معلومات عن كسوف القرن في عام 2027
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد) كسوف الشمس يحدث عندما تتراصف الشمس والقمر والأرض على خط مستقيم. وعندما تكون المحاذاة مثالية تقريباً، يلامس مخروط ظل القمر سطح الأرض ويعيق القرص الشمسي بأكمله، وعندها يكون الكسوف كليّاً.
وسيحدث كسوف كلي للشمس في معظم أنحاء نصف الكرة الشرقي الأوسط يوم 2 أغسطس 2027. وسيبدأ عبر شرق المحيط الأطلسي ويمر عبر مضيق جبل طارق بين إسبانيا والمغرب.
اقرأ أيضاً.. كسوف «برتقالي» للشمس
خلال الظاهرة المنتظرة، "كسوف القرن"، سيحجب القمر الشمس لمدة 6 دقائق ونصف على شكل قوس يمتد من إسبانيا إلى الصومال.
وسوف يجتاح كسوف الشمس الكلي بعرض 260 كيلومترا، عددا من المعالم السياحية الشهيرة حول العالم، والتي تشمل أهرامات الجيزة وصخرة جبل طارق. ومن ناحية أخرى، سيشهد الأفراد في أماكن أخرى بأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، ظاهرة الكسوف الجزئي، حيث سيغطي القمر جزءا أكبر من الشمس اعتمادا على مدى قرب المرء من "مسار الكسوف الكلي".
وسيمر الكسوف الكلي فوق الآثار الرومانية في شمال أفريقيا، أو بالقرب منها، بينما سيغيب عن إشبيلية، وهو الموقع الذي يضم بعض أشهر أعمال الهندسة المعمارية في إسبانيا. والأهم من كل ذلك، هو أنه من المتوقع أن تكون الرؤية جيدة، حيث أن المنطقة عادة ما تتسم بكونها ذات سماء منخفضة السحب أو خالية من السحب.
ما هو الكسوف الكلي للشمس؟
في كسوف الشمس الكلي، يمر القمر بين الشمس والأرض، ليغطي سطح الشمس بالكامل بطول مسار صغير من سطح كوكبنا. وهذا ما يسمى "طريق الكسوف" أو مسار ظل القمر. تتحول السماء أثناء النهار إلى الظلام مثل المغيب أو الفجر ومن المعروف أن الحيوانات الليلية تستيقظ في حيرة من أمرها وتعتقد أن الليل قد وصل.
وفي الأماكن الواقعة على طول مسار الكسوف الكلي، سيتمكن الناس من رؤية هالة الشمس، وهي الغلاف الجوي الخارجي للنجم، والتي عادة ما تكون غير مرئية بسبب سطوع الشمس. وسيشاهد الأشخاص الذين يراقبون من خارج مسار الكسوف الكلي كسوفا جزئيا يحجب فيه القمر معظم وجه الشمس ولكن ليس كله.
مسار كسوف الشمس الكلي لعام 2027
من المنتظر أن يتضمن مسار الكسوف الكلي في 2 أغسطس 2027، عددا من الدول العربية إلى جانب إسبانيا. وستكون أفضل تجربة لمتابعة هذا الحدث في جنوب إسبانيا في جبل طارق، وطنجة بالمغرب، وجزر قرقنة التونسية، وجدة ومكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.
مكة المكرمة ستشهد كسوفا كليا للشمس في يوم 2 أغسطس 2027 بين الساعة 09:02 إلى الساعة 11:44. ذروته الساعة 10:27 بتوقيت مكة المكرمة ولمدة تقارب 5 دقائق سيختفي فيها قرص الشمس وراء قرص القمر. وسيكون هذا الكسوف هو الكسوف الكلي الوحيد الذي ستشهده مكة المكرمة خلال القرن الحالي مقابل 32 كسوفا جزئيا خلال القرن نفسه.
