جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-30@14:51:47 GMT

سيناريو الغرب لما بعد الطوفان

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

سيناريو الغرب لما بعد الطوفان

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

كَتَب الرئيسُ الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون كتابه الشهير "نصر بلا حرب"، والذي أوضح فيه ما يعتقد أنها الإستراتيجية المُثلى لبلاده للسيطرة على العالم دون الحاجة لإطلاق رصاصة واحدة.

وقد لخَّص الرئيس نيكسون إستراتيجيته في نقطتين:

- الأولى: تشويه سُمعة البلد المُستهدف، وتعبئة الرأي العام الأمريكي والدولي ضده، وتهييج الوسط الشعبي داخله بما يهزُّ قوته وسيطرته السياسية والإدارية في الداخل وصورته في الخارج.

- الثانية: حشد أكبر قدر مُمكن من الجيوش والأساطيل الأمريكية والاستعداد للحرب؛ بحيث يدخل في عقل البلد المقصود أن الحرب واقعة لا محالة، وأنَّ النصر على الولايات المُتحدة بكل إمكاناتها العسكرية والاقتصادية والتقنية أمرٌ مستحيل، عندئذ يستسلم الهدف ويتحقق النصر من دون حرب. وتحدث عن الصين كمَارِدٍ نائم يجب ألا يتم إيقاظه، كما قال نابليون بونابرت.

الأمريكان بطبيعة الحال ينامون على نظرياتهم ويفتنون بها إلى حد الثمالة، وبالنتيجة ترحيلهم لتلك النظريات وإعادة استخدامها مرارًا وتكرارًا دون مراجعة أو تقييم أو الاحتكام للغة الزمان والمكان. لهذا؛ فهم ما زالوا يرجون الانتصارات بلا حرب، وكما خطط وحلم نيكسون، رغم الكم الهائل من المُتغيرات حولهم.

فاليوم، نجد الأمريكي يحاول إعادة إنتاج الكيان الصهيوني وترميمه وجبر ضرره، بعد أن بَان عواره وهزاله في طوفان الأقصى، ولكن هذه المرة عبر نصر سياسي يُلزم به من يعتبرهم حلفاء له في المنطقة، بتوزيع أدوار سياسية عليهم لإبطال مفاعيل الهزيمة العسكرية النكراء للكيان ورعاته من قبل فصائل المقاومة.

التطبيع والهرولة نحو الكيان ستكون الخطوة الأولى في إستراتيجية "النصر" التي يسوقها الأمريكي اليوم، والتطبيع سيتبعه انفتاح سياسي واقتصادي وسياحي على الكيان، ثم تأتي الخطوة الأهم وهي التكتل العربي ضد تيار المُقاومة وفصائلها.

وهذا التكتل سيبدأ سلميًّا، ثم تتبعه خطوات أخرى قد تصل إلى المواجهة والصدام العسكري بين نُظم التطبيع وفصائل المُقاومة، بالنيابة عن الأمريكي والكيان الصهيوني وبدعم ومُباركة منهما.

فالغرب اليوم أدرك أنَّ نظرية الرئيس نيكسون قلبها الواقع المُعاش إلى "حرب بلا نصر"، وبمقتضى هذا الواقع المُر صار لزامًا عليه البحث عن صيغة نصر تطيل عمر الكيان وتعزز من عمره الافتراضي وثباته في معركة الوجود.

يمتلك الأمريكي اليوم أوراقًا كثيرة ومؤلمة لتحقيق نصر سياسي للكيان في معركته الوجودية؛ وذلك بتهديد وجود المترددين ممن يسميهم حلفاء في المنطقة بضرورة الانصياع لمخططه والتهافت نحو التطبيع، ومن أكبر هذه الأوراق وأخطرها، السطو على أموالهم وأصولهم تحت أي ذريعة، والحصار الاقتصادي الشامل بما فيه التحويلات المالية، كما هي حال تجاربه مع إيران وليبيا وسوريا والعراق.

