عربي21:
2024-10-06@08:13:42 GMT

السياسة والفن

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

مما لا شك فيه أن استخدام الفن لأغراض سياسية، يعود بعواقب وخيمة على من ارتضوا لأنفسهم أن يلعبوا هذا الدور، والأمثلة عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر قضية ميمي شكيب، وهي ظاهريا المتعارف عليها بسقوط شبكة دعارة تديرها الفنانة وفريقها من فنانات أخريات، وهذا هو ما كان شائعا إعلاميا، وبثته وألحت عليه أجهزة الإعلام المختلفة تحت شعار الفضيلة، وأنه لا يصح إلا الصحيح؛ إلى أخر هذه الشعارات التي ترضي الوعى الجمعي لرجل الشارع البسيط.



ولكن في حقيقة الأمر هذه الشبكة كانت تحت رعاية الأجهزة المعنية في فترة الرئيس جمال عبد الناصر، وكان من ضمن مهامها الإيقاع بشخصيات عربية تمهيدا للسيطرة عليهم وتوجيههم. وقد كان الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وكذلك أشرف مروان، من زوار هذا الصالون المخملي لميمي شكيب، وقد كان هيكل يرتبط بصداقة بميمي شكيب إلى جانب متابعته للضيوف الكبار المراد متابعتهم من قِبل الدولة.

واستمر هذا إلى أن جاء السادات إلى الحكم، وبالطبع خلافه مع هيكل معروف للقاصي والداني، وقد أراد السادات أن يرسل رسائل إلى هيكل بأن ما كان لن يكون، وأن السادات رجل من طراز مختلف عما قبله، ولهذا بدأ السادات بأولى رسائله إلى هيكل فطرده من رئاسة مجلس إدارة الأهرام، وبذات الوقت أفرج صحيا عن الكاتب الكبير مصطفى أمين؛ في ضربة موجعة لهيكل، ثم أتبعها بالرسالة الثانية، وهي القبض على الشبكة التي تديرها ميمي شكيب صديقة هيكل الحميمة.

وهنا نتوقف عند هذا الحدث الذي دفعت ثمنه فنانة ارتضت ووافقت أن تلعب دورا ليس لها من أجل الحصول على المزيد من المكاسب، أو أجبرت على هذا، لا أحد يعلم على وجه اليقين، ولكن مما لا شك فيه أن النتائج كانت عليها كارثية، فقد تمت المبالغة في الفضيحة من أجهزة الأعلام انتقاما من شخص هيكل.

وقد عانت ميمي شكيب ومجموعتها الكثير والكثير أثناء السجن، حتى براءتها وخروجها من السجن لتواجه شظف العيش بعد أن حوصرت وهُمشت، بل وتم إقصاؤها بمنتهى القسوة، مما استفزها وأثار غضبها، فكانت دائمة التهديد بما كان في جعبتها من أسرار وفضائح، ما أدى إلى إيداعها في مستشفى الأمراض العقلية لمدة سنة، ولكنها لم تصمت، وتضاعف غضبها وانفلاتها بالكلام، مما عجل بنهايتها المأساوية عام ١٩٨٣ بعد أن استفاق الجميع على خبر انتحارها من شرفة منزلها.

وهذه واحدة من مآسي عديدة حدثت، ومنها مع النجم يوسف فخر الدين الذي كان مرتبطا بقصة حب مع نادية سيف النصر، وهي فنانة اشتركت في كثير من الأعمال في فترة الستينيات، ولكنها كانت من ضمن المندوبات اللواتي يستعين بهن جهاز المخابرات، وبالطبع لم يكن يوسف على علم بهذا، وعندما افتضح أمرها له، استغرقته نوبة حزن شديدة، وقبل أن يستفيق منها جاءت له الصدمة التي حطمته، وهي نبأ مصرعها في حادث سير في لبنان. وبالطبع كل هذا كان له بالغ الأثر عليه، فقد لا حظ عدم ترشيحه في أعمال كما سابق عهده، وكذلك ترشيحه لأدوار تافهة تصل إلى حد الكومبارس المتكلم.

وأمام حزنه وحالته النفسية المتدهورة وحصاره بغرض اغتياله فنيا أثر نجمنا يوسف فخر الدين الابتعاد التام والنهائي والانسحاب إلى اليونان ليعمل فيها، مضمدا جراحه التي لم ولن تندمل، وهناك تزوج من أمرأة تكبره سنا، وظل في اليونان حتى رحل عن دنيانا، ومع شديد الأسف والأسى لم يدفن في مصرنا الحبيبة.

