عربي21:
2024-11-22@12:49:26 GMT

أربع محاولات فاشلة في إعادة تدوير الأسد

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

لأسبوع ونيّف ورئيس النظام السوري بشار الأسد لم يرد على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقائه ولزيارة تركيا، إن هو قام بخطوة أو خطوتين لم يتم الإفصاح عنهما. وعلى الرغم من تكرار القيادة التركية ممثلة بالرئيس ووزير خارجيتها هاكان فيدان تلك الدعوة، إلّا أن رئيس النظام السوري ملتزم الصمت، ومن فهم وفسّر ذلك على أنه حنكة دبلوماسية، وكأن بشار يقدح من دماغه وقراره بيديه، فهو مخطئ، ولا يُدرك حقيقة الواقع السوري الذي لم يعد أبدا كما كان عليه قبل الخامس عشر من آذار/ مارس 2011 يوم انطلقت الثورة السورية.



اليوم نحن أمام حقيقة وتجربة، أما الحقيقة فهي أن سوريا تنتشر فيها عشرة جيوش أجنبية، وكل جيش يمثل دولة لديها مصالح وانشغالات وقلق، وبالتالي فمن الصعب أن تنفرد دولة مهما كان وزنها في تقرير مصير المعركة، ومصير البلد. وإذا كان التحليل الرياضي يعطي أوزانا لكل لاعب دولي وإقليمي ومحلي في أي قضية، فإن هؤلاء اللاعبين لكل منهم وزنه، مما يزيد من تعقيدات المشهد السوري، وعجز اجتماع دولة أو دولتين أو أكثر على تقرير مصير البلد الذي تتقاذفه مصالح الدول الموجودة كلها فيه.

سوريا تنتشر فيها عشرة جيوش أجنبية، وكل جيش يمثل دولة لديها مصالح وانشغالات وقلق، وبالتالي فمن الصعب أن تنفرد دولة مهما كان وزنها في تقرير مصير المعركة، ومصير البلد
وبالإضافة إلى وجود هذه الجيوش فإن أكثر من 66 مليشيا طائفية مسلحة موجودة على الأرض السورية اليوم، هذا عداك عن اللاعب الثوري الموجود على الأرض أيضا، والمتمثل بالقوى العسكرية التي عبر كثير منها عن رفضه لأي حل لا يتضمن إسقاط الأسد، ومعه أيضا هناك ورثة المليون شهيد، بالإضافة إلى 14 مليون مشرد، الرافضين للعودة إلى حظيرة الأسد من جديد.

أمام التجربة، فمنذ 2017 وحتى اليوم سعت أكثر من دولة إلى إغراء النظام السوري في تأهيله، مع إبعاده عن الحضن الإيراني، فكانت التجارب كلها فاشلة، أو على الأقل غير مشجعة. وتشير كل الأدلة التاريخية أن النظام منذ أيام المؤسس حافظ أسد؛ درج على خديعة العرب ومحاوريه بالرغبة في الانفكاك عن إيران، بينما يقوم في نفس الوقت بتعزيز علاقاته معها. أما اليوم فإن القضية أبعد من أن تكون تعزيزا للعلاقة في ظل تحكم الإيراني بكل ما هو على الأرض، وهو خلاف الدور الروسي تماما، ولذا فإن الاختراق العسكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي الإيراني وغيره من اختراقات تعكس مدى تغلغل طهران في مفاصل الدولة والمجتمع السوري، مما يستحيل على النظام السوري أن يتجاهل كل هذه الحقائق على الأرض، وهو الأمر الذي يفرض عليه قيودا حقيقية حتى لو أراد الابتعاد ولو قليلا عنها.

كانت التجربة الأولى في إعادة تأهيل النظام السوري على يد الإمارات حين سعت إلى ما وصفته بإبعاد النظام عن الحضن الإيراني، ليتبين بعد سنوات استحالة هذا التوجه الرغائبي، على الرغم من خطوات تجميلية لا معنى لها من قبل النظام لإقناع مفاوضيه، ولكن على الأرض ازداد الحضور الإيراني وتعاظم تغلغله.