وتبقى فصائل المقاومة في خيارات أوسع وأرحب طالما اتسعت جغرافياتها وعتادها وعددها، وطالما المد الدولي يتسع لمناصرتها، وطالما الهيمنة الأمريكية في أفول تدريجي متسارع.

فمُخالفة الكيان الصهيوني اليوم لعقيدته العسكرية ولنظرية الحروب الخاطفة، وتعمُّده إطالة عمر الحرب على غزة، تهدفُ إلى هندسة اليوم التالي للطوفان، وجعله مُربحًا له ولرعاته من خلفه.. والله غالب على أمره .

قبل اللقاء: "من الغباء أن تستخدم نفس الأدوات دائمًا، ثم ترجو نتائج مختلفة في كل مرة".

وبالشكر تدوم النعم....،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سيناريو ترامب للتطهير العرقي بغزة يعكس خلفيته العقارية

واشنطن- بعد ساعات فقط من موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رفع الحظر الذي فرضه سلفه جو بايدن على شحن القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام لإسرائيل، قال ترامب إنه يود أن يرى الأردن ومصر ودولا عربية أخرى تستقبل مزيدا من اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة بحجة "تطهير المنطقة التي مزقتها الحرب".

واعتبر غريغوري أفتانديليان، خبير ملف سلام الشرق الأوسط والأستاذ بالجامعة الأميركية بواشنطن، أن تصريح ترامب يعكس خلفيته العقارية من جهة، وصداقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة أخرى.

ويوضح أن ترامب يرى من الناحية العقارية أن إعادة إعمار غزة ستكون أسهل بكثير إذا كان هناك عدد أقل من النازحين في القطاع، أما من ناحية علاقته بنتنياهو، فهو يريد إقناعه بأن هذه الخطة تهدف إلى إبقاء العديد من الفلسطينيين لاجئين إلى الأبد خارج قطاع غزة، لإفساح المجال للمستوطنين الإسرائيليين.

رفض أردني ومصري

من جهته، رد الأردن وبسرعة على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي الذي نفى بصورة قاطعة موافقته على أي خطط لترحيل سكان غزة، كما أصدرت الخارجية المصرية بيانا صارما بالمعنى نفسه.

وكان ترامب قد أثنى على الأردن لقبوله اللاجئين الفلسطينيين سابقا، وقال إنه أخبر الملك عبد الله الثاني "أود أن تستقبل المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بالكامل الآن أنه في حالة فوضى حقيقية"، وقال إن "هذه الحركة الجماعية للفلسطينيين قد تكون مؤقتة أو طويلة الأمد".

إعلان

وقال ترامب، خلال لقاء سريع مع الصحفيين على متن طائرة الرئاسة مساء السبت، إنه ناقش رؤيته في مكالمة في وقت سابق مع ملك الأردن، وأضاف أنه سيتحدث الأحد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معلقا على ذلك "أود من مصر أن تأخذ الناس، أنت تتحدث عن 1.5 مليون شخص على الأرجح".

وحتى انقضاء منتصف يوم الاثنين بتوقيت واشنطن، لم يصدر أي بيان من البيت الأبيض عن مهاتفة ترامب للسيسي، رغم صدور عدة بيانات عن مكالمات أجراها ترامب خلال اليوم، لكنها لم تتضمن واحدة مع نظيره المصري كما كان متوقعا.

ويتكوف (يمين) التقى نتنياهو في القدس قبيل الإعلان عن التوصل لتفاهمات لاتفاق لوقف إطلاق النار (الصحافة الإسرائيلية) قطعة أرض

جاءت طلبات ترامب بتهجير سكان غزة خارج القطاع متسقة مع اختياره لصديقه وزميله في قطاع العقارات بنيويورك ستيفن ويتكوف، مبعوثا خاصا للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، وهو ما يعكس فهم ترامب لطبيعة الصراع على أنه "خلاف على قطعة أرض".

