بوابة الفجر:
2024-10-06@09:59:58 GMT

أحمد رفعت وقتيل بني إسرائيل ورسائل الرحيل

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

عبر ورسائل تركها رحيل اللاعب أحمد رفعت، واضحة وضوح الشمس لا تخطئها عين، فلا أرى دخول اللاعب غيبوبة لفترة طويلة، نتيجة توقف قلبه، ثم إفاقته بأعجوبة شديدة، ليظهر في وسائل الإعلام ويشير إلى مشكلة أثرت فيه، وضغطت عليه، حتى وصل إلى مرحلة صعبة انتهت بتوقف القلب، ثم بعد أيام قليلة تصعد روحه إلى السماء، إلا رسالة تندرج تحتها مجموعة من الرسائل، لا يجهلها إلا غير المتعقل، فكل لبيب بالإشارة يفهم.

المتأمل في حالة أحمد رفعت الفريدة من نوعها، يعلم أنها رسالة إلهية، وتأصيل لمبدأ واضح وهو الظلم ظلمات، ولن ينسى الله تعالى أفعال الظالم، وأنه في لمحة بصر يفضحه، حتى لو كان بإحياء شخص من الموت، للإشارة ولو بتلميح إلى من ظلمه، ولنا في قصة قتيل بني إسرائيل التي وردت تفاصيلها في سورة البقرة، عبرة وعظة.

أحيا الله قتيل بني إسرائيل، عندما ضربوه ببعض من البقرة، التي ذبوحها، تنفيذا لطلب سيدنا موسى، ومن ثم اعترف القتيل على قاتله، وبعدها توفي مرة ثانية، ورغم الفارق بالطبع بين الحالتين، إلا أنهما في المضمون -أراهما من وجهة نظري- يتشابهان، فكلاهما كان في عالم آخر غير الذي نعيشه، أحدهما في عالم البرزخ بعدما توفي، والثاني في عالم آخر بعد دخوله الغيبوبة، وأحيا الله الأول وأفاق الثاني، واعترف الأول على من قتله وأشار الثاني إلى من ظلمه، ولو بتلميح للرأي العام -بينما المقربين منه يعرفون الظالم- ومن ثم أماتهما الله مرة أخرى.

في الدقيقة 88 من عمر مباراة فيوتشر (سابقا) ومودرن سبورت حاليا، الفريق الذي يلعب له أحمد رفعت، أمام نادي الاتحاد السكندري، سقط اللاعب على أرض الملعب بشكل مفاجئ، إيذانا بدخوله فترة كبيرة من الغيبوبة،  وشخَّص الأطباء حالته بأنها نادرا ما تحدث، بتوقف عضلة القلب والكلى وإجراء جلسات مكثفة للغسيل الكلوى، وفحوصات ورعاية مركزة استمرت لشهور، ثم أفاق الله اللاعب بعدها من الغيبوبة، ثم خرج في حديث إعلامي على إحدى القنوات، وقصَّ تفاصيل ما حدث له، وفي خِضَّم حديثه أشار إلى وجود ضغوطات شديدة تعرض لها، أرَّقت حياته وأوصلته إلى حالته الصحية التي انتهت بالغيبوبة، وتوقف قلبه، وحدد شخصا مسؤولا في الدولة، هو الذي مارس الضغوط عليه وظلمه، من دون أن يسمّه أو يحدد شخصيته واكتفى بتلك الرسالة.

حديث رفعت عن المسؤول لم يأخذ اهتماما وقتها، فربما انشغلنا جميعا بعودته وتعافيه، واكتفينا بتفحص تفاصيل وجهه وجسده الذي أكل المرض منه، ولكن الصدمة كانت بعدها بأيام قليلة، إذ خبر وفاته الذي نزل كالصاعقة، على المحبين والمتابعين، المقربين وغيرهم، والذين يعرفونه والذين لا يعرفونه، كلهم انتابتهم صدمة وتعاطف مع اللاعب، الذي رفع الله له ذكره بين الناس في ليلة وضحاها، وانهالت دعوات الملايين من الرياضيين والعوام بالرحمة والمغفرة للاعب، وكأن الله يريد أن يعوضه عما تعرض له قبل وفاته.

