سودانايل:
2024-10-06@09:02:36 GMT

المتلازمة السودانية والقوة الناعمة

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

Mugheira88@gmail.com

يرجع شيوع مصطلح القوة الناعمة الي أستاد العلوم السياسية بجامعة هارفارد و مساعد وزير الدفاع الأمريكي بيل كلنتون لاحقا جوزيف صموئيل ناي و قد عرفها / القوة الناعمة / بأنها القدرة علي تحقيق الأهداف المنشودة عن طريق الجاذبية و السحر والإقناع للتأثير في سلوك الآخر عبر الجذب و الاحتواء و ليس بمعني مفهوم القوة القائم علي الجبر و الاكراه.

وتتمثل القوة الناعمة في جملة المبادئ السائدة في مجتمع ما و مجموع القيم السامية والثقافة الجاذبة و الخصائص الأخرى الملهمة باعتبارها النموذج القادر علي التأثير في الآخرين و اتباعه طوعا و امتثالا . فأساليب الحياة المدنية الراقية و التطور الحضاري و النماء العمراني و سلوك الأفراد من دقة و نظام ولطف في التعامل والالتزام بنظافة البيئة المحيطة و أناقة الملبس والمظهر في مجتمعات معينة تندرج ضمن معني القوة الناعمة التي يكون لها التأثير و مخاطبة النفوس المتطلعة للتميز والارتقاء وكل ذلك بفضل تأثير القيم و المبادئ الثقافية و طرائق الحياة التي تصير نموذجا يحتذي .

كانت بلاد السودان و منذ العصور القديمة منطقة تلاقي و ساحة للتفاعل بين التقاليد الثقافية لأفريقيا و منطقة الشرق الأوسط و آسيه. ليس ذلك فحسب, بل أن كثيرا من علماء الأنثروبولوجي يعدون بلاد السودان أصل البشر و يستشهدون بجمجمة الجدة لوسي التي تم اكتشافها و اعتبارها أصلا لسلالة الجنس البشري في أواسط ستينيات القرن الماضي مما جعل السودان قبلة للباحثين والعلماء و صار من بعد منطقة جذب سياحي و كشفي من جميع الأجناس . و في البلاد الاسلامية و العربيةفإن اكتشاف الحقيقة التي توصل اليها العالمان البروفسيور عبد الله الطيب و البروفسيور حسن الفاتح قريب الله المدعمة بالوثائق و الوقائع بأن هجرة صحابة الرسول رضوان الله عليهم أجمعين كانت منطقيا و جغرافيا و تاريخيا الي السودان الحالي والذي هو ضمن نطاق مملكة أكسوم و التي تعرف في البلاد العربية بالحبشة , ولم تكن الهجرة الي ما يعرف اليوم بأثيوبيا . هذا الكشف الكبير جعل للسودان مكانة تأريخيه و دينية سامقة و جعلت له شأنا لدي العرب و المسلمين والعالم بأثره .
و الفنون تعد أيضا من القوة الناعمة لما لها من دور مهم في تعزيز التواصل بين الثقافات، في جميع انحاء العالم حيث أن الفن لغة عالمية تقوم بكسر أي حواجز ثقافية موجودة و تتجلّى أهمية الفن في تعميق مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الأفراد فيما يتعلّق بتاريخ أمّتهم، وغنى ثقافتهم، وسموّ مكانة ما تركوه من إرث حضاريّ يُعبّر عنهم فبعد ان قوي سلطان حضارة كوش و مروي أثرت في من حولها في الفنون الاوربية والاسيوية حتي لقد نقل الصناع الأوربيون كثيرا من الحروف المروية و استخدموها في الزخرفة كما قلدوا اشكال الأواني المعدنية والفخارية التي كان الكوشيون يصنعونها علي هيئات طيور و حيوانات صغيرة واشجار و غيرها, كذلك انتقلت صناعة النسيج و طرق الحديد والمعادن والحلي الي كثير من أنحاء المعمورة كعمليات تبادل ثقافي . و في جانب الغناء و الكلام الملحون فان الغناء السوداني قد بدأ منذ التاريخ القديم لحضارات النوبة بممالكها المختلفة ويستند الغناء في السودان على موروث ثر مستمد من الغناء الشعبي والديني الصوفي (المديح ) ومع مرور الزمن امتزجت الثقافة الأفريقية القديمة مع العربية المستحدثة حين ذاك، وكانت البداية لنشوء ما يُعرف الآن بثقافة الوسط وتكون الدولة السودانية الحديثة ليظهر الفن السوداني الخاص الذي يعبر عن وجدان شعبه ويعكس تنوع بيئاته و من ثم انتقل و أثر في كثير من البلدان العربية والأفريقية . كذلك انتشر لبس الثوب السوداني النسائي و الجلابية الرجالية في البلاد المجاورة كأثر للقوة الناعمة لما للبس السوداني من جمال و جاذبية .
أما أهم ما يميز الفرد السوداني و ثقافته في بلدان الخليج بعد نموء ظاهرة الاغتراب وتعد من أسلحة القوة الناعمة عظيمة التأثير فتتمثل في جملة من الخصائص و الميزات التي يتحلى بها الفرد السوداني علي الأقل في نظر الآخرين . فنظرة المجتمع الخليجي الي الفرد السوداني الذي يمثل بلاده و ثقافتها تقوم علي الأكبار و التقدير لأن الفرق بينهم والمجتمعات المغتربة الأخرى يكمن في أنماط السلوك والممارسة التي تشكلت وترسخت عبر سنين من التربية والثقافة في مجتمعنا السوداني . فعند تحليل سلوك الناس في مجتمع معين تجد أن الغالبية ينظرون للمبادئ التالية و علي رأسها باقة من الأخلاقيات والخصائص التي سماها أحد الباحثين الخليجين ( بالمتلازمة السودانية )- و منها الوفاء و الأمانة والمحافظة وعدم افشاء الاسرار و الكرم والشهامة و المرؤة و نظافة اللسان و التأدب فالمعلم السوداني والطبيب و السائق و الطاهي و الحارس و المحاسب و المزارع و الراعي و الحرفي مفضل علي جميع رصفائه من الجنسيات و المجتمعات الأخرى وجميع هذه السمات المميزة للشخصية السودانية تندرج و بالضرورة ضمن مفهوم القوة الناعمة و تعد من المظاهر الجاذبة و اتساع مدي القبول لدي الآخر وهي صفات و خصال و خصائص يمتلكها الفرد السوداني خلال رحلته التاريخية والثقافية ولازمته أيضا في بحثه عن الحياة الافضل في مهاجره و اغترابه و منافيه .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوة الناعمة

