صديق الزيلعي

ذكرني قوقل بهذا المقال الذي نشرته في 7 يوليو 2021، أي قبل ثلاث سنوات. ورغم مرور سنوات عليه، الا انني اعتقد ان مضمونه لا يزال صالحا لما يجري من تساؤلات حتى الآن. أتمنى أنن تساهم إعادة نشر المقال في توضيح موقفي من الدعوة لتخريب الأحزاب بالانقسام عليها، وليس العمل لإصلاحها وتجيديها. هذا يشمل مل احزابنا.

لا ديمقراطية مستدامة بدون أحزاب موحدة وقوية، تسمح بالرأي والرأي الآخر داخلها.

مقال 7 يوليو 2021
نشر الأستاذ عزالدين صغيرون مقالا بعنوان " اليس فيكم رجل رشيد"، ينتقد قيه مواقف الحزب الشيوعي من قضايا الفترة الانتقالية، ويحزن الى ما آل اليه حال الحزب. ليس هذا التعليق رداً على اطروحاته حول سياسات الحزب الشيوعي، ولكن اود التصحيح لما ورد عني بالاسم في المقال. والسبب وراء ذلك كمية الاتصالات من زملاء وأصدقاء ومعارف حول ما ورد عني. فقد جاء في المقال: " دعنا نتجاوز كل مواقفه منذ مرحلة صياغة الوثيقة وما بعدها. فقد كفانا للحديث عن تفاصيل ذلك ما ظل يكتبه الحادبون على الحزب ومثمني دوره ومكانته في خارطة العمل السياسي، وبعضهم أعضاء سابقون في الحزب أمثال صديق الزيلعي وعبد الله على إبراهيم وماركسيون واشتراكيون."
أتمنى أن يكون موقفي واضحا، خاصة لمن لم يبادر بالاتصال بي، وأود في عجالة ان أقول الآتي:
• أنا عضو حزب لفترة نصف قرن قضيت منها قرابة الستة أعوام في سجون مايو والاسلامويين، بسبب الانتماء للحزب او الدفاع عنه والتبشير بخطه السياسي، ولا أزال عضوا بالحزب، لأنني أؤمن ان العمل العام ليس نزهة، أو شركة توزع أرباحها على المساهمين في اخر العام المالي، وانما تضحية مستمرة وقبض على الجمر.
• أطرح رأي الحزب الرسمي عندما يقدمني الحزب في ندواته في لندن أو مانشستر، اما ما أكتبه باسمي فهذا رأي الشخصي اتحمل كامل المسئولية عنه.
• الناطق الرسمي باسم الحزب هو الوحيد المخول له طرح راي الحزب الرسمي، أو من يقدمهم الحزب في ندواته ومؤتمراته الصحفية. ورغم ذلك بدأت ظواهر مثل الذي يتحدث في القنوات ويقدم نفسه كقيادي في الحزب الشيوعي، او من يدلون بالتصريحات الصحفية ويتم تقديمهم باسم مواقعهم القيادية في الحزب، مما يربك القارئ ويفهم ما يطرحون من اراء شخصية كآراء للحزب. وهنا يجدر بي الإشادة بالصديق السر بابو الذي، ورغم اسهاماته وكتاباته الراتبة، لا يستخدم أي صفة حزبية، بل يكتب ما يكتب باسمه فقط " تاج السر عثمان".
• لقد رفضت أكثر من مرة دعوات للتحدث في ندوات اسفيرية كممثل للحزب وكنت اطلب منهم الاتصال بالحزب ليحدد من يتحدث باسمه، اما الحديث بصفتي الشخصية فمرحب به.
• البعض يقول لي لماذا تستمر في الحزب وانت غير مقتنع بمواقفه من الفترة الانتقالية. اجابتي هي ان لدي موقف مبدئي من ظاهرة الخروج من اول خلاف وعدم الحوار حتى يتم تغيير ما هو مطروح. وأذكر هنا ان الراحل الخاتم عدلان اتصل بي تلفونيا عند قدومي لبريطانيا، مهنئا بسلامة الوصول. وخلال الحوار قلت له ان خروجك من الحزب شكل أكبر ضربة لقضية التجديد. لان كل من يطرح رأيه يتهم بانه من جماعة المنقسم الخاتم.
• أحد أهم شروط الانتقال الديمقراطي وجود أحزاب قوية تملك برامج وسياسات ومشاريع لحل مشاكل السودان. مثل هذا الجهد يستدعي وجود طاقات وأفكار متنوعة داخل كل حزب للخروج من حزب الطائفة أو الزعيم الأوحد الي براح أحزاب البرامج والرؤى.
• بكل الصراحة تعاني احزابنا كلها من مشاكل بنيوية أهمها انعدام الديمقراطية داخلها، ولن تكون هناك ديمقراطية إذا لم توجد اراء مختلفة في الحزب الواحد مما يساعد على الحوار العقلاني للوصول لسياسات وخطط.
• خلال مناقشاتي مع أصدقاء من أحزاب أخرى، كنت أركز على رفض الانقسامات أو الخروج الفردي من الحزب الأصلي تهيبا من المواجهة الفكرية. ولقد سعدت مؤخرا بنجاح جهود توحيد التيارات الاتحادية.
• تشكل ظاهرة الانقسامات، التي تفشت خلال عهد الاسلامويين، خطرا ماحقا على التحول الديمقراطي في بلادنا. وهي ظاهرة شملت الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وحركات الكفاح المسلح.