منذ 2017 وحتى اليوم سعت أكثر من دولة إلى إغراء النظام السوري في تأهيله، مع إبعاده عن الحضن الإيراني، فكانت التجارب كلها فاشلة، أو على الأقل غير مشجعة. وتشير كل الأدلة التاريخية أن النظام منذ أيام المؤسس حافظ أسد؛ درج على خديعة العرب ومحاوريه بالرغبة في الانفكاك عن إيران، بينما يقوم في نفس الوقت بتعزيز علاقاته معها. أما اليوم فإن القضية أبعد من أن تكون تعزيزا للعلاقة في ظل تحكم الإيراني بكل ما هو على الأرض
وبعد التجربة الإماراتية بسنوات سعى الأردن إلى أن يكون ممثلا عن الجامعة العربية في سياسة أطلق عليها خطوة مقابل خطوة، وذلك من أجل تأهيل النظام السوري، ولكن الخطوة الأردنية تم خطفها من قبل السعودية، يوم دعت بشار الأسد لحضور القمة العربية، وهو ما رأت فيها عمّان نسفا لكل سياستها واستراتيجيتها في سوريا. هذا الواقع أغرى النظام السوري في الضغط على الجميع، وكان ذلك بتكثيف تهريب المخدرات، والذي تم ترقيته لاحقا إلى تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى الأردن، وسعى إلى تحويله لمحطة ترانزيت إلى الخليج وما بعده.

والظاهر اليوم أن الأردن ينظر إلى النظام السوري على أنه قد أحبط مخططه في تأهيله، مستغلا اللعب على خلافات الصف العربي. ونفس الأمر تكرر بالمناسبة مع التقارب السعودي- الأسدي، حيث ظهر بوضوح أن النظام لا يمكن له أن يقبل بالشروط العربية، إمارتية كانت أو أردنية أو سعودية، بل ويعمل على التصعيد معهم جميعا، استجابة للإيراني، ورغبة منه في الانتقام من محيطه الذي يرى فيه داعما ومسببا لما حصل في سوريا، إذ إنه لا يزال يُنكر حتى الآن المطالب الشعبية الداخلية المحقة.

اليوم تدخل تركيا على خط المصالحة، وباعتقادي فإن التجربة لن تكون بأفضل حالا من التجارب العربية السابقة، فالأسد غير قابل للتعديل، ولا يمكن الوثوق بوعوده، أولا لأنه ليس محلا للثقة بحسب سيرته الذاتية، وثانيا لأنه فعلا وواقعا بات مسلوب الإرادة. ولعل ما تعرضت له مستشارته الإعلامية لونا الشبل، وما تردد عن تحقيق الحرس الثوري الإيراني معها ثم قتلها، يؤكد أن الجانب الإيراني مستعد لأن يذهب إلى أبعد مدى مع النظام السوري ورموزه، ولذا فإن القضية غاية في التعقيد، ولا أعتقد أن الروسي لوحده يستطيع أن يجبر الأسد على شيء يخالف الرغبة الإيرانية ويتصادم معها.

بقي أن نقول إنه طوال سنوات الثورة لم نرَ أي تنازل من الأسد وحلفائه تجاه الثورة ومن وُصفوا بحلفاء الثورة، بينما رأينا العكس من قبل حلفاء الثورة الذين سعوا طوال تلك السنوات إلى تقديم التنازلات له على حساب الثورة وأهلها، مما عزز تشدده وتمسكه بمواقفه.

وهمسة أخيرة، فإن الرد العملي على كل هذا هو بوحدة الفصائل وتقديم برنامجها المنسجم مع المطالب الشعبية، وحينها سيبدأ قلب الطاولة على النظام وأسياده وداعميه..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأسد أردوغان تركيا سوريا تأهيله سوريا الأسد تركيا أردوغان تأهيل سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری على الأرض

إقرأ أيضاً:

كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. محاولات ومحاذير من إعادة زراعته

تخيل أن تمتلك كل الموارد اللازمة لكي تنتج محصولا غذائيا أساسيا لا غنى عنه، ولكنك تستورده رغم ذلك. هذا ما يحصل في سيراليون الواقعة في القارة السمراء، التي تضاعف سعر الأرز فيها لأنه لا ينتج محليا. السبب في ذلك يعود إلى سياسات أجنبية في القرن الماضي، رغم وجود سعي حالي لزراعة الأرز مجددا في المستقبل.