إقرأ أيضاً:

بعد سيطرة الجيش السوداني عليه.. ماذا تعرف عن جبل مويه بولاية سنار؟

 

 


جبل مويه بولاية سنار.. تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد أعلنت وسائل الإعلام السودانية ان الجيش السوداني سيطر على جبل مويه.

لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول أهمية تلك المنطقة التي سيطر عليها الجيش السوداني.

أهمية جبل موية 

يعتبر جبل موية أحد المواقع الجغرافية ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في ولاية سنار، شرق السودان. يتميز الجبل بموقعه الجغرافي المرتفع المطل على المناطق المحيطة، ما يجعله موقعًا عسكريًا ذا أهمية كبرى، خاصة في ظل النزاعات المسلحة التي تشهدها بعض مناطق السودان.

الأهمية العسكرية:

من الناحية العسكرية، يشكل جبل مويه نقطة استراتيجية للسيطرة على محاور الحركة والتنقل بين ولايات النيل الأبيض، الجزيرة، وسنار. السيطرة على هذا الجبل تتيح التحكم في المعابر الرئيسية والممرات الطبيعية المؤدية إلى ولايات وسط السودان، مما يجعله هدفًا عسكريًا مهمًا. إضافة إلى ذلك، الجبل يوفر ميزة تكتيكية للقوات المتمركزة عليه، حيث يمنحها رؤية شاملة للمنطقة المحيطة، ما يسهل عمليات الدفاع والمراقبة.

في النزاع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يُعد الجبل نقطة محورية في المعارك الدائرة، إذ تتيح السيطرة عليه للقوات المسلحة ميزة الوصول إلى طرق الإمداد والانسحاب. كما يُعتبر الجبل عنصرًا أساسيًا في أي محاولة لاستعادة مناطق خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

الأهمية السياسية:

على الصعيد السياسي، يعد جبل مويه رمزًا للقوة والتحكم، حيث أن السيطرة عليه تمنح الأطراف السياسية والعسكرية نفوذًا كبيرًا في إدارة الأزمة الراهنة في السودان. فالموقع الاستراتيجي للجبل يمنح من يسيطر عليه قدرة على التأثير في النزاع الدائر والتحكم في مناطق حيوية بالبلاد.

إضافة إلى ذلك، يشكل جبل مويه منطقة تقاطع بين المصالح الإقليمية والمحلية. فقد يكون محورًا أساسيًا لأي تفاهمات أو تسويات سياسية في المستقبل، خاصة أن ولاية سنار تعتبر من المناطق الزراعية الهامة التي تشكل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد السوداني. السيطرة على الجبل تمثل ضمانة لحماية وتأمين هذه المناطق من التهديدات العسكرية.

في النهاية يظل جبل موية بولاية سنار ليس مجرد موقع جغرافي عادي، بل يحمل في طياته أهمية عسكرية وسياسية كبيرة في الصراع الحالي في السودان. السيطرة عليه تعزز من النفوذ العسكري والسياسي للطرف الذي يسيطر عليه، كما تسهم في توجيه مسار الأحداث والتسويات المحتملة في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • القوة المشتركة: مدرسة الأخلاق في ميادين القتال
  • المنتخب السوداني يستعد لمباريتين حاسمتين في مواجهة غانا
  • المنتخب السوداني يستعد لمباريات حاسمة في مواجهة غانا
  • حمّاد يُعلن رفع حالة القوة القاهرة عن جميع الحقول والموانئ النفطية
  • الحركة الاسلامية السودانية وتفكيك الجيش القومي السابق والمؤسسة العسكرية السودانية
  • بعد نقل العاصمة السودانية لها.. ماذا تعرف عن منطقة عطبرة؟
  • بعد سيطرة الجيش السوداني عليه.. ماذا تعرف عن جبل مويه بولاية سنار؟
  • تحرك أفريقي وأميركي لتسريع احتواء الأزمة السودانية
  • أحداث رواندا وطلاب الجامعات السودانية
  • فوائد الفول السوداني..ما هي أبرز المعادن والفيتامينات التي يحتويها؟