تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في الأونة الأخيرة شهدت مصر عدة حوادث أسرية مؤسفة، كالمذبحة التي حدثت قبل أسابيع في قرية رستم بمحافظة الغربية، وتم اكتشاف أن الجاني هو الإبن الأكبر، والضحايا هم الأم والأشقاء الإثنين.
وفي نفس التوقيت، وعلى نفس غرار التسلسل البشع في تلك الحوادث، شهدت منطقة المقطم بالقاهرة تجرُد أب من صفاته الأبوية، وأقدم أكثر من مرة بمساعدة أبنائه على خطف وتعذيب ابنته «جنى» لابتزاز والدتها ماديا، لتقرر الفتاة التخلص من معاناتها على أيدي أقرب الناس لها وتلقى نفسها من الدور العاشر لتسقط جثة هامدة في عيد الأضحى الماضي.

 

الطالبة جنى 


فأثارت هذه الحوادث قلق ورعب لكثير من الأشخاص وهو ما ظهر جلياً في ردود الأفعال على منصات التواصل الإجتماعي، وجاءت بعض التعليقات كالتالي :
« لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم الناس جرالها ايه كل يوم نسمع عن حاجة شكل في القلوب معندهمش دم ولا رحمة ليه الناس بقيت بتاكل في بعضها كده والمشكله انها بتيجي من القريب قبل الغريب»

(تعليقات مستاءة بسبب الحوادث العائلية المتكررة)
 
تفسير الخبراء

وكان للخبراء المتخصصين تفسير للأسباب وراء تلك الحوادث، فمنهم من رأى أنها لم تصبح ظاهرة بعد، و أخر رأى أنه يجب تجريم الأسباب الأولية التي تؤدي لدوافع تلك الحوادث، ومن خلال هذا التحقيق تكشف «البوابة نيوز» العوامل الاجتماعية والنفسية والأمنية لهذه النوعية من الحوادث، كما تقدم الحلول التي أوصى بها الخبراء.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور فتحي قناوي أستاذ كشف الجريمة في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية لـ «البوابة نيوز»، أن تلك الحوادث الاسرية التي تثير قلق واضطراب رواد السوشيال ميديا لم تعد ظاهرة، لأنها لم تتخطى الـ10%، وأنها تحدث منذ القدم، فإن أول جريمة في التاريخ هي جريمة أسرية عندما قتل قابيل أخيه هابيل.

 نفسية القارئ

« ولكن نشر الجريمة بتفاصيلها الدقيقة البشعة هو ما يثير الرعب في نفوس الأشخاص، ويشعرهم بعدم الأمان حتى داخل محيط أسرتهم، وأحيانا أخرى ما توسوس تلك التفاصيل لبعض الأشخاص لتقليدها، ومن هنا تصبح وسائل التواصل الإجتماعي نقمة على مستخدميها في اتجاهين، لذلك كثيرا ما نجد تفاصيل جريمة ما مكرره مرات عديدة وفي أماكن مختلفة».. بهذة الكلمات فسر« قناوى» أن نشر تفاصيل الجريمة على منصات التواصل الإجتماعي يمكن أن تؤثر على نفسية القارئ في اتجاهين، فإما أن تقلقه أو أنها أحيانا ما توحي إليه بارتكاب جريمة مشابهة.


من أمن العقاب أساء الأدب

وفي هذا الصدد أوصت الدكتورة« فادية ابو شهبة» أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، بضرورة البدء في تجريم جميع الانتهاكات الأسرية غير المجرمة في التشريع المصري، موضحة أن هذه الانتهاكات تعد الخطوة الأولى في سلسلة الجرائم فيما بعد، «إن لم يلقى المعتدي الجزاء عند أول خطأ يرتكبه فإنه يتمادى لأن من أمن العقاب أساء الأدب».
وأرجعت «أبو شهبة » سبب كثرة تكرار تلك  الحوادث الأسرية، لأن قلما ما تحتاج للاحتياط من الجاني، وايضا قلما ما يبلغ المجنى عليه اعتقادا هذا يحافظ على أواصر الأسرة، جاهلين أن الكريمة لا تأتي مرة واحدة، ولكن تسبقها هذه الانتهاكات .