ومن المرجح أن تحصل مدينة الأقصر في مصر على رؤية واضحة مدتها 6 دقائق و23 ثانية من الكسوف الكلي. وهناك، يمكن مشاهدة الكسوف الكلي للشمس من وادي الملوك، والكرنك، ومعبد الأقصر ومعبد حتشبسوت.
وسيكون بإمكان 89 مليون شخص متابعة الكسوف الكلي في عام 2027، وهو عدد أكبر بكثير مما شهده الكسوف الكلي للشمس هذا العام في أميركا الشمالية.
كيف تشاهد الكسوف بأمان؟
يحذر الخبراء من أنه من غير الآمن النظر مباشرة إلى الشمس الساطعة من دون استخدام وسائل حماية العين المتخصصة المصممة للنظر نحو أشعة الشمس. فمشاهدة الكسوف من خلال عدسة الكاميرا أو المنظار أو التلسكوب من دون استخدام مرشح شمسي خاص يمكن أن يسبب إصابة خطيرة للعين.
وينصح الخبراء باستخدام نظارات شمسية آمنة أو نظارة شمسية آمنة محمولة باليد، مشيرين إلى أن النظارات الشمسية العادية ليست آمنة لمشاهدة الشمس. اللحظة الوحيدة التي يمكن فيها إزالة حماية العين بأمان أثناء كسوف الشمس الكلي وهو الوقت القصير الذي يحجب فيه القمر سطح الشمس بالكامل.
الكسوف الحلقي للشمس
في 14 أكتوبر 2023، شهد الناس على طول الطريق الممتد من شمال غرب الولايات المتحدة المطل على المحيط الهادي عبر المكسيك وأميركا الوسطى وكولومبيا والبرازيل كسوفا حلقيا للشمس، وهو حدث مختلف قليلا. يحدث كسوف الشمس الحلقي عندما يمر القمر بين الشمس والأرض عندما يكون القمر عند أو بالقرب من أبعد نقطة له عن كوكبنا. وبالتالي، فهو لا يغطي الشمس بالكامل، ويترك ما يشبه "حلقة النار" في السماء.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القمر كوكب الأرض الأرض الشمس كسوف الشمس مسار الکسوف الکلی کسوف الشمس الکلی
إقرأ أيضاً:
هوس ماجا المشؤوم بمعدل الذكاء يقودنا إلى مستقبل غير إنساني
ثمة شيء يشترك فيه دونالد ترامب وشركاؤه من وادي السليكون وهو الهوس بمعدل الذكاء IQ. فكون «الفرد ذا معدل ذكاء منخفض» يعد سبابا معياريا في قاموس الرئيس وكونه «ذا معدل ذكاء مرتفع» يعد ثناء معياريا بالقدر نفسه لدى المنتمين إلى اليمين التكنولوجي. غير أنه ثمة مفارقة خفية في ظل الاندفاع إلى تفوق الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي ـ ودليله إعلان مشروع ستارجيت بقيمة خمسمائة مليار دولار في البيت الأبيض وصدور الأمر التنفيذي بدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم العام ابتداء من الحضانة. وتتمثل هذه المفارقة في أنه إذا تحققت رؤيتهم لمستقبلنا الاقتصادي، فإن معدل الذكاء بالمعنى الذي يقدّرونه سوف يفقد معناه.
لقد ظهر اختبار معدل الذكاء في وقت كانت فيه الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصناعية قلقة على صحة شعوبها. إذ أظهرت حملات التجنيد لحرب البوير في المملكة المتحدة ثم الحرب العالمية الأولى في دول أخرى أن الذكور في هذه البلاد أضعف صحة من جيل آبائهم. وبدا أن العمل الصناعي يطلق ما بدا أشبه بعملية تدهور تنذر بمصير سلالة المورلوكس دون الأرضية الوارد ذكرها في رواية «آلة الزمن» الكلاسيكية لهربرت جورج ويلز. كانت اختبارات الذكاء وسيلة لاستخلاص الماس من الخام والعثور على طبقة ضباط جديدة ثم نخبة جديد في ما بعد لقيادة المجتمع الكبير خروجا من مستنقع اليأس إلى مستقبل أكثر جسارة.
