قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن السوق السوداء المزدهرة للسجائر في غزة تمنح "نافذة" على الفوضى واليأس بالقطاع، عقب 9 أشهر من الحرب المدمرة.

وكشف تقرير للصحيفة الأميركية أن تهريب السجائر بشكل غير مشروع عبر المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل، يتم من خلال إخفائها بداخل البطيخ، وصناديق الحفاظات، قبل أن يتم بيع السيجارة الواحدة بـ 30 دولارا.

ويقول مسؤولون في مجموعات الإغاثة الإنسانية إن عصابات تتربص على طول الطريق الذي يمر عبر المناطق العسكرية في جنوبي غزة، وتقوم بنهب الشاحنات بحثا عن السجائر. 

وبمجرد وصول السجائر إلى السوق المفتوحة، تحاول سلطات حماس الحصول على جزء من المبيعات من خلال الغرامات والابتزاز، بحسب تجار ومدنيين. 

وتؤجج السوق السوداء الهجمات على شاحنات المساعدات الإنسانية، مما يعيق إيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، بينما يحذر مسؤولو الإغاثة من المجاعة.

ونظمت حماس مبيعات التبغ، وحظرته في بعض الأحيان خلال 17 عاما، من وجودها في السلطة، لكنها استفادت أيضا من فرض ضرائب باهظة على هذا المنتج. 

وقبل الحرب، كانت السجائر متوفرة على نطاق واسع في غزة، وهي وسيلة بسيطة للشعور بالراحة عند أفراد يعيشون تحت الحصار الإسرائيلي وحكم حماس.

وسمح الفراغ السياسي والأمني الذي خلفته الحرب في غزة بازدهار التجارة السرية، وفقا لمقابلات أجرتها صحيفة "واشنطن بوست" مع عشرات الأشخاص المتورطين أو المتضررين من تهريب السجائر في القطاع. 

وكان رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وضع خطة ما بعد الحرب سببا في إطالة أمد الفوضى وإحباط جنرالات الجيش، طبقا للصحيفة.

وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في غزة، جورجيوس بتروبولوس، إن العصابات الإجرامية طورت "عملية شبيهة بالكارتيلات".

وأضاف أنه بسبب الطلب على السجائر، فإن أي شاحنة يمكن أن تكون هدفا.

وردا على ذلك، عين بعض تجار القطاع الخاص حراسا مسلحين لحماية قوافل شاحناتهم من النهب.

وقال بتروبولوس إن الشاحنات التي تحمل مساعدات الأمم المتحدة هي "هدف أسهل"، لأنها لا تقوم بتعيين حراس خاصين.

وقال يزن أحمد (34 عاما) الذي كان يعمل مدير مطعم في مدينة غزة: "هناك فوضى أمنية". 

وبعد نزوحه إلى وسط غزة، أصبح أحمد يعتمد الآن بشكل كامل على المساعدات الغذائية الإنسانية، ولم يعد قادرا على شراء السجائر. 

وأضاف: "الأقوياء يأكلون الضعفاء".

مسار تهريب السجائر

وفي دير البلح، وسط قطاع غزة، شاهد نادل مطعم عاطل عن العمل يبلغ من العمر 26 عاما أرباحه ترتفع من جراء مخاطرته في هذه التجارة.

وقال لصحيفة "واشنطن بوست" دون الكشف عن هويته، إنه انضم إلى التجارة في وقت مبكر من الحرب لإطعام زوجته الحامل.

ويبدأ طريقه الحالي من أسواق الفاكهة والخضراوات في الضفة الغربية، حيث يدفع الأشخاص الذين يعملون معه لسائق لإخفاء السجائر في السلع التجارية المتجهة لغزة.

وقال في مقابلة عبر الهاتف: "نقوم بترتيب علب السجائر في أسفل الصناديق التي من المفترض أن تحتوي على الخضار. في كل مرة نخترع طريقة معينة".

وأضاف أن إحدى الطرق تتضمن إنشاء فتحة صغيرة في البطيخ وإفراغ اللب لإدخال عبوات بداخلها سجائر".

وتابع: "كل علبة فيها (20) سيجارة تكلفنا 3 شيكل (0.8 دولار) من الضفة الغربية، ونحن نبيعها هنا مقابل 2000 شيكل (53 دولارا)"، أي حوالى 27 دولارا للسيجارة الواحدة.

وفي معبر كرم أبو سالم، تقول إسرائيل إنه يتم تفتيش جميع البضائع لمنع حماس من تهريب الأسلحة. 

وقال رئيس الدائرة المدنية بمكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، إيلاد غورين، إنهم عثروا على "90 إلى 95 بالمئة" من السجائر المخبأة وصادرها المكتب، لكنه لم يرد على المزيد من الأسئلة التي طرحتها الصحيفة.

وبعد اجتياز التفتيش في معبر كرم أبو سالم، يدفع التجار لشركة نقل فلسطينية مرخصة من إسرائيل لنقل البضائع إلى الجانب الغزاوي.

ومن هناك، يقوم السائقون الذين تستأجرهم المنظمات الإنسانية، أو التجار من القطاع الخاص باستلام البضائع - إذا كان الطريق خاليا من القتال والعمليات الإسرائيلية - وينقلون البضائع إلى نقاط الإنزال ومستودعات المساعدات، إذا كان بإمكانهم الوصول دون تعرضهم للنهب أولا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: حركة حماس لن تحكم قطاع غزة مجددًا

قال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بأن حركة حماس "لن تحكم قطاع غزة مجددا".

طارق فهمي: حرب غزة أحدثت انقسامات كبيرة في المجتمع الإسرائيلي استُشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيمي البريج والنصيرات في غزة


وبحسب"سكاي نيوز عربية"، تحدث نتنياهو من ممر نتساريم داخل قطاع غزة، برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الجيش  حقق نتائج ممتازة في هدفنا المهم. أن حماس لن تحكم غزة".
وتابع، "نحن نضعف قدراتها العسكرية بشكل مثير للإعجاب. نحن نتحرك نحو قدراتها الإدارية. حماس لن تكون في غزة".

وقال: "سنستمر في القيام بذلك حتى نحقق للجميع الحياة الآمنة".
كما تحدث نتنياهو عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، الذين يعتقد أن عددهم 100، نصفهم فقط تقريبا على قيد الحياة.

وقال: "من يحضر لنا معلومات عن الخاطفين سيجد طريقا آمنا هو وعائلته للخروج من غزة. سنقدم أيضا تبرعا بقيمة 5 ملايين دولار لكل معلومة عن الخاطفين. الاختيار لكم".

واستطرد: "لكن النتيجة ستكون هي نفسها. سنعيد الجميع".

وفي السياق ذاته، أكد كاتس أن "المهمة الأساسية هي تحرير المختطفين وضمان عدم بقاء حماس في غزة"، مشيرا إلى أن "العمل مستمر في غزة حتى   تحقيق الهدف المنشود".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي: "علينا أن نتأكد أن حماس لن تحكم هنا في اليوم التالي (للحرب)، لهذا السبب حدث هنا ما حدث، وستستمر المهمة".

مقالات مشابهة

  • «الجمارك» تكشف تفاصيل المستندات اللازمة للإفراج الجمركي
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي
  • والعالم يحتفل بيوم الطفل .. أطفال اليمن وغزة ولبنان نموذج لأبشع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها أمريكا والعدو الصهيوني في ظل صمت دولي (تفاصيل)
  • ماذا تعرف عن قيادات حماس الـ6 الذين فرضت عليهم الخزانة الأمريكية عقوبات؟
  • ماذا نعلم عن ليندا مكماهون التي اختارها ترامب وزيرة للتعليم بإدارته المقبلة؟
  • حماس تستنكر العقوبات التي فرضتها أمريكا بحق قادة الحركة
  • نتنياهو: حركة حماس لن تحكم قطاع غزة مجددًا
  • نتنياهو من داخل غزة: حماس لن تحكم القطاع
  • الأوضاع الإنسانية تتفاقم بشمال القطاع.. والاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان
  • ماذا فعل القضاء الإيراني مع الطالبة التي خلعت ملابسها بجامعة طهران؟