أرقام رفعت في الملعب كبيرة، فقد خاض مع الأندية التي لعب لها  وهي: إنبي والزمالك والاتحاد والمصري ومودرن سبورت والوحدة الإماراتي، 211 مباراة وأحرز خلالها 46 هدفا و40 أسيست، ومع منتخب مصر خاض 7 مباريات أحرز خلالها هدفين وأسيست، ولكن أرقامه خارج المستطيل الأخضر، كانت أكبر، فهو لاعب من نوعية اللاعبين الذين يتركون بصمة بإسهامتهم لا بتصريحاتهم، فلم نجد له تصريحا يثير أزمة أو إشارة أو صورة مخلة، لكها كانت إنجازات على أرض الملعب، تركت بصمة سواء على مستوى النادي أو المنتخب.

رسائل عدة تركها رحيل اللاعب، الذي تسبب في اتشاح مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد؛ حدادا عليه، وحملة كبيرة تطالب بمعرفة من ظلمه ومن ضغط عليه ليموت كمدا وقهرا بهذه الطريقة، رافضين أي تهرب لأي مسؤول قهره، مهما كان منصبه أو مستواه، وضرورة تغيير المنظومة الرياضية وتغيير طريقة عملها لتفادي تكرار مثل حالة أحمد رفعت.

أولى تلك الرسائل كانت موجهة إلى كل من ظلموا اللاعب، فالله الذي شفاه من غيبوبته المميتة ليتحدث عن تعرضه للظلم والقهر، وإشارته إلى الظالم، يبعث برسالة إلى الظالم بأنه أمام أزمة حقيقية، وسيحاسبه على ما اقترفته يداه بحق اللاعب، وفضحه قبل رحيل اللاعب، فماذا كان الوضع لو لم ينج اللاعب من غيبوبته ويكشف عن ظلم تعرض لها؟ كنا سنتعامل مع قصته بأنه سقط مغشيا عليه لظروف عادية ومن ثم توفاه الله، وانتهى الأمر.

ثاني تلك الرسائل كانت للناس، بأن الموت ليس له معاد محدد، وما أكثر الموت فجأة وتحديدا بين فئة الشباب، وما أحقرها الحياة التي تشغلنا بما لا يستحق ولا يرضى الله عنا، أو ما ينفعنا، فقد انغمسنا في الظلم والكذب واللهو والسرقة واستباحة الأعراض والأموال، وما أحوجنا إلى وقفة حقيقية أمام أنفسنا نعيد فيها ترتيب أولوياتنا وتجعلنا مستعدين إلى لقاء الله.

قصة أحمد رفعت محزنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، فهناك ألف أحمد رفعت في جميع المجالات، والقهر مستشري، ولكن شهرة اللاعب كانت كفيلة بمعرفة قصته.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أحمد رفعت غيبوبة وسائل الإعلام توقف القلب رسالة إلهية الظلم سورة البقرة سيدنا موسى فيوتشر مودرن سبورت الاتحاد السكندري الزمالك المصري الوحدة الإماراتي المستطيل الاخضر منتخب مصر مواقع التواصل الاجتماعي أحمد رفعت

إقرأ أيضاً:

‏مصدر أمني لبناني: هاشم صفي الدين كان في المكان الذي استهدفته إسرائيل بالضاحية الجنوبية

قال ‏مصدر أمني لبناني، في تصريحات لسكاي نيوز عربية، إن هاشم صفي الدين كان في المكان الذي استهدفته إسرائيل بالضاحية الجنوبية.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل حسن نصرالله، حسبما ذكرت قناة سكاي نيوز عربية.

وقال ‏مصدر مقرب من حزب الله، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الاتصال فُقِد" بنصرالله منذ مساء أمس.

أعلن ‏الجيش الإسرائيلي، مقتل القيادي في حزب الله علي كركي ومسؤولين آخرين.

وفي وقت سابق، شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: نصر أكتوبر شهد تضحيات غير مسبوقة من المصريين
  • إسرائيل اعترضت مسار طائرة فوق دولة عربيّة.. ماذا كانت تحمل لـحزب الله؟
  • ‏مصدر أمني لبناني: هاشم صفي الدين كان في المكان الذي استهدفته إسرائيل بالضاحية الجنوبية
  • الشهري: ديالو يحتاج أحد يقرأ عليه .. فيديو
  • الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا
  • هذه حقيقة السيدة اليزيدية التي كانت في قطاع غزة / فيديو
  • بعد الهجوم الإيراني، ما هي سبل رد إسرائيل، وما هي الخطوات التي ستتخذها طهران؟
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة