سميرة سعيد: جمهور مهرجان موازين ذواق وحفلى أعاد لى ذكريات الطفولة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت الديفا سميرة سعيد عن حفلها بمهرجان موازين، إنه من أجمل الحفلات التي قدمتها، خاصة وأن المهرجان مهرجان عريق ودورته ال ١٩ تشكل عودة له من جديد.
وأضاف سميرة سعيد أن الكثير من الذكريات عادت لها لأنها وقفت على نفس المسرح وهي طفلة تغني لجمهور عريض، مشيرة إلى أن تفاعل الجمهور معها وغناءه أغنياتها القديمة والحديثة معها كان ممتع بالنسبة لها خصوصا في تلك الأغنيات الصعبة، وهو ما يؤكد على أن جمهور مهرجان موازين جمهور ذواق والوقوف أمامه ليس سهلا.
حرصت الديفا سميرة سعيد على مشاركة الجمهور أجمل وأهم لقطات حفلها في مهرجان موازين، والذي قالت عنه أن الحفل اعادها للطفولة، حيث أن المسرح الذي أحيت عليه حفلها بمهرجان موازين هو أول مسرح وقفت عليه سميرة سعيد وهي طفلة في عمر الـ 12 عام، وهو مسرح محمد الخامس.
امتدت الحفلة إلى 3 ساعات وسط هتافات كبيرة من الجمهور الذي ظل يردد ديفا ديفا وهتف أيضا لنجل سميرة سعيد شادي، والذي حرص على الصعود للمسرح لالتقاط بوكيه ورد قدمته احدي المعجبات للديفا سميرة سعيد، لتقدمه سميرة سعيد لجمهورها قائلة "ولدي".
على مدار 3 ساعات قدمت الديفا سميرة سعيد أجمل أغنياتها في الحفل، وبدلت ملابسها مرتين حيث حرصت على ارتداء ملابس مستواحاة من القفطان المغربي، وحضر الحفل أشقاء الديفا عادل وزوجته وغزلان وزوجها ونجوى، إضافة إلى الملحن الكبير عبد العاطي امنا، والذي تعاونت معه الديفا في أغنية بطاقة حب والتي غناها معها على المسرح كورال الأطفال، فيما طلب الجمهور إعادة غناء أغنيتها الشهيرة قال جاني بعد يومين فيما تفاعل الجمهور مع الديفا في أغنيتها المختلفة ومنها أغنية وعدي والتي رددها الجمهور بالكامل وسط حضور عدد من رجال الدولة والمسئولين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سميرة سعيد مهرجان موازين المسرح مهرجان موازین سمیرة سعید
إقرأ أيضاً:
الفن المقتول والرواية المبتورة
#الفن_المقتول و #الرواية_المبتورة _ د. #منذر_الحوارات
ردَّ الكاتب العظيم ومدير المسرح القومي البريطاني ديفيد هير، على قرار مارغريت تاتشر برفع الدعم عن المسرح بكلمات كانت بمثابة درس تجاوز حدود بريطانيا، إن السياح يأتون الى بريطانيا من أجل عمارتنا واسواقنا ومسارحنا، يأتون من أجل الثقافة التي أنتجتها بريطانيا عبر قرون وجسّدها المسرح، ثم أضاف: إن السياحة هي ثاني أكبر صناعة لدينا، فالسائح ينفق المال، والحكومة تجني الضرائب، فهي إذًا لا تدعم المسرح، بل تستثمر فيه، لأنها تدرك أنه ليس مجرد خشبة، بل هو أداة لتسويق بريطانيا، وأداة لتأكيد هويتها، وتحويل قصصها إلى اقتصاد وثقافتها إلى مورد وطني.
من هذه القصة نكتشف أن دعم الفن واجب على الدول، فالأمر أبعد من المال بكثير، فالفن هو المدماك الذي تُبنى عليه حكايات الشعوب وروايات الدول، لا يمكن بدون مسرح ودراما وسينما وأدب وموسيقى، أن تُبنى قصة وطنية تخص كل مواطن، والمؤسف أننا نتعامل مع الفن باعتباره كمالية، متناسين حكمة ديفيد هير، وعلى الرغم من أن الأردن لا يعاني من مشكلة في غزارة التاريخ، فهو مليء بالقصص والحكايات، إلا أنه يفتقر إلى من يحكيها، مشكلته ليست في غياب الهوية، بل في الوسائل التي تجعلها ملموسة ومحسوسة وقادرة على التحرك بانسيابية خارج الكتب والخطابات الرسمية والبيروقراطية الحكومية، وليس هناك أداة أفضل من الفن، وخصوصاً الدراما، للقيام بذلك، فهي الوحيدة القادرة على خلق ذاكرة جماعية وشخصيات تعيش في وجدان الناس لعقود.
لذلك، فإن غياب الدراما الأردنية الجادة ليس مجرد خسارة لصناعة فنية، بل هو تراجع في قدرة الأردن على أن يكون له حضور في الوجدان المحلي وصوت في الفضاء الثقافي العربي، في الماضي وضعت الدراما البدوية الأردن في كل بيت عربي، لكنها اختفت، إما لعجزها عن إحداث النقلة بين الماضي والحاضر المتجدد، أو لأنها فشلت في مواكبة التغيير في المجتمع، أو لأنها لم تتلقَّ الدعم المناسب لمواكبة ذلك التغيير، كل ذلك جعل الأردن بلا نافذة يطل منها على مواطنيه وعلى ملايين المشاهدين العرب، وخسر بالتالي الفرصة في أن يروي حكايته ويتحكم في تشكيل صورته، ليكون جزءاً من السردية العربية، لا مجرد بلد يُذكر فقط في الأخبار، بالتالي، فإن هذا التراجع لا يتعلق بالفن وحده، بل يُعد تراجعًا في الاستثمار في الهوية الوطنية، وفي بناء سردية يلمسها الأردنيون قبل غيرهم.
مقالات ذات صلة أزمة الهويات الأوروبية.. صراع وتحالف 2025/03/10أما الفنانون الأردنيون، فلم تقتصر معاناتهم على قلة الفرص، بل وجدوا أنفسهم خارج المعادلة، إذ انعدمت أمامهم المنصات التي تمنحهم الفرصة ليعبّروا عن أنفسهم، مما دفعهم إمّا للهجرة أو الاعتزال أو القبول بأعمال لا ترقى إلى مستوى إمكانياتهم، وأصبحوا ضحايا الفقر والفاقة، ولا نذكرهم أو نتغنى بهم وبماضيهم إلا عندما يتوفاهم الله، هذه الخسارة لا تقف عند الفنانين فحسب، بل تطال المواطن الأردني الذي افتقد الدراما المحلية، وبات يستهلك الدراما المصرية والتركية والخليجية، والتي – رغم كل الاحترام لها – لن يجد فيها الأردني محتوى يعبر عنه، لا عن لهجته ولا قصصه أو مشاكله وأحلامه أو هويته، وهنا، تُرك ليتبنى هويات الآخرين وتصوراتهم، لأن الفن ليس مجرد تسلية، بل هو أداة لصياغة الوعي وترسيخ الانتماء، وخلق شعور عميق بأن المكان الذي نعيش فيه ليس مجرد جغرافيا وجواز سفر، بل ذاكرة وقصة وهوية، ففي عالم اليوم، لا يكفي امتلاك التاريخ، بل يجب معرفة كيف نحكيه ونسوّقه.
لقد دافع ديفيد هير عن المسرح لأنه جزء من إرث بريطانيا وتاريخها واقتصادها، وبالتالي فإن الدفاع عن الفن، وخصوصاً الدراما في بلدنا، يجب أن يأخذ المنحى نفسه، لأنه دفاع عن حكاية الأردن وصورته في داخله ومحيطه، ودفاع عن هويته، فغيابه يترك فراغًا تملؤه هويات الآخرين، وربما أجنداتهم، وحتى لا نجد أنفسنا لاحقًا على قارعة الطريق، غارقين في الضياع، نبكي الرواية والهوية، ينبغي ألا نقتل الفن، لأن ذلك لن يقف عنده، بل سيطال هويتنا، التي ستصبح مبتورة، غير مكتملة، بلا روح، فالدول باتت تُعرف بفنونها كما تُعرف بحدودها، لذلك، فإن السؤال الذي يجب علينا طرحه لا يجب أن يقتصر على: لماذا تراجع الفن في الأردن؟ بل يجب أن يكون: كيف يمكن إعادته ليكون جزءاً أصيلًا في بناء البلد وهويته، لا مجرد هامش يمكن الاستغناء عنه؟ لأن نتيجة ذلك وخيمة.
الغد