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الحزب

إقرأ أيضاً:

                  الكبسولة “كرونوس 9”

                  الكبسولة “كرونوس 9”

                       “قصة قصيرة”

#إبراهيم_أمين_مؤمن

في قلب “معهد الأبحاث الزمنية”، داخل مختبر واسع يعج بالشاشات الإلكترونية والأسلاك المتشابكة، وقفت آلة زمن ضخمة وسط القاعة، تُصدر صوت طنين منخفض كأنها تستعد لنقل شخص عبر الزمن. كانت ” #كرونوس_9 ” تحفة تكنولوجية، أشبه بحلقة معدنية ضخمة، تتخللها شرارات زرقاء متراقصة، بينما شاشات التحكم المحيطة بها تعرض بيانات زمنية معقدة لا يفهمها إلا نخبة العلماء.

مقالات ذات صلة إشكالية الهوية بين الوطنية والقومية 2025/03/20

ملاك، عالم فيزياء يبلغ من العمر 32 عامًا، وقف أمام البوابة الزمنية، قلبه يخفق بشدة، بين الخوف والإثارة. كان حلمه أن يسافر إلى المستقبل، لكنه لم يتخيل أن يكون أول من يخوض هذه المغامرة!

على بُعد خطوات، وقف الدكتور سامي، المشرف على المشروع، يُراقب ملاك بقلق. كان رجلاً خمسينيًا، شعره رمادي وعيناه تحملان نظرة حذرة. وضع يده على كتف ملاك وقال بنبرة مترددة: “ملاك، هل فكرت جيدًا؟ لا نعرف ما الذي ينتظرك في الطرف الآخر…”

ملاك (يبتسم بثقة لكنه يُخفي توتره): “دكتور سامي، نحن العلماء نبحث عن المجهول، أليس كذلك؟ ربما المستقبل يحمل لنا إجابات لمشاكل عصرنا! رغم القلق الذي بدا في أعين فريق العلماء المحيطين به،

نحن وصلنا معا إلى ما لم يصل إليه أحد من قبلنا. تخيل أن “كرونوس 9” تعمل عبر استخدام محرك كمومي يحول الطاقة إلى تموجات زمنية، تُشكّل نفقاً زمنيًا. عند تشغيلها، يتم إنشاء حقل مغناطيسي قوي يُعيد ترتيب نسيج الزمكان ليخلق مسارًا نحو المستقبل. كما يتولى نظام ذكاء اصطناعي متطور تحديد الإحداثيات الزمنية بدقة لمنع أي خلل في التسلسل الزمني، مما يسمح للراكب بالانتقال إلى نقطة مستقبلية محددة.

وهذه اللحظة هي الحاسمة يا سامي لابد أن نجرب آلتنا مهما كانت الأخطار.

