"حاسس إنكم متورّطين ورطة مش أدّها".. .جملة قصيرة مفيدة تكاد تلخص قصة طويلة ممتدة منذ عشرات السنين، جملة قالها بعفوية (أو بترتيب)، الفنان أحمد حلمي خلال استضافته في أولى حلقات البرنامج الجديد "بيت السعد"، الذي يقدمه الفنانان الأخوان أحمد وعمرو سعد.

الورطة في المعجم، تعني "كل أمر يصعب النجاة منه"، ومن يرصد تجارب الفنانين يلاحظ حجم "الورطة" التي يقعان فيها مع ارتداء ثياب "المذيع"، حتى لو تشابه مع عملهما الأصلي (كممثلين) يحفظان "سكريبت" مكتوباً على ورق، وبمجرد الإعلان عن البرنامج الجديد "بيت السعد"، تبادر للأذهان اسم برنامج مشابه هو "وش السعد"، قدمه النجم محمد سعد، في 2016، وفاجأ الجماهير باستضافة السوبر ستار هيفاء وهبي، ولكن نجومية الضيف والمذيع لم تشفع للبرنامج، في ظل "تهلهل" الورق المكتوب، وبرغم الضجة والميزانيات المفتوحة، توقف البرنامج بعد بضع حلقات، أما في "بيت السعد"، فالأمر يبدو مختلفاً، فقد حققت أولى الحلقات نسبة مشاهدات ضخمة، دفعتها لـ"تصدّر التريند"، وتداول بعض مقاطع الفيديو وتقطيع "الفقرات" عبر "ريلز" و"ستوري" في مواقع التواصل الاجتماعي، وحمل التتر اسم المخرج "محمد سامي" الذي حقق نجاحات في السينما والتليفزيون، ولاحظ المشاهدون أن "ثمة مجهود" غير تقليدي جرى تجهيزه خلف الكواليس، حتى أن "السيناريو" المكتوب للحلقة لم يكن معتاداً في مثل هذه النوعية من البرامج، حيث اختلطت الدراما بالأسئلة والأجوبة، وبدا وكأن الضيف النجم أحمد حلمي قام بتوجيه "المذيعين" نحو "تغيير شكل الأسئلة"، وبالطبع كل هذا كان متفقاً عليه، ولكن التلقائية واحترافية الثلاثي حققت التصديق والتفاعل مع المشاهدين.

ويبدو أن اختيار المذيعين كان لاعتبارات تسويقية، فالمطرب أحمد سعد نجح في السنوات الأخيرة في تصدّر "التريندات"، بمجرد طرح أغنية أو بالظهور كضيف في أحد البرامج، أو حتى باللهث وراء حياته الشخصية المفعمة بالضجيج، أما شقيقه عمرو سعد، فبرغم خفوت بريقه، وعدم تحقيق مسلسلاته الأخيرة "الأجهر"، و"توبة"، و"الجسر"، النجاح المتوقع، بعد ضجة مسلسله "ملوك الجدعنة" في 2021، إلا أن نجومية عمرو مازالت تعرف طريقها وقت اللزوم، وأحدثت "مفارقة" لقائه الإعلامي بشقيقه (لأول مرة) مفعولاً سحرياً لدى الجمهور، بداية من البرومو الذي طرح قبيل عرض الحلقات، بأغنية "الكيميا راكبة" التي غنى فيها عمرو مع شقيقه، لأول مرة، وتوالت المفاجآت بـ"أغنية مشتركة" للشقيقين وحلمي، لأول مرة في تاريخهم، بعنوان "آه واللا لأ".

