رصد إسرائيلي لمخاوف زيادة النفوذ الإيراني في أفريقيا.. مصالح أمنية واقتصادية
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
زعمت أوساط سياسية إسرائيلية أن الأشهر الأخيرة شهدت توجه أنظار إيران في الشرق الأوسط نحو توسيع أنشطتها في أفريقيا، مما يزيد التهديد على مصالح الاحتلال في القارة، وبينما يركز اهتمامه هذه الأيام على ما تنقله طهران من مساعدات حلفائها في ظل العدوان على غزة ولبنان، فإنها تواصل مدّ نفوذها في جميع أنحاء القارة الأفريقية، بما يهدد مصالح الاحتلال السياسية والأمنية والاقتصادية في هذه القارة الهامة.
داني سيترينوفيتش الضابط الإسرائيلي البارز السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية لمدة 25 عاما، والباحث حاليا في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي، طالب "بصياغة استراتيجية إسرائيلية لمنع إيران من تحقيق أهدافها في أفريقيا، التي اعتبرت القارة المفضلة لإيران منذ ثورة الخميني، نتيجة لمجموعة واسعة من الأسباب، أهمها القواسم المشتركة بينها وبين العديد من دول أفريقيا لمحاربة المحتل الأجنبي؛ وحماية الأقلية الشيعية الكبيرة في القارة، واستخدام مواردها لتلبية احتياجاتها الخاصة، وقد جعل القرب الجغرافي لأفريقيا من الشرق الأوسط منطقة جذابة بنظر القيادة الإيرانية".
مصالح اقتصادية وأمنية
وأضاف في دراسة ترجمتها "عربي21"، أن "الرئيس الأسبق أحمدي نجاد دفع نحو زيادة كبيرة في النشاط الإيراني في القارة الأفريقية، فيما اتخذ الرئيس الراحل مؤخرا إبراهيم رئيسي خطوات أخرى إلى الأمام، في إطار رغبته بتعزيز العلاقة مع من أسماه "الجنوب العالمي"، كبديل سياسي واقتصادي للغرب، ورأى أن تعزيز العلاقات معها هو الهدف السياسي الأول والأهم لرئاسته، وعمل على تعزيز العلاقات مع العديد من دولها، حيث شهدت العديد من المنتديات المشتركة، وحصلت العديد من زيارات بلدان القارة في الآونة الأخيرة".
وأوضح أن "الأمر لا يقتصر على تعزيز المصالح الإيرانية الاقتصادية والسياسية فحسب، بل برغبتها بتوسيع مبيعات زيوتها المعدنية للعديد من دول القارة، تمهيدا للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية من مبيعاتها في شرق أفريقيا، أما في منطقة القرن الأفريقي وشرق القارة، فتواصل طهران توسيع علاقاتها مع السودان، وتزود جيشه بطائرات بدون طيار من طراز "مهاجر 6"، تمهيدا لجني مكاسب سياسية وأمنية، عبر إنشاء ميناء بمنطقة بورتسودان".
وكشف أن "إيران ساعدت الرئيس الإثيوبي آبي أحمد علي في حربه ضد إقليم تيغراي، مما أدى لتحسين قدرات جيشه بشكل كبير، وجددت علاقاتها الدبلوماسية مع جيبوتي بعد انقطاع دام سبع سنوات، في ضوء موقعها الاستراتيجي قرب مضيق باب المندب، وهو أحد الأسباب الرئيسية بنظرها لتجديد العلاقات، كما تعمل طهران على تعميق علاقاتها الدبلوماسية مع القاهرة، عبر مجموعة واسعة من القنوات".
تعزيز القوة البحرية
وأوضح أن "إيران تعمل من خلال توسعها في أفريقيا على تحقيق عدد من الأهداف المهمة، أهمها زيادة "الحصار الاقتصادي" على دولة الاحتلال، وإعادة بناء قنوات لنقل الذخيرة إلى حماس في غزة، وتحسين القدرة على زيادة قوتها البحرية في هذه المنطقة".
وانتقل الكاتب للحديث عن التوسع الإيراني في شمال إفريقيا، قائلا إن "علاقاتها مع تونس شهدت نقلة نوعية عقب إلغاء شرط الحصول على تأشيرة للإيرانيين لدخولها، بجانب العلاقات الاستراتيجية في السنوات الأخيرة مع الجزائر، فضلا عن موطئ قدم أمني وسياسي موجود في ليبيا لبناء "استمرارية إقليمية" في بلدان شمال القارة، مما يسمح لها ليس فقط بوصول البحر المتوسط ومضيق جبل طارق، بما يهدد القارة الأوروبية، ولكن بشكل أساسي لزيادة قوتها العسكرية".
وادّعى أن "إيران تسعى للضغط على المغرب بزعم أنه معقل النشاط الإسرائيلي/الأمريكي في القارة، كما أن وجودها هناك يسمح لها بزيادة المساعدات العسكرية لجبهة البوليساريو ضد الوجود المغربي فيها، كما تحاول توسيع علاقاتها السياسية مع موريتانيا، وزيادة "شعور الحصار" على المغرب، ومن خلال هذا النشاط في القرن الأفريقي وشمال أفريقيا، تعمل على توسيع نطاق علاقاتها العلاقات الاقتصادية مع مختلف دول شرقها، بما فيها كينيا وأوغندا وزيمبابوي".
وأشار إلى أن "طهران تسعى لاستغلال الفراغ الناجم عن انسحاب الوجود الفرنسي في الساحل الأفريقي، وتحاول الحصول على حصة اقتصادية وسياسية في النيجر، حيث لدى إيران عدد كبير من المصالح مثل خامات اليورانيوم، التي يمكنها شراؤها لاستخدامها في برنامجها النووي، وأُعلن مؤخراً عن توقيع اتفاق ثنائي حول هذه القضية".
الغياب الإسرائيلي عن القارة
وأوضح أن "هذه التطورات تثير القلق الإسرائيلي بشكل خاص، لأنها تزيد من تهديدها العسكري من منطقة القرن الأفريقي، وتهدد قدرتها على توطيد علاقاتها السياسية مع العديد من دولها، فيما تعمل إيران للإضرار بالجهود الإسرائيلية تجاه منظمة الدول الأفريقية، عبر الجزائر وجنوب أفريقيا، اللتان جبتا ثمناً من الدول الداعمة لإسرائيل كالمغرب".
وذكر أن "توسع النفوذ الإيراني يستدعي من الاحتلال التفكير ببناء استراتيجية للحفاظ على قدرتها على التأثير في أفريقيا، بجانب تقليص النفوذ الإيراني فيها، لأن حضوره السياسي هناك محدود للغاية، ولديه عشر ممثليات وسفارات فقط فيها، مما قد يتطلب التعاون مع دول الخليج، التي تشاركه نظرتها التشكيكية للنشاط الإيراني في أفريقيا، بزعم أنه يعرّض مصالحها الأساسية للخطر، وتعميق التنسيق مع الولايات المتحدة لتحذير الدول الأفريقية من التعاون مع إيران".
ودعا الكاتب "لتعميق العلاقات الأمنية الإسرائيلية مع دول القرن الأفريقي وشرق القارة لمنع إيران من الاستيلاء على البحر الأحمر لتلبية احتياجاتها الخاصة، وفي الوقت نفسه تعزيز التنسيق مع مصر لذات الغرض، وحرمان إيران من زيادة حصتها في تصدير النفط الذي تمتلكه، وتوسيع المساعدات الاقتصادية والعسكرية لدول القارة المعارضة لوجود إيران فيها، واختارت علاقاتها بإسرائيل، رغم الإغراءات الإيرانية".