قلبي على ولدي انفطر

وأوضحت الدكتورة «فادية أبو شهبة» أمثلة للانتهاكات غير المجرمة :«عقوق الوالدين بكافة أشكاله يجب أن يجرم، فيجب عند هجر الوالدين وعدم السؤال عنهم، أو رفع الصوت عليهم أو تهديدهم، أو التنمر عليهم بسبب عجزهم، كل مثل هذه الانتهاكات يجب ان تجرم ويكون لها عقوبة، وألا يسمح للمجنى عليه التنازل عن الدعوة، لأن كثيرا ما يأتي أحد الوالدان ويتنازل عن حقه، وهذا يحدث بسبب حنية الوالدين على أبنائهم رغم وجود عقوق، فبتالي لا يحق للنيابة العامة الاستمرار في الدعوة لأن صاحب الشأن تراجع عنها».

حجب السوشيال ميديا و إعادة التهيئة
 

وفي ذات السياق قال الدكتور«جمال فرويز» استشاري الطب النفسي، أن وسائل التواصل الإجتماعي غزت المجتمع قبل أن يتم تهيئته لإستقبالها، مفسرا« لذلك يبحث رواد التواصل الإجتماعي دائما عن التفاهات والترند، والتي أدت لتدمير جميع العلاقات الإنسانية، فلذلك أؤيد وبشدة حجب السوشيال ميديا نهائي الى أن يستعيد المجتمع وعيه و قيمه التي فقدها في السنين الأخيرة».
وأكمل « فرويز» أن السبب الأخر لتدمير العلاقات الأسرية و إيصالها للجرائم هي غياب القدوة في متاهة السوشيال ميديا فأصبح مناعة المستخدمين ضعيفة وأحيانا منعدمة لأخذ أي شخص مثل أعلى وتقليد سلوكه وطريقة كلامه بغض النظر عن أن هذا الشخص لا يصلح أن يكون قدوة لأي أحد.


خطوات العلاج المجتمعي

وضع الدكتور«جمال فرويز» عدة خطوات لنمو الوعي لدى المجتمع لتجنب الأسباب والدوافع التي تؤدي للحوادث الأسرية، وهي:

مراقبة الأهل للتغيرات النفسية والأخلاقية التي تطرأ على أبناءهم، وإصلاحها أول بأول، والحرص على زرع القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية.
 سعي الأهل لإصلاح الخلافات بين أفراد العائلة وتحسين العلاقات بينهم.
 ضرورة تكثيف جهود الأزهر والكنيسة للتصدي لمن يروج للترندات الدينية التي تشتت الأجيال الحالية، وتزعزع الثقافة والهوية لجعلهم منساقين وراء الصرعات.
 مضاعفة جهود وزارة الشباب والرياضة لملئ فراغ الشباب فيما يفيد، بحيث أن تكون هناك أنشطة كثيرة ومتنوعة تساعد الشباب بالبعد عن توافه الأمور على السوشيال ميديا .
 ضرورة إنتاج أفلام ومسلسلات واقعية تناقش هذه المشاكل بعمق ومسؤولية، وتقديم الحلول الصحيحة والأخلاقية لها، والا تكتفي بعرض المشكلات فقد لأن ذلك يضاعف حالة اليأس و الضغينة.
بهذه النقاط وجه دكتور«جمال فرويز» الخطوات الأساسية لإعادة تهيئة المجتمع والتخلص من أثار السوشيال ميديا السلبية التي كانت من أهم أسباب وراء الجرائم الأسرية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجرائم الأسرية مصر استثناءات الخبراء يجيبون التواصل الإجتماعی السوشیال میدیا تلک الحوادث

إقرأ أيضاً:

أول ظهور علني لمايكل شوماخر منذ 11 عاما

كشفت مصادر مقربة من عائلة أسطورة سباقات "الفورمولا 1" الألماني مايكل شوماخر أنه ظهر علانية لأول مرة منذ 11 عاما يوم السبت في حفل زواج ابنته.