اعلان

"لو كان لدي المال لأكلت الأرز خمس مرات في اليوم" هذا ما قالته السيدة أنيما مانغولا (28 عاما)، التي تسكن العاصمة فريتاون، متحدثة عن هذا المحصول، الذي زاد سعره عن الضعف هذا العام.

اضطر المستهلكون في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا للاستغناء عن أنواع أخرى من الطعام لشراء الأرز. فهناك، تعتبر كأنك لم تأكل إن لم تتناوله، ولكنه يصبح أكثر ندرة شيئا فشيئا في سيراليون.

كل ذلك أدى إلى انعدام الأمن الغذائي لدى 83 في المئة من السكان، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

"كنا نصدر الأرز".. والآن نستورده

الخبراء يعزون السبب في ارتفاع الأسعار إلى الاعتماد الشديد على الواردات، فهي توفر 35% من أرز سيراليون، وتستهلك 200 مليون دولار سنويًا من العملات الأجنبية.

الحاج أبو بكر كوا وهو إمام وقائد زراعي في حقل أرز بالقرب من قرية فانيما في سيراليون 25 أيلول سبتمبر 2024Jack Thompson/AP

فعلى الرغم من أن غرب إفريقيا تهتم بزراعة الأرز منذ القدم وغالبًا ما تمتلك أماكن ممتازة لزراعته، يقول الخبراء إن نقص الاستثمار في الزراعة سببه الاعتماد على الواردات، بالإضافة إلى تأثير النمو السكاني المتزايد، وواردات الأرز الرخيصة من آسيا.

واتهم وزير الزراعة في سيراليون هنري كباكا موسى، صندوق النقد الدولي بالضغط على البلد الأفريقي في الثمانينيات لوقف الاستثمار في الزراعة وفتح أسواقها للواردات، وذلك كشرط لتلقي القروض.

قال كباكا في مقابلة: "كنا نصدر الأرز". والآن يخطط هو والرئيس جوليوس بيو للقيام بذلك مرة أخرى. وجمعت الحكومة أكثر من 100 مليون دولار من أجل ذلك.

مساع أفريقية للاكتفاء الذاتي.. تحذيرات وتخوفات

تحتاج دولة كوت ديفوار الأفريقية للحصول على مبلغ 620 مليون دولار من بنوك التنمية العالمية هذا العام، سعيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وخاصة الأرز، على الرغم من أن كباكا قدر أن الخطة ستكلف 1.8 مليار دولار في المجمل.

وأشاد خبراء من مركز أبحاث أفريكا رايس (Africa Rice) ومقره ساحل العاج بالخطة، ووصفوها بأنها "طموحة وتتطلع إلى المستقبل".

في المقابل، حذرت المنظمات غير الحكومية والأكاديميون من أن الخطة ستفضل الأعمال الزراعية الدولية والمزارع الكبيرة، على خمسة ملايين مزرعة صغيرة في البلاد. وأشاروا إلى محاولات مماثلة فاشلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء في أماكن مثل بوركينا فاسو وغانا.

أشخاص في قرية فانيما في سيراليون يقفون بجوار متجر صغير 25 أيلول سبتمبر 2024Jack Thompson/AP

تزرع غرب أفريقيا الأرز منذ ما يقارب الـ 3500 عام. وقالت المؤرخة جوديث كارني إن المزارعين في غرب أفريقيا كانوا يعملون عبيدا في مزارع في جنوب الولايات المتحدة.