خلاصة الدراسة الإسرائيلية تتمثل في أن توسع النشاط الإيراني في جميع أنحاء أفريقيا يعرض للخطر مصالح الاحتلال المهمة في القارة، لأنه يعني استخدام إيران لموطئ قدمها فيها لزيادة التهديد العسكري والاقتصادي لدولة الاحتلال، وثني الدول الأفريقية عن التعاون معها، وإقناع الأخرى بعدم التعاون معها، وتدفيع ثمن ممن اختارت زيادة التعاون معها، ورغم تنوع التحديات الأمنية التي تواجه الاحتلال هذه الأيام، فإن زيادة أنشطة إيران في أفريقيا سيؤدي لتدهور وضعه فيها بشكل كبير، وقد يؤدي لحقيقة أن يجد في المستقبل صعوبة في تغيير هذا الاتجاه بشكل جذري.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيران أفريقيا الاحتلال إيران أفريقيا الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القرن الأفریقی الإیرانی فی التعاون مع فی أفریقیا فی القارة العدید من إیران من من دول
إقرأ أيضاً:
اعتقال إمام أوغلو يشعل أزمة سياسية واقتصادية في تركيا
على مدى أشهر، بدا أن الأحداث في الداخل والخارج تتحرك لصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
سجلت الليرة التركية أدنى مستوى لها
فخلال الأشهر الماضية، شهدت العلاقات المتوترة مع أوروبا تحسناً ملحوظاً، مع ترسيخ أهمية أنقرة كحليف في الناتو بعد انعطاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو موسكو، كما تباطئ التضخم الجامح في تركيا وانخفضت أسعار الفائدة التي لطالما كانت مصدر إزعاج لأردوغان، بل وظهرت بوادر على اقتراب نهاية تمرد الانفصاليين الأكراد الذي استمر 40 عاماً.
ولكن يبدو أن المعارضة لحكم أردوغان كانت تنمو في الخفاء، حيث شنت السلطات حملة قمع استمرت شهوراً ضد خصومه السياسيين، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز".
تركيا تتحفظ على شركة البناء المملوكة لأكرم أوغلو - موقع 24قال مكتب المدعي العام في إسطنبول، إن السلطات تحفظت على شركة البناء المملوكة بشكل مشترك لرئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو.
اعتقال عمدة إسطنبولوبلغت الحملة ذروتها يوم الأربعاء باعتقال أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول الشهير، والذي يُعتبر على نطاق واسع أقوى سياسي يتحدى أردوغان منذ توليه السلطة عام 2002.
وبضربة واحدة، أصبحت النجاحات التي كان بإمكان أردوغان الإشارة إليها خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية في خطر، وسط مخاوف من أن اعتقال إمام أوغلو يُمثل نقطة تحول خطيرة لتركيا.
وقال النائب السابق سوات كينيكلي أوغلو: "لقد عبر نهر الروبيكون. لا عودة له من هنا".
اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو - موقع 24أفادت تقارير إعلامية بأن الشرطة التركية ألقت القبض على أكرم إمام أوغلو عمدة إسطنبول، المنافس البارز للرئيس رجب طيب أردوغان، بتهم تتعلق بالفساد والارتباط بجماعات إرهابية.
مخاوف المستثمرينوكان رد فعل المستثمرين، الذين عادوا بحذر إلى الأسواق التركية منذ تخلي أردوغان عن السياسات النقدية غير التقليدية التي أغرقت البلاد في أزمة، أشبه بالصدمة، إذ سجلت الليرة التركية أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار قبل أن تغلق منخفضة بنسبة 3.3%، مع تزايد المخاوف بشأن التزام أردوغان بسيادة القانون والإصلاحات الاقتصادية التي يقودها وزير المالية محمد شيمشك. وأغلق مؤشر بيست 100 القياسي منخفضاً بنسبة تقارب 9%.
وصرحت كابيتال إيكونوميكس بأن اعتقال إمام أوغلو أثار مخاوف بشأن "أجندة الإصلاح الأوسع نطاقاً"، وأشارت إلى أن "المخاوف السياسية، لا الاقتصادية، ربما بدأت تهيمن على تفكير الرئيس أردوغان".
بعد اعتقال عمدة إسطنبول.. تقييد وسائل التواصل الاجتماعي وانهيار الليرة التركية - موقع 24في أعقاب إلقاء القبض على عمدة إسطنبول والسياسي المعارض أكرم إمام أوغلو، أصبحت هناك عدة شبكات تواصل اجتماعي وتطبيقات للرسائل القصيرة تعمل بصورة جزئية فقط في البلاد، إلى جانب تراجع الليرة التركية بأكثر من 10%.
وصرح غالب دالاي، من تشاتام هاوس، بأن اعتقال إمام أوغلو قد يُضعف آمال أنقرة في استخدام علاقاتها الدفاعية والأمنية المعززة مع أوروبا لتطوير علاقة أوسع مع القارة.
وقال دالاي: "يُعد رئيس بلدية اسطنبول ثاني أهم منصب منتخب في البلاد بعد الرئيس. المشكلة هي أن ما نراه الآن سيُفسد العلاقة مع أوروبا".
وصرح مسؤول ألماني بأنه "من المستحيل تجاهل تركيا نظراً لحجم صناعتها الدفاعية، لكننا في بداية النقاش، الأمر بيد تركيا لتسهيل هذا النقاش أو تعقيده، والساعات الأربع والعشرين الماضية تشير إلى أنها تسير في اتجاه التعقيد".
أهمية أنقرة في الدفاع الأوروبيومع ذلك، قال محللون إن أهمية أنقرة في الدفاع الأوروبي مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ربما شجعت أردوغان، على التحرك ضد منافسه الرئيسي.
وقالت سيدا ديميرالب، أستاذة العلوم السياسية في جامعة إيشيك بإسطنبول، إن الولايات المتحدة سهّلت "تجاوز هذه المحنة" من خلال إشارتها إلى قدرتها على "العمل مع رجال أقوياء".
ويبرز إمام أوغلو، الذي صعد سياسياً بعد هزيمته مرشح أردوغان لمنصب عمدة إسطنبول عام 2019، كواحد من السياسيين القلائل الذين يحظون بقبول طيف واسع من الناخبين، بمن فيهم الأكراد والمحافظون والعلمانيون.
رؤساء بلديات أوروبية يطالبون بالإفراج عن رئيس بلدية إسطنبول - موقع 24دان رؤساء بلديات عدد من العواصم والمدن الأوروبية الكبرى، "بشدة" أمس الأربعاء، توقيف أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول والمعارض البارز للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ودعوا إلى إطلاق سراحه.
كما ساعد حزب الشعب الجمهوري المعارض العلماني الوسطي على إلحاق أسوأ هزيمة انتخابية على الإطلاق بحزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في الانتخابات المحلية العام الماضي.
لكن الرجل البالغ من العمر 54 عاماً واجه سلسلة من التحقيقات الجنائية في بلد يتمتع فيه أردوغان، الذي هيمن على السياسة التركية لأكثر من عقدين، بسلطات واسعة على مؤسسات الدولة، بما في ذلك القضاء.
ضربة قاصمة للديمقراطية..ألمانيا تندد باعتقال عمدة إسطنبول - موقع 24قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إن اعتقال عمدة مدينة إسطنبول التركية، أكرم إمام أوغلو، والعديد من المعارضين الآخرين، "ضربة قاصمة للديمقراطية في تركيا".
وجاء اعتقاله - على خلفية صلات مزعومة بـ"الإرهاب"، بالإضافة إلى تهم الفساد - قبل أيام فقط من ترشيح حزب الشعب الجمهوري له كمرشح رئاسي قبل الانتخابات المقررة عام 2028.
وأكد وزير العدل يلماظ تونج أن القضاء تصرف باستقلالية، ووصف ادعاء المعارضة بأن الاعتقال كان "انقلاباً" ضد إمام أوغلو، بأنه "خطير للغاية".
لكن بالنسبة لكينكلي أوغلو، النائب السابق، فإن هذه الخطوات "إشارة واضحة على أن أردوغان لا يريد المخاطرة" قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.