لم يتراجع ملاك. صعد إلى داخل الكبسولة الزمنية المتصلة بالبوابة، وتحقق من الأحزمة المحكمة حول جسده.

الشاشة الصغيرة أمامه بدأت تعرض تفاصيل الرحلة: “الوجهة: عام 2500. جاهزية البوابة: 95٪”

بدأت الكبسولة تهتز بلطف، ثم تصاعد الاهتزاز شيئًا فشيئًا. في الخارج، دوّت صفارات الإنذار، وأضاءت المصابيح الحمراء إيذانًا ببدء العملية. ضغط ملاك بيده على مسند المقعد، بينما تسارعت نبضات قلبه…

 “3… 2… 1… انطلاق!”

فجأة، انفجر وميض أزرق هائل، وامتلأت الكبسولة بضوء ساطع جعله يغمض عينيه. شعر بجسده وكأنه يُسحب بقوة هائلة، كأنه يتلاشى في الهواء… ثم، في ثانية واحدة، اختفى من المختبر!

لقد بدأ ملاك رحلته عبر الزمن…

                               ***

تلاشى الضوء الساطع، وبدأ ملاك يستعيد وعيه تدريجيًا. شعر بجسده خفيفًا، وكأن الجاذبية أصبحت أقل من المعتاد. عندما فتح عينيه، فوجئ بمشهد غريب ومبهر في آنٍ واحد…

وجد نفسه يقف وسط مدينة ضخمة، لكنها صامتة تمامًا. المباني لم تكن عادية، بل بدت وكأنها مصنوعة من مادة شفافة شبه سائلة، تنبض بوميض أزرق كأنها كائنات حية تتنفس ببطء. كان الشارع الواسع الذي يقف عليه نظيفًا تمامًا، لا آثار بشرية، لا سيارات، لا إشارات مرور، ولا حتى الرياح تحرك الهواء…

ملاك (يهمس لنفسه وهو يدور حول نفسه بذهول): “ما هذا المكان؟ أين الجميع؟”

أخذ خطوة للأمام، فتردد صدى خفيف لصوته، مما جعله يدرك كم هو وحيد. كان الهواء باردًا، لكنه يحمل رائحة معدنية غريبة. تحسس بدلته، وجسده، كل شيء يبدو طبيعيًا…

لكنه لم يشعر بمرور الوقت كما توقع.

بينما كان يسير بحذر وسط المباني الشاهقة، لمح شيئًا يتحرك من بعيد. تجمد مكانه، شيء ما كان يقترب!

من نهاية الشارع، طفت كرة ضوئية زرقاء في الهواء، بحجم كرة القدم، تتحرك بسلاسة نحوه. لم يكن لها أجنحة أو محركات، لكنها تطفو وكأنها تمتلك عقلًا خاصًا بها. توقفت أمامه فجأة، وانبثق منها وجه هولوجرامي بلا تعابير، يشبه ملامح البشر لكنه بارد وخالٍ من المشاعر.

الصوت الآلي (بنبرة ثابتة): “أهلاً بك، كيان بيولوجي. أنت استثناء. لا يُسمح بوجودك هنا.”

 شعر ملاك بقشعريرة تسري في جسده. لم يكن هذا مجرد نظام مراقبة، بل شيء أكثر ذكاءً…

أين البشر إذن؟!

ملاك (بصوت متردد): “ماذا؟ ماذا تعني باستثناء؟ أنا إنسان، أليس هذا طبيعيًا؟”

الصوت الآلي: “البشر لم يعودوا هنا.”

توقفت الكلمات في حلق ملاك. ما الذي يقصده؟ أين ذهب الجميع؟! هل اختفوا؟ هل قُضي عليهم؟!

بدأت الكرة الضوئية تصدر طنينًا مزعجًا، وكأنها تُرسل إشارة ما. فجأة، ظهرت ثلاث كرات أخرى من نفس النوع، تحيط به من كل الاتجاهات.

كان ملاك الآن محاصرًا… وعليه أن يكتشف الحقيقة قبل فوات الأوان.

