تنطلق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس هذا الأسبوع، وسط ضغوط متزايدة في الداخل الإسرائيلي، حيث خرج الآلاف في احتجاجات، الأحد، مطالبين بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة مع دخول الحرب شهرها التاسع.

وتواصلت التظاهرات الأحد، للضغط على الحكومة، حيث طالب المتظاهرون رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، بإبرام اتفاق هدنة يشمل إطلاق سراح الرهائن أو التنحي.

ودعا العديد من المتظاهرين إلى إجراء انتخابات جديدة، وحملوا لافتات تحمل رسائل لنتانياهو مثل "أنت الرئيس (رئيس الحكومة)، أنت المسؤول"، ووصفوا ائتلافه بأنه "حكومة دمار"، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

فيما ركز آخرون رسالتهم على إعادة الرهائن الـ116 المتبقين لدى حماس، وورد في إحدى اللافتات "أعيدوهم إلى ديارهم الآن".

إسرائيل.. محتجون غاضبون يغلقون طرقا للمطالبة بصفقة حول الرهائن في غزة بدأت احتجاجات في إسرائيل، الأحد، بهدف الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن مع حركة حماس، إذ أغلق متظاهرون طرقا واعتصموا أمام منازل وزراء.

وجاءت موجة الاحتجاجات بعد أيام من استئناف المفاوضات التي شهدت جمودا خلال الأسابيع الماضية، حيث من المقرر أن تستضيف مصر، وفودا إسرائيلية وأميركية لمناقشة "القضايا العالقة" في اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في غزة.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين إسرائيليين وعرب يتوسطون في المحادثات قولهم إن هناك زخما متجددا في أعقاب الاجتماع الذي جرى في الدوحة الجمعة الماضي، وجمع رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، والوسطاء القطريين.

والأحد أكد مكتب نتانياهو على المطالب الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق، حيث قال إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يتيح لإسرائيل استئناف القتال في أي وقت لإكمال أهداف الحرب.

وأضاف مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل ستسعى إلى زيادة عدد الرهائن الأحياء المفرج عنهم بموجب الاتفاق، ولن تسمح للمسلحين بالعودة إلى شمال غزة ولن تسمح بتهريب الأسلحة من مصر إلى غزة.

وتضغط الاحتجاجات على حكومة نتانياهو، التي تعاني بالفعل من تراجع معدلات التأييد، وسط صراعات داخلية، وتحقيقات دولية في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بشأن الحرب في غزة، وفق الصحيفة.

لكن الحكومة ترفض الضغوط التي تطالبها بالاستقالة، مع أنها ستخرج من هذه الأزمة بوضع أضعف في حالة إجراء انتخابات جديدة، حسبما قالت، تامار هيرمان، الباحثة البارزة في معهد الديمقراطية الإسرائيلي في القدس لـ"وول ستريت جورنال".

وتساءلت: "هل سيؤدي هذا إلى الإطاحة بالحكومة؟ إجابتي هي لا. ولكن هذا أمر بالغ الأهمية لإظهار أن شريحة كبيرة من الجمهور غير راضية عن الحكومة".

"تغييرات في ساحة المعركة".. هل تنعكس على المحادثات بين إسرائيل وحماس؟ قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن "التغييرات في ساحة المعركة" بقطاع غزة، حفزت إحياء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد أسابيع بدت فيها المفاوضات متوقفة تماما.

وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن الإسرائيليين يشككون بشكل متزايد في قدرة حكومتهم على تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في القضاء على سيطرة حماس المدنية والعسكرية وإعادة الرهائن.

وفي استطلاع للرأي أجرته القناة الـ12 الإخبارية، الجمعة، يعتقد 58 في المئة من الإسرائيليين أن إسرائيل بعيدة كل البعد عن تحقيق وعد نتانياهو بالنصر الكامل، وتعتقد نسبة مماثلة (54 في المئة)، أن نتانياهو يواصل خوض الحرب لأنها تخدم مصالحه السياسية.

كما ظهرت في إسرائيل أغلبية تؤيد إعطاء الأولوية للإفراج عن الرهائن، وفق "وول ستريت جورنال"، حيث وجد ذات الاستطلاع أن 67 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون أن الإفراج عن الرهائن أكثر أهمية من الاستمرار في محاربة حماس.

ومع ذلك، فإن العديد من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة يشعرون بأن الحكومة تخلت عنهم ، حيث يقول، لي سيغل، وهو شقيق، كيث سيغل (65 عاما)، المحتجز لدى حماس، إنه يشعر بأن الحكومة الإسرائيلية لا تعطي الأولوية لاتفاق من شأنه إطلاق سراح شقيقه، الذي اختطف من منزله في جنوب إسرائيل إلى جانب زوجته أفيفا، في السابع من أكتوبر.

ونوفمبر الماضي، أطلق سراح أفيفا كجزء من اتفاق هدنة لمدة أسبوع، تضمن الإفراج عن 105 رهائن كانوا محتجزين لدى حماس، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين.

وقال سيغل للصحيفة: "لقد أصبح من الواضح للغاية خلال الأشهر القليلة الماضية أن إطلاق سراح الرهائن ليس من أولويات الحكومة الإسرائيلية. ومنذ تلك الأيام السبعة التي تم فيها إطلاق سراحهم من خلال الدبلوماسية، أصبحنا عالقين".