ورغم أن ويتكوف لم يتلق أي تدريب دبلوماسي، وليس له أي خبرات سياسية، فإن أصدقاءه يشيرون إلى عمق علاقاته التجارية والاستثمارية التي بناها في المنطقة، خاصة في الإمارات وقطر وإسرائيل، كما أن له علاقات جيدة مع جاريد كوشنر صهر ترامب والمطور العقاري، الذي لعب دورا أساسيا بالتمهيد لتوقيع "اتفاقيات أبراهام" قبل 5 سنوات.

وامتدح ترامب مبعوثه ويتكوف بعد دوره البارز ومساهمته بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، وخصه بمعاملة خاصة في مراسم تنصيبه، وسمح له بتوجيه كلمة شاهدها الملايين حول أميركا والعالم.

ربح شخصي

يعتقد تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية، والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن، "أن ترامب قد يراقب ما إذا كان هناك ربح شخصي يمكن تحقيقه من الاتفاق، سواء عن طريق الشراكة مع الشركات الإسرائيلية التي ستعمل على إعادة السكان اليهود للمستوطنات، أو العلاقات المالية مع دول الخليج التي قد تشارك في إعادة إعمار غزة".

إعلان

وأشار دان إلى تصريحات لكوشنر، حين ذكر في مقابلة مع الباحث في جامعة هارفارد طارق مسعود في مارس/آذار 2024 أن "ممتلكات الواجهة البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، الأوضاع مؤسفة بعض الشيء هناك، ولكن من وجهة نظر إسرائيل سأبذل قصارى جهدي لإخراج الناس ثم تنظيف المنطقة".

واعتبر دان أن "هذا يذكرنا بقوة بحديث ترامب الأخير عن تطهير غزة، ويشير إلى أن المنطقة بأكملها يتم النظر إليها بعين مثمن عقاري، وهذا بالطبع رأي شخصي، ولكن في ظل الظروف وبالنظر إلى التصريحات، فمن المؤكد أنها ضمن نطاق الاحتمالات الواردة".

من ناحية أخرى، وفي حديث له مع شبكة "سي إن إن"، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرب من ترامب "لا أعرف ما الذي يتحدث عنه ترامب، لكن عندما أذهب للتحدث إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أو إلى الإمارات أو مصر، وأسألهم عن خطتهم للفلسطينيين وإذا كانوا يريدون منهم أن يغادروا، فإني أرى أنهم يريدون أن يتمكن الفلسطينيون من العيش بكرامة مع توفير الأمن لإسرائيل".

وأضاف السيناتور غراهام "لكن السؤال المطروح هو سؤال جيد، هل يدعم العالم العربي إبعاد الفلسطينيين من غزة؟ سأتفاجأ إذا وافقوا على ذلك".

مقالات مشابهة

  • سيناريو كورونا.. مستشفى مكناس يدعو إلى تقليص عدد الزوار وارتداء الكمامات للحد من انتشار بوحمرون
  • تشكيل النصر المتوقع أمام الرائد اليوم في الدوري السعودي
  • موعد مباراة النصر والرائد اليوم في الدوري السعودي والقناة الناقلة والمعلق
  • سعر الدولار الأمريكي اليوم الخميس 30 يناير
  • أحمد الشرع: أولوياتنا اليوم ملء فراغ السلطة
  • اليوم.. "الشيوخ الأمريكي" يصوت على معاقبة "الجنائية الدولية" بسبب إسرائيل
  • شاهد| قراءة في خطاب السيد القائد في ذكرى  شهيد القرآن.. من الثورة إلى الطوفان
  • سيناريو ترامب للتطهير العرقي بغزة يعكس خلفيته العقارية
  • سعر الدولار الأمريكي بالبنوك اليوم الثلاثاء 28-1-2025
  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم