جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-02@16:16:12 GMT

فلسطين.. أبعاد فكرية وثقافية

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

فلسطين.. أبعاد فكرية وثقافية

 

 

كمال بن حسن اللواتي

عُقدت قبل عدة أيام جلسة حوارية في النادي الثقافي بعنوان "فلسطين.. أبعاد فكرية وثقافية"؛ حيث جرت استضافة الدكتورة شفيقة وعيل والشاعر أحمد العبري والكاتب علوي المشهور بإدارة الشاعر سالم الرحبي. وأتناول هنا بعض النقاط التي طرحت في الحوار والتعليقات المُختصرة عليها:

1- نقد طبيعة التضامن العربي، وأنَّ ما نقوم به غياباً تاماً للفعل السياسي وحضور لحالة من التضامن فقط التي لا ترتجي تغيير الواقع ولا تسعى بالضغط بشكل أكبر؛ فمثلا موضوع المقاطعة -رغم كونه فعلاً أخلاقيًّا مُهمًّا- أصبح بمثابة نهاية للفعل السياسي وليس بداية له، وهو يُمثل حالة من رفع العتب.

وقس على ذلك الوقفات التضامنية التي لا تحمل أية مطالبات موجهة للداخل؛ مثل: استخدام سلاح النفط لتحقيق الضغط على القوى الداعمة لإسرائيل، وهي تشبه الحفلات التأبينية أو البكاء على الأطلال.

أتفق مع هذا الطرح في المبدأ، ولكن في ظل هذا الواقع الضعيف على مستوى الدول، وعدم قدرة الشعوب على الضغط بشكل أكبر، والتحسُّب من الولايات المتحدة، وقبول عدد من الدول العربية لما تقوم به أمريكا؛ فلن يكون هناك فعل سياسي حقيقي للضغط على أمريكا لكي تصرخ كما صرخت عام 1973م أيام حرب أكتوبر وعندما جرى حظر النفط عنها.

وضَعْف العالم العربي ضعف بنيوي، ولا يمكن أمام هذا الواقع أن تتحدى الحكومات القوى العظمى، بل ستتماهى مع مُعظم سياساتها.

2- تحدَّث الحضور عن التطبيع، وأن قطار التطبيع لم يتوقف رغم حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، والاختلاف ليس في مبدأ التطبيع، وإنما في الأثمان المرجوة للدولة التي تتحاور وليس لفلسطين، وهذا أيضًا صحيح، ومن أسبابه الرئيسية خروج مصر من معادلة الصراع العسكري بعد معاهدة السلام، وبخروجها اختلَّ التوازن العسكري بشكل كبير جدًّا، وشجَّع الأردن على التوقيع على معاهدة وادي عربة التطبيعية، وكذلك انخرط الفلسطينيون في التوقيع على اتفاقيات أوسلو، وبعدها بعقود انخرطت دول أخرى في التطبيع مع العدو الصهيوني.

وهذا الوضع لا يُبشِّر بالخير أبدًا؛ بل هو مُبشِّر للمُطبَّعين. لذلك لا يجب نشر التفاؤل الخدّاع، وإنما ينبغي الحذر والجاهزية للسيناريوهات السيئة المحتملة.

3- تحدث البعض عن احتجاجات الطلبة في الجامعات الغربية ضد حرب الإبادة الجارية في غزة، وغياب طلبة الجامعات العربية وخصوصا جامعة السلطان قابوس؛ باعتبار أن سلطنة عُمان تبذل دورًا نشطًا على المستوى الإعلامي مقارنة بالدول التي لا نرى لها حِرَاكا شعبيًّا أو حكوميًّا؛ وبالتالي يقترحون أنْ تكون جامعة السلطان قابوس منخرطة ومتضامنة مع المسيرات التي تنظمها الجامعات الغربية، وأن تكون هناك قاعة مخصصة تتحول إلى منبر يعتلي منصتها كل من أراد الخطابة أو إبداء وجهة نظر حول طوفان الأقصى أو إلقاء الأشعار وإقامة حوارات حول القضية الفلسطينية ومستقبل طوفان الأقصى وتداعياتها على المنطقة وعلاقتها بحل الدولتين، وكل هذا الحراك سيكون في صالح طلبة الجامعة ورفع مستواهم الفكري والثقافي والسياسي حول القضية الفلسطينية وقضايا الأمة بشكل عام، وهي كلها أجواء صحية تصبُّ في صالح الطلبة، وعلينا ألا نتخوف من هذه الأجواء بحجج مختلفة، وأن تكون أصالة الإباحة مُقدَّمة على أصالة المنع.

4- تطرقت الندوة إلى أهمية فلسطين السياسية، وكيف أنها تاريخيًّا تسببت في سقوط حكومات وقيام أخرى، وأنها تظل قلب العالم القديم؛ فهي تتوسط آسيا وأوروبا وإفريقيا، وكانت تتصارع عليها الحضارات عبر التاريخ قديمًا وحديثًا. ولا يمكن تحقيق أي وحدة أو تقارب عربي أو إسلامي بدون حل هذه القضية الشائكة.

5- كان هناك نقد لمخاطر نشر الخطاب الذي يدّعي اقتراب النصر، وكيف أن الوجه الآخر له ليس سوى تثبيط وانهزام، وهو ما يدفع الآخرين بشكل ما للتخلي عن مسؤوليتهم في دعم القضية الفلسطينية، بدعوى أن النصر قريب وأن إسرائيل ستسقط من الداخل؛ لذا يجب القول إنَّ نبوءة الثمانين عامًا لا ينبغي أن نؤمن بتحققها، لأنها قد تجعل الداعمين لفلسطين ينتظرون بدلًا من أن يتخذوا موقفا ويضحون من أجل فلسطين، وهذا له انعكاساته النفسية السلبية في خلق ثقافة انتظار وانهزام وفُرجة!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف: مصر ثابتة على موقفها تجاه القضية الفلسطينية

افتتح الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم، الدورة التدريبية الدولية الثامنة لاتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، بمركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة ممثلين من ثماني دول، هي: مصر، والسعودية، والسودان، والجزائر، والسنغال، وتونس، والجابون، واليمن.

أكد الوزير أن انعقاد هذه الدورة في مسجد مصر الكبير ومركزه الثقافي الإسلامي يؤكد رؤية مصر في نشر العلم والمعرفة وتعزيز التعاون الإعلامي بين الدول الإسلامية، مشيرًا إلى أن التعاون المستمر بين وزارة الأوقاف واتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي له أثر واضح في تقديم خطاب ديني وإعلامي مستنير ومواكب لمتطلبات العصر.

أوضح الدكتور أسامة الأزهري أن اختيار عنوان الدورة "دور الإعلام في بناء الإنسان.. رؤية مستقبلية" يؤكد استيعابًا عميقًا لتحديات المرحلة الراهنة، مشددًا على أهمية الإعلام في تشكيل وعي الشعوب وترسيخ القيم الإيجابية، إذ يمثل الإعلام ركيزة كبرى في بناء الإنسان، وهو أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لوزارة الأوقاف.

كما أشار الوزير إلى أن هناك روابط وثيقة بين عمل وزارة الأوقاف واتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، إذ يعمل كلاهما على تقديم خطاب ديني وإعلامي يستوعب متطلبات العصر، ويعزز روح الانتماء الوطني والوعي بتحديات الواقع.

وخلال كلمته، أكد وزير الأوقاف أن الشعب المصري يحتشد بالكامل خلف قيادته السياسية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، في موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ورفضه القاطع لمحاولات التهجير القسري، مشددًا على أن الحل العادل يكمن في إعلان قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

من جانبه، أعرب الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، عن تقديره العميق لمصر قيادةً وشعبًا، مشيدًا بالتعاون المثمر مع وزارة الأوقاف في تنظيم هذه الدورة.

وأشار إلى أن الإعلام يمثل أداة قوية في بناء الشخصية الواعية وترسيخ القيم الإيجابية، مشددًا على مسئولية الإعلاميين في تقديم محتوى يرتقي بالعقول ويسهم في بناء مجتمعات أكثر وعيًا وقدرة على مواجهة التحديات.

وأضاف أن الإعلام هو صوت الشعوب، وعندما تُقدَّم الرسالة الإعلامية بموضوعية وصدق، فإنها تؤثر إيجابيًّا على تشكيل وعي الأفراد، وتسهم في ترسيخ القيم والمبادئ.

وتقام الجلسات التدريبية والمحاضرات العلمية في أكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر، بمشاركة نخبة من كبار العلماء والمتخصصين في الإعلام والدعوة، بهدف تعزيز دور الإعلام في نشر الفكر الوسطي ومواجهة التحديات الراهنة.

وخلال كلمته، أشاد محمد نوار، رئيس الإذاعة المصرية، بدور وزارة الأوقاف في تنظيم الدورة، مؤكدًا أنها تشكل نقلة نوعية جديدة في الخطاب الديني والإعلامي، كما عبَّر الأستاذ صلاح القادري، رئيس قطاع إذاعة الجمهورية اليمنية، عن إعجابه بمسجد مصر الكبير ومركزه الثقافي، مشيدًا بدور مصر الرائد في دعم القضايا العربية والإسلامية، كما أعرب عبد المجيد مرايحي، رئيس القناة الأولى بالتليفزيون التونسي، عن سعادته بتواجده بهذا الحفل الكريم، مقدمًا التحية لوزير الأوقاف على حسن اختيار عنوان اللقاء، مؤكدًا أن هذا الموضوع يأتي في وقت نحن في أمس الحاجة إليه، مشيدًا بالنقلة النوعية التي يشهدها هذا الاتحاد.

وفي ختام كلمته، دعا وزير الأوقاف إلى مواصلة التعاون بين المؤسسات الإعلامية والدينية، مشيدًا بجهود الإعلام المصري في تشكيل وعي المجتمع ودعم قضايا الأمة، سائلاً الله -تعالى- أن يحفظ بلادنا وأوطاننا جميعًا، وأن يعم الأمن والسلام على العالم أجمع.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف: مصر ثابتة على موقفها تجاه القضية الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: الشعب المصري بكل أطيافه يرفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
  • سامح عاشور: الموقف المصري ثابت في دعم فلسطين ورفض تصفية القضية
  • كاتب صحفي: صمود مصر في القضية الفلسطينية «أسطوري»
  • وزير الخارجية الإيراني: عملية طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية
  • العلاقات الروسية السورية.. أبعاد تاريخية واستراتيجية لسورية الموحدة
  • سياسة.. فن.. رياضة القضية الفلسطينية
  • مستقبل قضية فلسطين واتفاقات التطبيع خلال ولاية ترامب الثانية
  • "هيئة العُلا" توقع شراكات تراثية وثقافية مع مؤسسات إيطالية
  • أسباب خصم رصيد من عداد الكهرباء الكارت بشكل مفاجئ.. والإجراءات التي يجب اتباعها