الأرض والرُّكام يُقاتلان .. هذا ما حصل في الشجاعية وتل السلطان والنصيرات
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
سرايا - وصف خبير عسكري واستراتيجي أردني بارز ما يجري الآن في الإطار العملياتي العسكري من جهة العدو الإسرائيلي في قطاع غزة بأنه عمليات انتقام وثأر دموية وإجرامية لا تنتمي إلى العمل العسكري البرامجي المألوف.
واعتبر الخبير نضال ابو زيد أن جيش الاحتلال وبعد إستعصاء العملية العسكرية واستنفاد بنك الأهداف تحول من تكتيكات تحقيق الأهداف إلى الإنتقام معتبرا أن ذلك هو ما يفسر قصف أحد مراكز إيواء النازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وفي غضون ذلك قال الخبير العسكري أبو زيد وهو خبير استخبارات سابقا بأن جيش الاحتلال يشهد تحوّلات متسارعة حيث يبدو أنه وبعد دخول العملية العسكرية في يومها الخامس من الشهر العاشر لم يعد يستطيع التحرك بمساحات واسعة لعدة أسباب أبرزها أن المقاومة نجحت بتجريد قوات الاحتلال من عنصر الاستخبارات فلم يعد قادرا على تغذية فقرة التنفيذ لدي القطاعات المقاتلة بالمعلومات والأهداف.
والمقاومة برأي أبو زيد نجحت باستثمار ركام المنازل الناتج عن التدمير الكبير وتحويله الى مانع صناعي يُعيق تقدّم آليات الاحتلال.
وهي النظرية التي كان قد تحدّث عنها قادة في المقاومة الفلسطينية اعتبروا فيها أن الركام يُقاتل لصالح المقاومة والشعب الفلسطيني.
وقال أبو زيد إن الركام يسمح بفرض ميادين رمي قصيرة وضيقة لنيران قوات الاحتلال ويستخدم في التخفية والتستر وشن الكمائن والغارات كما حصل مؤخرا في تل السلطان جنوبا والشجاعية شمالا.
وحسب الرؤية التي اثارت الانتباه او تقدم بها الخبير اللاستخباراتي العسكري أبو زيد الأرض في قطاع غزة اليوم تقاتل مع أصحابها حيث يخطط الاحتلال للتوغل داخل الشجاعية والعبور منها عبر طريق بغداد الى طريق عمر المختار لكي يتمكّن من السيطرة على حي الزيتون وحي التفاح.
وبعد عشرة أيام من القتال في الشجاعية يبدو ان المقاومة برأي أبو زيد تدرك الخطوة القادمة للاحتلال لذلك تطبّق معه نموذج خانيونس وتُقاتل على أطراف الشجاعية وليس داخلها.
واختلاف شكل القتال في الشجاعية عن رفح يردّه أبو زيد إلى أن المقاومة لديها القدرة على التأقلم مع الجغرافيا وتطويع الأرض.
وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال مصمم على مسك كريدورات برية عرضانية مثل ممر نتساريم وفيلادلفيا لتحقيق أهداف سياسية عند التحوّل للمرحلة الثالثة، لكن المقاومة لا تسمح له باستخدام هذه المساحات كعنصر ضغط في المفاوضات عموما.
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : "ليلة مرعبة" فلسطيني يشرح الاوضاع المأساوية في شمال غزة الليلة الماضية - فيديو إقرأ أيضاً : سموتريتش: وقف الحرب الآن حماقةإقرأ أيضاً : مستوطنون ينصبون خياما على أراضي قرية بيتللو شمال غرب رام الله
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة العمل ابو الاحتلال الاحتلال الاحتلال الاحتلال غزة اليوم الاحتلال الاحتلال اليوم الله العمل غزة الاحتلال ابو أبو زید
إقرأ أيضاً:
طوق نجاة أم طوق خنق وحصار.. كيف تحولت الأنظمة العربية إلى درعٍ يحمي الاحتلال؟
يمانيون../
في خضمّ نيران التصعيد الصهيوني المستمر على قطاع غزة، لا يكاد الفلسطيني يجد فسحة أمل، أو سندًا حقيقيًا من “الأشقاء العرب”، الذين باتت بعض أنظمتهم -بشكلٍ علني أو مستتر- تمارس سياسة الطوق حول المقاومة، ليس لحمايتها، بل لخنقها.
فعلى وقع المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، تسود حالة من الصمت العربي الرسمي، تتجاوز الحياد إلى ما هو أخطر؛ محاولات فرض الاستسلام على المقاومة، وشرعنة التنسيق مع كيان الاحتلال في دول “طوق فلسطين” كالأردن ومصر ولبنان وسوريا وتركيا.
هذا التحول المشهود لم يعد مجرد اجتهاداتٍ فردية أو انعكاس لبيانات فصائل الجهاد والمقاومة، بل ملامح نهج سياسي قيد التشكيل بإشرافٍ أمريكي مباشر، هدفه خنق المقاومة الفلسطينية وإعادة رسم الميدان السياسي والعسكري بما يخدم مصالح الاحتلال وحلفائه.