حينما كان التصنيع لا يزال حاكما في الولايات المتحدة، كان معدل الذكاء يقيَّم بوصفه وسيلة قياس للنتاجات التعليمية، لكن يقال إن عمال المعرفة لم يصبحوا طليعة الرخاء المستقبلية إلا مع انطلاق اقتصاد المعلومات في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. وليس من قبيل المصادفة أن حديث معدل الذكاء قد ازدهر في تسعينيات القرن الماضي، وكان ذلك في البداية من خلال كتاب «منحنى الجرس» سيئ السمعة لتشارلز موراي وريتشارد هرنشتين الذي أشار إلى وجود فجوات مستعصية وبعيدة المدى في معدلات الذكاء بين الجماعات العرقية المختلفة، ثم راج الحديث ثانيا من خلال برامج البحث عن الموهوبين والمتفوقين في الولايات المتحدة التي مضت تبحث عن الأولاد وتنتقيهم من المدارس العامة لتضعهم في برامج صيفية مشحونة للمتفوقين.
كان من أولئك الأشخاص كيرتس يارفين، وهو مهندس برمجيات في منتصف العمر ومنظِّر سياسي هاوٍ لفت الأنظار بفلسفته التكنوملكية وكثيرا ما يشار إلى أعماله إشارات إيجابية في أحاديث نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس. في شبابه، كان يارفين منتميا إلى مركز جوليان ستانلي للشباب الموهوبين. ومنذ مطلع القرن الحالي حتى الآن وهو مناصر ثابت لأهمية معدل الذكاء بوصفه قياسا للقيمة الإنسانية. وفي أواخر العقد الأول من القرن الحالي، ومن خلال وصفه لما بات يعرف بالتنوير المعتم أو «الرجعية الجديدة»، ذهب إلى أن اختبارات معدل الذكاء يمكن أن تستعمل لسحب السلطة التصويتية من الناخبين في جنوب أفريقيا ما بعد نظام الفصل العنصري.
وليس ولع يارفين بمعدل الذكاء إلا نتاج عضوي لثقافية فرعية في وادي السليكون. ولا عجب في أن الذين كانوا يتلاعبون بالرموز ويكتبون الشيفرات ليل نهار كانوا يثقون كثيرا في «الذكاء العام» الذي يقيسه اختبار معدل الذكاء، فهذا الاختبار يقيس قرب العقول البشرية من أجهزة الكمبيوتر في المنطق والذاكرة وسرعة المعالجة.
وللولع بمعدل الذكاء تاريخ في الوادي، فكان من رواد القول بضرورة اتخاذ إجراءات تحسين النسل لزيادة معدل الذكاء وليم شوكلي مخترع الترانزيستور (وهو وحدة بناء رقائق الكمبيوتر) فذهب إلى من يقل معدل الذكاء لديهم عن 100 يجب إعطاؤهم دولارا عن كل درجة من معدل الذكاء تحفيزا لهم على تعقيم [أي إخصاء] أنفسهم. وفي عام 2014، قال الملياردير الأمريكي بيتر ثيل إن مشكلة الحزب الجمهوري هي أن الكثير للغاية من زعاماته «ذات معدل ذكاء منخفض» قياسا بأقرانهم في الحزب الديمقراطي. كما كان معدل الذكاء موضع نقاش في مدونة Slate Star Codex الشهيرة وغيرها مما يعرف بالمجتمع «العقلاني».
كان يمكن أن يبقى ذلك كله محض عرَض من أعراض منتديات الدردشة في منطقة خليج سان فرانسيسكو لولا التحالف الذي انعقد أخيرا بين عالم اليمين التكنولوجي والحزب الحاكم في العاصمة واشنطن. فالفكرة القائلة بأن الذكاء فطري وأنه يقاوم التدخل المبكر للتحسين من خلال برامج الدولة، وأن معدل الذكاء حقيقي ومنطقي، تقرّبنا مما كان موراي وهرنشتين يدعوان إليه في «منحنى الجرس» في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما أطلقا عليه «التعايش مع عدم المساواة».