وبحسب صحيفة "ديلي ميرور" نقلا عن وسائل إعلام ألمانية، فإن شوماخر كان حاضرا في حفل زفاف ابنته جينا الذي أقيم في فيلا العائلة بمدينة مايوركا الإسبانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2القضاء الأرجنتيني يسمح بنقل رفات مارادونا إلى "النصب التذكاري إم 10"list 2 of 2تهميش ومصير غامض.. ظاهرة هروب الرياضيين التونسيين تتفاقم في السنوات الأخيرةend of list

ورغم أنه سافر جوا من منزل العائلة إلى فيلتهم في مايوركا من قبل، فإن الأمر كان مختلفا هذه المرة إذ ظهر أمام جميع المدعوين الآخرين في حفل الزفاف.

واتخذت تدابير لضمان خصوصية أسطورة "الفورمولا 1″؛ فقد ورد أن جميع الضيوف اضطروا إلى ترك هواتفهم المحمولة عند الباب حتى لا يتمكن أحد من التقاط صور للرجل البالغ من العمر 55 عاما.

ولا يزال شوماخر يحتاج إلى رعاية طبية على مدار الساعة بعد حادث التزلج في جبال الألب الفرنسية الذي غيّر حياته منذ أكثر من عقد من الزمن إذ ارتطم رأسه بصخرة.

ورغم نجاته، فإن بطل "الفورمولا 1" 7 مرات أمضى أشهرا في غيبوبة.

ومنذ أن سُمح له بالعودة إلى منزل العائلة على بحيرة جنيف في سبتمبر/أيلول 2014، تتولى رعايته زوجته كورينا وفريق من الأطباء.

وبسبب حمايتها الشديدة لخصوصية زوجها، سمحت كورينا بزيارته فقط لعدد قليل من الأصدقاء والأقارب الموثوق بهم، ويقال إن دائرة مقربة جدا داخل عائلة شوماخر وخارجها فقط من يعرفون تفاصيل حالته.

ولكن حضور مايكل لحفل زفاف ابنته قد يشير إلى تغير في موقف الأسرة.

18 years ago today, Michael Schumacher won his 91st and final F1 race ❤️???? pic.twitter.com/BMDAXDO93j

— Autosport (@autosport) October 1, 2024

ولا يتواصل شوماخر المصاب في حادثة التزلج مع الآخرين إلا برمشات العيون، وليس مصرحا لأحد بزيارته سوى زوجته وولديه جينا وميك، وقد أقامت له زوجته مكانا أشبه بالمستشفى الخاص داخل منزله.

وتوّج شوماخر بطلًا للعالم مرتين مع "بينيتون" في عامي 1994 و1995، وبعد ذلك ظفر باللقب 5 مرات متتالية مع فيراري ما بين 2000 و2004، ثم اعتزل عام 2006، لكنه عاد في صفوف مرسيدس ما بين 2010 و2012.

مقالات مشابهة

  • سهم السوشيال ميديا
  • هويدا بعد أن تلقت 40 طعنة نافذة على يد نجل زوجها بالإسماعيلية «كتب لها عمر جديد»
  • شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن السوشيال ميديا بوصلة رقص مثيرة والجمهور يتغزل: (نار ولهب سكن القلب)
  • بطولة داخل بئر عمقها 15 مترا.. كلب حلوان حديث السوشيال ميديا ومنقذه بطل البرميل
  • الهزار قلب جد.. نجل أحمد شيبه يقاضي أحد مشاهير السوشيال ميديا بسبب صورة
  • منشور لتامر حسني يشعل السوشيال ميديا.. ما قصته؟
  • رسالة صوتية من تامر حسني تصبح حديث السوشيال ميديا
  • بعد انفصالها.. من هي “أم خالد” التي قلّدها المشاهير؟
  • مناقشات عن "السوشيال ميديا وحرب الأفكار" في أنشطة الثقافة بالقليوبية
  • أول ظهور علني لمايكل شوماخر منذ 11 عاما