السكين من الخلف: اعتقالات وتضييق واتهامات
لم تكتفِ بعض الدول العربية بالتخلي عن واجبها الديني والقومي تجاه غزة، بل مضت إلى ما هو أبعد، حين باتت تتعامل مع فصائل المقاومة وكأنها الخطر الحقيقي لا الاحتلال الصهيوني.
في سوريا، تم اعتقال اثنين من قادة “سرايا القدس” دون توضيحٍ أو مبرر، في وقتٍ يؤكد فيه جناح الجهاد الإسلامي أنهم من خيرة كوادرها، ممن نذروا حياتهم لدعم المقاومة على الأرض السورية وفلسطين.
وفي لبنان، أوقفت مخابرات الجيش اللبناني عناصر من حركة حماس، وفتح القضاء اللبناني تحقيقًا عاجلًا، رغم أن الروايات تشير إلى أنهم شاركوا في إطلاق صواريخ على الاحتلال الصهيوني الذي يستبيح الأرض والسيادة اللبنانية.
أما في الأردن، فقد اختارت الحكومة الطريق الأمني لمواجهة من تعتبرهم “مخربين”، رغم أن المعلن في خلفيات القضايا يرتبط بمحاولة دعم المقاومة الفلسطينية.
وعلى الفور، تم وصم المعتقلين بالإرهاب، فيما تبرأت جماعة الإخوان المسلمين الأردنية من الأفراد المتهمين رغم وضوح الخلفية السياسية المناصرة لغزة.
التحرك الأردني، الذي حظي بدعمٍ لبناني رسمي ومن رئيس الوزراء، يعكس تناغمًا مقلقًا في تضييق الخناق على كل من يخرج عن “الصف الرسمي” ويعبّر عن دعمٍ حقيقي لمقاومة غزة.
اليوم الثلاثاء، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بيانًا أوضحت فيه اطلاعها على مجريات وتفاصيل القضية المتعلقة باعتقال مجموعة من الشباب الأردنيين.
وأكدت أنها على ثقة بأن “أعمالهم جاءت بدافع النصرة لفلسطين، ورفض العدوان الصهيوني المتواصل على غزّة، والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، مشيرةً إلى أنهم لا يشكلون “بأي حالٍ من الأحوال تهديدًا لأمن الأردن أو استقراره، خاصة في ظل بشاعة الجريمة الصهيونية والإبادة الجماعية المتواصلة في غزة.
الضغوط تتكامل: تطويق داخلي وإقليمي
التحركات المتوازية في عدة عواصم عربية وإسلامية ليست محض صدفة، بل تأتي ضمن مخططٍ أوسع تقوده واشنطن بالشراكة مع حكومة الاحتلال لإعادة تشكيل المنطقة بما يضمن تحييد محور المقاومة.
هذا ما يفسر الضغوط الإعلامية والسياسية على حماس والجهاد الإسلامي، وتكثيف مراقبة كوادرهم في الخارج، بل واعتقالهم حين يلزم.
الضغوط لم تعد تقتصر على حدود الجغرافيا، بل تمتد لتشمل حرية التقييد في الحركة والتواصل وحتى مع منظمات العمل الإنساني، في محاولاتٍ خبيثة لنزع المشروعية الأخلاقية عن فصائل الجهاد والمقاومة، وتأليب الشارع الفلسطيني عليها.
وفي مشهدٍ بائس، تحاول بعض الأنظمة أن تُظهر المقاومة وكأنها سبب المأساة، متناسية أن من ينتهك التفاهمات والاتفاقيات ويقصف بلا توقف ولا رحمة هو الاحتلال الصهيوني، لا من يدافع عن شعبه المظلوم والأعزل.
الإعلام العربي والخليجي تحديدًا، يقوم بالترويج لفكرة “الواقعية السياسية” وكأنها تبرر الانبطاح الكامل، بينما يتم التشكيك في نوايا المقاومة الفلسطينية وتضخيم أي تحرك عسكري في غير غزة وكأنه فعل إجرامي، فيما تغض الطرف عن الإبادة المستمرة في القطاع.
واللافت اليوم أن بعض الأنظمة العربية تحولت من شركاء مفترضين في مشروع الجهاد وتحرير فلسطين، إلى أدوات في مشروع تصفية قضيتها.
ومع ذلك، تثبت غزة كل يوم أن المقاومة ليست مجرد بندقية، هي روح وفكرة لا تموت، ومن طوق العار المفروض عليها، ستصنع نصرًا، ومن بين الركام ستكتب فجرًا جديدًا، لأن غزة هاشم لا تُخنق، فمن يضيّق عليها اليوم باسم “أمنه” أو “واقعيته السياسية”، فليقرأ التاريخ: لم ينتصر محتل، ولم يُخلّد خائن.
عبدالقوي السباعي