جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-01@07:59:24 GMT

فلسطين.. أبعاد فكرية وثقافية

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

فلسطين.. أبعاد فكرية وثقافية

 

 

كمال بن حسن اللواتي

عُقدت قبل عدة أيام جلسة حوارية في النادي الثقافي بعنوان "فلسطين.. أبعاد فكرية وثقافية"؛ حيث جرت استضافة الدكتورة شفيقة وعيل والشاعر أحمد العبري والكاتب علوي المشهور بإدارة الشاعر سالم الرحبي. وأتناول هنا بعض النقاط التي طرحت في الحوار والتعليقات المُختصرة عليها:

1- نقد طبيعة التضامن العربي، وأنَّ ما نقوم به غياباً تاماً للفعل السياسي وحضور لحالة من التضامن فقط التي لا ترتجي تغيير الواقع ولا تسعى بالضغط بشكل أكبر؛ فمثلا موضوع المقاطعة -رغم كونه فعلاً أخلاقيًّا مُهمًّا- أصبح بمثابة نهاية للفعل السياسي وليس بداية له، وهو يُمثل حالة من رفع العتب.

وقس على ذلك الوقفات التضامنية التي لا تحمل أية مطالبات موجهة للداخل؛ مثل: استخدام سلاح النفط لتحقيق الضغط على القوى الداعمة لإسرائيل، وهي تشبه الحفلات التأبينية أو البكاء على الأطلال.

أتفق مع هذا الطرح في المبدأ، ولكن في ظل هذا الواقع الضعيف على مستوى الدول، وعدم قدرة الشعوب على الضغط بشكل أكبر، والتحسُّب من الولايات المتحدة، وقبول عدد من الدول العربية لما تقوم به أمريكا؛ فلن يكون هناك فعل سياسي حقيقي للضغط على أمريكا لكي تصرخ كما صرخت عام 1973م أيام حرب أكتوبر وعندما جرى حظر النفط عنها.

وضَعْف العالم العربي ضعف بنيوي، ولا يمكن أمام هذا الواقع أن تتحدى الحكومات القوى العظمى، بل ستتماهى مع مُعظم سياساتها.

2- تحدَّث الحضور عن التطبيع، وأن قطار التطبيع لم يتوقف رغم حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، والاختلاف ليس في مبدأ التطبيع، وإنما في الأثمان المرجوة للدولة التي تتحاور وليس لفلسطين، وهذا أيضًا صحيح، ومن أسبابه الرئيسية خروج مصر من معادلة الصراع العسكري بعد معاهدة السلام، وبخروجها اختلَّ التوازن العسكري بشكل كبير جدًّا، وشجَّع الأردن على التوقيع على معاهدة وادي عربة التطبيعية، وكذلك انخرط الفلسطينيون في التوقيع على اتفاقيات أوسلو، وبعدها بعقود انخرطت دول أخرى في التطبيع مع العدو الصهيوني.

وهذا الوضع لا يُبشِّر بالخير أبدًا؛ بل هو مُبشِّر للمُطبَّعين. لذلك لا يجب نشر التفاؤل الخدّاع، وإنما ينبغي الحذر والجاهزية للسيناريوهات السيئة المحتملة.

3- تحدث البعض عن احتجاجات الطلبة في الجامعات الغربية ضد حرب الإبادة الجارية في غزة، وغياب طلبة الجامعات العربية وخصوصا جامعة السلطان قابوس؛ باعتبار أن سلطنة عُمان تبذل دورًا نشطًا على المستوى الإعلامي مقارنة بالدول التي لا نرى لها حِرَاكا شعبيًّا أو حكوميًّا؛ وبالتالي يقترحون أنْ تكون جامعة السلطان قابوس منخرطة ومتضامنة مع المسيرات التي تنظمها الجامعات الغربية، وأن تكون هناك قاعة مخصصة تتحول إلى منبر يعتلي منصتها كل من أراد الخطابة أو إبداء وجهة نظر حول طوفان الأقصى أو إلقاء الأشعار وإقامة حوارات حول القضية الفلسطينية ومستقبل طوفان الأقصى وتداعياتها على المنطقة وعلاقتها بحل الدولتين، وكل هذا الحراك سيكون في صالح طلبة الجامعة ورفع مستواهم الفكري والثقافي والسياسي حول القضية الفلسطينية وقضايا الأمة بشكل عام، وهي كلها أجواء صحية تصبُّ في صالح الطلبة، وعلينا ألا نتخوف من هذه الأجواء بحجج مختلفة، وأن تكون أصالة الإباحة مُقدَّمة على أصالة المنع.

