الامتحانات أدوات لقياس الاهداف التربوية ومعايير لجودة التعليم
د. أحمد جمعة صديق
تعتبر الامتحانات أدوات للقياس والتحقق من انجاز الاهداف التربوية للامة، كما هي معايير للحفاظ على مدى الجودة في التعليم،إذ تقيّم الامتحانات فهم الطلاب للمادة الدراسية وتختبر قدراتهم على تطبيق المعرفة واستخدام مهاراتهم لحل المشكلات على مستوى الفرد أو الجماعة.

بالإضافة إلى ذلك، تساعد الامتحانات المعلمين على تقييم فعالية أساليب التدريس التي يتنهجونها مع طلابهم في داخل الفصول. وتتعدد الاساليب وتتنوع حسب مقتضى الظروف والملابسات التي يعيشها الدارس والمعلم معا. كما أن الاختبار الجيد يعكس جودة البرنامج او المقرر الدراسي ونجاحه بمقدار هضم الطلاب للمعارف التي درسوها وتحويلها الى مهارات.
ومن منظور أوسع، تسهم الامتحانات أيضاً في الرقابة على الجودة العامة داخل الأنظمة التعليمية. وهي تحدد المعايير للإنجاز الأكاديمي، وتوجه السياسات التعليمية، وتوفر للأطراف المعنية مثل الآباء وأصحاب العمل مقياساً موحداً لقدرات الطلاب. علاوة على ذلك، يمكن أن تحفز الامتحانات الطلاب على الدراسة والسعي نحو التميز الأكاديمي، مما يعزز بيئة تعلم تنافسية وبناءة.
وتعد الامتحانات أدوات حيوية لقياس والحفاظ على معايير الجودة في التعليم عبر عدة أبعاد مختلفة. إنها تلعب دوراً أساسياً في تقييم أداء الطلاب، وتقييم فعالية الممارسات التعليمية، وضمان جودة البرامج التعليمية، وقياس تحقيق أجندات التعليم الوطنية. ونرى في هذا المقال كيف تؤدي الامتحانات هذه الأدوار وتأثيراتها الأوسع على المشهد التعليمي.
أولاً، الامتحانات أساسية في قياس أداء الطلاب الأكاديمي وفهم الموضوعات. فهي توفر أسلوباً منظماً لتقييم مدى فهم الطلاب للمفاهيم، وقدرتهم على تطبيق المعرفة، ومهاراتهم التحليلية في حل المشكلات على مستوى الفرد أو الجماعة. فمن خلال تقييم الطلاب ومن خلال الاختبارات الموحدة أو المخصصة، تقدم الامتحانات قياساً كمياً ونوعياً لنتائج التعلم الفردية. وهذه البيانات المستفادة من نتائج الامتحانات لا تعلم الطلاب فقط عن نقاط قوتهم والمجالات التي تحتاج إلى تحسين، بل توجه المعلمين أيضاً الى صياغة استراتيجيات تعليمية تلبي بشكل أفضل احتياجات الطلاب التعليمية.
ثانياً، تعمل الامتحانات كوسيلة لتقييم أداء هيئة التدريس. يمكن أن تشير نتائج الامتحانات إلى فعالية الأساليب التعليمية المختلفة والاستراتيجيات التدريسية التي يتبعها المعلمون في داخل الفصل الدراسي، وتسلط الضوء على المجالات التي قد تحتاج إلى دعم إضافي أو تطوير مهني للمعلمين، وتسهم في تبادل أفضل الممارسات داخل المؤسسات التعليمية. هذه الردود الفعلية تساعد في تحسين جودة تجارب التعلم والتدريس للطلاب.
تساهم الامتحانات بالاضافة الى ذلك، في ضمان جودة البرامج والمناهج التعليمية. فمن خلال مواءمة محتوى الامتحان مع الأهداف التعليمية والمعايير التعليمية الوطنية، يمكن للمؤسسات التأكد من مدى توافق عروضها التعليمية مع المتطلبات والصرامة المطلوبة. تضمن هذه المواءمة أن يحصل الطلاب على تعليم شامل ومتكامل يعدّهم لمواصلة الدراسات الأكاديمية المستقبلية أو مساراتهم المهنية.
تلعب الامتحاناتؤعلاوة على ذلك، دوراً حاسماً في قياس تحقيق الأجندات والأهداف التعليمية الوطنية. فغالباً ما تستخدم الحكومات والسلطات التعليمية نتائج الامتحانات لمراقبة التقدم نحو أهداف تعليمية أوسع واشمل، مثل تحسين معدلات الأمية، وتعزيز التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واللغات الخ...، وتعزيز مهارات التفكير النقدي، أو التصدي للتفاوتات التعليمية من خلال تحليل بيانات الامتحانات على المستوى القومي.
وعلى الرغم من فوائدها الكثيرة، فإن الامتحانات ليست بدون تحديات وانتقادات. إذ يرى النقاد أن الامتحانات ذات الرهانات والتوقعات العالية كامتحانات الشهادة السودانية مثلاً قد تؤدي إلى التدريس من أجل الامتحان Teaching for Testing،مما ينتج من هذا النوع من التدريس اللجوء الى الحفظ الآلي بدلا من الفهم العميق للمادة كما يجري الآن في كثير من مؤسسات التعليم السودانية آخر العام، مع زيادة الإجهاد والقلق بين الطلاب. علاوة على ذلك، قد لا تعكس الامتحانات الموحدة بشكل كامل القدرات المتنوعة والإبداعية والمهارات العملية التي يمتلكها الطلاب. لذلك، من الضروري على الأنظمة التعليمية أن تحافظ على توازن في استخدام الامتحانات مع أشكال أخرى من التقييم، مثل التعلم القائم على المشاريع، والتقييمات الأدائية المستمرة، لتوفير تقييم شامل لقدرات وإنجازات الطلاب.
ونخلص من ذلك الى أن الامتحانات أدوات لا غنى عنها لقياس الأداء الأكاديمي، وتقييم فعالية التدريس، وضمان جودة التعليم، ومراقبة التقدم نحو أهداف التعليم الوطنية. ومع ذلك، فإنه من الضروري بالنسبة للمؤسسات التعليمية وصناع القرار أن يستعيدوا ويصقلوا ممارسات الامتحانات بشكل مستمر لمعالجة القيود التي تواجهها وتعزيز نهج التقييم المتوازن الذي يدعم تطوير الطلاب الشامل ونتائج التعلم. ومن خلال ذلك، يمكن أن تستمر الامتحانات في أن تكون أدوات قيمة لتعزيز جودة التعليم وإعداد الطلاب للنجاح في بيئة عالمية ديناميكية وتنافسية.كما يمكن ان تكون أداة فعّالة لضبط جودة ومخرجات التعليم وسيلة لمعرفة مدى تحقيق الأمة لاهدافها التربوية الوطنية العامة المتوقعة من تنفيذ الخطط والبرامج التعليمية على مستوى الدولة.





