام الفلسطينية على مدرجات ملعب أوكا الأولمبي خلال مباراة فريقهم ضد مكابي تل أبيب بالذات بالدوري الأوروبي لكرة السلة، كما رفعوا لافتة عملاقة كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية، الحرية لفلسطين".
“STOP GENOCIDE. Freedom to Palestine”
Panathinaikos basket Ultras displayed a giant banner tonight as their team faced Maccabi Tel Aviv in the Euroleague.
Fans across all sports say no to Israeli warcrimes. pic.twitter.com/Kll0rj0GQ2
— leylahamed.bsky.social (@leylahamed) November 12, 2024
كما رددوا شعارات تندد بالممارسات الإسرائيلية بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، من بينها "المشجعون في الألعاب الرياضية كافة يقولون لا لجرائم الحرب الإسرائيلية" في غزة ولبنان.
جماهير فريق باناثنايكوس اليوناني، يرفع أعلام فلسطين، ولافتات ضخمة تدعو إلى وقف العدوان على قطاع #غزة و #لبنان، خلال مباراة مع فريق مكابي حيفا "الإسرائيلي" ضمن منافسات الدوري الأوروبي لكرة السلة. pic.twitter.com/8E83i32RbH
— الساهرة (@alsahera_ar) November 12, 2024
ورفعت جماهير باريس سان جيرمان الفرنسي لافتة كبيرة خلال مباراة فريقها ضد أتلتيكو مدريد الإسباني في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم كُتب عليها "الحرية لفلسطين" ورفعوا العلمين الفلسطيني واللبناني.
جماهير باريس سان جيرمان تدعم فلسطين خلال مواجهة أتليتكو مدريد بدوري أبطال أوروبا pic.twitter.com/GAZCUhKDmR
— شبكة رصد (@RassdNewsN) November 6, 2024
كما حمل مشجعو غلطة سراي التركي لافتات داعمة لفلسطين قبل انطلاق مباراة فريقهم ضد توتنهام في الدوري الأوروبي لكرة القدم كُتب عليها بالإنجليزية "فلسطين حرة" و"الإبادة الجماعية في فلسطين" و"اتركوا أطفال غزة يعيشون".
Galatasaray taraftarları Tottenham maçında “Özgür Filistin” pankartı açtı../ pic.twitter.com/Wju1j8eGmu
— Kenan Kıran (@kenan_kiran) November 7, 2024