4- تطرقت الندوة إلى أهمية فلسطين السياسية، وكيف أنها تاريخيًّا تسببت في سقوط حكومات وقيام أخرى، وأنها تظل قلب العالم القديم؛ فهي تتوسط آسيا وأوروبا وإفريقيا، وكانت تتصارع عليها الحضارات عبر التاريخ قديمًا وحديثًا. ولا يمكن تحقيق أي وحدة أو تقارب عربي أو إسلامي بدون حل هذه القضية الشائكة.

5- كان هناك نقد لمخاطر نشر الخطاب الذي يدّعي اقتراب النصر، وكيف أن الوجه الآخر له ليس سوى تثبيط وانهزام، وهو ما يدفع الآخرين بشكل ما للتخلي عن مسؤوليتهم في دعم القضية الفلسطينية، بدعوى أن النصر قريب وأن إسرائيل ستسقط من الداخل؛ لذا يجب القول إنَّ نبوءة الثمانين عامًا لا ينبغي أن نؤمن بتحققها، لأنها قد تجعل الداعمين لفلسطين ينتظرون بدلًا من أن يتخذوا موقفا ويضحون من أجل فلسطين، وهذا له انعكاساته النفسية السلبية في خلق ثقافة انتظار وانهزام وفُرجة!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نميرة نجم توضح تفاصيل جلسات الاستماع أمام المحكمة بشأن القضية الفلسطينية

تحدثت السفيرة نميرة نجم، عضو الفريق القانوني الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية، عن تفاصيل جلسات الاستماع أمام المحكمة بشأن القضية الفلسطينية، حيث تتصدر قضية نفاذ المساعدات الإنسانية المشهد، وسط الجدل الدائر حول القانون الإسرائيلي الذي يفرض قيودًا على وصول وكالة "الأونروا" إلى المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وأكدت ، خلال حديثها ببرنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة" أن الجلسات استهلتها الأمم المتحدة ووكالة الأونروا، تلتها مداخلة الجانب الفلسطيني، قبل أن تأتي المداخلة المصرية لتشكل نقطة تحول بارزة في النقاش القانوني.

وأشارت إلى أن المداخلات شددت على التزامات إسرائيل القانونية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة فيما يتعلق بتسهيل وصول المساعدات.

 وأكدت أن المداخلة المصرية أبرزت ضرورة التزام إسرائيل بصفتها دولة احتلال بتأمين المعابر، وعدم استخدام سياسة التجويع كأداة حرب، مشددة في الوقت ذاته على موقف مصر الثابت في دعم القانون الدولي ورفض تهجير الفلسطينيين.

كما سلطت المداخلة المصرية الضوء على استحالة الحياة الطبيعية للفلسطينيين في أراضيهم، وهو أمر يتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية، مؤكدة أن الالتزامات الدولية تفرض على إسرائيل، بصفتها عضوًا في الأمم المتحدة، ضمان حقوق المدنيين، خاصة في ظل الوساطة الثلاثية المصرية القطرية الأمريكية.

طباعة شارك الفريق القانوني الفلسطيني نميرة نجم القانون الدولي محكمة العدل الدولية الاونروا

مقالات مشابهة

  • السعودية والأردن تبحثان تحضيرات مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية
  • فنون جميلة أسيوط تنظم معرضًا فنيًا تحت عنوان دلالات الرمز للتعبير عن القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد جلسة اليوم بشأن القضية الفلسطينية
  • جلسة لمجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية اليوم
  • نميرة نجم توضح تفاصيل جلسات الاستماع أمام المحكمة بشأن القضية الفلسطينية
  • أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: لم تعد المشاركة في الأعمال العالمية تهمني بسبب مواقفهم من القضية الفلسطينية
  • أحمد مالك: لم أعد مهتما بالمشاركة في الأعمال العالمية لموقفهم من القضية الفلسطينية