aahmedgumaa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

أساتذة كليات الطب ينددون بحملة السب التي تستهدفهم ويعتبرون تقليص سنوات الدراسة لا يمس جودة التكوين

نددت التنسيقية الوطنية للمكاتب المحلية للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكليات الطب والصيدلة وطب الاسنان باستهداف الأساتذة بالسب والشتم من بعض المنابر معتبرة أن مثل هذه التصرفات لا تتماشى مع المبادئ الأساسية لأخلاقيات المجتمع وحقوق الإنسان، كما أنها تنتهك الحرية الشخصية وحرية التعبير التي يسعى الجميع إلى حمايتها وتعزيزها.

وقالت التنسيقية أنه في إطار متابعة تطورات الوضع الراهن بخصوص ملف إصلاح الدراسات الطبية وما حصل فيه من مستجدات، وتبعا للسب والقدف الذي طال الأساتذة من بعض المنابر الغير المسؤولة عقدت التنسيقية الوطنية لأساتذة كليات الطب والصيدلة وطب الاسنان اجتماعا طارئا اليوم الجمعة.  وعلمت اليوم24″، أن مجموعة من طلبة الطب المضربين، وكذا بعض الأطباء المسيسين، هاجموا أساتذة كليات الطب، لأنهم لم يدعموا الإضراب.

وجاء في البيان أن هذا المسلسل أردنا أم لم نرد، سواء كان مقصوداً أو غير مقصود، يسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تدمير مؤسسات كليات الطب العمومية، ويجب ان يتوقف فوراً ونهائياً من أجل الحفاظ على المرفق العمومي.

وأعلن الأساتذة أن تقليص عدد سنوات الدراسة في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، لن يؤثر حتما على جودة التكوين وأنه تم إدراجه داخل مختلف الهياكل المنتخبة والتداول حوله، كما ان تقليص عدد سنوات الدراسة لا يبرر طول مدة المقاطعة وضياع السنة الدراسية.

واعتبر الأساتذة أن الشؤون البيداغوجية، مدة التكوين – طريقة التكوين – التقييم – السهر على الجودة، شأن خاص بالأساتذة الجامعيين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان ولا يسمح لأي جهة بالمزايدة عليه ويدعون الوزارة والطلبة إلى احترام هذا الاختصاص.

ودعا الأساتذة الطلبة إلى مراجعة موقفهم ومحاولة استدراك ما تبقى من مسارهم التكويني من أجل إنقاذ الطب العمومي.

 

كلمات دلالية أستاذة كليات الطب إضراب طلبة كليات الطب

مقالات مشابهة

  • 11 يومًا تفصل الطلاب عن آخر إجازة مطولة في الفصل الدراسي الأول
  • 11 يومًا تفصل الطلاب عن آخر إجازة مطولة في الفصل الدراسي الأول - عاجل
  • عن العام الدراسيّ... هذا ما قاله أحد الوزراء
  • تنسيق مشترك مع هيئة جودة التعليم لتطوير العنصر البشرى
  • حماد يناقش التحديات والعراقيل التي تعترض تطوير المنظومة التعليمية
  • أساتذة كليات الطب ينددون بحملة السب التي تستهدفهم ويعتبرون تقليص سنوات الدراسة لا يمس جودة التكوين
  • الخطة الزمنية للعام الدراسي بجامعة الإسكندرية.. «مواعيد الامتحانات»
  • منحة استثنائية من مجلس التعليم العالي التركي للطلاب الفلسطينيين في مصر
  • حبشي: لمراعاة حاجة الطلاب في المناطق الآمنة نسبيا لاستكمال عامهم الدراسي
  • موعد امتحانات نصف العام الدراسي الجديد 2024 - 2025