بعد تقارير عن "انفراجة".. كيف تغيّر موقف حماس في مفاوضات الهدنة؟ كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الانفراجة المحتملة في صفقة وقف إطلاق النار في غزة، جاءت بعد تغيّر رئيسي في موقف حركة حماس، حيث لم تعد تطالب بسحب كامل القوات الإسرائيلية من قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.

وتقول عائلات الرهائن الإسرائيليين إنه "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب، فمن المرجح أن يموت المزيد من أحبائهم".

وقال، ألون غات، الذي لا تزال شقيقته كارمل محتجزة لدى حماس بعد اختطافها من منزل والديهما: "الآن هي الفرصة الأخيرة. لست متأكدا من أن شقيقتي والرهائن الآخرين يمكن أن يصمدوا إذا انهارت المحادثات".

وتوفي العديد من الرهائن أثناء احتجازهم في غزة، ومنهم بسبب ضربات إسرائيلية، وفقا لما تقوله حماس، حيث يقدر الوسطاء في المحادثات عددهم بما لا يقل عن 50 من أصل 116 رهينة ما زالوا على قيد الحياة، على الرغم من أن إسرائيل تعترف علنا بمقتل 42 منهم فقط، وفق الصحيفة.

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وخلال الهجوم، اختطفت حماس 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، بينهم 42 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وول ستریت جورنال إطلاق النار إطلاق سراح لدى حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

كاتس يهدد غزة بـ “قتال أشد ضراوة” ويؤكد استمرار خطة التهجير

غزة – هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالانتقال إلى مرحلة قتال أشد قوة في قطاع غزة إذا رفضت حركة “حماس” إطلاق سراح الأسرى، مؤكدا العمل على خطة لتهجير أهالي غزة وفقا لرؤية ترامب.

جاءت هذه التصريحات خلال زيارة ميدانية أجراها كاتس في “محور موراغ” الذي يفصل رفح عن خانيونس جنوبي قطاع غزة، برفقة عدد من القادة العسكريين، وذلك بحسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية مساء اليوم، الأربعاء.

وقال كاتس: “جئت إلى هنا اليوم لأشدّ على أيدي قادة وجنود الجيش الذين يقاتلون بعزيمة من أجل تحرير الرهائن وضرب قوة حماس”، وأضاف “الجيش يصفي المخربين، ويقوض البنية التحتية لحماس، ويُقطّع أوصال قطاع غزة حتى في مناطق مثل محور موراغ، الذي لم نعمل فيه حتى الآن”.

وتابع “سكان غزة يُجبرون على إخلاء مناطق القتال، ومساحات واسعة تُضم إلى مناطق الأمن التابعة لدولة إسرائيل، ما يجعل غزة أصغر حجمًا وأكثر عزلة”، مضيفا “إذا واصلت حماس رفضها إطلاق سراح الرهائن قريبا، فسينتقل الجيش الإسرائيلي إلى قتال أكثر شدة في كافة أنحاء غزة حتى تحرير الرهائن وهزيمة حماس”.

وفي إشارة إلى الرؤية التي باتت تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل قطاع غزة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: “بالتوازي، نعمل على تعزيز خطة للهجرة الطوعية لسكان غزة، وفق رؤية الرئيس الأمريكي، ونسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع”.

وقال كاتس إن الهدف من العمليات في قطاع غزة هو أولا وقبل كل شيء التوصل إلى صفقة جديدة للإفراج عن الأسرى، واختتم تصريحاته برسالة موجهة إلى سكان غزة قال فيها: “تخلصوا من حماس وأعيدوا الرهائن، هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب”.

ويعمل الجيش الإسرائيلي على تحويل المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفيا و”محور موراغ” في جنوب قطاع غزة وتشمل مدينة رفح والأحياء المحاذية لها، وتشكل خُمس مساحة القطاع، إلى “منطقة عازلة” تعتزم إسرائيل ضمها، بعد أن طرد السكان من هذه المنطقة الذي كان يبلغ عددهم حوالي 200 ألف قبل الحرب على غزة.

وبعد استئناف إسرائيل الحرب، الشهر الماضي، طالب الجيش السكان الباقين بالرحيل عن هذه المنطقة باتجاه منطقتي خانيونس والمواصي.

وامتنع الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب عن إدخال مدن بكاملها إلى “منطقة عازلة” التي كانت تشمل مناطق على طول حدود القطاع مع إسرائيل، بينما القرار بتحويل منطقة رفح إلى “منطقة عازلة” جاء في أعقاب قرار المستوى السياسي الإسرائيلي باستئناف الحرب، في 18 مارس الماضي، وعلى خلفية تصريح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل “ستأخذ مناطق كبيرة في القطاع”.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • ويتكوف يتحدث عن "صفقة شاملة" في غزة خلال أيام وترامب يقول: نتواصل مع حماس ونقترب من إعادة الرهائن
  • ويتكوف : مفاوضات جدية تجري لإبرام صفقة تبادل
  • استمرار القتل في قطاع غزة وتهديد بالأشد.. «ترامب» يحدد مهلة لإنهاء الحرب
  • كاتس يهدد غزة بـ “قتال أشد ضراوة” ويؤكد استمرار خطة التهجير
  • قيادي بحماس يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة
  • قيادي بحماس: من الضروري التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: الحرب ستتوقف إذا سلمت حماس سلاحها
  • "البيجيدي" يندد بـ"تجميل" صورة "الكيان الصهيوني" في أنشطة حكومية
  • تصاعد رفض الخدمة العسكرية في إسرائيل مع استمرار الحرب على غزة
  • مسؤول: إسرائيل لن تقبل مقترح مصر بشأن غزة