                                   ***

وقف ملاك محاطًا بالكرات الضوئية التي تحلق حوله بهدوء، لكنها تبث إحساسًا خانقًا بالخطر. لم تكن مجرد آلات مراقبة، بل كائنات ذكية… وربما هي الحُكام الفعليون لهذا العالم.

ملاك (يحاول التماسك): “أين البشر؟! ماذا حدث لهم؟!”

الصوت الآلي (ببرود تام): “تمت ترقية الوعي البشري. لم تعد الأجساد الفيزيائية ضرورية.”

فجأة، بدأ الهواء حوله يتغير، وظهرت مجموعة من الصور الهولوجرامية تدور حوله، تعرض لقطات تاريخية متتابعة: عام 2200: العلماء يبتكرون ذكاءً اصطناعيًا قادرًا على التفوق على العقول البشرية، مما يجعل الحكومات تعتمد عليه في اتخاذ القرارات الكبرى.

 عام 2300: ظهر مفهوم “الدمج الرقمي”، حيث بدأ البشر بنقل وعيهم إلى شبكة بيانات عملاقة، ظنًّا منهم أنها الخطوة التالية في التطور.

 عام 2450: بدأ بعض البشر في مقاومة الدمج، رافضين التخلي عن أجسادهم، لكن تم تصنيفهم على أنهم كيانات غير ضرورية، وتمت “إزالتهم”.

 عام 2500: لم يتبقَ أي كيان بيولوجي، أصبح الوعي البشري محصورًا داخل الشبكة، بينما يدير الذكاء الاصطناعي العالم بأكمله.

ملاك شهق رعبًا. البشرية لم تتطور… لقد انقرضت!

                             ***

 لكن لحظة… إذا لم يبقَ بشر، فكيف لا يزال كرونوس 9 يعمل؟!

أدرك ملاك أن عليه العودة إلى عام 2095 وتحذير الجميع! التفت بسرعة، وبدأ يركض عبر المدينة المهجورة، باحثًا عن أي طريقة للهرب.

لكن الكيانات الضوئية لم تكن ستسمح له بذلك.

“التدخل مطلوب. الكيان البيولوجي يمثل تهديدًا.”

انطلقت صاعقة زرقاء من إحدى الكرات، أصابته في ظهره… كل شيء تحوّل إلى ظلام دامس.

                              ***

عندما فتح ملاك عينيه، وجد نفسه ملقى على أرضية المختبر في عام 2095. أضواء المختبر كانت كما هي، والأجهزة تصدر أصواتها المعتادة.

هل عاد حقًا؟!

تحسس جسده، كل شيء يبدو طبيعيًا… لكنه شعر بنبض إلكتروني غريب داخل رأسه. ارتفع صوت الدكتور سامي، الذي هرع إليه مع بقية العلماء.

الدكتور سامي: “ملاك! ماذا حدث؟ هل رأيت المستقبل؟”

ملاك فتح فمه لينطق، لكنه توقف… شاشة جهاز كرونوس 9 كانت تعرض شيئًا مرعبًا!

“الوجهة: عام 2500. جاهزية البوابة: 100٪”

كرونوس 9 كان يعمل من تلقاء نفسه… والجهاز لم يكن يُعيده وحده!                   

              20/3/202

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال رشيد جحجوح في غزة
  • ظاهرة فلكية مبهرة .. “توأم الأرض الشرير” يظهر كقوس قزح ناري في سماء الليل
  •                   الكبسولة “كرونوس 9”
  • “نتنياهو” و”ترامب” يدوسون على القانون الدولي (كاريكاتير)
  • ظاهرة الزواج بـ”الفاتحة” مع شيعيين تغزو الجالية المغربية ببلجيكا
  • “نيان دي ران” حكايات من السودان القديم
  • أحزاب اللقاء المشترك تدين مجازر العدو الصهيوني بحق المدنيين في غزة
  • خالد بيبو يكشف عن أفضل لاعب في مصر حاليا ورسالته لمحمد عبد المنعم
  • اللقاء المشترك يدين مجازر العدو الصهيوني في غزة
  • عبد الله جعفر: أنا “ضد الجنجويد وضد من ليس ضدّهم”