وبالطبع وكما ذكرنا، هناك العديد والعديد من هذه المآسي، ولكنها لا يكفيها مقال أو اثنان، ولهذا سنحاول أن نعرض بعضها لاحقا تحت عنوان "الهروب إلى الداخل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فنانات المخابرات مصر المخابرات فضائح الأخلاق فنانات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟

سرايا - تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عمّا أسمته "الوحل اللبناني العميق والمغرق"، وذلك بالتزامن مع عدة محاولاتٍ فاشلة قام بها الجيش الإسرائيلي بهدف التسلّل والدخول براً إلى جنوبي لبنان، متوقّعةً "جولة طويلة ومعقّدة".

وفي أبرز التحليلات التي عرضتها قناة "كان" الإسرائيلية ضمن هذا الإطار، قال اللواء في احتياط الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي سابقاً عوزي دايان، إنّ "لدى إسرائيل تجربة، بحيث يجب دائماً تذكّر ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله في لبنان".

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت ستتعلّم إسرائيل من الإخفاقات في المعارك السابقة في لبنان، قال رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، إنّه "في العام 2006، كانت هناك عملية فاشلة من ناحية عسكرية، بحيث لم يكن الجيش الإسرائيلي جاهزاً، ولم تكن لديه معلومات استخبارية جيدة عن لبنان ولا خطط جيدة بخصوصه، كما كانت تقنية القتال لديه في الحضيض".

وأضاف عميدرور أنّه "يجب، في هذه العملية، أن يكون واضحاً تماماً ما تريده الحكومة، وما هي خطط الجيش من أجل إنجاز ذلك"، مشيراً إلى أنّ "ما يقوم به الجيش حالياً يشبه العام 1978 أكثر من فترة الحزام الأمني".

وتعقيباً على ما قالته "كان" عن "التاريخ يعلّم إسرائيل ويحذّرها من أنّ الوحل اللبناني عميق ومغرق"، ورداً على سؤال عن المدة التي سيستغرقها الجيش الاسرائيلي حتى يخرج من لبنان في المرة الرابعة، قال عميدرور إنّ "إبعاد حزب الله على الأقل حتى الليطاني وعشرة كيلومترات، سيستغرق وقتاً طويلاً".

بدوره، قال غاي تسور، قائد ذراع البر سابقاً، لقناة "كان" إنّه "يمكن اخذ قرار بعدم وجود حزب الله، ولكن ممنوع القيام بذلك لوحدنا، بل يجب ضم دول لها تأثير على حكومة لبنان".

ولفت تسور إلى أنّ "تصرّف حزب الله منذ العام 1982 هو تصرّف مشابه جداً، أي إنّه لا يهرب، بل يعتمد على تمركز مع نيران من بعيد ومن أماكن استتار"، مضيفاً أنّ "الأمر لن يكون مختلفاً، وسنتكبّد أثماناً وسيسقط قتلى.. الحرب هي الحرب".

وفي السياق عينه، ذكرت "القناة الـ 13" الإسرائيلية أنّه "بعد حرب لبنان الثانية، ساد هدوء مضلل نسبي جنوبي لبنان، تعاظم خلاله حزب الله بالوسائل القتالية والأنفاق".

كذلك، ذكرت القناة أنّ "إسرائيل خرجت إلى جولة جديدة على الأراضي اللبنانية، يُتوقّع أن تكون طويلة ومعقّدة وأن تجبي أثماناً باهظة".


مقالات مشابهة

  • كندة علوش عن لبنان: “منحنا دهورًا من الجمال والفن والحب”
  • أحاديث عن السياسة.. الكذب!
  • “الشرق الأوسط: رقصة السياسة على حدود الرمال”
  • دون إجلاء عسكري.. الدول التي تحركت لإخراج مواطنيها من لبنان
  • ملامح السياسة الخارجية لرئيس سريلانكا الجديد
  • المستجدات ومنطق السياسة
  • من هم خبراء ترامب في السياسة الخارجية؟
  • بيان جديد لحزب الله عن العبوات التي استهدفت الجيش الاسرائيلي.. هذا ما جاء فيه
  • خبير سياسات دولية: بقاء إسرائيل ومستقبلها جزء من السياسة الأمريكية
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