لقد تأسست إدارة التعليم الأمريكية في عام 1980 بناء على فرض مناقض لمنحنى الجرس. وعملت بناء على إيمان بأن التدخلات المبكرة ضرورية لتحسين الدماغ وأن قياس النتاجات ضروري لصقل التدخلات لكي يثمر الاختبار التعليمي نتائج أكثر تساويا في عموم الولايات المتحدة. وهذه الإدارة تتعرض الآن لعملية تفكيك على يد إيلون ماسك من خلال «إدارة كفاءة الحكم»، مع تعهد بإكمال المهمة من ليندا مكماهون الرئيسة التنفيذية السابقة لاتحاد المصارعة العالمي. وكثيرا ما يشير ماسك ـ شأن ترامب ـ إلى معدل الذكاء وكأنه رقم مهم ودال. ولو أنكم تؤمنون أن الذكاء فطري، فسترغبون أيضا في تدمير وزارة التعليم وإيقاف محاولات الوصول إلى نتائج معيارية.
لقد بحث البعض عن طرق لتحديد سمات الأيديولوجية التي تربط الساحل الغربي برواد أعمال التكنولوجيا ومؤسسيها مع الشمال الشرقي والغرب الأوسط بأساطين رجال الأعمال والمحافظين المنتمين إلى تحالف «ماجا» [أي حركة «استعادة عظمة أمريكا» وهو شعار حملة ترامب الانتخابية الرئاسية]. ومن هذه الطرق النظر إليها باعتبارها عودة إلى الطبيعة، وانصرافا عن الإيمان بالحقائق الراسخة المتعلقة بالذكاء والجندر والعرق في مواجهة عالم متغير.
وهنا مكمن المشكلة، فقد راهن ذلك التحالف على مستقبل الاقتصاد الأمريكي، معلقا الرهان بحدوث فتح في تطورات الذكاء الاصطناعي، وحتى تاريخه، يمثل الذكاء الاصطناعي التوليدي وسيلة لأتمتة كثير من وظائف ذوي الياقات البيض التي كانت من قبل هي صلب اقتصاد المعرفة، فتشات جي بي تي، حسبما يزعم دراويشه، أقدر على التشفير من خريج علوم الكمبيوتر في ستانفورد. وبوسعه أن يعد شرائح عرض، ويعد نقاطا للحديث في دقائق، بما يتجاوز أي خريج لكلية آداب ليبرالية من كليات الصفوة. وبوسعه أن يكتشف تركيب البروتين أسرع من أي خريج من معهد مساتشوستس للتكنولوجيا.
ولقد كانت حجة إيثار الاهتمام بمعدل الذكاء أنه ـ سواء أكاد عادلا أم غير عادل ـ يمثل تذكرة صعود للسلم الوظيفي والجدارة المرتبطة بوظائف التمويل والتكنولوجيا والإعلان وحتى الخدمة العامة والتعليم العالي. فإذا ما تقلصت هذه الوظائف، فجدوى الاهتمام بمعدل الذكاء تنخفض أيضا، وفقا لاعتباراته.
ومثلما قال ماسك نفسه «نحن جميعا في غاية الغباء» قياسا إلى «الذكاء الرقمي الفائق» الذي يساعد ماسك نفسه على إقامته من خلال مبادرات من قبيل نموذجه في (xAI) الذي اشترى أخيرا منصة إكس للتواصل الاجتماعي. ولقد كتب يوما رأسمالي وادي السليكون المغامر مارك أندرسن إن البرمجيات تأكل العالم، ولو صحت نبوءاتهما فإنه سوف يأكل معدل الذكاء العزيز عليهم أيضا.