وتجدد الحديث عن تجربة "الممثل المذيع" التي وصفها عدد من الفنانين بـ"الفاشلة"، لأسباب مختلفة أهمها أن "الإعلامي" لا بد أن يمتلك "ملَكة الكلام" وهوية ثقافية تؤهله لاحتواء الضيوف، وإدارة الحوارات دون ابتذال أو الوقوع في "ورطة الإسفاف"، أما الممثل فيمكن تنمية أدواته بالورش والمحاضرات ليكتسب خبرة تراكمية، وعلى مدار السنين، شهد الإعلام عشرات التجارب من الممثلين الذين غامروا بتاريخهم (أو استثمروه)، وقدموا البرامج، ليضاف إلى أرشيفهم "عمل نوعي جديد"، حقق بعضهم نجاحات لا بأس بها، وترنح البعض الآخر في خانة "الاستظراف"، ومع انتشار الفضائيات تم استغلال أسماء النجوم لتحقيق نجاحات مضمونة بجذب الجمهور المتحمس لرؤية فنانيهم عبر الشاشات، وهم يتحدثون بأريحية ويتحاورون مع ضيوف (من أصدقائهم الفنانين)، والقائمة طويلة منهم أشرف عبد الباقي وشريف منير وأمير كرارة وغادة عادل وأصالة ونيكول سابا ورولا سعد ورزان مغربي، وآخرون ممن بدت برامجهم وكأنها "جلسات سمر ودية"، دون مضامين إعلامية رنانة، ولكن يمكن وضعها في خانة "برامج المنوعات الترفيهية الخفيفة"، وبالمناسبة، ليس مطلوباً من الفنانين أن يستضيفوا رجال السياسة والاقتصاد (مثلاً) ومحاورتهم في تحليل تداعيات تغير المناخ والأزمات الاقتصادية والآثار المدمرة التي تخلفها الحروب العالمية!

اعتبر بعض الفنانين "تجربة المذيع" شيئاً مكملاً لمسيرتهم الفنية، وكانت المطربة اليمنية "أروى" من أوائل المتجهين للإعلام بشكل مختلف، فقدمت برامج اقتصادية وسياسية وثقافية، بينما قدم الفنان خالد الصاوي برنامجاً "قانونياً" بعنوان "كلمة حق" في 2015، وهو نسخة عربية من البرنامج العالمي "Judge Mathis"، وربما كان هناك "دافع نفسي دفين" وراء خوض أحدهم مجال الإعلام، لتحقيق شهرة أكبر، تيمناً بنجوم أمثال أحمد حلمي وأكرم حسني وعمرو يوسف، ممن بدأوا كمذيعين، فيما تأرجح بعضهم بين المجالين مثل كريم كوجاك وعمرو رمزي وتامر شلتوت وريهام سعيد وإنجي المقدم، وربما أصبح الإعلام "ملاذاً أخيراً" لفنانين اعتزلوا التمثيل فاتجهوا لتقديم البرامج الدينية، ومنهم مجدي إمام وميار الببلاوي، أو برامج اجتماعية كما فعلت منى عبد الغني التي اعتزلت الغناء وارتدت الحجاب لتصبح مذيعة، وتستهويها العودة أحياناً لمسلسلات التليفزيون، بينما استعاد بعض الممثلين بريقهم بتقديم البرامج، منهم هالة فاخر ورانيا محمود يس ونهال عنبر ومها أحمد، والراحلة رجاء الجداوي، بينما لم تشفع نجومية يسرا وفيفي عبده في تحقيق برامجهما نجاحات تليق بهما، ومن مفارقات القدر أن النجمة ميرفت أمين استعادت شغفها القديم، وقدمت برنامجاً مع صديقة عمرها الراحلة دلال عبد العزيز بعنوان "مساء الجمال مع ميرفت ودلال"، وكانت ميرفت بدأت حياتها كمذيعة تستضيف الفنانين.

وكان "كرسي المذيع" مهرباً آمناً بعد رحلة طويلة من الألم، عاشتها الفنانة سماح أنور عقب تعرضها لحادث سيارة منعها من ممارسة الفن "14" سنة، عادت بعدها (في 2002) لتقديم برنامج "تجربتي" تتلقى فيه مكالمات المشاهدين وتمنحهم خلاصة تجربتها الإنسانية في الاستشفاء.