وبالرغم من أن سيراليون تتمتع بأفضل مناخ وأراضٍ لزراعة الأرز في المنطقة، بسبب وفرة الأمطار السنوية في المناطق الساحلية. إلا أن الوزير كباكا سلط الضوء على العقبات، ومنها وجود طرق رديئة تربط مناطق زراعة الأرز بالأسواق، والكهرباء التي لا يمكن الاعتماد عليها، وتغير المناخ، وضعف التمويل.

Relatedكيف تتعاون اليابان وغانا لمكافحة الأوبئة في غرب أفريقيا؟شاهد: مسجد الطريقة المريدية الصوفية الأكبر في غرب أفريقيافيضانات بنغلاديش تُدمر 1.1 مليون طن من الأرز وتدفع الحكومة لزيادة الواردات

في نظرة أوسع، وافق الوزير على خطط لتحسين الطرق المؤدية إلى "أحواض الأرز" الرئيسية الثلاثة في البلاد بسبب الدعم المالي من بنوك التنمية، وعلى إنشاء مساحات كبيرة من الأراضي المروية وتوفير الأسمدة والبذور والمبيدات الحشرية للمزارع الصغيرة.

لكن بعض الناس يعتقدون أن صغار المزارعين، الذين يشكلون 70 بالئمة من سكان البلاد سيتعرضون للتهميش في سيراليون البالغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة.

إريك أمارا مانيه وغيره من صغار المزارعين يتحدثون إلى أحد موظفي الإرشاد الزراعي المتجولين بالقرب من قرية فانيما في سيراليون 25 أيلول سبتمبر 2024Jack Thompson/AP

يقول إريك أمارا مانيه، وهو أحد صغار المزارعين: "إننا لا نحصل على دعم من الحكومة".

اعلان

ولم يتوصل تقييم حديث أجرته وزارة التنمية الألمانية في غانا وبوركينا فاسو إلى أي دليل على أن توفير الأسمدة والبذور يزيد من المحصول أو الربح لصغار المزارعين، لكنه وجد أن 41 بالمئة من مزارعي الأرز يكافحون ليتمكنوا من سداد ديونهم.

المصادر الإضافية • أ ب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية خصخصة بذور أوروبا: هل تهدد براءات الاختراع استقرارَ الأمن الغذائي وتنوّعَ الحياة النباتية؟ تفشي الأمراض في غزة بسبب نقص الأدوية والأمن الغذائي الدفيئات الزراعية تحسن الأمن الغذائي في العاصمة الصومالية.. لكن ينبغي الحذر غاناصندوق النقد الدوليبوركينا فاسوالأمن الغذائيالغذاءزراعةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟ يعرض الآن Next ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن موسكو لم تتورع عن استخدامه في الحرب يعرض الآن Next "لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين".. أول اجتماع حكومي دولي في مدريد بعد الاعتراف بالدولة يعرض الآن Next كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ضحايا يعرض الآن Next استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأرجنتين اعلانالاكثر قراءة زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في حق نتنياهو وغالانت حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان سحابة من الضباب الدخاني السام تغلف نيودلهي: توقف البناء وإغلاق المدارس اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29قطاع غزةضحاياإسرائيلروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنساالحرب في أوكرانيا الذكاء الاصطناعيوفاةصاروخقصفالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. محاولات ومحاذير من إعادة زراعته
  • إسرائيل: لبنان دولة فاشلة ولن ندفع أمننا ثمناً لذلك
  • جامعة الفيوم تنظم ورشة عمل عن إعادة تدوير المخلفات وكيفية الحفاظ على البيئة
  • جامعة الفيوم تنظم ورشة عمل عن إعادة تدوير المخلفات
  • ضربة تدمر.. أرقام النظام السوري تتحدث عن عشرات القتلى
  • جامعة الفيوم تنظم ورشة عمل عن تدوير المخلفات
  • عقيدة التوحش.. إعادة إعمار سوريا تبدأ بـحافظ الأسد
  • وزير الميزانية: الحكومة تمدد دعم الأسر المتضررة من زلزال الحوز 5 أشهر إضافية
  • تعطل النظام المصرفي في بنك ملت الإيراني
  • ورقة رابحة بين محورين.. هل تخشى إيران من الأسد أم عليه؟