أما أيقونات الإعلام من النجوم الذين تبادلوا أدوار المذيع والممثل والمغني والمنتج، ونجحوا في كل هذه الأدوار ببراعة، فكانوا من "النوادر"، أبرزهم الراحل سمير صبري الذي بدأ حياته في الإذاعة الإنجليزية، ليستهويه التمثيل والاستعراض والغناء، وظل شغف الإعلام يطارده، ليقدم أشهر البرامج التليفزيونية التي أحدثت ضجة في مصر والعالم العربي، أما النموذج الثاني فكانت الفنانة إسعاد يونس التي بدأت حياتها كمذيعة بالإذاعة التي صقلت موهبتها لتنطلق بعدها في المسرح والتليفزيون والسينما، وحققت جماهيرية في عالم الكوميديا الراقية، خاصة مسلسلها الأشهر "بكيزة وزغلول" مع الراحلة القديرة سهير البابلي، التي دارت الأيام واستضافتها "إسعاد" في برنامجها الجماهيري الناجح الممتد منذ سنوات، وحتى الآن، صاحبة السعادة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أحمد سعد النجم أحمد حلمي بيت السعد عمرو سعد بیت السعد

إقرأ أيضاً:

الممثل الشخصي للرئيس السيسي يشارك نيابة عن وزير الخارجية في اجتماع وزراء خارجية البريكس

شارك الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ومساعد وزير الخارجية راجى الإتربي، نيابةً عن وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي في اجتماع وزراء خارجية دول البريكس الذي عقد بالبرازيل، التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للتجمع.
وصرح السفير الإتربي بأنه تم التأكيد خلال الاجتماع على ثوابت الموقف المصري فيما يتعلق بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية وكذلك الانتهاكات الإسرائيلية الجارية ضد لبنان وسوريا، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى غزة، والرفض التام لأي سياسات أو ممارسات تستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، موضحاً أن الاجتماع شهد ترحيباً كبيراً بالجهود المضنية والمتواصلة التي تبذلها مصر لوقف إطلاق النار، وحشد الدعم الدولي للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأضاف الممثل الشخصي للسيد رئيس الجمهورية أن الاجتماع شهد كذلك نقاشاً حول التوترات الدولية الراهنة وسبل معالجتها، حيث أكدت مصر على مواقفها بشأن ضرورة دفع العمل الدولي المشترك، والعمل على إصلاح وتطوير منظومة الحوكمة الدولية لجعلها أكثر فعالية وقدرة على مواجهة الأزمات العالمية المتعاقبة، وأهمية زيادة وتعزيز صوت الدول النامية في مختلف آليات الحوكمة الدولية، بما في ذلك المؤسسات المالية متعددة الأطراف وبما يعكس النصيب المتزايد للدول النامية في الاقتصاد العالمي، كما توافقت دول البريكس على ضرورة اتخاذ خطوات جادة تجاه زيادة التمويل التنموي المقدم من كافة شركاء التنمية لدعم قدرة الدول النامية، وخاصةً الدول الإفريقية، على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار السفير الإتربي إلى أن الاجتماع استعرض التحضيرات الجارية لقمة البريكس المقرر عقدها أوائل يوليو القادم بالبرازيل، حيث أجمعت كافة المناقشات على ضرورة اتخاذ خطوات فعالة لتعميق التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، والبناء على المقررات المهمة التي صدرت بهذا الشأن في القمة السابقة للتجمع العام الماضي في روسيا، خاصةً فيما يتعلق بدفع التبادل التجاري والتعاون الصناعي وجذب الاستثمارات وتعزيز الروابط بين مجتمعات الأعمال في دول البريكس، وهي المجالات التي تمثل أولوية لمصر في إطار دعم الجهود الوطنية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

طباعة شارك وزير الخارجية الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية وزراء خارجية دول البريكس اجتماع وزراء خارجية دول البريكس بدر عبد العاطي

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. إعلان نتيجة إمتحانات الشهادة السودانية وإسراء أحمد حيدر الأولى بنسبة 97.1 بالمائة
  • بطالة وهجرة ورواتب متدنية.. عمال لبنان في ورطة كبيرة!
  • الإمارات لمجلس الأمن: نرفض محاولات الممثل السوداني استغلال تقرير الأمم المتحدة بشكل مغلوط
  • ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • الممثل الشخصي للرئيس السيسي يشارك نيابة عن وزير الخارجية في اجتماع وزراء خارجية البريكس
  • «الموهبة لا تُقلد».. إياد نصار يُواجه التنمر ضد الفنانات بتصريحات نارية | شاهد
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم..) 3
  • في عيد ميلادها الـ78.. نجوى إبراهيم أيقونة الإعلام التي صنعت طفولة أجيال (تقرير)